اسید بن صفوان سلمی در حدیث: تفاوت میان نسخه‌ها

از امامت‌پدیا، دانشنامهٔ امامت و ولایت
(صفحه‌ای تازه حاوی «{{ویرایش غیرنهایی}} {{امامت}} <div style="padding: 0.0em 0em 0.0em;"> : <div style="background-color: rgb(252, 252, 233)...» ایجاد کرد)
 
خط ۹: خط ۹:
==احادیث روایت شده از او در منابع [[اهل سنت]]==
==احادیث روایت شده از او در منابع [[اهل سنت]]==
===[[معجم الصحابة (کتاب)|معجم الصحابة]] ([[ابن قانع]])===
===[[معجم الصحابة (کتاب)|معجم الصحابة]] ([[ابن قانع]])===
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، نا دَلْهَمُ بْنُ يَزِيدَ، نا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: «لَمَّا أَنْ كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ وَجَهِشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، نا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، نا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: «لَمَّا أَنْ کَانَ الْیَوْمُ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ أَبُو بَکْرٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ وَجَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ»}}
===[[معرفة الصحابة (کتاب)|معرفة الصحابة]] ([[أبو نعیم الأصبهانی]]) ===
===[[معرفة الصحابة (کتاب)|معرفة الصحابة]] ([[أبو نعیم الأصبهانی]]) ===
*{{متن حدیث|وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْكَرَاشِكِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ}}
*{{متن حدیث|وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالَا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ}}
*{{متن حدیث|وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَكَانَتْ، لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْعَدَوِيِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أُسَيْدٍ، وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ}}
*{{متن حدیث|وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَتْ، لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ، وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ}}
*{{متن حدیث|أُسَيْدُ بْنُ صَفْوَانَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَدُّ فِي الْحِجَازِيِّينَ، تَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: أُسَيْدُ بْنُ صَفْوَانَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلَاءً، ثنا سَلَامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُنَيْدٍ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَكَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَكْثَرَهُمْ يَقِينًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلًا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاكَ اللهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ رَسُولُ اللهِ صَدِّيقًا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {{متن قرآن|جَاءَ بِالصِّدْقِ}} <ref>سوره الزمر: ۳۳.</ref> يَعْنِي مُحَمَّدًا، {{متن قرآن|وَصَدَّقَ بِهِ}} <ref>سوره الزمر: ۳۳.</ref>، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، آسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَكُنْتَ مَعَهُ حِينَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِيقُهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْكَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلَافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللهِ قِيَامًا لَمْ يَقُمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَبْلَكَ، قَوَّيْتَهُ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِينَ، وَكُرْهِ الْفَاسِقِينَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشَلُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللهِ حِينَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، كُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلَاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ كَلَامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ، كُنْتَ وَاللهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا، أَوَّلًا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِينَ فُلُّوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالًا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالًا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَكْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ َتضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، وَلَمْ تَخُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلَا تُزِيلُهُ الرَّوَاجِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آمَنَ النَّاسُ فِي صُحْبَتِكَ، وَذَاتِ يَدِكَ»، وَكَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللهِ، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللهِ، كَفِيرًا فِي الأرْضِ، جَلِيلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ»، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ، الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيُّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الْإِسْلَامَ وَسَبَقْتَ وَاللهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَبًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيِّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ، وَاللهِ لَا يُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِكَ، كُنْتَ لِلدِّينِ عِزًّا وَكَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ حِصْنًا وَأُنْسًا، عَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً غَلِيظًا وَكَظْمًا، فَأَلْحَقَكَ اللهُ بِنَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا حَرَمَنَا أَجْرَكَ، وَلَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، وَ {{متن قرآن|إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}}<ref>سوره البقرة: ۱۵۶."</ref>}}
*{{متن حدیث|أُسَیْدُ بْنُ صَفْوَانَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یُعَدُّ فِی الْحِجَازِیِّینَ، تَفَرَّدَ بِالرِّوَایَةِ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ عُمَیْرٍ، وَبَعْضُ النَّاسِ یَقُولُ: أُسَیْدُ بْنُ صَفْوَانَ حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلَاءً، ثنا سَلَامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُنَیْدٍ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الْإِسْلَامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلًا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللهُ تَعَالَی: {{متن قرآن|جَاءَ بِالصِّدْقِ}} <ref>سوره الزمر: ۳۳.</ref> یَعْنِی مُحَمَّدًا، {{متن قرآن|وَصَدَّقَ بِهِ}} <ref>سوره الزمر: ۳۳.</ref>، یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلَافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلَاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلَامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ، کُنْتَ وَاللهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلًا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالًا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالًا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ َتضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلَا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: «آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ»، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: «ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللهِ، کَفِیرًا فِی الأرْضِ، جَلِیلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ»، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلَا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلَا لِأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الْإِسْلَامَ وَسَبَقْتَ وَاللهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الْأَنَامَ، وَاللهِ لَا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا، عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً غَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلَا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَ {{متن قرآن|إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ}}<ref>سوره البقرة: ۱۵۶."</ref>}}
===[[معجم الصحابة (کتاب)|معجم الصحابة]] ([[ابن قانع]])===
===[[معجم الصحابة (کتاب)|معجم الصحابة]] ([[ابن قانع]])===
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، نا دَلْهَمُ بْنُ يَزِيدَ، نا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ , وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ , قَالَ: " لَمَّا أَنْ كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ , وَجَهِشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، نا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، نا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ , وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ , قَالَ: " لَمَّا أَنْ کَانَ الْیَوْمُ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ أَبُو بَکْرٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ , وَجَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ".}}
===[[البحر الزخار (کتاب)|البحر الزخار]] ([[البزار]])===
===[[البحر الزخار (کتاب)|البحر الزخار]] ([[البزار]])===
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجَوْهُ بِثَوْبٍ، فَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدُهِشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِهِ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا، وَخُلُقًا وَسَمْتًا، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ فَسَمَّاكَ فِي كِتَابِهِ صَدِيقًا، فَقَالَ: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آية 33 مُحَمَّدٌ، وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ وَآسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِينَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ الصُّحْبَةِ، وَالْمُنَزِّلُ عَلَيْهِ السَّكِينَةَ رَفِيقُهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْكُرْبَةِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ، حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يَقُمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَطُّ، قَوَيْتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُكَ، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مَنَاهِجَ رَسُولِهِ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشَلُوا بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا كُنْتَ أَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ كَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَكُنْتَ أَكْبَرَهُمْ رَأْيًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينَّا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. كُنْتَ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا وَكُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذَا صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَكْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، ونَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُسْلِمِينَ غَيْثًا وَخَصْبًا، فُطِرْتَ بِغِنَاهَا، وَقِرْتَ بِحِمَاهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَقْلُلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَنَّ النَّاسُ عَلَيْهِ فِي صُحْبَتِكَ وَذَاتِ يَدِكَ، وَكَمَا قَالَ: ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا عَظِيمًا عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ، جَلِيلا فِي الأَرْضِ لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَكَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ذَلِيلٌ ضَعِيفٌ حَتَّى يُؤْخَذَ مِنْهُ الْحَقُّ، وَالْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ قَوْلُكَ فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِيلُ وَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَقَوِيَ الإِيمَانُ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ إِتْعَابًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْجَنَّةِ، وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَزَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ فَإِنَّا لِلَّهَ، وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ , فَلَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِكَ أَبَدًا، كُنْتَ لِلدِّينِ عُدَّةً وَكَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا , وَعَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَيْظًا , فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ , وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَكَ , وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ , قَالَ: وَسَكَتَ النَّاسُ حَتَّى قَضَى كَلامَهُ ثُمَّ بَكَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا: صَدَقْتَ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِیُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ یَزِیدَ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْرِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجَوْهُ بِثَوْبٍ، فَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا، وَخُلُقًا وَسَمْتًا، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ فَسَمَّاکَ فِی کِتَابِهِ صَدِیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ مُحَمَّدٌ، وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَکْرٍ وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، وَالْمُنَزِّلُ عَلَیْهِ السَّکِینَةَ رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْبَةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ، حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوَیْتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مَنَاهِجَ رَسُولِهِ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا کُنْتَ أَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَکُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینَّا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. کُنْتَ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا وَکُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذَا صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، ونَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخَصْبًا، فُطِرْتَ بِغِنَاهَا، وَقِرْتَ بِحِمَاهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَقْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: أَمَنَّ النَّاسُ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا عَظِیمًا عِنْدَ الْمُسْلِمِینَ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ ضَعِیفٌ حَتَّی یُؤْخَذَ مِنْهُ الْحَقُّ، وَالْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ قَوْلُکَ فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْجَنَّةِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَزَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ فَإِنَّا لِلَّهَ، وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ , رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ , فَلَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عُدَّةً وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا , وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا , فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ , وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ , وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ , قَالَ: وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی قَضَی کَلامَهُ ثُمَّ بَکَی أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ".}}
===[[الشريعة (کتاب)|الشريعة]] ([[الآجري ]])===
===[[الشریعة (کتاب)|الشریعة]] ([[الآجری ]])===
*{{متن حدیث|أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ وَيُعْرَفُ بِابْنِ زَاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّيَ عَلَيْهِ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ كَيَوْمِ قَبْضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا مُسْرِعًا وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُسَجًّى، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ كُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنِيسَهُ وَمُسْتَراحَهُ وَثِقَتَهُ وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمُشَاوَرَتِهِ، وَكُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَسَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً فِي دَيْنِ اللَّهِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِهِ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَأَمَنَّهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَكْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَفْضَلَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ وَسِيلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيًا وَسَمْتًا وَرَحْمَةً وَفَضْلا، أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ خَيْرًا، كُنْتَ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي تَنْزِيلِهِ صِدِّيقًا، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَاسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَأَقَمْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَكَارِهِ حِينَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ الصُّحْبَةِ، وَصَاحِبُهُ فِي الْغَارِ وَالْمُنْزَلُ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ، وَرَفِيقُهُ فِي الْهِجْرَةِ، وَخِلْفَتُهُ فِي دَيْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلافَةِ، حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ فَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ يَقُمْ بِهِ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ، فَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنَ أَصْحَابُكَ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَقَوِيتَ حِينَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ وَكَبْتِ الْكَافِرِينَ وَكُرْهِ الْحَاسِدِينَ وَفِسْقِ الْفَاسِقِينَ وَغَيْظِ الْبَاغِينَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ إِذْ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورٍ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوكَ فَهُدُوا مَا كُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ كَلامًا وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَأَكْثَرَهُمْ رَأْيًا، وَأَشْجَعَهُمْ نَفْسًا وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عَمَلا، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا، أَوَّلا حِينَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَآخِرًا حِينَ فُتِنُوا، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا حِينَ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا، حَمَلَتْ أَثْقَالَ مَا ضَعُفُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، تَعْلَمُ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَكْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْيِكَ فَظَفَرُوا، وَنَالُوا مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ رَحْمَةً وَأُنْسًا وَحِصْنًا، فطرت بِعَبَائِهَا وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَلَمْ يَزِعْ قَلْبُكَ وَلَمْ يَجْبُنْ، كُنْتَ وَاللَّهِ كَالْجَبَلِ تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنُّ النَّاسِ عِنْدَهُ فِي صُحْبَتِهِ " وَكَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمَرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، جَلِيلا فِي أَعْيَنِ النَّاسِ، كَبِيرًا فِي أَنْفُسِهِمْ " لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيُّ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ فِي ذَلِكَ عِنْدَكَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْكُمْ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، أَمَرُكَ حِلْمٌ وَجَزْمٌ، وَرَأَيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِيلُ، وَسَهُلَ الْعُسَيْرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّيرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَقَوِيَ الإِيمَانُ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُسْلِمُونَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، فَجَلَيْتَ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ إِتْعَابًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا، فَجُلِّلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيئَتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمَرَهُ، وَاللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِكَ أَبَدًا، كُنْتَ لِلدِّينِ عِزًّا وَحِرْزًا وَكَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ فِئَةً وَحِصْنًا، وَعَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَكَظًّا وَغَيْظًا، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ وَلا حَرَمَنَا أَجْرَكَ وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وَسَكَتَ النَّاسُ حَتَّى انْقَضَى كَلامُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ بَكَوْا حَتَّى عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَقَالُوا: صَدَقْتَ يَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.}}
