پرش به محتوا

اسید بن صفوان سلمی در حدیث: تفاوت میان نسخه‌ها

جز
جز (جایگزینی متن - '\=\=\sمنابع\s\=\=↵\{\{منابع\}\}↵\*(.*)↵↵\=\=' به '== منابع == {{منابع}} *$1 {{پایان منابع}} ==')
خط ۴۴: خط ۴۴:
===[[البحر الزخار (کتاب)|البحر الزخار]] ([[البزار]])===
===[[البحر الزخار (کتاب)|البحر الزخار]] ([[البزار]])===
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِیُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ یَزِیدَ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْرِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجَوْهُ بِثَوْبٍ، فَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا، وَخُلُقًا وَسَمْتًا، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ فَسَمَّاکَ فِی کِتَابِهِ صَدِیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ مُحَمَّدٌ، وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَکْرٍ وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، وَالْمُنَزِّلُ عَلَیْهِ السَّکِینَةَ رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْبَةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ، حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوَیْتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مَنَاهِجَ رَسُولِهِ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا کُنْتَ أَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَکُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینَّا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. کُنْتَ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا وَکُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذَا صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، ونَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخَصْبًا، فُطِرْتَ بِغِنَاهَا، وَقِرْتَ بِحِمَاهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَقْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: أَمَنَّ النَّاسُ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا عَظِیمًا عِنْدَ الْمُسْلِمِینَ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ ضَعِیفٌ حَتَّی یُؤْخَذَ مِنْهُ الْحَقُّ، وَالْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ قَوْلُکَ فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْجَنَّةِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَزَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ فَإِنَّا لِلَّهَ، وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ , رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ , فَلَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عُدَّةً وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا , وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا , فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ , وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ , وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ , قَالَ: وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی قَضَی کَلامَهُ ثُمَّ بَکَی أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ".}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِیُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ یَزِیدَ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْرِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجَوْهُ بِثَوْبٍ، فَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا، وَخُلُقًا وَسَمْتًا، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ فَسَمَّاکَ فِی کِتَابِهِ صَدِیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ مُحَمَّدٌ، وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَکْرٍ وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، وَالْمُنَزِّلُ عَلَیْهِ السَّکِینَةَ رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْبَةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ، حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوَیْتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مَنَاهِجَ رَسُولِهِ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا کُنْتَ أَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَکُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینَّا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. کُنْتَ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا وَکُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذَا صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، ونَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخَصْبًا، فُطِرْتَ بِغِنَاهَا، وَقِرْتَ بِحِمَاهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَقْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: أَمَنَّ النَّاسُ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا عَظِیمًا عِنْدَ الْمُسْلِمِینَ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ ضَعِیفٌ حَتَّی یُؤْخَذَ مِنْهُ الْحَقُّ، وَالْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ قَوْلُکَ فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْجَنَّةِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَزَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ فَإِنَّا لِلَّهَ، وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ , رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ , فَلَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عُدَّةً وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا , وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا , فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ , وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ , وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ , قَالَ: وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی قَضَی کَلامَهُ ثُمَّ بَکَی أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ".}}
===[[الشریعة (کتاب)|الشریعة]] ([[الآجری ]])===
===[[الشریعة (کتاب)|الشریعة]] ([[الآجری]])===
*{{متن حدیث|أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِیَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِیُّ، وَحَدَّثَنِی أَبُو بَکْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِیُّ وَیُعْرَفُ بِابْنِ زَاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِی الْهَیْثَمِ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَنِی عُمَرُ بْنُ أَیُّوبَ السَّقَطِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ عَلَیْهِ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ کَیَوْمِ قَبْضِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا مُسْرِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، وَأَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَأَنِیسَهُ وَمُسْتَراحَهُ وَثِقَتَهُ وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمُشَاوَرَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَسَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً فِی دَیْنِ اللَّهِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَمَنَّهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَفْضَلَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ هَدْیًا وَسَمْتًا وَرَحْمَةً وَفَضْلا، أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ خَیْرًا، کُنْتَ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ فِی کِتَابِهِ وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَکْرٍ، وَاسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَأَقَمْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، وَصَاحِبُهُ فِی الْغَارِ وَالْمُنْزَلُ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخِلْفَتُهُ فِی دَیْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلافَةِ، حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ فَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ، فَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَقَوِیتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَکَبْتِ الْکَافِرِینَ وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ وَفِسْقِ الْفَاسِقِینَ وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ إِذْ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورٍ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوکَ فَهُدُوا مَا کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَأَکْثَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ نَفْسًا وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عَمَلا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَآخِرًا حِینَ فُتِنُوا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا حِینَ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، حَمَلَتْ أَثْقَالَ مَا ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، تَعْلَمُ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ فَظَفَرُوا، وَنَالُوا مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأُنْسًا وَحِصْنًا، فطرت بِعَبَائِهَا وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَلَمْ یَزِعْ قَلْبُکَ وَلَمْ یَجْبُنْ، کُنْتَ وَاللَّهِ کَالْجَبَلِ تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنُّ النَّاسِ عِنْدَهُ فِی صُحْبَتِهِ " وَکَمَا قَالَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمَرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، جَلِیلا فِی أَعْیَنِ النَّاسِ، کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ " لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ عِنْدَکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکُمْ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ تَبَارَکَ وَتَعَالَی وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، أَمَرُکَ حِلْمٌ وَجَزْمٌ، وَرَأَیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعُسَیْرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُسْلِمُونَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَیْتَ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجُلِّلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیئَتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمَرَهُ، وَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَحِرْزًا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ فِئَةً وَحِصْنًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَکَظًّا وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ بَکَوْا حَتَّی عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.}}
*{{متن حدیث|أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِیَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِیُّ، وَحَدَّثَنِی أَبُو بَکْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِیُّ وَیُعْرَفُ بِابْنِ زَاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِی الْهَیْثَمِ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَنِی عُمَرُ بْنُ أَیُّوبَ السَّقَطِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ عَلَیْهِ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ کَیَوْمِ قَبْضِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا مُسْرِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، وَأَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَأَنِیسَهُ وَمُسْتَراحَهُ وَثِقَتَهُ وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمُشَاوَرَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَسَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً فِی دَیْنِ اللَّهِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَمَنَّهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَفْضَلَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ هَدْیًا وَسَمْتًا وَرَحْمَةً وَفَضْلا، أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ خَیْرًا، کُنْتَ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ فِی کِتَابِهِ وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَکْرٍ، وَاسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَأَقَمْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، وَصَاحِبُهُ فِی الْغَارِ وَالْمُنْزَلُ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخِلْفَتُهُ فِی دَیْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلافَةِ، حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ فَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ، فَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَقَوِیتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَکَبْتِ الْکَافِرِینَ وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ وَفِسْقِ الْفَاسِقِینَ وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ إِذْ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورٍ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوکَ فَهُدُوا مَا کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَأَکْثَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ نَفْسًا وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عَمَلا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَآخِرًا حِینَ فُتِنُوا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا حِینَ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، حَمَلَتْ أَثْقَالَ مَا ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، تَعْلَمُ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ فَظَفَرُوا، وَنَالُوا مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأُنْسًا وَحِصْنًا، فطرت بِعَبَائِهَا وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَلَمْ یَزِعْ قَلْبُکَ وَلَمْ یَجْبُنْ، کُنْتَ وَاللَّهِ کَالْجَبَلِ تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنُّ النَّاسِ عِنْدَهُ فِی صُحْبَتِهِ " وَکَمَا قَالَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمَرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، جَلِیلا فِی أَعْیَنِ النَّاسِ، کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ " لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ عِنْدَکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکُمْ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ تَبَارَکَ وَتَعَالَی وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، أَمَرُکَ حِلْمٌ وَجَزْمٌ، وَرَأَیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعُسَیْرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُسْلِمُونَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَیْتَ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجُلِّلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیئَتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمَرَهُ، وَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَحِرْزًا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ فِئَةً وَحِصْنًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَکَظًّا وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ بَکَوْا حَتَّی عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.}}
===[[معرفة الصحابة (کتاب)|معرفة الصحابة]] ([[أبی نعیم]])===
===[[معرفة الصحابة (کتاب)|معرفة الصحابة]] ([[أبی نعیم]])===
خط ۵۳: خط ۵۳:
===[[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (کتاب)|شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة]] ([[للالکائی]])===
===[[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (کتاب)|شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة]] ([[للالکائی]])===
