اسید بن صفوان سلمی در حدیث

نسخه‌ای که می‌بینید نسخه‌ای قدیمی از صفحه‌است که توسط Heydari (بحث | مشارکت‌ها) در تاریخ ‏۱۷ ژانویهٔ ۲۰۲۲، ساعت ۱۳:۱۰ ویرایش شده است. این نسخه ممکن است تفاوت‌های عمده‌ای با نسخهٔ فعلی بدارد.

اسید بن صفوان
دیناسلام
اطلاعات علمی
استادانعلی بن ابی طالب
شاگردانعبدالملک بن عمیر لخمی
اين مدخل از زیرشاخه‌های بحث اسید بن صفوان سلمی است. "اسید بن صفوان سلمی" از چند منظر متفاوت، بررسی می‌شود:

احادیث روایت شده از او در منابع اهل سنت

معجم الصحابة (ابن قانع)

  • «حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، نا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، نا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: «لَمَّا أَنْ کَانَ الْیَوْمُ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ أَبُو بَکْرٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ وَجَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ»»

معرفة الصحابة (أبو نعیم الأصبهانی)

  • «وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ»
  • «حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالَا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ»
  • «وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَتْ، لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ، وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ»
  • «أُسَیْدُ بْنُ صَفْوَانَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یُعَدُّ فِی الْحِجَازِیِّینَ، تَفَرَّدَ بِالرِّوَایَةِ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ عُمَیْرٍ، وَبَعْضُ النَّاسِ یَقُولُ: أُسَیْدُ بْنُ صَفْوَانَ حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلَاءً، ثنا سَلَامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُنَیْدٍ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الْإِسْلَامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلًا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللهُ تَعَالَی: ﴿جَاءَ بِالصِّدْقِ [۱] یَعْنِی مُحَمَّدًا، ﴿وَصَدَّقَ بِهِ [۲]، یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلَافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلَاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلَامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ، کُنْتَ وَاللهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلًا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالًا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالًا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ َتضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلَا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: «آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ»، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: «ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللهِ، کَفِیرًا فِی الأرْضِ، جَلِیلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ»، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلَا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلَا لِأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الْإِسْلَامَ وَسَبَقْتَ وَاللهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الْأَنَامَ، وَاللهِ لَا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا، عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً غَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلَا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَ ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ[۳]»

معجم الصحابة (ابن قانع)

  • «حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، نا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، نا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ , وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ , قَالَ: " لَمَّا أَنْ کَانَ الْیَوْمُ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ أَبُو بَکْرٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ , وَجَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ".»

البحر الزخار (البزار)

  • «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِیُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ یَزِیدَ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْرِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجَوْهُ بِثَوْبٍ، فَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا، وَخُلُقًا وَسَمْتًا، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ فَسَمَّاکَ فِی کِتَابِهِ صَدِیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ مُحَمَّدٌ، وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَکْرٍ وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، وَالْمُنَزِّلُ عَلَیْهِ السَّکِینَةَ رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْبَةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ، حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوَیْتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مَنَاهِجَ رَسُولِهِ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا کُنْتَ أَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَکُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینَّا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. کُنْتَ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا وَکُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذَا صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، ونَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخَصْبًا، فُطِرْتَ بِغِنَاهَا، وَقِرْتَ بِحِمَاهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَقْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: أَمَنَّ النَّاسُ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا عَظِیمًا عِنْدَ الْمُسْلِمِینَ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ ضَعِیفٌ حَتَّی یُؤْخَذَ مِنْهُ الْحَقُّ، وَالْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ قَوْلُکَ فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْجَنَّةِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَزَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ فَإِنَّا لِلَّهَ، وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ , رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ , فَلَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عُدَّةً وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا , وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا , فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ , وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ , وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ , قَالَ: وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی قَضَی کَلامَهُ ثُمَّ بَکَی أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ".»