*{{متن حدیث|أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِیَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِیُّ، وَحَدَّثَنِی أَبُو بَکْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِیُّ وَیُعْرَفُ بِابْنِ زَاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِی الْهَیْثَمِ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَنِی عُمَرُ بْنُ أَیُّوبَ السَّقَطِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ عَلَیْهِ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ کَیَوْمِ قَبْضِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا مُسْرِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، وَأَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَأَنِیسَهُ وَمُسْتَراحَهُ وَثِقَتَهُ وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمُشَاوَرَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَسَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً فِی دَیْنِ اللَّهِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَمَنَّهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَفْضَلَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ هَدْیًا وَسَمْتًا وَرَحْمَةً وَفَضْلا، أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ خَیْرًا، کُنْتَ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ فِی کِتَابِهِ وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَکْرٍ، وَاسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَأَقَمْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، وَصَاحِبُهُ فِی الْغَارِ وَالْمُنْزَلُ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخِلْفَتُهُ فِی دَیْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلافَةِ، حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ فَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ، فَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَقَوِیتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَکَبْتِ الْکَافِرِینَ وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ وَفِسْقِ الْفَاسِقِینَ وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ إِذْ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورٍ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوکَ فَهُدُوا مَا کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَأَکْثَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ نَفْسًا وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عَمَلا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَآخِرًا حِینَ فُتِنُوا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا حِینَ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، حَمَلَتْ أَثْقَالَ مَا ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، تَعْلَمُ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ فَظَفَرُوا، وَنَالُوا مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأُنْسًا وَحِصْنًا، فطرت بِعَبَائِهَا وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَلَمْ یَزِعْ قَلْبُکَ وَلَمْ یَجْبُنْ، کُنْتَ وَاللَّهِ کَالْجَبَلِ تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنُّ النَّاسِ عِنْدَهُ فِی صُحْبَتِهِ " وَکَمَا قَالَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمَرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، جَلِیلا فِی أَعْیَنِ النَّاسِ، کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ " لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ عِنْدَکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکُمْ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ تَبَارَکَ وَتَعَالَی وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، أَمَرُکَ حِلْمٌ وَجَزْمٌ، وَرَأَیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعُسَیْرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُسْلِمُونَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَیْتَ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجُلِّلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیئَتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمَرَهُ، وَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَحِرْزًا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ فِئَةً وَحِصْنًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَکَظًّا وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ بَکَوْا حَتَّی عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.}}
===[[معرفة الصحابة (کتاب)|معرفة الصحابة]] ([[أبي نعيم]])===
===[[معرفة الصحابة (کتاب)|معرفة الصحابة]] ([[أبی نعیم]])===
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَكْثَرَهُمْ يَقِينًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّيقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آية 33 يَعْنِي مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آية 33 يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، آسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَكُنْتَ مَعَهُ حِينَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِيقُهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْكَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يَقُمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَبْلَكَ، قَوَّيْتَهُ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِينَ، وَكُرْهِ الْفَاسِقِينَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشَلُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِينَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ كَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا، أَوَّلا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِينَ فُلُّوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَكْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يُضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، وَلَمْ تَخُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِيلُهُ الرَّوَاجِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِي صُحْبَتِكَ، وَذَاتِ يَدِكَ، وَكَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ، كَفْيرًا فِي الأَرْضِ جَلِيلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ، الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيُّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَبًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيِّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا يُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِكَ، كُنْتَ لِلدِّينِ عِزًّا وَكَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَلِيظًا وَكَظْمًا، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَكَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْكَرَاشِكِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْعَدَوِيِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أُسَيْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ.}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یُضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، کَفْیرًا فِی الأَرْضِ جَلِیلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ.}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَكْثَرَهُمْ يَقِينًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّيقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آية 33 يَعْنِي مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آية 33 يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، آسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَكُنْتَ مَعَهُ حِينَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِيقُهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْكَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يَقُمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَبْلَكَ، قَوَّيْتَهُ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِينَ، وَكُرْهِ الْفَاسِقِينَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشَلُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِينَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ كَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا، أَوَّلا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِينَ فُلُّوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَكْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يُضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، وَلَمْ تَخُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِيلُهُ الرَّوَاجِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِي صُحْبَتِكَ، وَذَاتِ يَدِكَ، وَكَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ، كَفْيرًا فِي الأَرْضِ جَلِيلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ، الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيُّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَبًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيِّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا يُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِكَ، كُنْتَ لِلدِّينِ عِزًّا وَكَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَلِيظًا وَكَظْمًا، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَكَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْكَرَاشِكِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْعَدَوِيِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أُسَيْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ.}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یُضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، کَفْیرًا فِی الأَرْضِ جَلِیلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ.}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَكْثَرَهُمْ يَقِينًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّيقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آية 33 يَعْنِي مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آية 33 يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، آسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَكُنْتَ مَعَهُ حِينَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِيقُهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْكَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يَقُمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَبْلَكَ، قَوَّيْتَهُ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِينَ، وَكُرْهِ الْفَاسِقِينَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشَلُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِينَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ كَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا، أَوَّلا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِينَ فُلُّوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَكْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يُضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، وَلَمْ تَخُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِيلُهُ الرَّوَاجِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِي صُحْبَتِكَ، وَذَاتِ يَدِكَ، وَكَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ، كَفْيرًا فِي الأَرْضِ جَلِيلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ، الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيُّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَبًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيِّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا يُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِكَ، كُنْتَ لِلدِّينِ عِزًّا وَكَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَلِيظًا وَكَظْمًا، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَكَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْكَرَاشِكِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْعَدَوِيِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أُسَيْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ.}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یُضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، کَفْیرًا فِی الأَرْضِ جَلِیلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ.}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَكْثَرَهُمْ يَقِينًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّيقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آية 33 يَعْنِي مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آية 33 يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، آسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَكُنْتَ مَعَهُ حِينَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِيقُهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْكَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يَقُمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَبْلَكَ، قَوَّيْتَهُ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِينَ، وَكُرْهِ الْفَاسِقِينَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشَلُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِينَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ كَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا، أَوَّلا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِينَ فُلُّوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَكْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يُضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، وَلَمْ تَخُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِيلُهُ الرَّوَاجِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِي صُحْبَتِكَ، وَذَاتِ يَدِكَ، وَكَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ، كَفْيرًا فِي الأَرْضِ جَلِيلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ، الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيُّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَبًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيِّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا يُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِكَ، كُنْتَ لِلدِّينِ عِزًّا وَكَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَلِيظًا وَكَظْمًا، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَكَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْكَرَاشِكِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْعَدَوِيِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أُسَيْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ.}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یُضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، کَفْیرًا فِی الأَرْضِ جَلِیلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ.}}
===[[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (کتاب)|شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة]] ([[للالكائي]])===
===[[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (کتاب)|شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة]] ([[للالکائی]])===
*{{متن حدیث|أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبِي، قَالَ: نا أَبُو الْعَوَّامِ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ وَدُهِشَ الْقَوْمُ، كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ نَفْسًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًى، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْبَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً , وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفِعْلا، أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا , صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ صِدِّيقًا وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آية 33: مُحَمَّدٌ، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آية 33: أَبُو بَكْرٍ، آسَيْتَهُ حِينَ يَخْلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِينَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ الصُّحْبَةِ ثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَصَاحِبَهُ وَالْمُنَزَّلَ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ، رَفِيقَهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْكُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يَقُمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَطُّ، قَوِيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُكَ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ , كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقًّا تُنَازِعُ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَصِغَرِ الْفَاسِقِينَ، وَغَيْظِ الْمُنَافِقِينَ، وَكُرْهِ الْحَاسِدِينَ، قُمْتَ بِالأُمَّةِ حِينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، كُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ قُوَّةً، وَأَقَلَّهُمْ كَلامًا، وَأَصْوَنَهُمْ مَنْطِقًا، أَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا , كُنْتَ أَكْبَرَهُمْ رَأْيَا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا أَوَّلا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَأَخِيرًا حِينَ أَقْبَلُوا , كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، فَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا أَدْرَكْتَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا؛ فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، أَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلِلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ وَلَمْ تَخُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَّاصِفُ، وَلا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيْهِ فِي صُحْبَتِكَ وَذَاتِ يَدِكَ، وَكَمَا قَالَ ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِيلا فِي الأَرْضِ، كَبِيرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَكَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ , بَيَانُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِيلُ، وَسَهُلَ الْعَسِيرُ، وَأُطْفِيَتِ النِّيرَانُ، فَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَقَوِيَ الإِيمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ؛ فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَبًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا؛ فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ؛ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَكَ أَبَدًا، كُنْتَ لِلدِّيْنِ عِزًّا وَكَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عِزًّا وَفَيْئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَيْظًا؛ فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَكَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَسَكَتَ النَّاسُ حَتَّى انْقَضَى كَلامُهُ، ثُمَّ بَكَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ يَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.}}
