بحث:احنف بن قیس در تراجم و رجال

Page contents not supported in other languages.
از امامت‌پدیا، دانشنامهٔ امامت و ولایت

نسخه‌ای که می‌بینید نسخه‌ای قدیمی از صفحه‌است که توسط Ebadi (بحث | مشارکت‌ها) در تاریخ ‏۷ دسامبر ۲۰۲۰، ساعت ۱۰:۰۸ ویرایش شده است. این نسخه ممکن است تفاوت‌های عمده‌ای با نسخهٔ فعلی بدارد.

منابع رجال و تراجم شیعه

منابع اولیه

1. الرجال (طوسی)
باب من روى عن النبي عليه السلام‌[من الصحابة]

الأحنف بن قيس التميمي،

أبو بحر، سكن البصرة، اسمه الضحّاك.[۱]
2. رجال کشی(طوسی)
الاحنف بن قيس

قيل: للاحنف انك تطيل الصوم؟ قال: أعده لشر يوم عظيم، ثم قرأ " ويخافون يوما كان شره مستطيرا "[۲].

وروي أن الاحنف بن قيس وفد إلى معاوية وجارية بن قدامة والحباب بن يزيد فقال معاوية للاحنف: أنت الساعي علي أمير المؤمنين عثمان، وخاذل أم المؤمنين عائشة، والوارد الماء على علي بصفين؟ فقال: يا أمير المؤمنين من ذاك ما أعرف، ومنه ما أنكر.

أما أمير المؤمنين عثمان: فأنتم معشر قريش حصرتموه بالمدينة والدار منا عنه نازحة، وقد حصره المهاجرون، والانصار عنه بمعزل، وكنتم بين خاذل وقاتل.

وأما عائشة: فاني خذلتها في طول باع ورحب سرب، وذلك أني لم أجدفي - الاحنف بن قيس قوله: طول باع ورحب سرب الباع قد مد اليدين وما بينهما من البدن وبسط اليد بالمال، وكذلك البوع وطول الباع كناية عن المقدرة والميسرة والاقتدار والشوكة قاله صاحب الفائق والاساس والقاموس والنهاية[۳].

كتاب الله الا أن تقر في بيتها.

وأما ورودي الماء بصفين: فاني وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشا، فقام معاوية وتفرق الناس.

ثم أمر معاوية للاحنف بخمسين ألف درهم ولا صحابة بصلة، وقال للاحنف حين ودعه: حاجتك؟ قال: تدر على الناس عطياتهم وارزاقهم، فان سألت المدد أتاك منا رجال سليمة الطاعة شديدة النكاية.

وقيل: انه كان يرى رأي العلوية.

ووصل الحباب بثلاثين ألف درهم وكان يرى رأي الاموية، فصار الحباب إلى معاوية وقال يا أمير المؤمنين تعطي الاحنف ورأية رأيه خمسين ألف درهم وتطعيني ورأيي رأيي ثلاثين ألف درهم؟ فقال ياحباب اني اشتريت بها دينه، فقال الحباب: يا امير المؤمنين تشتري مني ايضا دينط ! فأتمها له والحقه بالاحنف، فلم يأت على الحباب اسبوع حتى مات ورد المال بعينه إلى معاوية، فقال الفرزدق يرثي الحباب: - وقال في الصحاح: الرحب بالضم السعة، تقول منه: فلان رحب الصدر، والرحب بالفتح الواسع تقول منه: بلد رحب وأرض رحبة[۴].

وقال: السرب بالفتح الابل، والسرب أيضا الطريق وفلان آمن في سربه بالكسر أي في نفسه، وفلان واسع السرب أي رخي البال[۵].