الشریعة (الآجری )

  • «أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِیَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِیُّ، وَحَدَّثَنِی أَبُو بَکْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِیُّ وَیُعْرَفُ بِابْنِ زَاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِی الْهَیْثَمِ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَنِی عُمَرُ بْنُ أَیُّوبَ السَّقَطِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ عَلَیْهِ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ کَیَوْمِ قَبْضِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا مُسْرِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، وَأَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَأَنِیسَهُ وَمُسْتَراحَهُ وَثِقَتَهُ وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمُشَاوَرَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَسَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً فِی دَیْنِ اللَّهِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَمَنَّهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَفْضَلَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ هَدْیًا وَسَمْتًا وَرَحْمَةً وَفَضْلا، أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ خَیْرًا، کُنْتَ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ فِی کِتَابِهِ وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ أَبُو بَکْرٍ، وَاسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَأَقَمْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، وَصَاحِبُهُ فِی الْغَارِ وَالْمُنْزَلُ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخِلْفَتُهُ فِی دَیْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلافَةِ، حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ فَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ، فَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَقَوِیتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَکَبْتِ الْکَافِرِینَ وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ وَفِسْقِ الْفَاسِقِینَ وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ إِذْ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورٍ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوکَ فَهُدُوا مَا کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَأَکْثَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ نَفْسًا وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عَمَلا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَآخِرًا حِینَ فُتِنُوا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا حِینَ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، حَمَلَتْ أَثْقَالَ مَا ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، تَعْلَمُ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ فَظَفَرُوا، وَنَالُوا مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأُنْسًا وَحِصْنًا، فطرت بِعَبَائِهَا وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَلَمْ یَزِعْ قَلْبُکَ وَلَمْ یَجْبُنْ، کُنْتَ وَاللَّهِ کَالْجَبَلِ تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنُّ النَّاسِ عِنْدَهُ فِی صُحْبَتِهِ " وَکَمَا قَالَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمَرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، جَلِیلا فِی أَعْیَنِ النَّاسِ، کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ " لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، الْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ عِنْدَکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکُمْ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ تَبَارَکَ وَتَعَالَی وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، أَمَرُکَ حِلْمٌ وَجَزْمٌ، وَرَأَیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعُسَیْرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُسْلِمُونَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَیْتَ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجُلِّلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیئَتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمَرَهُ، وَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَحِرْزًا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ فِئَةً وَحِصْنًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَکَظًّا وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ بَکَوْا حَتَّی عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.»

معرفة الصحابة (أبی نعیم)

  • «حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یُضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، کَفْیرًا فِی الأَرْضِ جَلِیلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ.»
  • «حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یُضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، کَفْیرًا فِی الأَرْضِ جَلِیلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ.»
  • «حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یُضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، کَفْیرًا فِی الأَرْضِ جَلِیلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ.»
  • «حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلاءً، ثنا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجُنْدِ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَا، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ رَسُولُ اللَّهِ صَدِّیقًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی مُحَمَّدًا، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ یَعْنِی أَبَا بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِیقُهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَبْلَکَ، قَوَّیْتَهُ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَکُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِینَ، وَکُرْهِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشَلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ فُلُّوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَکْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یُضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الرَّوَاجِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ النَّاسُ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، کَفْیرًا فِی الأَرْضِ جَلِیلا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیُّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الإِسْلامَ وَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیِّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، وَاللَّهِ لا یُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَأُنْسًا عَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَلِیظًا وَکَظْمًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ ". وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْکَرَاشِکِیُّ، ثنا یَحْیَی بْنُ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِیُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی، قَالا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِیِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَقَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، ثنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَان َ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أُسَیْدٍ،. وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ.»

شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (للالکائی)

  • «أنا عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبِی، قَالَ: نا أَبُو الْعَوَّامِ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ وَدُهِشَ الْقَوْمُ، کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ نَفْسًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًی، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْبَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً , وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفِعْلا، أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , جَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا , صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳: مُحَمَّدٌ، وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳: أَبُو بَکْرٍ، آسَیْتَهُ حِینَ یَخْلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ ثَانِیَ اثْنَیْنِ، وَصَاحِبَهُ وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یَقُمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ , کُنْتَ خَلِیفَتَهُ حَقًّا تُنَازِعُ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَصِغَرِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْمُنَافِقِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، قُمْتَ بِالأُمَّةِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ قُوَّةً، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَنَهُمْ مَنْطِقًا، أَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا , کُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیَا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَأَخِیرًا حِینَ أَقْبَلُوا , کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالا مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، فَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا أَدْرَکْتَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا؛ فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، أَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلِلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَّاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ، وَکَمَا قَالَ ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، کَبِیرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ , بَیَانُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِیَتِ النِّیرَانُ، فَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ؛ فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ تَعَبًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا؛ فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ؛ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ , رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّیْنِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ عِزًّا وَفَیْئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا؛ فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ، ثُمَّ بَکَی أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.»