*{{متن حدیث|أنا عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبِی، قَالَ: نا أَبُو الْعَوَّامِ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ وَدُهِشَ الْقَوْمُ، کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ نَفْسًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًی، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْبَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً , وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفِعْلا، أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , جَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا , صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳: مُحَمَّدٌ، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳: أَبُو بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ یَخْلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ ثَانِیَ اثْنَیْنِ، وَصَاحِبَهُ وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ , کُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا تُنَازِعُ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَصِغَرِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْمُنَافِقِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، قُمْتَ بِالأُمَّةِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ قُوَّةً، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَنَهُمْ مَنْطِقًا، أَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا , کُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیَا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَأَخِیرًا حِینَ أَقْبَلُوا , کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، فَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا أَدْرَکْتَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا؛ فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، أَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلِلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَّاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، کَبِیرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ , بَیَانُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِیَتِ النِّیرَانُ، فَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ؛ فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا؛ فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ؛ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ , رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّیْنِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ عِزًّا وَفَیْئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا؛ فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ، ثُمَّ بَکَی أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.}}
===[[فوائد ابن حمكان (کتاب)|فوائد ابن حمكان]] ([[ الضياء المقدسي]])===
===[[فوائد ابن حمکان (کتاب)|فوائد ابن حمکان]] ([[ الضیاء المقدسی]])===
*{{متن حدیث|أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بَرَكَةَ، إِذْنًا، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَهُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أنبا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، قَالَ: أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، قثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّيَ، ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ كَيَوْمِ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ بَاكِيًا مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبُوَّةِ. حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ مُسَجًّى، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنِيسَهُ، وَمُسْتَرَاحَهُ وَثِقَتَهُ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمَشُورَتِهِ، وَكُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًى فِي دِينِ اللَّهِ، وَأَحَوْطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَأَمَنَّهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَكْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَعْظَمَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ وَسِيلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ هَدْيًا وَسَمْتًا، وَرَحْمَةً وَفَضْلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإِسْلامِ خَيْرًا، كُنْتَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبُوهُ , فَسَمَّاكَ اللَّهُ فِي تَنْزِيلِهِ صِدِّيقًا، فَقَالَ: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آية 33 أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَكُنْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَكَارِهِ حِينَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِيَ اثْنَيْنِ وَصَاحِبُهُ فِي الْغَارِ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ، وَرَفِيقَهُ فِي الْهِجْرَةِ، وَخَلِيفَتَهُ فِي دِينِ اللَّهِ وَأُمَّتِهِ، أَحْسَنَ خِلافَةً حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ يَقُمْ بِهِ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ، فَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنَ أَصْحَابُكَ، وَبَرَّزْتَ حِينَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ هَمُّوا، كُنْتَ خَلِيفَةَ رَسُولِِِِِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا لَمْ تَنُازِعْ، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ وَكَيْدِ الْكَافِرِينَ وَكُرْهِ الْحَاسِدِينِ وَضَغْنِ الْفَاسِقِينَ وَغَيْظِ الْبَاغِينَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ قَعَدُوا، تَبِعُوكَ فَهُدُوا، وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ كَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَكْرَمَهُمْ رَأْيًا، وَأَسْمَحَهُمْ نَفْسًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عِلْمًا، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا , أَوَّلا حِينَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَآخِرًا حِينَ أَقْبَلُوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا بِعِلْمِكَ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ حِينَ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَكْتَ أَثَارَ مَا طَلَبُوا، وَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْيِكَ فَظَفِرُوا، فَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ رَحْمَةً وَأَنَسًا وَحِصْنًا، فَظَفِرْتَ وَاللَّهِ بِغِنَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَدْرَكْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، وَكُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِيلا فِي أَعْيُنِ الْمُؤْمِنِينَ كَبِيرًا فِي أَنْفُسِهِمْ، لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْكَ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُكَ بِحُكْمٍ، وَأَمْرُكَ حَتْمٌ، وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نَهَجَ السَّبِيلُ، وَسَهُلَ الْعَسِيرُ، وَأَطْفَأْتَ النِّيرَانَ، وَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَقَوِيَ بِكَ الإِيمَانُ، وَسُدْتَ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، فَجَلَيْتَهُ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، سَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ إِتْعَابًا شَدِيدًا، فُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهُدَّتْ مُصِيبَتُكَ........ ".}}
*{{متن حدیث|أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی بْنِ بَرَکَةَ، إِذْنًا، أَنَّ أَبَا بَکْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْبَاقِی بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِیُّ، أَخْبَرَهُ قِرَاءَةً عَلَیْهِ، قَالَ: أنبا الشَّرِیفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْمُهْتَدِی بِاللَّهِ، قَالَ: أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْمُقْرِئُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، قَالا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، قثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْمَدَنِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانٍ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلامُ بَاکِیًا مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبُوَّةِ. حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَأَنِیسَهُ، وَمُسْتَرَاحَهُ وَثِقَتَهُ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمَشُورَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًی فِی دِینِ اللَّهِ، وَأَحَوْطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَمَنَّهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَعْظَمَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَرَحْمَةً وَفَضْلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإِسْلامِ خَیْرًا، کُنْتَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبُوهُ , فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ وَصَاحِبُهُ فِی الْغَارِ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخَلِیفَتَهُ فِی دِینِ اللَّهِ وَأُمَّتِهِ، أَحْسَنَ خِلافَةً حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ، فَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَّزْتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ إِذْ هَمُّوا، کُنْتَ خَلِیفَةَ رَسُولِِِِِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا لَمْ تَنُازِعْ، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَکَیْدِ الْکَافِرِینَ وَکُرْهِ الْحَاسِدِینِ وَضَغْنِ الْفَاسِقِینَ وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ قَعَدُوا، تَبِعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَکْرَمَهُمْ رَأْیًا، وَأَسْمَحَهُمْ نَفْسًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عِلْمًا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا , أَوَّلا حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَآخِرًا حِینَ أَقْبَلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا بِعِلْمِکَ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ حِینَ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ أَثَارَ مَا طَلَبُوا، وَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ فَظَفِرُوا، فَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأَنَسًا وَحِصْنًا، فَظَفِرْتَ وَاللَّهِ بِغِنَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَدْرَکْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، وَکُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی أَعْیُنِ الْمُؤْمِنِینَ کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکَ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ بِحُکْمٍ، وَأَمْرُکَ حَتْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نَهَجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأَطْفَأْتَ النِّیرَانَ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ بِکَ الإِیمَانُ، وَسُدْتَ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِینَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَیْتَهُ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، سَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، فُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهُدَّتْ مُصِیبَتُکَ........ ".}}
===[[الأحاديث المختارة (کتاب)|الأحاديث المختارة]] ([[الضياء المقدسي]])===
===[[الأحادیث المختارة (کتاب)|الأحادیث المختارة]] ([[الضیاء المقدسی]])===
*{{متن حدیث|وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْهَرَوِيُّ الصُّوفِيُّ، بِبَغْدَادَ، أَنَّ الإِمَامَ أَبَا شُجَاعٍ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبَسْطَامِيَّ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلِيلِيُّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ، أَنَا أَبُو سَعِيد الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ الْوَاسِطِيُّ، نَا أَبِي، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَجُّوهُ بِثَوْبٍ، ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدَهِشَ الْقَوْمُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِيِّ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَأَأْمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفَضْلا. أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عَنْهُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ صِدِّيقًا وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آية 33 مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آية 33 أَبُو بَكْرٍ. وَآسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِينَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِيَ اثْنَيْنِ وَصَاحِبَهُ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ، رَفِيقَهُ فِي الْهِجْرَةِ، وَمَوَاطِنَ الْكُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يُقِمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَطُّ، قَوِيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُكَ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هَمُّوا، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِينَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، وَكُرْهِ الْحَاسِدِينَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، كُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، أَقَلَّهُمْ كَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، كُنْتَ أَكْبَرَهُمْ رَأْيًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا أَوَّلا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَآخِرًا حِينَ قَبِلُوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا، فَحَمَلْتَ مِنَ الأَثْقَالِ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، فَأَدْرَكْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا، فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، وَلَمْ تَخُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيْهِ فِي صُحْبَتِكَ، وَذَاتِ يَدِكَ وَكَمَا قَالَ: " ضَعِيفٌ فِي بَدَنِكَ، قَوِيٌّ فِي أَمْرِ اللَّهِ "، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِيلا فِي الأَرْضِ، كَبِيرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَكَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِيلُ، وَسَهُلَ الْعَسِيرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّيرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَقَوِيَ الإِيمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ إِتْعَابًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِكَ أَبَدًا، كُنْتَ لِلدِّينِ عِزًّا وَكَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَيْظًا، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَكَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وَسَكَتَ النَّاسُ حَتَّى انْقَضَى كَلامُهُ، وَبَكَوْا كَيَوْمِ مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ يَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كَذَا رَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ فِي مُسْنَدِهِ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدِينِيُّ، إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، إِمْلاءً، ثَنَا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْخززِ , قَالا: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الطَّبَرَانِيُّ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَعِنْدَه وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَعِنْدَهُ هَدْيًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَعِنْدَهُ وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا أَوَّلا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ وَآخِرًا حِينَ قَلُّوا. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ،عَنْ دَلْهَمِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَسِيدٍ. وَرَوَاهُ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْعَدَوِيِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَسِيدٍ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ L5233. وَعُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ: أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُنَا: إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ فِي غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحِ: لا يُحْتَجُّ بِهِ، مِنْ غَيْرِ بَيَانِ الْجَرْحِ، فَلا يُقْبَلُ الْجَرْحُ إِلَّا بِبَيَانِ مَا هُوَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا رِوَايَةُ حَمَّادِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، وَزِيَادَتُهُ فِي الإِسْنَادِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَدْ حَفِظَهُ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَدْ وَهِمَ، فَإِنَّ أَكْثَرَ الرِّوَايَاتِ تَأْتِي مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ إِسْمَاعِيلَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ. وَحَمَّادٌ هَذَا لَمْ أَرَهُ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ وَلا فِي كِتَابِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ.}}