وفي المغرب: السر ب بالفتح في قولهم خل سربه أي طريقه، ومنه قوله اذا كان مخلي السرب، أي موسعا عليه غير مضيق عليه لا يعني: اني لم أخذلها وهي محتاجة إلى الانتصار، بل خذلتها وهي في طول باع ورحب سرب، أي في مندوحة فسيحة عن القتال وتجهيز الجيش، بأن تقرفي

أتأكل ميراث الحاب طلامة***وميراث حرب جامد لك ذايبه

أبوك وعمي يامعاوي أورثا***تراثا فيختار التراث أقاربه

ولو كان هذا الدين في جاهلية***عرفت من المولى القليل حلايبه

ولو كان هذا الامر في غير ملككم***لاديته أو غص بالماء شاربه

فكم من أب لي يامعاوي لم يكن***أبوك الذي من عبد شمس يقاربه

146 - وروت بعض العامة، عن الحسن البصري، قا ل حدثني الاحنف، ان عليا (عليه السلام) كان يأذن لبني هاشم وكان يأذن لي معهم، قال، فلما كتب اليه معاوية ان كنت تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة، فاستشار بني هاشم.

فقال له رجل منهم: انزح هذا الاسم نزحة الله، قالوا: فان كفار قريش لماكان بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبينهم ماكان، كتب هذا ماقضى عليه محمد رسول الله أهل مكة كروهوا ذلك وقالوا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك أن تطوف بالبيت، قال: فيكف اذا؟ - بيتها، موقرة مكرمة، رحبة الصدر، رخية البال، واسع السرب.

لانها لم تكن مأمورة بالمسير إلى البصرة وتجهيز الجيش والمطالبة بدم عثمان ومقاتلة علي بن أبي طالب (عليه السلام) علي ذلك، ولا مضطرة الي شئ من ذلك، بل كانت في سعة عن ذلك كله.

ومع ذلك فانها كانت في طول باع من الشوكة والمقدرة، واجتماع الجيوش وكثرة الاعوان والانصار والعددو العدد.

وأيضا خذلتها لاني لم أجد في كتاب الله الا أن تقر في بيتها اذقال عز من قائل " وقرن في بيوتكن"[۶].

قوله أو غص بالماء شاربه غصن بفتح الغين المعجمة واهمال الصاد المشددة، وشاربه بالرفع على الفاعلية

قالوا: أكتب هذا ماقضى عليه محمد بن عبدالله أهل مكة فرضي.

فقلت لذلك الرجل كلمة فيها غلظة وقلت لعلي أيها الرجل والله مالك ماقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا ما حا بيناك في بيعتنا، ولو نعلم أحدا في الارض اليوم أحق بهذا الامر منك لبايعناه ولقاتلناك معه، أقسم بالله ان محوت عنك هذا الاسم الذي دعوت الناس اليه وبايعتم عليه لايرجع اليك أبدا.[۷]

منابع ثانویه

10. الرجال (ابن‌داوود)
الاحنف بن قيس التميمي أبو بحر اسمه الضحاك ل ، ي ، ن ( كش ) قاتل مع علي عليه‌السلام بصفين ممدوح.[۸]

منابع متاخر

11. مجمع الرجال (قهپایی)
الاحنف بن قيس التميمى أبو بحر سكن البصرة، إسمه الضّحاك.[۹]
12. منهج المقال (استرآبادی)
أحنف بن قيس:

ن‌[۱۰].

و زاد ي: التميمي‌[۱۱].

ثمّ زاد ل: أبو بحر، سكن البصرة، اسمه الضحّاك‌[۱۲].

و في كش: قيل للأحنف بن قيس: إنّك تطيل الصوم؟ قال:

أعدّه لشرّ يوم عظيم، ثمّ قرأ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً[۱۳].

و روي أنّ الأحنف بن قيس وفد إلى معاوية و حارثة[۱۴] بن قدامة و الحباب‌[۱۵] بن زيد[۱۶].

فقال معاوية للأحنف: أنت الساعي على أمير المؤمنين عثمان و خاذل أمّ المؤمنين عائشة و الوارد الماء على علي بصفّين؟

فقال: يا أمير[۱۷] من ذاك ما أعرف و منه ما أنكر.

أمّا أمير المؤمنين عثمان: فأنتم معشر قريش حضرتموه‌[۱۸] بالمدينة و الدار منّا عنه نازحة، و قد حضره‌[۱۹] المهاجرون، و الأنصار عنه بمعزل، و كنتم بين خاذل و قاتل.

و أمّا عائشة: فإنّي خذلتها في طول باع و رحب سرب‌[۲۰]؛ و ذلك أنّي لم أجد في كتاب اللّه إلّا أن تقرّ في بيتها.