فوائد ابن حمکان (الضیاء المقدسی)

  • «أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی بْنِ بَرَکَةَ، إِذْنًا، أَنَّ أَبَا بَکْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْبَاقِی بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِیُّ، أَخْبَرَهُ قِرَاءَةً عَلَیْهِ، قَالَ: أنبا الشَّرِیفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْمُهْتَدِی بِاللَّهِ، قَالَ: أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْمُقْرِئُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، قَالا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِیُّ، قثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْمَدَنِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانٍ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلامُ بَاکِیًا مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبُوَّةِ. حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَأَنِیسَهُ، وَمُسْتَرَاحَهُ وَثِقَتَهُ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمَشُورَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًی فِی دِینِ اللَّهِ، وَأَحَوْطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَمَنَّهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَعْظَمَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَرَحْمَةً وَفَضْلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإِسْلامِ خَیْرًا، کُنْتَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبُوهُ , فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ وَصَاحِبُهُ فِی الْغَارِ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخَلِیفَتَهُ فِی دِینِ اللَّهِ وَأُمَّتِهِ، أَحْسَنَ خِلافَةً حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ، فَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَّزْتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ إِذْ هَمُّوا، کُنْتَ خَلِیفَةَ رَسُولِِِِِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا لَمْ تَنُازِعْ، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَکَیْدِ الْکَافِرِینَ وَکُرْهِ الْحَاسِدِینِ وَضَغْنِ الْفَاسِقِینَ وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ قَعَدُوا، تَبِعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَکْرَمَهُمْ رَأْیًا، وَأَسْمَحَهُمْ نَفْسًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عِلْمًا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا , أَوَّلا حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَآخِرًا حِینَ أَقْبَلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا بِعِلْمِکَ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ حِینَ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ أَثَارَ مَا طَلَبُوا، وَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ فَظَفِرُوا، فَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأَنَسًا وَحِصْنًا، فَظَفِرْتَ وَاللَّهِ بِغِنَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَدْرَکْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، وَکُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی أَعْیُنِ الْمُؤْمِنِینَ کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکَ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ بِحُکْمٍ، وَأَمْرُکَ حَتْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نَهَجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأَطْفَأْتَ النِّیرَانَ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ بِکَ الإِیمَانُ، وَسُدْتَ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِینَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَیْتَهُ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، سَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، فُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهُدَّتْ مُصِیبَتُکَ........ ".»

الأحادیث المختارة (الضیاء المقدسی)