*{{متن حدیث|وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْبَاقِی بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْهَرَوِیُّ الصُّوفِیُّ، بِبَغْدَادَ، أَنَّ الإِمَامَ أَبَا شُجَاعٍ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبَسْطَامِیَّ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلِیلِیُّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِیُّ، أَنَا أَبُو سَعِید الْهَیْثَمُ بْنُ کُلَیْبٍ الشَّاشِیُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْعَوَّامِ الْوَاسِطِیُّ، نَا أَبِی، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ الصِّدِّیقُ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَجُّوهُ بِثَوْبٍ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِیِّ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَأْمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفَضْلا. أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عَنْهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ. وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ وَصَاحِبَهُ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَمَوَاطِنَ الْکُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یُقِمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هَمُّوا، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، أَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، کُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ قَبِلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ مِنَ الأَثْقَالِ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، فَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ وَکَمَا قَالَ: " ضَعِیفٌ فِی بَدَنِکَ، قَوِیٌّ فِی أَمْرِ اللَّهِ "، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، کَبِیرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ عَلَیْهِ السَّلامُ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ، وَبَکَوْا کَیَوْمِ مَاتَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. کَذَا رَوَاهُ الْهَیْثَمُ بْنُ کُلَیْبٍ فِی مُسْنَدِهِ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدِینِیُّ، إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا عَلِیٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، أَنَا أَبُو نُعَیْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، إِمْلاءً، ثَنَا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْخززِ , قَالا: نا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، فَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ، وَعِنْدَه وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَعِنْدَهُ هَدْیًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَعِنْدَهُ وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ وَآخِرًا حِینَ قَلُّوا. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَرْبٍ،عَنْ دَلْهَمِ بْنِ یَزِیدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدٍ. وَرَوَاهُ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أَسِیدٍ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ L۵۲۳۳. وَعُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ الْبَصْرِیُّ. قَالَ یَحْیَی بْنُ مَعِینٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ: أَبُو حَاتِمٍ: لا یُحْتَجُّ بِهِ. وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُنَا: إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِیَّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ فِی غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ رِجَالِ الصَّحِیحِ: لا یُحْتَجُّ بِهِ، مِنْ غَیْرِ بَیَانِ الْجَرْحِ، فَلا یُقْبَلُ الْجَرْحُ إِلَّا بِبَیَانِ مَا هُوَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا رِوَایَةُ حَمَّادِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، وَزِیَادَتُهُ فِی الإِسْنَادِ إِسْمَاعِیلَ بْنَ عَیَّاشٍ، فَیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ قَدْ حَفِظَهُ، وَیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ قَدْ وَهِمَ، فَإِنَّ أَکْثَرَ الرِّوَایَاتِ تَأْتِی مِنْ غَیْرِ ذِکْرِ إِسْمَاعِیلَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ. وَحَمَّادٌ هَذَا لَمْ أَرَهُ فِی کِتَابِ الْبُخَارِیِّ وَلا فِی کِتَابِ ابْنِ أَبِی حَاتِمٍ.}}
*{{متن حدیث|وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْهَرَوِيُّ الصُّوفِيُّ، بِبَغْدَادَ، أَنَّ الإِمَامَ أَبَا شُجَاعٍ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبَسْطَامِيَّ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلِيلِيُّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ، أَنَا أَبُو سَعِيد الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ الْوَاسِطِيُّ، نَا أَبِي، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَجُّوهُ بِثَوْبٍ، ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدَهِشَ الْقَوْمُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِيِّ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَأَأْمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفَضْلا. أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عَنْهُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ صِدِّيقًا وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آية 33 مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آية 33 أَبُو بَكْرٍ. وَآسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِينَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِيَ اثْنَيْنِ وَصَاحِبَهُ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ، رَفِيقَهُ فِي الْهِجْرَةِ، وَمَوَاطِنَ الْكُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يُقِمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَطُّ، قَوِيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُكَ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هَمُّوا، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِينَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، وَكُرْهِ الْحَاسِدِينَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، كُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، أَقَلَّهُمْ كَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، كُنْتَ أَكْبَرَهُمْ رَأْيًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا أَوَّلا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَآخِرًا حِينَ قَبِلُوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا، فَحَمَلْتَ مِنَ الأَثْقَالِ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، فَأَدْرَكْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا، فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، وَلَمْ تَخُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيْهِ فِي صُحْبَتِكَ، وَذَاتِ يَدِكَ وَكَمَا قَالَ: " ضَعِيفٌ فِي بَدَنِكَ، قَوِيٌّ فِي أَمْرِ اللَّهِ "، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِيلا فِي الأَرْضِ، كَبِيرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَكَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِيلُ، وَسَهُلَ الْعَسِيرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّيرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَقَوِيَ الإِيمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ إِتْعَابًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِكَ أَبَدًا، كُنْتَ لِلدِّينِ عِزًّا وَكَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَيْظًا، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَكَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وَسَكَتَ النَّاسُ حَتَّى انْقَضَى كَلامُهُ، وَبَكَوْا كَيَوْمِ مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ يَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كَذَا رَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ فِي مُسْنَدِهِ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدِينِيُّ، إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، إِمْلاءً، ثَنَا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْخززِ , قَالا: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الطَّبَرَانِيُّ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَعِنْدَه وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَعِنْدَهُ هَدْيًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَعِنْدَهُ وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا أَوَّلا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ وَآخِرًا حِينَ قَلُّوا. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ،عَنْ دَلْهَمِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَسِيدٍ. وَرَوَاهُ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْعَدَوِيِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَسِيدٍ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ L5233. وَعُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ: أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُنَا: إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ فِي غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحِ: لا يُحْتَجُّ بِهِ، مِنْ غَيْرِ بَيَانِ الْجَرْحِ، فَلا يُقْبَلُ الْجَرْحُ إِلَّا بِبَيَانِ مَا هُوَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا رِوَايَةُ حَمَّادِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، وَزِيَادَتُهُ فِي الإِسْنَادِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَدْ حَفِظَهُ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَدْ وَهِمَ، فَإِنَّ أَكْثَرَ الرِّوَايَاتِ تَأْتِي مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ إِسْمَاعِيلَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ. وَحَمَّادٌ هَذَا لَمْ أَرَهُ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ وَلا فِي كِتَابِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ.}}
*{{متن حدیث|وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْبَاقِی بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْهَرَوِیُّ الصُّوفِیُّ، بِبَغْدَادَ، أَنَّ الإِمَامَ أَبَا شُجَاعٍ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبَسْطَامِیَّ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلِیلِیُّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِیُّ، أَنَا أَبُو سَعِید الْهَیْثَمُ بْنُ کُلَیْبٍ الشَّاشِیُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْعَوَّامِ الْوَاسِطِیُّ، نَا أَبِی، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ الصِّدِّیقُ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَجُّوهُ بِثَوْبٍ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِیِّ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَأْمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفَضْلا. أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عَنْهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ. وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ وَصَاحِبَهُ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَمَوَاطِنَ الْکُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یُقِمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هَمُّوا، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، أَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، کُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ قَبِلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ مِنَ الأَثْقَالِ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، فَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ وَکَمَا قَالَ: " ضَعِیفٌ فِی بَدَنِکَ، قَوِیٌّ فِی أَمْرِ اللَّهِ "، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، کَبِیرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ عَلَیْهِ السَّلامُ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ، وَبَکَوْا کَیَوْمِ مَاتَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. کَذَا رَوَاهُ الْهَیْثَمُ بْنُ کُلَیْبٍ فِی مُسْنَدِهِ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدِینِیُّ، إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا عَلِیٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، أَنَا أَبُو نُعَیْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، إِمْلاءً، ثَنَا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْخززِ , قَالا: نا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، فَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ، وَعِنْدَه وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَعِنْدَهُ هَدْیًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَعِنْدَهُ وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ وَآخِرًا حِینَ قَلُّوا. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَرْبٍ،عَنْ دَلْهَمِ بْنِ یَزِیدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدٍ. وَرَوَاهُ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أَسِیدٍ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ L۵۲۳۳. وَعُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ الْبَصْرِیُّ. قَالَ یَحْیَی بْنُ مَعِینٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ: أَبُو حَاتِمٍ: لا یُحْتَجُّ بِهِ. وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُنَا: إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِیَّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ فِی غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ رِجَالِ الصَّحِیحِ: لا یُحْتَجُّ بِهِ، مِنْ غَیْرِ بَیَانِ الْجَرْحِ، فَلا یُقْبَلُ الْجَرْحُ إِلَّا بِبَیَانِ مَا هُوَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا رِوَایَةُ حَمَّادِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، وَزِیَادَتُهُ فِی الإِسْنَادِ إِسْمَاعِیلَ بْنَ عَیَّاشٍ، فَیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ قَدْ حَفِظَهُ، وَیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ قَدْ وَهِمَ، فَإِنَّ أَکْثَرَ الرِّوَایَاتِ تَأْتِی مِنْ غَیْرِ ذِکْرِ إِسْمَاعِیلَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ. وَحَمَّادٌ هَذَا لَمْ أَرَهُ فِی کِتَابِ الْبُخَارِیِّ وَلا فِی کِتَابِ ابْنِ أَبِی حَاتِمٍ.}}
*{{متن حدیث|أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بَرَكَةَ بْنِ مَحْفُوظٍ الدَّبِيقِيُّ، مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ الصَّحِيحِ قَبْلَ تَغَيُّرِهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْمُقْرِئِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فَأَقَرَّ بِهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زاجٌ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَصُعْبٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّيَ، ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، كَيَوْمِ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ، بَاكِيًا مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِيِّ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ مُسَجًّى، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنِيسَهُ، وَمُسْتَرَاحَهُ، وَثِقَتَهُ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمَشُورَتِهِ، وَكُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَخْوَفَهُمْ اللَّهَ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً فِي دِينِ اللَّهِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَكْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأْقَرَبَهُمْ وَسِيلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ هَدْيًا وَسَمْتًا، وَرَحْمَةً وَفَضْلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإِسْلامِ خَيْرًا. كُنْتَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ كَذَّبَهُ، يَعْنِي النَّاسَ، فَسَمَّاكَ اللَّهُ فِي تَنْزِيلِهِ صِدِّيقًا، فَقَالَ: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آية 33 أَبُو بَكْرٍ، وَآسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَكُنْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَكَارِهِ حِينَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَصَاحِبَهُ فِي الْغَارِ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ، وَرَفِيقَهُ فِي الْهِجْرَةِ، وَخَلِيفَتَهُ فِي دِينِ اللَّهِ وَأُمَّتِهِ أَحْسَنَ خِلافَةٍ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ يَقُمْ بِهِ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَطُّ، قَوِيتَ حِينَ وَهَنَ أَصْحَابُكَ، وَبَرَزْتَ حِينَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هَمُّوا، كُنْتَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ، وَلَمْ تَصْدَعْ، بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَكَيْدِ الْكَافِرِينَ، وَكُرْهِ الْحَاسِدِينَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِينَ، وَغَيْظِ الْبَاغِينَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضِيتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ قَعَدُوا، تَبِعُوكَ فَهُدُوا، وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ كَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ وَأَكْثَرَهُمْ رَأْيًا، وَأَسْمَحَهُمْ نَفْسًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عِلْمًا، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا أَوَّلا: حِينَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَأَخِيرًا: حِينَ قَبِلُوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَطَاعُوا بِعِلْمِكَ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ حِينَ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَكْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَتَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْيِكَ، فَظَفَرُوا فَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ رَحْمَةً وَأُنْسًا وَحِصْنًا، وَظَفَرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحَبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَدْرَكْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، وَكُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيْهِ فِي صُحْبَتِكَ وَذَاتِ يَدِكَ وَكُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِيلا فِي أَعْيُنِ الْمُؤْمِنِينَ، كَبِيرًا فِي أَنْفُسِهِمْ، لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْكَ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُكَ حُكْمٌ، وَأَمْرُكَ حَتْمٌ، وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِيلُ، وَسَهُلَ الْعَسِيرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّيرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَقَوِيَ بِكَ الإِيمَانُ، وَسُدْتَ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، فَجَلَّيْتَ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، سَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ إِتْعَابًا شَدِيدًا، فُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَدَرَهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِكَ أَبَدًا، كُنْتَ لِلدِّينِ عِزًّا وَحِرْزًا وَكَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ فِئَةً وَحِصْنًا وَعَوْنًا، وَعَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَيْظًا، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَكَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. قَالَ: وَأَمْسَكَ النَّاسَ حَتَّى أَمْضَى كَلامَهُ، ثُمَّ بَكَوْا حَتَّى عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ وَاللَّهِ يَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.}}