و أمّا ورودي الماء بصفّين: فإنّي وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشا.

فقام معاوية و تفرّق الناس، ثم أمر معاوية للأحنف بخمسين ألف درهم و لأصحابه بصلة، و قال للأحنف حين ودّعه: حاجتك؟

قال: تدرّي‌[۲۱] على الناس عطيّاتهم و أرزاقهم، فإن سألت المدد

أتاك منّا رجال سليمة الطاعة شديدة النكاية.

و قيل: إنّه كان يرى رأي العلويّة.

و وصل الحباب بثلاثين ألف درهم، و كان يرى رأي الأمويّة، فصار الحباب إلى معاوية و قال: يا أمير المؤمنين تعطي الأحنف و رأيه رأيه خمسين ألف درهم، و تعطيني و رأيي رأيي ثلاثين ألف درهم!؟ فقال: يا حباب إنّي اشتريت بها دينه، فقال الحباب:

يا أمير المؤمنين تشتري أيضا منّي ديني! فأتمّها له و ألحقه بالأحنف، فلم يأت على الحباب إسبوع حتّى مات، و ردّ المال بعينه إلى معاوية، فقال الفرزدق يرثي الحباب:

أتأكل ميراث الحباب‌[۲۲] ظلامة


و ميراث حرب جامد لك ذائبه‌


أبوك و عمّي يا معاوي أورثا


تراثا فيحتاز[۲۳] التراث أقاربه‌


و لو كان هذا الدين في جاهليّة


عرفت من المولى القليل جلايبه‌[۲۴]

و لو كان هذا الأمر في غير ملككم‌


لأدّيته‌[۲۵] أو غصّ بالماء شاربه‌


فكم من أب لي يا معاوي لم يكن‌


أبوك الّذي من عبد شمس يقاربه‌[۲۶]


و روى بعض العامّة، عن الحسن البصري قال: حدّثني الأحنف أنّ عليا عليه السّلام كان يأذن لبني هاشم، و كان يأذن لي معهم، قال: فلمّا كتب إليه معاوية: إن كنت تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة، فاستشار بني هاشم، فقال له رجل منهم: إنزح هذا الاسم الّذي نزحه اللّه، قالوا: فإنّ كفّار قريش لمّا كان بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و بينهم ما كان، كتب: هذا ما قضى عليه محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله أهل مكّة، كرهوا ذلك و قالوا: لو نعلم إنّك رسول اللّه ما منعناك أن تطوف بالبيت، قال: فكيف إذا؟ قالوا: اكتب: هذا ما قضى عليه محمّد بن عبد اللّه و أهل مكّة، فرضي.

فقلت لذلك الرجل كلمة فيها غلظة، و قلت لعلي: أيّها الرجل! و اللّه مالك ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله، إنّا ما حابيناك في بيعتنا، و لو نعلم أحدا في الأرض اليوم أحقّ بهذا الأمر منك لبايعناه و لقاتلناك معه، أقسم باللّه إن محوت عنك هذا الاسم الّذي دعوت الناس إليه و بايعتهم عليه لا يرجع إليك أبدا[۲۷].[۲۸]
13. جامع الرواة (اردبیلی)
14. نقد الرجال (تفرشی)
15. تنقیح المقال (مامقانی)
16. طرائف المقال (بروجردی)
17. شعب المقال (نراقی)
18. معجم رجال الحدیث (خویی)
19. أعیان الشیعة (محسن امین)
أبو بحر الأحنف صخر بن قيس التميمي.

كان من أصحاب أمير المؤمنين ع وأدرك عصر النبي ص ولم يره، وروى عن الحسن البصري وعروة بن الزبير وغيرهما، وشهد صفين مع علي ع أميرا وكان سيد أهل البصرة.

كان نحيل الجسم دميما قصيرا صغير الرأس خفيف العارضين قال له عمر بن الخطاب: ويحك يا أحنف لما رأيتك ازدريتك فلما نطقت قلت لعله منافق صنع اللسان فلما اختبرتك حمدتك ثم قال: هذا والله السيد، وقال الحسن البصري: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف. وكان الأحنف حليما حتى صار يضرب به المثل في الحلم، وقد قال: كنا نختلف إلى قيس بن عاصم نتعلم منه الحلم كما نختلف إلى العلماء فنتعلم منهم العلم.