  • «وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْبَاقِی بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْهَرَوِیُّ الصُّوفِیُّ، بِبَغْدَادَ، أَنَّ الإِمَامَ أَبَا شُجَاعٍ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبَسْطَامِیَّ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلِیلِیُّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِیُّ، أَنَا أَبُو سَعِید الْهَیْثَمُ بْنُ کُلَیْبٍ الشَّاشِیُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْعَوَّامِ الْوَاسِطِیُّ، نَا أَبِی، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ الصِّدِّیقُ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَجُّوهُ بِثَوْبٍ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِیِّ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَأْمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفَضْلا. أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عَنْهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ. وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ وَصَاحِبَهُ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَمَوَاطِنَ الْکُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یُقِمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هَمُّوا، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، أَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، کُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ قَبِلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ مِنَ الأَثْقَالِ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، فَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ "، وَکَمَا قَالَ: " ضَعِیفٌ فِی بَدَنِکَ، قَوِیٌّ فِی أَمْرِ اللَّهِ "، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، کَبِیرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ عَلَیْهِ السَّلامُ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ، وَبَکَوْا کَیَوْمِ مَاتَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. کَذَا رَوَاهُ الْهَیْثَمُ بْنُ کُلَیْبٍ فِی مُسْنَدِهِ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدِینِیُّ، إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا عَلِیٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، أَنَا أَبُو نُعَیْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، إِمْلاءً، ثَنَا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْخززِ , قَالا: نا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، فَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ، وَعِنْدَه وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَعِنْدَهُ هَدْیًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَعِنْدَهُ وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ وَآخِرًا حِینَ قَلُّوا. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَرْبٍ،عَنْ دَلْهَمِ بْنِ یَزِیدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدٍ. وَرَوَاهُ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أَسِیدٍ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ L۵۲۳۳. وَعُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ الْبَصْرِیُّ. قَالَ یَحْیَی بْنُ مَعِینٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ: أَبُو حَاتِمٍ: لا یُحْتَجُّ بِهِ. وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُنَا: إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِیَّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ فِی غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ رِجَالِ الصَّحِیحِ: لا یُحْتَجُّ بِهِ، مِنْ غَیْرِ بَیَانِ الْجَرْحِ، فَلا یُقْبَلُ الْجَرْحُ إِلَّا بِبَیَانِ مَا هُوَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا رِوَایَةُ حَمَّادِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، وَزِیَادَتُهُ فِی الإِسْنَادِ إِسْمَاعِیلَ بْنَ عَیَّاشٍ، فَیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ قَدْ حَفِظَهُ، وَیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ قَدْ وَهِمَ، فَإِنَّ أَکْثَرَ الرِّوَایَاتِ تَأْتِی مِنْ غَیْرِ ذِکْرِ إِسْمَاعِیلَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ. وَحَمَّادٌ هَذَا لَمْ أَرَهُ فِی کِتَابِ الْبُخَارِیِّ وَلا فِی کِتَابِ ابْنِ أَبِی حَاتِمٍ.»
  • «وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْبَاقِی بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْهَرَوِیُّ الصُّوفِیُّ، بِبَغْدَادَ، أَنَّ الإِمَامَ أَبَا شُجَاعٍ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبَسْطَامِیَّ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلِیلِیُّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِیُّ، أَنَا أَبُو سَعِید الْهَیْثَمُ بْنُ کُلَیْبٍ الشَّاشِیُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْعَوَّامِ الْوَاسِطِیُّ، نَا أَبِی، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ الصِّدِّیقُ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَجُّوهُ بِثَوْبٍ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِیِّ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَأْمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفَضْلا. أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عَنْهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ. وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ وَصَاحِبَهُ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَمَوَاطِنَ الْکُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یُقِمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ اسْتَکَانُوا، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هَمُّوا، وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوکَ فَهُدُوا، کُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، أَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، کُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَآخِرًا حِینَ قَبِلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ مِنَ الأَثْقَالِ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، فَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، وَلَمْ تَخُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ، وَذَاتِ یَدِکَ "، وَکَمَا قَالَ: " ضَعِیفٌ فِی بَدَنِکَ، قَوِیٌّ فِی أَمْرِ اللَّهِ "، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، کَبِیرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکَ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُکَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، وَثَبَتَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ عَلَیْهِ السَّلامُ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی انْقَضَی کَلامُهُ، وَبَکَوْا کَیَوْمِ مَاتَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. کَذَا رَوَاهُ الْهَیْثَمُ بْنُ کُلَیْبٍ فِی مُسْنَدِهِ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدِینِیُّ، إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا عَلِیٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، أَنَا أَبُو نُعَیْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، إِمْلاءً، ثَنَا سَلامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْخززِ , قَالا: نا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ الطَّبَرَانِیُّ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، فَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ، وَعِنْدَه وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَعِنْدَهُ هَدْیًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَعِنْدَهُ وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ. کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا حِینَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ وَآخِرًا حِینَ قَلُّوا. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی دَاوُدَ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَرْبٍ،عَنْ دَلْهَمِ بْنِ یَزِیدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدٍ. وَرَوَاهُ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْعَدَوِیِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ، عَنْ أَسِیدٍ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ L۵۲۳۳. وَعُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِیُّ الْبَصْرِیُّ. قَالَ یَحْیَی بْنُ مَعِینٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ: أَبُو حَاتِمٍ: لا یُحْتَجُّ بِهِ. وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُنَا: إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِیَّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ فِی غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ رِجَالِ الصَّحِیحِ: لا یُحْتَجُّ بِهِ، مِنْ غَیْرِ بَیَانِ الْجَرْحِ، فَلا یُقْبَلُ الْجَرْحُ إِلَّا بِبَیَانِ مَا هُوَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا رِوَایَةُ حَمَّادِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، وَزِیَادَتُهُ فِی الإِسْنَادِ إِسْمَاعِیلَ بْنَ عَیَّاشٍ، فَیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ قَدْ حَفِظَهُ، وَیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ قَدْ وَهِمَ، فَإِنَّ أَکْثَرَ الرِّوَایَاتِ تَأْتِی مِنْ غَیْرِ ذِکْرِ إِسْمَاعِیلَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ. وَحَمَّادٌ هَذَا لَمْ أَرَهُ فِی کِتَابِ الْبُخَارِیِّ وَلا فِی کِتَابِ ابْنِ أَبِی حَاتِمٍ.»
  • «أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی بْنِ بَرَکَةَ بْنِ مَحْفُوظٍ الدَّبِیقِیُّ، مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ الصَّحِیحِ قَبْلَ تَغَیُّرِهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَکُمْ أَبُو بَکْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِی بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِیُّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فِی سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِینَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أَنَا الشَّرِیفُ أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْمُهْتَدِی بِاللَّهِ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ ابْنِ الْمُقْرِئِ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ، فَأَقَرَّ بِهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، قَالا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زاجٌ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَصُعْبٍ الْمَرْوَزِیُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْمَدَنِیُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أَسِیدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُجِّیَ، ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلامُ، بَاکِیًا مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِیِّ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، وَأَبُو بَکْرٍ مُسَجًّی، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ إِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنِیسَهُ، وَمُسْتَرَاحَهُ، وَثِقَتَهُ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَمَشُورَتِهِ، وَکُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ اللَّهَ، وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً فِی دِینِ اللَّهِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَکْثَرَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأْقَرَبَهُمْ وَسِیلَةً، وَأَشْبَهَهُمْ هَدْیًا وَسَمْتًا، وَرَحْمَةً وَفَضْلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإِسْلامِ خَیْرًا. کُنْتَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، حِینَ کَذَّبَهُ، یَعْنِی النَّاسَ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی تَنْزِیلِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ أَبُو بَکْرٍ، وَآسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَکُنْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْمَکَارِهِ حِینَ عَنْهُ قَعَدُوا، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، ثَانِیَ اثْنَیْنِ، وَصَاحِبَهُ فِی الْغَارِ، وَالْمُنَزَّلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةُ، وَرَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ، وَخَلِیفَتَهُ فِی دِینِ اللَّهِ وَأُمَّتِهِ أَحْسَنَ خِلافَةٍ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ مَا لَمْ یَقُمْ بِهِ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، قَوِیتَ حِینَ وَهَنَ أَصْحَابُکَ، وَبَرَزْتَ حِینَ ضَعُفُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هَمُّوا، کُنْتَ خَلِیفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ، وَلَمْ تَصْدَعْ، بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ، وَکَیْدِ الْکَافِرِینَ، وَکُرْهِ الْحَاسِدِینَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِینَ، وَغَیْظِ الْبَاغِینَ، وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِینَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضِیتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ قَعَدُوا، تَبِعُوکَ فَهُدُوا، وَکُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ وَأَکْثَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَسْمَحَهُمْ نَفْسًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، وَأَشْرَفَهُمْ عِلْمًا، کُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا أَوَّلا: حِینَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ، وَأَخِیرًا: حِینَ قَبِلُوا، کُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا إِذْ صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَطَاعُوا بِعِلْمِکَ مَا جَهِلُوا، وَشَمَّرْتَ حِینَ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَتَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْیِکَ، فَظَفَرُوا فَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً وَأُنْسًا وَحِصْنًا، وَظَفَرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحَبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَدْرَکْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، وَکُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فِی صُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ "، وَکُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "، مُتَوَاضِعًا فِی نَفْسِکَ، عَظِیمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِیلا فِی أَعْیُنِ الْمُؤْمِنِینَ، کَبِیرًا فِی أَنْفُسِهِمْ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لأَحَدٍ فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَکَ هَوَادَةٌ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ضَعِیفٌ ذَلِیلٌ حَتَّی تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْکَ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، شَأْنُکَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، قَوْلُکَ حُکْمٌ، وَأَمْرُکَ حَتْمٌ، وَرَأْیُکَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَبْلَغْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِیلُ، وَسَهُلَ الْعَسِیرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّیرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ بِکَ الإِیمَانُ، وَسُدْتَ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِینَ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ، وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَجَلَّیْتَ عَنْهُمْ فَأَبْصَرُوا، سَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، فُزْتَ بِالْخَیْرِ فَوْزًا مُبِینًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُکَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَدَرَهُ، وَسَلَّمْنَا لَهُ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عِزًّا وَحِرْزًا وَکَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِینَ فِئَةً وَحِصْنًا وَعَوْنًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا، فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّکَ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَرَمَنَا أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ. قَالَ: وَأَمْسَکَ النَّاسَ حَتَّی أَمْضَی کَلامَهُ، ثُمَّ بَکَوْا حَتَّی عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ وَاللَّهِ یَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَسَلَّمَ.»