*{{متن حدیث|أنا عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبِی، قَالَ: نا أَبُو الْعَوَّامِ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ وَدُهِشَ الْقَوْمُ، کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ نَفْسًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًی، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْبَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً , وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفِعْلا، أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , جَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا , صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳: مُحَمَّدٌ، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳: أَبُو بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ یَخْلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ ثَانِیَ اثْنَیْنِ، وَصَاحِبَهُ وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ , کُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا تُنَازِعُ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَصِغَرِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْمُنَافِقِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، قُمْتَ بِالأُمَّةِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ قُوَّةً، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَنَهُمْ مَنْطِقًا، أَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا , کُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیَا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَأَخِیرًا حِینَ أَقْبَلُوا , کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، فَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا أَدْرَکْتَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا؛ فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، أَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلِلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَّاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، کَبِیرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ , بَیَانُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِیَتِ النِّیرَانُ، فَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ؛ فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا؛ فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ؛ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ , رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّیْنِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ عِزًّا وَفَیْئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا؛ فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ، ثُمَّ بَکَی أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.}}
*{{متن حدیث|أنا عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبِی، قَالَ: نا أَبُو الْعَوَّامِ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ وَدُهِشَ الْقَوْمُ، کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ نَفْسًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًی، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْبَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً , وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفِعْلا، أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , جَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا , صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳: مُحَمَّدٌ، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳: أَبُو بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ یَخْلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ ثَانِیَ اثْنَیْنِ، وَصَاحِبَهُ وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ , کُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا تُنَازِعُ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَصِغَرِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْمُنَافِقِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، قُمْتَ بِالأُمَّةِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ قُوَّةً، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَنَهُمْ مَنْطِقًا، أَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا , کُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیَا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَأَخِیرًا حِینَ أَقْبَلُوا , کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، فَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا أَدْرَکْتَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا؛ فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، أَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلِلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَّاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، کَبِیرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ , بَیَانُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِیَتِ النِّیرَانُ، فَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ؛ فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا؛ فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ؛ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ , رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّیْنِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ عِزًّا وَفَیْئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا؛ فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ، ثُمَّ بَکَی أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.}}
===[[فوائد ابن حمکان (کتاب)|فوائد ابن حمکان]] ([[ الضیاء المقدسی]])===
===[[فوائد ابن حمکان (کتاب)|فوائد ابن حمکان]] ([[الضیاء المقدسی]])===
*{{متن حدیث|أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی بْنِ بَرَکَةَ، إِذْنًا، أَنَّ أَبَا بَکْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْبَاقِی بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِیُّ، أَخْبَرَهُ قِرَاءَةً عَلَیْهِ، قَالَ: أنبا الشَّرِیفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْمُهْتَدِی بِاللَّهِ، قَالَ: أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْمُقْرِئُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، قَالا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، قثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْمَدَنِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانٍ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلامُ بَاکِیًا مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبُوَّةِ. حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَأَنِیسَهُ، وَمُسْتَرَاحَهُ وَثِقَتَهُ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمَشُورَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًی فِی دِینِ اللَّهِ، وَأَحَوْطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَمَنَّهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَعْظَمَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَرَحْمَةً وَفَضْلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإِسْلامِ خَیْرًا، کُنْتَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبُوهُ , فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ وَصَاحِبُهُ فِی الْغَارِ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخَلِیفَتَهُ فِی دِینِ اللَّهِ وَأُمَّتِهِ، أَحْسَنَ خِلافَةً حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ، فَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَّزْتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ إِذْ هَمُّوا، کُنْتَ خَلِیفَةَ رَسُولِِِِِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا لَمْ تَنُازِعْ، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَکَیْدِ الْکَافِرِینَ وَکُرْهِ الْحَاسِدِینِ وَضَغْنِ الْفَاسِقِینَ وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ قَعَدُوا، تَبِعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَکْرَمَهُمْ رَأْیًا، وَأَسْمَحَهُمْ نَفْسًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عِلْمًا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا , أَوَّلا حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَآخِرًا حِینَ أَقْبَلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا بِعِلْمِکَ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ حِینَ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ أَثَارَ مَا طَلَبُوا، وَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ فَظَفِرُوا، فَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأَنَسًا وَحِصْنًا، فَظَفِرْتَ وَاللَّهِ بِغِنَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَدْرَکْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، وَکُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی أَعْیُنِ الْمُؤْمِنِینَ کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکَ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ بِحُکْمٍ، وَأَمْرُکَ حَتْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نَهَجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأَطْفَأْتَ النِّیرَانَ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ بِکَ الإِیمَانُ، وَسُدْتَ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِینَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَیْتَهُ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، سَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، فُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهُدَّتْ مُصِیبَتُکَ........ ".}}