وقال سفيان: ما وزن عقل الأحنف بعقل أحد إلا وزنه.

روي أن النبي ص بعث رجلا يدعو بني سعد إلى الاسلام والأحنف فيهم فجعل يعرض عليهم الاسلام فقال الأحنف: والله انه يدعو إلى خير ويأمر بالخير وما اسمع إلا حسنا وأنه ليدعو إلى مكارم الأخلاق وينهي عن ملائمها فذكر ذلك الرجل للنبي ص، مقاله فقال: اللهم اغفر للأحنف، فكان الأحنف بعد ذلك يقول: فما شئ أرجى عندي من ذلك، يعني من دعوة النبي ص، وشكا ابن أخيه وجع الضرس فقال له: ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة فما ذكرتها لأحد، وقد شهد الأحنف فتح نهاوند وفتح قاشان وسار لفتح خراسان سنة ثماني عشرة للهجرة وفي قول بعضهم سنة اثنتين وعشرين للهجرة.

لقد التجأ يزدجرد بعد هزيمة الفرس في معركة جلولاء إلى الري ثم قصد أصبهان ثم منها إلى كرمان، ثم قصد خراسان، فاتى مرو فنزلها وبنى بها بيتا للنار، فدان له من فيها من الفرس فكاتب الهرمزان وآثار أهل فارس وأهل الجبال، فنكثوا العهد، فلما قضى المسلمون على مقاومات الفرس في تلك المناطق، جاء دور خراسان، فسار الأحنف على رأس جيشه حتى دخل خراسان من الطبسين فافتتح هراة عنوة واستخلف عليها، وسار نحو مرو الشاهجان، فكتب يزدجرد وهو في مرو الروذ إلى خاقان ملك الترك والى ملك الصغد والى ملك الصين يستمدهم.

وخرج الأحنف من مرو الساهجان بعد أن وصلته امدادات أهل الكوفة ، فسار نحو مرو الروذ فلما سمع يزدجرد سار عنها إلى بلخ. ونزل الأحنف مرو الروذ، قدم أهل الكوفة إلى بلخ واتبعهم الأحنف، فالتقى أهل الكوفة بيزدجرد في بلخ فهزموه، فما لحق الأحنف باهل الكوفة الا وقد فتح الله عليهم.

وتتابع أهل خراسان ممن شذ أو تحصن على الصلح فيما بين نيسابور إلى طخرستان ممن كان في مملكة كسرى، أما الأحنف فعاد إلى مرو الروذ فنزلها واستخلف على طخارستان ربعي بن عامر التميمي.

وقد سار خاقان الترك في جنده ويزدجرد معه، فعبروا النهر إلى بلخ واضطروا جند الكوفة ان يتراجعوا منها إلى مرو الروذ، ومن بلخ تقدمت فوات خاقان وحلفائه باتجاه الأحنف في مرو الروذ، وكان الأحنف قد خرج بقواته ليلا من المدينة وعسكر خارجها. وفي الصباح جمع الناس، وقال لهم: انكم قليل وان عدوكم كثير، فلا يهولنكم، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين. ارتحلوا من مكانكم هذا، فاسندوا إلى هذا الجبل فاجعلوه في ظهوركم واجعلوا النهر بينكم وبين عدوكم، وقاتلوهم من وجه واحد. وكانت قوة الأحنف تقدر بعشرين ألفا: عشرة آلاف من أهل الكوفة وعشرة آلاف من أهل البصرة.

وأقبل الترك، فكانوا يناوشون المسلمين نهارا ويتنحون عنهم ليلا، وكان يزدجرد حين انسحب جند الكوفة من بلخ وانظموا إلى الأحنف بمرو الروذ فصل في قوة فارسية من بلخ إلى مرو الساهجان، فحصر المسلمين بها واستخرج خزائنه من موضعها.