*{{متن حدیث|أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی بْنِ بَرَکَةَ بْنِ مَحْفُوظٍ الدَّبِیقِیُّ، مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ الصَّحِیحِ قَبْلَ تَغَیُّرِهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَکُمْ أَبُو بَکْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِی بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِیُّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فِی سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِینَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أَنَا الشَّرِیفُ أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْمُهْتَدِی بِاللَّهِ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ ابْنِ الْمُقْرِئِ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، فَأَقَرَّ بِهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، قَالا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زاجٌ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَصُعْبٍ الْمَرْوَزِیُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْمَدَنِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلامُ، بَاکِیًا مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِیِّ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، وَأَبُو بَکْرٍ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنِیسَهُ، وَمُسْتَرَاحَهُ، وَثِقَتَهُ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمَشُورَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ اللَّهَ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً فِی دِینِ اللَّهِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأْقَرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَرَحْمَةً وَفَضْلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإِسْلامِ خَیْرًا. کُنْتَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، حِینَ کَذَّبَهُ، یَعْنِی النَّاسَ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ، وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ، وَصَاحِبَهُ فِی الْغَارِ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخَلِیفَتَهُ فِی دِینِ اللَّهِ وَأُمَّتِهِ أَحْسَنَ خِلافَةٍ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هَمُّوا، کُنْتَ خَلِیفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ، وَلَمْ تَصْدَعْ، بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَکَیْدِ الْکَافِرِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضِیتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ قَعَدُوا، تَبِعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ وَأَکْثَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَسْمَحَهُمْ نَفْسًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عِلْمًا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا: حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَأَخِیرًا: حِینَ قَبِلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَطَاعُوا بِعِلْمِکَ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ حِینَ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَتَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ، فَظَفَرُوا فَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأُنْسًا وَحِصْنًا، وَظَفَرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحَبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَدْرَکْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، وَکُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ وَکُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی أَعْیُنِ الْمُؤْمِنِینَ، کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکَ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ حُکْمٌ، وَأَمْرُکَ حَتْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ بِکَ الإِیمَانُ، وَسُدْتَ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِینَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ، وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَّیْتَ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، سَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، فُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَدَرَهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَحِرْزًا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ فِئَةً وَحِصْنًا وَعَوْنًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. قَالَ: وَأَمْسَکَ النَّاسَ حَتَّی أَمْضَی کَلامَهُ، ثُمَّ بَکَوْا حَتَّی عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ وَاللَّهِ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.}}
===[[أسد الغابة (کتاب)|أسد الغابة]] ([[علي بن الأثير]])===
===[[أسد الغابة (کتاب)|أسد الغابة]] ([[علی بن الأثیر]])===
*{{متن حدیث|أخبرنا أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي زَكَرِيَّاءِ يَزِيدَ بْنِ إِيَاسٍ الأَزْدِيِّ الْمَوْصِلِيِّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، أخبرنا دُلْهُمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَوْصِلِيُّ، حدثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، أخبرنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدُهِشَ النَّاسُ، كَيَوْمِ قُبِضَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُسْرِعًا بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَكْثَرَهُمْ يَقِينًا، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عن الإِسْلامِ، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ بِرَسُولِ اللَّه حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ فِي كِتَابِهِ صِدِّيقًا. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، عن عِمْرَانَ الْقَطَّانِ أَبِي الْعَوَّامِ، عن أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدَوِيِّ، بِإِسْنَادِهِ، وَرَوَاهُ بَعْضُ الْمَرَاوِزَةُ، عن عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ. أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ..}}
*{{متن حدیث|أخبرنا أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُکَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ الْمُؤَدِّبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی زَکَرِیَّاءِ یَزِیدَ بْنِ إِیَاسٍ الأَزْدِیِّ الْمَوْصِلِیِّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، أخبرنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، أخبرنا دُلْهُمُ بْنُ یَزِیدَ الْمَوْصِلِیُّ، حدثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، أخبرنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عن عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عن أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ النَّاسُ، کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عن الإِسْلامِ، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ بِرَسُولِ اللَّه حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا. وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، عن عِمْرَانَ الْقَطَّانِ أَبِی الْعَوَّامِ، عن أَبِی حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَدَوِیِّ، بِإِسْنَادِهِ، وَرَوَاهُ بَعْضُ الْمَرَاوِزَةُ، عن عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عن إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عن عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عن أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ. أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ..}}
===[[معجم أصحاب (کتاب)|معجم أصحاب]] ([[أبي علي الصدفي]])===
===[[معجم أصحاب (کتاب)|معجم أصحاب]] ([[أبی علی الصدفی]])===
*{{متن حدیث|وَمِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ وَمِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ: مَا أَخْبَرَهُ بِهِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِمُرْسِيَّةَ فِي سَنَةِ 508، عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِقِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِيُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّيَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، قَالا: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْمَخْرَمِيُّ، نَا عُمَرَ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُجِّيَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدُهِشَ الْقَوْمُ كَيَوْمِ قُبِضَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا بَكْرٍ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِيثٍ أَسْنَدَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِيفِهِ، وَسَمِعْتُ جَمِيعَهُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِيَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِي سَنَةِ 609، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ، وَهُوَ عِنْدِي بِخَطِّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَيَرْوِيهِ أَيْضًا عَنِ الْبَاجِيِّ، وَالْعُذْرِيِّ، وَجَمِيعًا عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ.}}
*{{متن حدیث|وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ: مَا أَخْبَرَهُ بِهِ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِمُرْسِیَّةَ فِی سَنَةِ ۵۰۸، عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِقِیِّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِیُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّیَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، قَالا: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ الْمَخْرَمِیُّ، نَا عُمَرَ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَا الْقَاضِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، وَإِسْمَاعِیلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُجِّیَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِیثٍ أَسْنَدَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ فِی الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِیفِهِ، وَسَمِعْتُ جَمِیعَهُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِیَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِی سَنَةِ ۶۰۹، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ، عَنْ أَبِی عَلِیٍّ، وَهُوَ عِنْدِی بِخَطِّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَیَرْوِیهِ أَیْضًا عَنِ الْبَاجِیِّ، وَالْعُذْرِیِّ، وَجَمِیعًا عَنْ أَبِی ذَرٍّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ.}}
*{{متن حدیث|وَمِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ وَمِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ: مَا أَخْبَرَهُ بِهِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِمُرْسِيَّةَ فِي سَنَةِ 508، عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِقِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِيُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّيَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، قَالا: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْمَخْرَمِيُّ، نَا عُمَرَ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُجِّيَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدُهِشَ الْقَوْمُ كَيَوْمِ قُبِضَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا بَكْرٍ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِيثٍ أَسْنَدَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِيفِهِ، وَسَمِعْتُ جَمِيعَهُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِيَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِي سَنَةِ 609، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ، وَهُوَ عِنْدِي بِخَطِّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَيَرْوِيهِ أَيْضًا عَنِ الْبَاجِيِّ، وَالْعُذْرِيِّ، وَجَمِيعًا عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ.}}
*{{متن حدیث|وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ: مَا أَخْبَرَهُ بِهِ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِمُرْسِیَّةَ فِی سَنَةِ ۵۰۸، عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِقِیِّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِیُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّیَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، قَالا: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ الْمَخْرَمِیُّ، نَا عُمَرَ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَا الْقَاضِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، وَإِسْمَاعِیلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُجِّیَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِیثٍ أَسْنَدَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ فِی الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِیفِهِ، وَسَمِعْتُ جَمِیعَهُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِیَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِی سَنَةِ ۶۰۹، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ، عَنْ أَبِی عَلِیٍّ، وَهُوَ عِنْدِی بِخَطِّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَیَرْوِیهِ أَیْضًا عَنِ الْبَاجِیِّ، وَالْعُذْرِیِّ، وَجَمِیعًا عَنْ أَبِی ذَرٍّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ.}}
===[[كشف الأستار (کتاب)|كشف الأستار]] ([[ نورالدين الهيثمي]])===
===[[کشف الأستار (کتاب)|کشف الأستار]] ([[ نورالدین الهیثمی]])===
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاسِمِيُّ، عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ سُجِّيَ بِثَوْبٍ فَارْتَجَّتْ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمُ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْفَظَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وآمَنَهُمْ عَلَى الصَّحَابَةِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ صِدِّيقًا، فَقَالَ: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آية 33 - مُحَمَّدٌ - وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آية 33 - أَبُو بَكْرٍ آسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِينَ قَعَدُوا عَنْهُ، وَصَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ الصُّحْبَةِ، الْمُنْزِلَ عَلَيْهِ السَّكِينَةَ، رَفِيقَهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْكُرْبَةِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يُقِمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَطُّ، فَوَثَبْتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُكَ، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، كُنْتَ أَعْلاهُمْ فَوقًا، وَأَقَلَّهُمْ كَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَكُنْتَ أَكْبَرَهُمْ رَأْيًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، كُنْتَ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا، وَكُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا، إِذَا صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَكْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُسْلِمِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا، وَفُطِرْتَ بِغِنَاهَا، وَقرت بِحَيَاهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيْهِ بِصُحْبَتِكَ وَذَاتِ يَدِكَ وَكَمَا قَالَ: " ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا عَظِيمًا عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ، جَلِيلا فِي الأَرْضِ، لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلا فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَكَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ذَلِيلٌ حَتَّى يُؤْخَذَ مِنْهُ الْحَقُّ، وَالْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ , وَالصِّدْقُ، وَالرِّفْقُ قَوْلُكَ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نَهَجَ السَّبِيلُ وَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَقَوِيَ الإِيمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ إِتْعَابًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْجَنَّةِ وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمَنَا اللَّهُ أَمْرَهُ، فَلَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِكَ أَبَدًا، كُنْتَ لِلدِّينِ عُدَّةً وَكَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأنسًا، وَعَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَيْظًا فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّهِ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَكَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، قَالَ: وَسَكَتَ النَّاسُ حَتَّى قَضَى كَلامَهُ، ثُمَّ بَكَى أصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ يَابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهُمْ..}}
*{{متن حدیث|حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِیُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَاسِمِیُّ، عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ سُجِّیَ بِثَوْبٍ فَارْتَجَّتْ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمُ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْفَظَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وآمَنَهُمْ عَلَی الصَّحَابَةِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ - مُحَمَّدٌ - وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ - أَبُو بَکْرٍ آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا عَنْهُ، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، الْمُنْزِلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةَ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْبَةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یُقِمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، فَوَثَبْتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، کُنْتَ أَعْلاهُمْ فَوقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَکُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، وَکُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا، إِذَا صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، وَفُطِرْتَ بِغِنَاهَا، وَقرت بِحَیَاهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ بِصُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ وَکَمَا قَالَ: " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا عَظِیمًا عِنْدَ الْمُسْلِمِینَ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ حَتَّی یُؤْخَذَ مِنْهُ الْحَقُّ، وَالْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ , وَالصِّدْقُ، وَالرِّفْقُ قَوْلُکَ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نَهَجَ السَّبِیلُ وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ، وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْجَنَّةِ وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمَنَا اللَّهُ أَمْرَهُ، فَلَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عُدَّةً وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأنسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّهِ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، قَالَ: وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی قَضَی کَلامَهُ، ثُمَّ بَکَی أصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِیَ عَنْهُمْ..}}
 