أسد الغابة (علی بن الأثیر)

  • «أخبرنا أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُکَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ الْمُؤَدِّبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی زَکَرِیَّاءِ یَزِیدَ بْنِ إِیَاسٍ الأَزْدِیِّ الْمَوْصِلِیِّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، أخبرنا عَلِیُّ بْنُ حَرْبٍ، أخبرنا دُلْهُمُ بْنُ یَزِیدَ الْمَوْصِلِیُّ، حدثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، أخبرنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْهَاشِمِیُّ، عن عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عن أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ النَّاسُ، کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَکْثَرَهُمْ یَقِینًا، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَی أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عن الإِسْلامِ، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ بِرَسُولِ اللَّه حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا. وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ. وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِیرُ، عن عِمْرَانَ الْقَطَّانِ أَبِی الْعَوَّامِ، عن أَبِی حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَدَوِیِّ، بِإِسْنَادِهِ، وَرَوَاهُ بَعْضُ الْمَرَاوِزَةُ، عن عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عن إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ، عن عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عن أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ. أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ..»

معجم أصحاب (أبی علی الصدفی)

  • «وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ: مَا أَخْبَرَهُ بِهِ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِمُرْسِیَّةَ فِی سَنَةِ ۵۰۸، عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِقِیِّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِیُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّیَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، قَالا: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ الْمَخْرَمِیُّ، نَا عُمَرَ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَا الْقَاضِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، وَإِسْمَاعِیلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُجِّیَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ "، وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِیثٍ أَسْنَدَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ فِی الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِیفِهِ، وَسَمِعْتُ جَمِیعَهُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِیَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِی سَنَةِ ۶۰۹، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ، عَنْ أَبِی عَلِیٍّ، وَهُوَ عِنْدِی بِخَطِّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَیَرْوِیهِ أَیْضًا عَنِ الْبَاجِیِّ، وَالْعُذْرِیِّ، وَجَمِیعًا عَنْ أَبِی ذَرٍّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ.»
  • «وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ وَمِنْ رِوَایَتِهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ: مَا أَخْبَرَهُ بِهِ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِمُرْسِیَّةَ فِی سَنَةِ ۵۰۸، عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِقِیِّ، قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِیُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّیَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، قَالا: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ الْمَخْرَمِیُّ، نَا عُمَرَ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَنَا الْقَاضِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ، وَإِسْمَاعِیلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَکَانَ قَدْ أَدْرَکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُجِّیَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدُهِشَ الْقَوْمُ کَیَوْمِ قُبِضَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاکِیًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ یَا أَبَا بَکْرٍ "، وَذَکَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِیثٍ أَسْنَدَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ فِی الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِیفِهِ، وَسَمِعْتُ جَمِیعَهُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِیَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِی سَنَةِ ۶۰۹، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَی الْقَاضِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ، عَنْ أَبِی عَلِیٍّ، وَهُوَ عِنْدِی بِخَطِّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَیَرْوِیهِ أَیْضًا عَنِ الْبَاجِیِّ، وَالْعُذْرِیِّ، وَجَمِیعًا عَنْ أَبِی ذَرٍّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ.»

کشف الأستار (نورالدین الهیثمی)