وعلم يزدجرد بانسحاب خاقان إلى بلخ وعزمه على الانسحاب من فارس كلها إلى بلاده، فأراد أن يحمل خزائنه ويلحق بخاقان حليفه. فقال له أهل فارس: أي شئ تريد أن تصنع؟ فقال: أريد اللحاق بخاقان فأكون معه أو بالصين، فقالوا: مهلا إن هذا رأي سوء، فإنك انما تأتي قوما في مملكتهم وتدع أرضك وقومك، ولكن ارجع بنا إلى هؤلاء القوم فنصالحهم فإنهم يلون بلادنا، وان عدوا يلينا في بلادنا أحب إلينا مملكة من عدو يلينا في بلاده، ولا دين لهم ولا ندري ما وفاؤهم. فأبى عليهم وأبوا عليه، فقالوا: فدع خزائننا نردها إلى بلادنا ومن يليها ولا تخرجها من بلادنا إلى غيرها. فخالفهم يزدجرد وأصر على رأيه، فخرجوا إليه وثاروا به وقاتلوه وحاشيته واستولوا على خزائنه ففر فيمن معه إلى بلخ، فإذا خاقان سبقه إلى الانسحاب منها، فتابع فراره حتى بلغ فرغانة عاصمة الترك، فقال المسلمون للأحنف: ما ترى في اتباعهم؟ فقال: أقيموا بمكانكم ودعوهم.

وأقبل أهل فارس على الأحنف فصالحوه وعاهدوه ودفعوا إليه خزائن كسرى وأمواله، فسار الأحنف بجند الكوفة من مرو الروذ إلى بلخ فأنزلهم بها ثم عاد إلى مقر قيادته في مرو الروذ.

ونكث أهل فارس العهد بعد عمر بن الخطأ ب، فلما استعاد عبد الله بن عامر فتح بعض أرض فارس في أيام عثمان بن عفان، غزا خراسان وعلى مقدمته الأحنف فاتى الطبسين وهما حصنان وبابا خراسان فصالحه أهلهما، فسار إلى قهستان فلقيه أهلها وقاتلهم حتى ألجأهم إلى حصنهم، فقدم عليها عبد الله بن عامر وصالح أهلها.

ووجه ابن عامر الأحنف إلى طخارستان، فاتى الموضع الذي يقال له: قصر الأحنف، وهو حصن مرو الروذ وله رستاق عظيم يعرف برستاق الأحنف فحصر الأحنف أهله فصالحوه على ثلاثمائة ألف درهم. ومضى الأحنف إلى مرو الروذ فصالح أهلها بعد قتال شديد، وسير الأحنف سرية فاستولت على رستاق بغ وصالحت أهله.

وجمع له أهل طخارستان، فاجتمع أهل الجوزجان والطالقان والفارياب ومن حولهم، فبلغوا ثلاثين ألفا، وجاءهم أهل الصغانيان وهم من الجانب الشرقي من نهر جيحون، فالتقوا واقتتلوا، فحمل ملك الصغانيان على الأحنف فانتزع الأحنف الرمح من يده وقاتل قتالا شديدا، فانهزم الفرس وحلفاؤهم فطاردهم المسلمون وألحقوا بهم خسائر فادحة بالأرواح.

ولحق بعض العدو بالجوزجان فوجه إليهم الأحنف الأقرع بن حابس التميمي في خيل، وأوصى قومه بني تميم بقوله: يا بني تميم، تحابوا وتباذلوا تعدل أموركم، وابدأوا بجهاد بطونكم وفروجكم يصلح لكم دينكم، ولا تغلوا يسلم لكم جهادكم، فسارع الأقرع ولقي العدو بالجوزجان، فكانت بالمسلمين جولة ثم عادوا فهزموا عدوهم وفتحوا الجوزجان عنوة.

واستعاد الأحنف فتح الطالقان صلحا وفتح الفارياب، ثم سار إلى بلخ وهي مدينة طخارستان فصالحه أهلها أيضا، فسار إلى خوارزم وهي على نهر جيحون، فلم يقدر عليها، فاستشار أصحابه فأشاروا عليه بالعودة إلى بلخ.

وهكذا استعاد الأحنف فتح خراسان ثانية.