== جستارهای وابسته ==
== جستارهای وابسته ==



نسخهٔ ‏۸ سپتامبر ۲۰۲۰، ساعت ۱۵:۴۳

متن این جستار آزمایشی و غیرنهایی است. برای اطلاع از اهداف و چشم انداز این دانشنامه به صفحه آشنایی با دانشنامه مجازی امامت و ولایت مراجعه کنید.
اين مدخل از زیرشاخه‌های بحث اسید بن صفوان سلمی است. "اسید بن صفوان سلمی" از چند منظر متفاوت، بررسی می‌شود:

احادیث روایت شده از او در منابع اهل سنت

معجم الصحابة (ابن قانع)

  • «حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، نا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، نا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: «لَمَّا أَنْ کَانَ الْیَوْمُ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ أَبُو بَکْرٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ وَجَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ»»

معرفة الصحابة (أبو نعیم الأصبهانی)

  • «وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ»
  • «حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالَا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ»
  • «وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَتْ، لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ، وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ»
  • «أُسَیْدُ بْنُ صَفْوَانَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یُعَدُّ فِی الْحِجَازِیِّینَ، تَفَرَّدَ بِالرِّوَایَةِ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ عُمَیْرٍ، وَبَعْضُ النَّاسِ یَقُولُ: أُسَیْدُ بْنُ صَفْوَانَ حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلَاءً، ثنا سَلَامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُنَیْدٍ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الْإِسْلَامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلًا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللهُ تَعَالَی: ﴿جَاءَ بِالصِّدْقِ [۱] یَعْنِی مُحَمَّدًا، ﴿وَصَدَّقَ بِهِ [۲]، یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلَافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلَاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلَامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ، کُنْتَ وَاللهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلًا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالًا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالًا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ َتضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلَا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: «آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ»، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: «ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللهِ، کَفِیرًا فِی الأرْضِ، جَلِیلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ»، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلَا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلَا لِأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الْإِسْلَامَ وَسَبَقْتَ وَاللهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الْأَنَامَ، وَاللهِ لَا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا، عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً غَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلَا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَ ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ[۳]»

معجم الصحابة (ابن قانع)

  • «حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، نا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، نا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ , وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ , قَالَ: " لَمَّا أَنْ کَانَ الْیَوْمُ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ أَبُو بَکْرٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ , وَجَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ".»

البحر الزخار (البزار)

  • «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِیُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ یَزِیدَ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْرِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجَوْهُ بِثَوْبٍ، فَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا، وَخُلُقًا وَسَمْتًا، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ فَسَمَّاکَ فِی کِتَابِهِ صَدِیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ مُحَمَّدٌ، وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَکْرٍ وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، وَالْمُنَزِّلُ عَلَیْهِ السَّکِینَةَ رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْبَةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ، حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوَیْتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مَنَاهِجَ رَسُولِهِ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا کُنْتَ أَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَکُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینَّا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. کُنْتَ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا وَکُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذَا صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، ونَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخَصْبًا، فُطِرْتَ بِغِنَاهَا، وَقِرْتَ بِحِمَاهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَقْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: أَمَنَّ النَّاسُ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا عَظِیمًا عِنْدَ الْمُسْلِمِینَ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ ضَعِیفٌ حَتَّی یُؤْخَذَ مِنْهُ الْحَقُّ، وَالْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ قَوْلُکَ فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْجَنَّةِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَزَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ فَإِنَّا لِلَّهَ، وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ , رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ , فَلَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عُدَّةً وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا , وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا , فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ , وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ , وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ , قَالَ: وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی قَضَی کَلامَهُ ثُمَّ بَکَی أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ".»