  • «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِیُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ یَزِیدَ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَاسِمِیُّ، عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ عُمَیْرٍ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو بَکْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ سُجِّیَ بِثَوْبٍ فَارْتَجَّتْ الْمَدِینَةُ بِالْبُکَاءِ، وَدَهِشَ النَّاسُ کَیَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُسْرِعًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ یَقُولُ: الْیَوْمُ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ أَبُو بَکْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَکَ اللَّهُ أَبَا بَکْرٍ، کُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِیمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْفَظَهُمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَی الإِسْلامِ، وآمَنَهُمْ عَلَی الصَّحَابَةِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَکْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْیًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَکْرَمَهُمْ عَلَیْهِ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِینَ خَیْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ کَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاکَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ صِدِّیقًا، فَقَالَ: وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ سورة الزمر آیة ۳۳ - مُحَمَّدٌ - وَصَدَّقَ بِهِ سورة الزمر آیة ۳۳ - أَبُو بَکْرٍ -، آسَیْتَهُ حِینَ بَخِلُوا، وَقُمْتَ مَعَهُ حِینَ قَعَدُوا عَنْهُ، وَصَحِبْتَهُ فِی الشِّدَّةِ أَکْرَمَ الصُّحْبَةِ، الْمُنْزِلَ عَلَیْهِ السَّکِینَةَ، رَفِیقَهُ فِی الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْکُرْبَةِ، خَلَفْتَهُ فِی أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِینَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِینِ اللَّهِ قِیَامًا لَمْ یُقِمْهُ خَلِیفَةُ نَبِیٍّ قَطُّ، فَوَثَبْتَ حِینَ ضَعُفَ أَصْحَابُکَ، وَنَهَضْتَ حِینَ وَهنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِینَ وَغَیْظِ الْکَافِرِینَ، فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا، وَمَضَیْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، کُنْتَ أَعْلاهُمْ فَوقًا، وَأَقَلَّهُمْ کَلامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلا، وَکُنْتَ أَکْبَرَهُمْ رَأْیًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ یَقِینًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، کُنْتَ لِلدِّینِ یَعْسُوبًا، وَکُنْتَ لِلْمُؤْمِنِینَ أَبًا رَحِیمًا، إِذَا صَارُوا عَلَیْکَ عِیَالا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا وَرَعَیْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، وَأَدْرَکْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِکَ مَا لَمْ یَحْتَسِبُوا، کُنْتَ عَلَی الْکَافِرِینَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُسْلِمِینَ غَیْثًا وَخِصْبًا، وَفُطِرْتَ بِغِنَاهَا، وَقرت بِحَیَاهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُکَ، وَلَمْ یَزِغْ قَلْبُکَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِیرَتُکَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُکَ، کُنْتَ کَالْجَبَلِ لا تُحَرِّکُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِیلُهُ الْقَوَاصِفُ، کُنْتَ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَنَّ النَّاسِ عَلَیْهِ بِصُحْبَتِکَ وَذَاتِ یَدِکَ "، وَکَمَا قَالَ: " ضَعِیفًا فِی بَدَنِکَ، قَوِیًّا فِی أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا عَظِیمًا عِنْدَ الْمُسْلِمِینَ، جَلِیلا فِی الأَرْضِ، لَمْ یَکُنْ لأَحَدٍ فِیکَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقَائِلٍ فِیکَ مَغْمَزٌ، وَلا فِیکَ مَطْمَعٌ، وَلا عِنْدَکَ هَوَادَةٌ لأَحَدٍ، الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ عِنْدَکَ قَوِیٌّ حَتَّی تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِیُّ الْعَزِیزُ عِنْدَکَ ذَلِیلٌ حَتَّی یُؤْخَذَ مِنْهُ الْحَقُّ، وَالْقَرِیبُ وَالْبَعِیدُ عِنْدَکَ فِی ذَلِکَ سَوَاءٌ، شَأْنُکَ الْحَقُّ , وَالصِّدْقُ، وَالرِّفْقُ قَوْلُکَ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نَهَجَ السَّبِیلُ وَاعْتَدَلَ بِکَ الدِّینُ، وَقَوِیَ الإِیمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ، وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ، فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِیدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَکَ إِتْعَابًا شَدِیدًا، وَفُزْتَ بِالْجَنَّةِ وَعَظُمَتْ رَزِیَّتُکَ فِی السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِیبَتُکَ الأَنَامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ، رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمَنَا اللَّهُ أَمْرَهُ، فَلَنْ یُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِکَ أَبَدًا، کُنْتَ لِلدِّینِ عُدَّةً وَکَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِینَ حِصْنًا وَفِئَةً وَأنسًا، وَعَلَی الْمُنَافِقِینَ غِلْظَةً وَغَیْظًا فَأَلْحَقَکَ اللَّهُ بِنَبِیِّهِ وَلا حَرَمَنَا اللَّهُ أَجْرَکَ، وَلا أَضَلَّنَا بَعْدَکَ، قَالَ: وَسَکَتَ النَّاسُ حَتَّی قَضَی کَلامَهُ، ثُمَّ بَکَی أصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ یَابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِیَ عَنْهُمْ..»

منابع

پانویس

  1. سوره الزمر: ۳۳.
  2. سوره الزمر: ۳۳.
  3. سوره البقرة: ۱۵۶."

پیوند به بیرون