ولما قدم علي بن أبي طالب ع البصرة، أتاه الأحنف فقال: ان قومنا بالبصرة يزعمون انك ان ظهرت عليهم غدا قتلت رجالهم وسبيت نساءهم. فقال علي: ما مثلي يخاف هذا منه، وهل يحل هذا الا لمن تولى وكفر، وهم قوم مسلمون، فقال الأحنف:

اختر مني واحدة من اثنتين: اما ان أقاتل معك، واما ان اكف عنك عشرة آلاف سيف، فقال علي: اكفف عنا عشرة آلاف سيف، فرجع إلى الناس ودعاهم إلى القعود واعتزل بهم.

وصفه وكان يطأ على وحشي رجله، ولذا قيل له: الأحنف. وكان أعور ذهبت عينه عند فتح سمرقند، وقيل: بل ذهبت عينه بالجدري. وكان متراكب الأسنان، صغير الرأس، مائل الذقن، قصيرا دميما له بيضة واحدة، ناتئ الوجنة باخع العينين، خفيف العارضين وكان ثطا يعني كوسجا وكان رهطه يقولون: وددنا اننا اشترينا للأحنف لحية بعشرة آلاف.

وكان يهتم بقيافته فيرتدي مطرف خز وعمامة من خز، وكان صديقا لمصعب بن الزبير فوفد عليه بالكوفة ومصعب يومئذ وال عليها، فتوفى الأحنف عنده بالكوفة سنة سبع وستين للهجرة 686 م عن سبعين سنة، أي انه ولد سنة ثلاث قبل الهجرة 619 م وصلى عليه مصعب بن الزبير ومشى راجلا بين رجلي نعشه بغير رداء، وقال في تأبينه: هذا سيد أهل العراق، وقال أيضا: اليوم ذهب الحزم والرأي. ودفن بالثوية.

من اخباره وكان الأحنف من دهاة العرب. قال الأحنف لعلي ع يبدي رأيه في أبي موسى الأشعري: يا أمير المؤمنين، ان أبا موسى الأشعري رجل يماني وقومه مع معاوية، فابعثني معه، فوالله لا يحل لك عقدة الا عقدت لك أشد منها، فان قلت: اني لست من أصحاب رسول الله ص، فابعث ابن عباس وابعثني معه.

ولكن الخوارج كانوا قد أبو الا أبا موسى.

ولما أراد أمير المؤمنين ع المسير إلى صفين كتب إلى عامله على البصرة عبد الله بن عباس ان يشخص إليه أهل البصرة فجمعهم ابن عباس وخطبهم وذكرهم فضل أمير المؤمنين ع ورغبهم في الجهاد معه فقام الأحنف بن قيس فقال نعم والله لنجيبنك ولنخرجن معك على العسر واليسر والرضى والكره نحتسب في ذلك الخير ونامل من الله العظيم من الاجر فكان الأحنف على تميم وضبة والرباب.

ولما عزم أمير المؤمنين على الخروج إلى صفين قدم عليه الأحنف بن قيس في جماعة فتكلم الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ان تك سعد لم تنصرك يوم الجمل فإنها لم تنصر عليك وقد عجبوا أمس ممن نصرك وعجبوا اليوم ممن خذلك لأنهم شكوا في طلحة والزبير ولم يشكوا في معاوية وعشيرتنا بالبصرة فلو بعثنا إليهم فقدموا إلينا فقاتلنا بهم العدو وانتصفنا بهم وأدركوا اليوم ما فاتهم أمس فقال علي للأحنف اكتب إلى قومك فكتب إلى بني سعد: اما بعد فإنه لم يبق أحد من بني تميم الا وقد شقوا برأي سيدهم غيركم وعصمكم الله برأيي لكم حتى نلتم ما رجوتم وأمنتم ما خفتم وأصبحتم متقطعين من أهل البلاء لاحقين باهل العافية واني أخبركم انا قدمنا على تميم الكوفة فأخذوا علينا بفضلهم مرتين بمسيرهم إلينا مع علي وأجابتهم إلى المسير إلى الشام فاقبلوا إلينا ولا تتكلوا عليهم.

وقال الأحنف بن قيس لعائشة يوم الجمل يا أم المؤمنين هل عهد إليك رسول الله ص هذا المسير قالت اللهم لا، قال فهل وجدته في شئ من كتاب الله جل ذكره قالت ما نقرأ الا ما تقرأون قال فهل رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام استعان بشئ من نسائه إذا كان في قلة والمشركون في كثرة قالت اللهم لا، قال الأحنف فإذا ما هو ذنبنا.