الشریعة (الآجری )

  • «أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِیَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِیُّ، وَحَدَّثَنِی أَبُو بَکْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِیُّ وَیُعْرَفُ بِابْنِ زَاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِی الْهَیْثَمِ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَنِی عُمَرُ بْنُ أَیُّوبَ السَّقَطِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ عَلَیْهِ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ کَیَوْمِ قَبْضِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا مُسْرِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، وَأَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَأَنِیسَهُ وَمُسْتَراحَهُ وَثِقَتَهُ وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمُشَاوَرَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَسَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً فِی دَیْنِ اللَّهِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَمَنَّهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَفْضَلَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ هَدْیًا وَسَمْتًا وَرَحْمَةً وَفَضْلا، أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ خَیْرًا، کُنْتَ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ فِی کِتَابِهِ وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَکْرٍ، وَاسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَأَقَمْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، وَصَاحِبُهُ فِی الْغَارِ وَالْمُنْزَلُ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخِلْفَتُهُ فِی دَیْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلافَةِ، حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ فَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ، فَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَقَوِیتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَکَبْتِ الْکَافِرِینَ وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ وَفِسْقِ الْفَاسِقِینَ وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ إِذْ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورٍ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوکَ فَهُدُوا مَا کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَأَکْثَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ نَفْسًا وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عَمَلا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَآخِرًا حِینَ فُتِنُوا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا حِینَ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، حَمَلَتْ أَثْقَالَ مَا ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، تَعْلَمُ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ فَظَفَرُوا، وَنَالُوا مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأُنْسًا وَحِصْنًا، فطرت بِعَبَائِهَا وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَلَمْ یَزِعْ قَلْبُکَ وَلَمْ یَجْبُنْ، کُنْتَ وَاللَّهِ کَالْجَبَلِ تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنُّ النَّاسِ عِنْدَهُ فِی صُحْبَتِهِ " وَکَمَا قَالَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمَرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، جَلِیلا فِی أَعْیَنِ النَّاسِ، کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ " لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ عِنْدَکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکُمْ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ تَبَارَکَ وَتَعَالَی وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، أَمَرُکَ حِلْمٌ وَجَزْمٌ، وَرَأَیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعُسَیْرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُسْلِمُونَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَیْتَ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجُلِّلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیئَتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمَرَهُ، وَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَحِرْزًا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ فِئَةً وَحِصْنًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَکَظًّا وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ بَکَوْا حَتَّی عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.»

معرفة الصحابة (أبی نعیم)

  • «حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یُضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، کَفْیرًا فِی الأَرْضِ جَلِیلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ.»
  • «حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یُضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، کَفْیرًا فِی الأَرْضِ جَلِیلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ.»
  • «حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یُضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، کَفْیرًا فِی الأَرْضِ جَلِیلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ.»
  • «حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یُضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، کَفْیرًا فِی الأَرْضِ جَلِیلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ.»

شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (للالکائی)

  • «أنا عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبِی، قَالَ: نا أَبُو الْعَوَّامِ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ وَدُهِشَ الْقَوْمُ، کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ نَفْسًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًی، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْبَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً , وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفِعْلا، أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , جَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا , صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳: مُحَمَّدٌ، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳: أَبُو بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ یَخْلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ ثَانِیَ اثْنَیْنِ، وَصَاحِبَهُ وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ , کُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا تُنَازِعُ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَصِغَرِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْمُنَافِقِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، قُمْتَ بِالأُمَّةِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ قُوَّةً، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَنَهُمْ مَنْطِقًا، أَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا , کُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیَا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَأَخِیرًا حِینَ أَقْبَلُوا , کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، فَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا أَدْرَکْتَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا؛ فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، أَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلِلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَّاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، کَبِیرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ , بَیَانُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِیَتِ النِّیرَانُ، فَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ؛ فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا؛ فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ؛ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ , رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّیْنِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ عِزًّا وَفَیْئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا؛ فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ، ثُمَّ بَکَی أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.»

فوائد ابن حمکان (الضیاء المقدسی)

  • «أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی بْنِ بَرَکَةَ، إِذْنًا، أَنَّ أَبَا بَکْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْبَاقِی بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِیُّ، أَخْبَرَهُ قِرَاءَةً عَلَیْهِ، قَالَ: أنبا الشَّرِیفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْمُهْتَدِی بِاللَّهِ، قَالَ: أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْمُقْرِئُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، قَالا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، قثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْمَدَنِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانٍ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلامُ بَاکِیًا مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبُوَّةِ. حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَأَنِیسَهُ، وَمُسْتَرَاحَهُ وَثِقَتَهُ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمَشُورَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًی فِی دِینِ اللَّهِ، وَأَحَوْطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَمَنَّهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَعْظَمَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَرَحْمَةً وَفَضْلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإِسْلامِ خَیْرًا، کُنْتَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبُوهُ , فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ وَصَاحِبُهُ فِی الْغَارِ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخَلِیفَتَهُ فِی دِینِ اللَّهِ وَأُمَّتِهِ، أَحْسَنَ خِلافَةً حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ، فَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَّزْتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ إِذْ هَمُّوا، کُنْتَ خَلِیفَةَ رَسُولِِِِِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا لَمْ تَنُازِعْ، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَکَیْدِ الْکَافِرِینَ وَکُرْهِ الْحَاسِدِینِ وَضَغْنِ الْفَاسِقِینَ وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ قَعَدُوا، تَبِعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَکْرَمَهُمْ رَأْیًا، وَأَسْمَحَهُمْ نَفْسًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عِلْمًا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا , أَوَّلا حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَآخِرًا حِینَ أَقْبَلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا بِعِلْمِکَ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ حِینَ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ أَثَارَ مَا طَلَبُوا، وَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ فَظَفِرُوا، فَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأَنَسًا وَحِصْنًا، فَظَفِرْتَ وَاللَّهِ بِغِنَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَدْرَکْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، وَکُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی أَعْیُنِ الْمُؤْمِنِینَ کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکَ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ بِحُکْمٍ، وَأَمْرُکَ حَتْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نَهَجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأَطْفَأْتَ النِّیرَانَ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ بِکَ الإِیمَانُ، وَسُدْتَ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِینَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَیْتَهُ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، سَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، فُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهُدَّتْ مُصِیبَتُکَ........ ".»

الأحادیث المختارة (الضیاء المقدسی)