*{{متن حدیث|أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی بْنِ بَرَکَةَ، إِذْنًا، أَنَّ أَبَا بَکْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْبَاقِی بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِیُّ، أَخْبَرَهُ قِرَاءَةً عَلَیْهِ، قَالَ: أنبا الشَّرِیفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْمُهْتَدِی بِاللَّهِ، قَالَ: أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْمُقْرِئُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، قَالا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، قثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْمَدَنِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانٍ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلامُ بَاکِیًا مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبُوَّةِ. حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَأَنِیسَهُ، وَمُسْتَرَاحَهُ وَثِقَتَهُ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمَشُورَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًی فِی دِینِ اللَّهِ، وَأَحَوْطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَمَنَّهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَعْظَمَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَرَحْمَةً وَفَضْلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإِسْلامِ خَیْرًا، کُنْتَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبُوهُ , فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ وَصَاحِبُهُ فِی الْغَارِ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخَلِیفَتَهُ فِی دِینِ اللَّهِ وَأُمَّتِهِ، أَحْسَنَ خِلافَةً حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ، فَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَّزْتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ إِذْ هَمُّوا، کُنْتَ خَلِیفَةَ رَسُولِِِِِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا لَمْ تَنُازِعْ، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَکَیْدِ الْکَافِرِینَ وَکُرْهِ الْحَاسِدِینِ وَضَغْنِ الْفَاسِقِینَ وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ قَعَدُوا، تَبِعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَکْرَمَهُمْ رَأْیًا، وَأَسْمَحَهُمْ نَفْسًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عِلْمًا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا , أَوَّلا حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَآخِرًا حِینَ أَقْبَلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا بِعِلْمِکَ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ حِینَ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ أَثَارَ مَا طَلَبُوا، وَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ فَظَفِرُوا، فَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأَنَسًا وَحِصْنًا، فَظَفِرْتَ وَاللَّهِ بِغِنَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَدْرَکْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، وَکُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی أَعْیُنِ الْمُؤْمِنِینَ کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکَ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ بِحُکْمٍ، وَأَمْرُکَ حَتْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نَهَجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأَطْفَأْتَ النِّیرَانَ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ بِکَ الإِیمَانُ، وَسُدْتَ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِینَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَیْتَهُ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، سَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، فُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهُدَّتْ مُصِیبَتُکَ........ ".}}
===[[الأحادیث المختارة (کتاب)|الأحادیث المختارة]] ([[الضیاء المقدسی]])===
===[[الأحادیث المختارة (کتاب)|الأحادیث المختارة]] ([[الضیاء المقدسی]])===
خط ۶۴: خط ۶۴:
*{{متن حدیث|وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ: مَا أَخْبَرَهُ بِهِ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِمُرْسِیَّةَ فِی سَنَةِ ۵۰۸، عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِقِیِّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِیُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّیَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، قَالا: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ الْمَخْرَمِیُّ، نَا عُمَرَ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَا الْقَاضِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، وَإِسْمَاعِیلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُجِّیَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ "، وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِیثٍ أَسْنَدَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ فِی الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِیفِهِ، وَسَمِعْتُ جَمِیعَهُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِیَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِی سَنَةِ ۶۰۹، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ، عَنْ أَبِی عَلِیٍّ، وَهُوَ عِنْدِی بِخَطِّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَیَرْوِیهِ أَیْضًا عَنِ الْبَاجِیِّ، وَالْعُذْرِیِّ، وَجَمِیعًا عَنْ أَبِی ذَرٍّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ.}}
*{{متن حدیث|وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ: مَا أَخْبَرَهُ بِهِ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِمُرْسِیَّةَ فِی سَنَةِ ۵۰۸، عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِقِیِّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِیُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّیَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، قَالا: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ الْمَخْرَمِیُّ، نَا عُمَرَ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَا الْقَاضِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، وَإِسْمَاعِیلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُجِّیَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ "، وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِیثٍ أَسْنَدَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ فِی الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِیفِهِ، وَسَمِعْتُ جَمِیعَهُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِیَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِی سَنَةِ ۶۰۹، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ، عَنْ أَبِی عَلِیٍّ، وَهُوَ عِنْدِی بِخَطِّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَیَرْوِیهِ أَیْضًا عَنِ الْبَاجِیِّ، وَالْعُذْرِیِّ، وَجَمِیعًا عَنْ أَبِی ذَرٍّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ.}}