وقال الحسن البصري: تقلدت سيفي وذهبت لانصرام المؤمنين فلقيني الأحنف فقال إلى أين تريد فقلت انصرام المؤمنين فقال والله ما قاتلت مع رسول الله المشركين فكيف تقاتل معها المؤمنين قال: فرجعت إلى منزلي ووضعت سيفي.

ولما نصب معاوية ابنه يزيد لولاية العهد أقعده في قبة حمراء وجعل الناس يسلمون على يزيد حتى جاء رجل ففعل ذلك ثم رجع إلى معاوية فقال يا أمير المؤمنين: اعلم انك لو لم تول هذا أمور المسلمين لأضعتهم فقال معاوية للأحنف وقد رآه ساكتا ما لك لا تقول يا أبا بحر فقال الأحنف أخاف الله ان كذبت وأخافكم ان صدقت فقال معاوية جزاك الله خيرا عما تقول فلما خرج الأحنف لقيه الرجل المنافق بالباب وقال له يا أبا بحرا اني لأعلم ان هذا من شرار خلق الله تعالى ولكن في أيديهم خزائن الأموال فلسنا نطمع في اخراجها الا بما سمعت فقال الأحنف يا هذا أمسك عليك دينك فان ذا الوجهين خليق الا يكون عند الله وجيها.

ودخل الأحنف وجماعة من أهل العراق يوما على معاوية فقال له معاوية: أنت الشاهر علينا السيف يوم صفين ومخذل الناس عن أم المؤمنين؟ فقال له: يا معاوية لا تذكر ما مضى منا ولا ترد الأمور على أدبارها والله ان القلوب التي أبغضناك بها يومئذ لفي صدورنا وان السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا، والله لا تمد إلينا شبرا من غدر الا مددنا إليك ذراعا من ختر.

وكان الأحنف يوما عند معاوية فدخل رجل من أهل الشام فقام خطيبا فكان آخر كلامه ان سب عليا ع فاطرق الناس فتكلم الأحنف وقال مخاطبا لمعاوية:

ان هذا القائل ما قال لو يعلم أن رضاك في شتم الأنبياء والمرسلين لما توقف عن شتمهم فاتق الله ودع عنك عليا فقد لقي ربه بأحسن ما عمل عامل، كان والله المبرز في سبقه الطاهر في خلقه الميمون النقيبة العظيم المصيبة اعلم العلماء واحلم الحلماء وأفضل الفضلاء وصي خير الأنبياء فقال معاوية: لقد أغضيت العين على القذى وقلت بما لا ترى وأيم الله لتصعدن المنبر فتلعنه طوعا أو كرها فقال: ان تعفيني فهو خير لك فوالله لا يجري به لساني ابدا فقال: لا بد ان تركب المنبر وتلعن عليا فقال: إذن والله لأنصفنك وأنصفن عليا: قال: تفعل ماذا؟ قال: احمد الله وأصلي وأثني على نبيه ص وأقول: أيها الناس ان معاوية امرني ان ألعن عليا وان عليا ومعاوية اقتتلا وأذعن كل منهما انه كان مبغيا على أحدهما وعلى فئته فإذا دعوت فامنوا على دعائي ثم أقول: اللهم العن أنت وملائكتك وأنبياؤك ورسلك وجميع خلقك الباغي منهما على الآخر والعن اللهم الفئة الباغية على الفئة المبغي عليها آمين رب العالمين اللهم العنهم لعنا وبيلا وجدد العذاب عليهم بكرة وأصيلا، قال معاوية بل أعفيناك يا أبا بحر.

وقال معاوية يوما لجلسائه: ألستم تعلمون كتاب الله؟ قالوا: بلى فتلا قوله تعالى: وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم فقال: كيف تلومونني بعد هذا؟ فقام الأحنف فقال: ما نلومك على ما في خزائن الله انما نلومك على ما انزل الله لنا من خزائنه فأغلقت عليه بابك فسكت معاوية ولم يحر جوابا.