  • «وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْبَاقِی بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْهَرَوِیُّ الصُّوفِیُّ، بِبَغْدَادَ، أَنَّ الإِمَامَ أَبَا شُجَاعٍ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبَسْطَامِیَّ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلِیلِیُّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِیُّ، أَنَا أَبُو سَعِید الْهَیْثَمُ بْنُ کُلَیْبٍ الشَّاشِیُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْعَوَّامِ الْوَاسِطِیُّ، نَا أَبِی، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ الصِّدِّیقُ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَجُّوهُ بِثَوْبٍ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِیِّ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَأْمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفَضْلا. أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عَنْهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ. وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ وَصَاحِبَهُ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَمَوَاطِنَ الْکُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یُقِمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هَمُّوا، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، أَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، کُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ قَبِلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ مِنَ الأَثْقَالِ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، فَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ "، وَکَمَا قَالَ: " ضَعِیفٌ فِی بَدَنِکَ، قَوِیٌّ فِی أَمْرِ اللَّهِ "، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، کَبِیرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ عَلَیْهِ السَّلامُ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ، وَبَکَوْا کَیَوْمِ مَاتَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. کَذَا رَوَاهُ الْهَیْثَمُ بْنُ کُلَیْبٍ فِی مُسْنَدِهِ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدِینِیُّ، إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا عَلِیٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، أَنَا أَبُو نُعَیْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، إِمْلاءً، ثَنَا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْخززِ , قَالا: نا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، فَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ، وَعِنْدَه وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَعِنْدَهُ هَدْیًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَعِنْدَهُ وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ وَآخِرًا حِینَ قَلُّوا. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَرْبٍ،عَنْ دَلْهَمِ بْنِ یَزِیدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدٍ. وَرَوَاهُ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أَسِیدٍ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ L۵۲۳۳. وَعُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ الْبَصْرِیُّ. قَالَ یَحْیَی بْنُ مَعِینٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ: أَبُو حَاتِمٍ: لا یُحْتَجُّ بِهِ. وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُنَا: إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِیَّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ فِی غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ رِجَالِ الصَّحِیحِ: لا یُحْتَجُّ بِهِ، مِنْ غَیْرِ بَیَانِ الْجَرْحِ، فَلا یُقْبَلُ الْجَرْحُ إِلَّا بِبَیَانِ مَا هُوَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا رِوَایَةُ حَمَّادِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، وَزِیَادَتُهُ فِی الإِسْنَادِ إِسْمَاعِیلَ بْنَ عَیَّاشٍ، فَیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ قَدْ حَفِظَهُ، وَیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ قَدْ وَهِمَ، فَإِنَّ أَکْثَرَ الرِّوَایَاتِ تَأْتِی مِنْ غَیْرِ ذِکْرِ إِسْمَاعِیلَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ. وَحَمَّادٌ هَذَا لَمْ أَرَهُ فِی کِتَابِ الْبُخَارِیِّ وَلا فِی کِتَابِ ابْنِ أَبِی حَاتِمٍ.»
  • «وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْبَاقِی بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْهَرَوِیُّ الصُّوفِیُّ، بِبَغْدَادَ، أَنَّ الإِمَامَ أَبَا شُجَاعٍ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبَسْطَامِیَّ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلِیلِیُّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِیُّ، أَنَا أَبُو سَعِید الْهَیْثَمُ بْنُ کُلَیْبٍ الشَّاشِیُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْعَوَّامِ الْوَاسِطِیُّ، نَا أَبِی، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ الصِّدِّیقُ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَجُّوهُ بِثَوْبٍ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِیِّ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَأْمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفَضْلا. أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عَنْهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ. وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ وَصَاحِبَهُ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَمَوَاطِنَ الْکُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یُقِمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هَمُّوا، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، أَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، کُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ قَبِلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ مِنَ الأَثْقَالِ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، فَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ "، وَکَمَا قَالَ: " ضَعِیفٌ فِی بَدَنِکَ، قَوِیٌّ فِی أَمْرِ اللَّهِ "، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، کَبِیرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ عَلَیْهِ السَّلامُ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ، وَبَکَوْا کَیَوْمِ مَاتَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. کَذَا رَوَاهُ الْهَیْثَمُ بْنُ کُلَیْبٍ فِی مُسْنَدِهِ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدِینِیُّ، إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا عَلِیٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، أَنَا أَبُو نُعَیْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، إِمْلاءً، ثَنَا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْخززِ , قَالا: نا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، فَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ، وَعِنْدَه وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَعِنْدَهُ هَدْیًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَعِنْدَهُ وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ وَآخِرًا حِینَ قَلُّوا. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَرْبٍ،عَنْ دَلْهَمِ بْنِ یَزِیدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدٍ. وَرَوَاهُ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أَسِیدٍ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ L۵۲۳۳. وَعُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ الْبَصْرِیُّ. قَالَ یَحْیَی بْنُ مَعِینٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ: أَبُو حَاتِمٍ: لا یُحْتَجُّ بِهِ. وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُنَا: إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِیَّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ فِی غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ رِجَالِ الصَّحِیحِ: لا یُحْتَجُّ بِهِ، مِنْ غَیْرِ بَیَانِ الْجَرْحِ، فَلا یُقْبَلُ الْجَرْحُ إِلَّا بِبَیَانِ مَا هُوَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا رِوَایَةُ حَمَّادِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، وَزِیَادَتُهُ فِی الإِسْنَادِ إِسْمَاعِیلَ بْنَ عَیَّاشٍ، فَیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ قَدْ حَفِظَهُ، وَیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ قَدْ وَهِمَ، فَإِنَّ أَکْثَرَ الرِّوَایَاتِ تَأْتِی مِنْ غَیْرِ ذِکْرِ إِسْمَاعِیلَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ. وَحَمَّادٌ هَذَا لَمْ أَرَهُ فِی کِتَابِ الْبُخَارِیِّ وَلا فِی کِتَابِ ابْنِ أَبِی حَاتِمٍ.»
  • «أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی بْنِ بَرَکَةَ بْنِ مَحْفُوظٍ الدَّبِیقِیُّ، مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ الصَّحِیحِ قَبْلَ تَغَیُّرِهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَکُمْ أَبُو بَکْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِی بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِیُّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فِی سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِینَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أَنَا الشَّرِیفُ أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْمُهْتَدِی بِاللَّهِ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ ابْنِ الْمُقْرِئِ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، فَأَقَرَّ بِهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، قَالا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زاجٌ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَصُعْبٍ الْمَرْوَزِیُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْمَدَنِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلامُ، بَاکِیًا مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِیِّ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، وَأَبُو بَکْرٍ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنِیسَهُ، وَمُسْتَرَاحَهُ، وَثِقَتَهُ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمَشُورَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ اللَّهَ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً فِی دِینِ اللَّهِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأْقَرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَرَحْمَةً وَفَضْلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإِسْلامِ خَیْرًا. کُنْتَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، حِینَ کَذَّبَهُ، یَعْنِی النَّاسَ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ، وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ، وَصَاحِبَهُ فِی الْغَارِ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخَلِیفَتَهُ فِی دِینِ اللَّهِ وَأُمَّتِهِ أَحْسَنَ خِلافَةٍ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هَمُّوا، کُنْتَ خَلِیفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ، وَلَمْ تَصْدَعْ، بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَکَیْدِ الْکَافِرِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضِیتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ قَعَدُوا، تَبِعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ وَأَکْثَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَسْمَحَهُمْ نَفْسًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عِلْمًا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا: حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَأَخِیرًا: حِینَ قَبِلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَطَاعُوا بِعِلْمِکَ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ حِینَ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَتَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ، فَظَفَرُوا فَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأُنْسًا وَحِصْنًا، وَظَفَرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحَبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَدْرَکْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، وَکُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ "، وَکُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی أَعْیُنِ الْمُؤْمِنِینَ، کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکَ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ حُکْمٌ، وَأَمْرُکَ حَتْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ بِکَ الإِیمَانُ، وَسُدْتَ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِینَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ، وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَّیْتَ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، سَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، فُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَدَرَهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَحِرْزًا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ فِئَةً وَحِصْنًا وَعَوْنًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. قَالَ: وَأَمْسَکَ النَّاسَ حَتَّی أَمْضَی کَلامَهُ، ثُمَّ بَکَوْا حَتَّی عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ وَاللَّهِ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.»

أسد الغابة (علی بن الأثیر)

  • «أخبرنا أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُکَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ الْمُؤَدِّبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی زَکَرِیَّاءِ یَزِیدَ بْنِ إِیَاسٍ الأَزْدِیِّ الْمَوْصِلِیِّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، أخبرنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، أخبرنا دُلْهُمُ بْنُ یَزِیدَ الْمَوْصِلِیُّ، حدثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، أخبرنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عن عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عن أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ النَّاسُ، کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عن الإِسْلامِ، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ بِرَسُولِ اللَّه حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا. وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، عن عِمْرَانَ الْقَطَّانِ أَبِی الْعَوَّامِ، عن أَبِی حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَدَوِیِّ، بِإِسْنَادِهِ، وَرَوَاهُ بَعْضُ الْمَرَاوِزَةُ، عن عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عن إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عن عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عن أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ. أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ..»

معجم أصحاب (أبی علی الصدفی)

  • «وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ: مَا أَخْبَرَهُ بِهِ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِمُرْسِیَّةَ فِی سَنَةِ ۵۰۸، عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِقِیِّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِیُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّیَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، قَالا: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ الْمَخْرَمِیُّ، نَا عُمَرَ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَا الْقَاضِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، وَإِسْمَاعِیلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُجِّیَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ "، وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِیثٍ أَسْنَدَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ فِی الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِیفِهِ، وَسَمِعْتُ جَمِیعَهُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِیَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِی سَنَةِ ۶۰۹، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ، عَنْ أَبِی عَلِیٍّ، وَهُوَ عِنْدِی بِخَطِّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَیَرْوِیهِ أَیْضًا عَنِ الْبَاجِیِّ، وَالْعُذْرِیِّ، وَجَمِیعًا عَنْ أَبِی ذَرٍّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ.»
  • «وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ: مَا أَخْبَرَهُ بِهِ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِمُرْسِیَّةَ فِی سَنَةِ ۵۰۸، عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِقِیِّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِیُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّیَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، قَالا: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ الْمَخْرَمِیُّ، نَا عُمَرَ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَا الْقَاضِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، وَإِسْمَاعِیلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُجِّیَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ "، وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِیثٍ أَسْنَدَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ فِی الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِیفِهِ، وَسَمِعْتُ جَمِیعَهُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِیَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِی سَنَةِ ۶۰۹، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ، عَنْ أَبِی عَلِیٍّ، وَهُوَ عِنْدِی بِخَطِّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَیَرْوِیهِ أَیْضًا عَنِ الْبَاجِیِّ، وَالْعُذْرِیِّ، وَجَمِیعًا عَنْ أَبِی ذَرٍّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ.»

کشف الأستار (نورالدین الهیثمی)

  • «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِیُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَاسِمِیُّ، عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ سُجِّیَ بِثَوْبٍ فَارْتَجَّتْ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمُ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْفَظَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وآمَنَهُمْ عَلَی الصَّحَابَةِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ - مُحَمَّدٌ - وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ - أَبُو بَکْرٍ -، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا عَنْهُ، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، الْمُنْزِلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةَ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْبَةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یُقِمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، فَوَثَبْتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، کُنْتَ أَعْلاهُمْ فَوقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَکُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، وَکُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا، إِذَا صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، وَفُطِرْتَ بِغِنَاهَا، وَقرت بِحَیَاهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ بِصُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ "، وَکَمَا قَالَ: " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا عَظِیمًا عِنْدَ الْمُسْلِمِینَ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ حَتَّی یُؤْخَذَ مِنْهُ الْحَقُّ، وَالْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ , وَالصِّدْقُ، وَالرِّفْقُ قَوْلُکَ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نَهَجَ السَّبِیلُ وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ، وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْجَنَّةِ وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمَنَا اللَّهُ أَمْرَهُ، فَلَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عُدَّةً وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأنسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّهِ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، قَالَ: وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی قَضَی کَلامَهُ، ثُمَّ بَکَی أصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِیَ عَنْهُمْ..»

جستارهای وابسته

منابع

پانویس

 با کلیک بر فلش ↑ به محل متن مرتبط با این پانویس منتقل می‌شوید:  

  1. سوره الزمر: ۳۳.
  2. سوره الزمر: ۳۳.
  3. سوره البقرة: ۱۵۶."

پیوند به بیرون