*{{متن حدیث|وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ: مَا أَخْبَرَهُ بِهِ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِمُرْسِیَّةَ فِی سَنَةِ ۵۰۸، عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِقِیِّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِیُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّیَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، قَالا: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ الْمَخْرَمِیُّ، نَا عُمَرَ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَا الْقَاضِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، وَإِسْمَاعِیلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُجِّیَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ "، وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِیثٍ أَسْنَدَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ فِی الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِیفِهِ، وَسَمِعْتُ جَمِیعَهُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِیَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِی سَنَةِ ۶۰۹، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ، عَنْ أَبِی عَلِیٍّ، وَهُوَ عِنْدِی بِخَطِّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَیَرْوِیهِ أَیْضًا عَنِ الْبَاجِیِّ، وَالْعُذْرِیِّ، وَجَمِیعًا عَنْ أَبِی ذَرٍّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ.}}
*{{متن حدیث|وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ: مَا أَخْبَرَهُ بِهِ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِمُرْسِیَّةَ فِی سَنَةِ ۵۰۸، عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِقِیِّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِیُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّیَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، قَالا: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ الْمَخْرَمِیُّ، نَا عُمَرَ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَا الْقَاضِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، وَإِسْمَاعِیلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُجِّیَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ "، وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِیثٍ أَسْنَدَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ فِی الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِیفِهِ، وَسَمِعْتُ جَمِیعَهُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِیَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِی سَنَةِ ۶۰۹، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ، عَنْ أَبِی عَلِیٍّ، وَهُوَ عِنْدِی بِخَطِّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَیَرْوِیهِ أَیْضًا عَنِ الْبَاجِیِّ، وَالْعُذْرِیِّ، وَجَمِیعًا عَنْ أَبِی ذَرٍّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ.}}
===[[کشف الأستار (کتاب)|کشف الأستار]] ([[ نورالدین الهیثمی]])===
===[[کشف الأستار (کتاب)|کشف الأستار]] ([[نورالدین الهیثمی]])===
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِیُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَاسِمِیُّ، عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ سُجِّیَ بِثَوْبٍ فَارْتَجَّتْ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمُ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْفَظَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وآمَنَهُمْ عَلَی الصَّحَابَةِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ - مُحَمَّدٌ - وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ - أَبُو بَکْرٍ -، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا عَنْهُ، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، الْمُنْزِلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةَ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْبَةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یُقِمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، فَوَثَبْتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، کُنْتَ أَعْلاهُمْ فَوقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَکُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، وَکُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا، إِذَا صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، وَفُطِرْتَ بِغِنَاهَا، وَقرت بِحَیَاهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ بِصُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ "، وَکَمَا قَالَ: " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا عَظِیمًا عِنْدَ الْمُسْلِمِینَ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ حَتَّی یُؤْخَذَ مِنْهُ الْحَقُّ، وَالْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ , وَالصِّدْقُ، وَالرِّفْقُ قَوْلُکَ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نَهَجَ السَّبِیلُ وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ، وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْجَنَّةِ وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمَنَا اللَّهُ أَمْرَهُ، فَلَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عُدَّةً وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأنسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّهِ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، قَالَ: وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی قَضَی کَلامَهُ، ثُمَّ بَکَی أصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِیَ عَنْهُمْ..}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِیُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَاسِمِیُّ، عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ سُجِّیَ بِثَوْبٍ فَارْتَجَّتْ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمُ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْفَظَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وآمَنَهُمْ عَلَی الصَّحَابَةِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ - مُحَمَّدٌ - وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ - أَبُو بَکْرٍ -، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا عَنْهُ، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، الْمُنْزِلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةَ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْبَةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یُقِمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، فَوَثَبْتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، کُنْتَ أَعْلاهُمْ فَوقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَکُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، وَکُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا، إِذَا صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، وَفُطِرْتَ بِغِنَاهَا، وَقرت بِحَیَاهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ بِصُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ "، وَکَمَا قَالَ: " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا عَظِیمًا عِنْدَ الْمُسْلِمِینَ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ حَتَّی یُؤْخَذَ مِنْهُ الْحَقُّ، وَالْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ , وَالصِّدْقُ، وَالرِّفْقُ قَوْلُکَ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نَهَجَ السَّبِیلُ وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ، وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْجَنَّةِ وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمَنَا اللَّهُ أَمْرَهُ، فَلَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عُدَّةً وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأنسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّهِ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، قَالَ: وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی قَضَی کَلامَهُ، ثُمَّ بَکَی أصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِیَ عَنْهُمْ..}}


۱۱۸٬۲۸۱

ویرایش