أقوال له قيل للأحنف وقد رأى مسيلمة الكذاب كيف هو فقال ما هو بنبي صادق ولا بمتنبئ حاذق وفي أمالي المرتضى قال الأحنف بصفين أغبوا الرأي فان ذلك يكشف لكم عن محضه قال ويقال ان معاوية استشار الأحنف بن قيس في عقد البيعة لابنه يزيد فقال أنت اعلم بليله ونهاره.

وقال رجل للأحنف لا أبالي أهجيت أم مدحت فقال استرحت من حيث تعب الكرام. وقال الأحنف رب ملوم لا ذنب له.

وقال: ثلاث ليس فيهن انتظار الجنازة إذا وجدت من يحملها والأيم إذا أصبت لها كفؤا، والضيف إذا نزل لم ينتظر له الكفلة.[۳۵]
20. مستدرکات علم رجال (نمازی)
21. قاموس الرجال (شوشتری)
  1. طوسی، محمد بن حسن، الرجال، ج1، ص26.
  2. سورة الانسان: 7.
  3. زمخشری، جار الله، أساس البلاغة ص 54 والقاموس 3 / 7 والنهاية 1 / 174 .
  4. الصحاح: 1 / 134 .
  5. فارابی، اسماعیل بن حماد، الصحاح: 1 / 146 .
  6. سورة الاحزاب: 33 .
  7. طوسی، محمد بن حسن، اختیار معرفة الرجال، ج1، ص304-307.
  8. الحلی، ابن داود، الرجال، ج1لإ ص46.
  9. قهپایی، عنایة الله، مجمع الرجال، ج1، ص177.
  10. طوسی، محمد بن حسن، الرجال: 93/ 1.
  11. طوسی، محمد بن حسن، الرجال: 57/ 6.
  12. طوسی، محمد بن حسن، الرجال: 26/ 61.
  13. سورة الإنسان: 7.
  14. في المصدر: و جارية. الصواب: جارية بن قدامة، و هو عمّ الأحنف، و قيل: ابن عمّه. منه قدّس سرّه.
  15. في المصدر هنا و في الموارد الآتية: الخبات( الحباب خ ل).
  16. في المصدر: يزيد، و في حواشي النسخ: يزيد( خ ل).
  17. ما أثبتناه من« ش» و« ط»، و في بقيّة النسخ و المصدر: يا أمير المؤمنين.
  18. في« ت» و« ض» و الحجريّة و المصدر: حصرتموه، و في مجمع الرجال 1: 175 نقلا عن الكشّي كما في المتن.
  19. في الحجريّة و المصدر: حصره، و في مجمع الرجال نقلا عن الكشّي كما أثبتناه.
  20. قال السيّد الداماد معلّقا على هذه العبارة- بعد أن نقل عن الصحاح أنّ معنى الرحب: الواسع، و السرب: الطريق-: يعني إنّي لم أخذلها و هي محتاجة إلى الانتصار، بل خذلتها و هي في طول باع و رحب سرب، أي: في مندوحة فسيحة عن القتال و تجهيز الجيش. انظر الصحاح 1: 134 و 146 و تعليقة اختيار معرفة الرجال 1: 304.
  21. في« ر» و« ع» و المصدر: تدرّ.- أي: تكثر و تزيد. محمّد أمين الكاظمي.
  22. في ديوان الفرزدق: الحتات.
  23. ما أثبتناه من« ر» و« ش» و« ع» و ديوان الفرزدق، و في بقيّة النسخ و رجال الكشّي: فيختار.
  24. كذا في النسخ، و في المصدر و ديوان الفرزدق: حلايبه.
  25. في الديوان: لأبديته.
  26. انظر ديوان الفرزدق 1: 45.
  27. طوسی، محمد بن حسن، اختیار معرفة الرجال: 90/ 145.
  28. استرآبادی، محمد، منهج المقال، ج2، ص232-235.
  29. جامع الرواة
  30. نقد الرجال
  31. تنقیح المقال
  32. طرائف المقال
  33. شعب المقال
  34. معجم رجال الحدیث
  35. امین، محسن، اعیان الشیعة، ج7، ص383-385.
  36. مستدرکات علم رجال
  37. قاموس الرجال