پرش به محتوا

ابن قیس همدانی در تراجم و رجال: تفاوت میان نسخه‌ها

جز
خط ۹۹: خط ۹۹:
بقي من ترجمته أمران:
بقي من ترجمته أمران:


الأوّل:إنّه نقل ابن الكلبي النسابة أنّ الحجاج أرغم سعيدا هذا أن يزوّج بنته رجلا من أود-لا شرف له-من مبغضي علي عليه السلام و منتقصيه، و قال له:قد زوّجتك بنت سيّد همدان، و عظيم كهلان، و رئيس اليمانية<ref>ذكر هذه الحادثة ابن أبي الحديد في شرح النهج 61/4،فقال:روى ابن الكلبي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن السائب، قال:قال الحجاج يوما لعبد اللّه بن هانئ و هو رجل من بني أود، حي من قحطان، و كان شريفا في قومه، قد شهد مع الحجاج مشاهده كلّها، و كان من أنصاره و شيعته:و اللّه ما كافأتك بعد! ثم أرسل إلى أسماء بن خارجة سيّد بني فزارة:أن زوّج عبد اللّه بن هانئ بابنتك، فقال:لا و اللّه و لا كرامة! فدعا بالسياط، فلمّا رأى الشرّ، قال:نعم أزوّجه، ثم بعث إلى سعيد بن قيس الهمداني رئيس اليمانية:زوّج ابنتك من عبد اللّه بن أود، فقال:و من أود؟!ألا و اللّه لا أزوّجه و لا كرامة! فقال:عليّ بالسيف، فقال:دعني حتى أشاور أهلي، فشاورهم،فقالوا: زوّجه و لا تعرّض نفسك لهذا الفاسق، فزوّجه،فقال الحجاج لعبد اللّه:قد زوّجتك بنت سيّد فزارة و بنت سيّد همدان، و عظيم كهلان و ما أود هناك! فقال:لا تقل أصلح اللّه الأمير ذاك! فإنّ لنا مناقب ليست لأحد من العرب، قال:و ما هي؟ قال:ما سبّ أمير المؤمنين عبد الملك في ناد لنا قطّ، قال:منقبة و اللّه! قال:و شهد منّا صفين مع أمير المؤمنين معاوية سبعون رجلا، ما شهد منّا مع أبي تراب إلاّ رجل واحد، و كان و اللّه ما علمته امرأ سوء، قال:منقبة و اللّه! قال:و منا نسوة نذرن:إن قتل الحسين بن علي أن تنحر كل واحدة عشر قلائص، ففعلن،قال:منقبة و اللّه! قال:و ما منّا رجل عرض عليه شتم أبي تراب و لعنه إلاّ فعل، و زاد ابنيه حسنا و حسينا و امهما فاطمة، قال:منقبة و اللّه! قال:و ما أحد من العرب له من الصباحة و الملاحة ما لنا، فضحك الحجاج، و قال:أما هذه يا أبا هانئ فدعها. و كان عبد اللّه دميما شديد الأدمة مجدورا، في رأسه عجر، مائل الشدق، أحول،قبيح الوجه، شديد الحول. أقول:تعرّف لنا هذه القضية كفر الحجاج و صاحبه و زندقتهما و إلحادهما و مدى بغضهما لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أهل بيته، و أنهما ما أسلما و لكنهما استسلما، فعليهما لعنة اللّه و الملائكة و النبيين و الشهداء و الصالحين إلى يوم لقاء اللّه، و يستفاد من هذه الحادثة مدى وطئة الحجاج و ظلمه و قسوته و استيلائه على رقاب المسلمين و أعراضهم، و يعدّ سب و لعن من بمنزلة نفس الرسول، و سبّ و لعن ابنته الطاهرة، و شبليه سيّدا شباب أهل الجنة فضيلة، و يحلف على ذلك، فانظر و تأمّل فيمن تولّى رقاب المسلمين، و مدى كفره و إلحاده، و إنّما نقلنا الحديث بطوله ليقف المراجع على موقف سعيد بن قيس، و لماذا زوّج ابنته من هذا الخبيث و يعذره في ذلك.</ref>.  
الأوّل:إنّه نقل ابن الكلبي النسابة أنّ الحجاج أرغم سعيدا هذا أن يزوّج بنته رجلا من أود-لا شرف له-من مبغضي علي عليه السلام و منتقصيه، و قال له:قد زوّجتك بنت سيّد همدان، و عظيم كهلان، و رئيس اليمانية<ref>ذكر هذه الحادثة ابن أبي الحديد في شرح النهج 61/4،فقال:روى ابن الكلبي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن السائب، قال:قال الحجاج يوما لعبد اللّه بن هانئ و هو رجل من بني أود، حي من قحطان، و كان شريفا في قومه، قد شهد مع الحجاج مشاهده كلّها، و كان من أنصاره و شيعته:و اللّه ما كافأتك بعد! ثم أرسل إلى أسماء بن خارجة سيّد بني فزارة:أن زوّج عبد اللّه بن هانئ بابنتك، فقال:لا و اللّه و لا كرامة! فدعا بالسياط، فلمّا رأى الشرّ، قال:نعم أزوّجه، ثم بعث إلى سعيد بن قيس الهمداني رئيس اليمانية:زوّج ابنتك من عبد اللّه بن أود، فقال:و من أود؟!ألا و اللّه لا أزوّجه و لا كرامة! فقال:عليّ بالسيف، فقال:دعني حتى أشاور أهلي، فشاورهم، فقالوا: زوّجه و لا تعرّض نفسك لهذا الفاسق، فزوّجه، فقال الحجاج لعبد اللّه:قد زوّجتك بنت سيّد فزارة و بنت سيّد همدان، و عظيم كهلان و ما أود هناك! فقال:لا تقل أصلح اللّه الأمير ذاك! فإنّ لنا مناقب ليست لأحد من العرب، قال:و ما هي؟ قال:ما سبّ أمير المؤمنين عبد الملك في ناد لنا قطّ، قال:منقبة و اللّه! قال:و شهد منّا صفين مع أمير المؤمنين معاوية سبعون رجلا، ما شهد منّا مع أبي تراب إلاّ رجل واحد، و كان و اللّه ما علمته امرأ سوء، قال:منقبة و اللّه! قال:و منا نسوة نذرن:إن قتل الحسين بن علي أن تنحر كل واحدة عشر قلائص، ففعلن، قال:منقبة و اللّه! قال:و ما منّا رجل عرض عليه شتم أبي تراب و لعنه إلاّ فعل، و زاد ابنيه حسنا و حسينا و امهما فاطمة، قال:منقبة و اللّه! قال:و ما أحد من العرب له من الصباحة و الملاحة ما لنا، فضحك الحجاج، و قال:أما هذه يا أبا هانئ فدعها. و كان عبد اللّه دميما شديد الأدمة مجدورا، في رأسه عجر، مائل الشدق، أحول، قبيح الوجه، شديد الحول. أقول:تعرّف لنا هذه القضية كفر الحجاج و صاحبه و زندقتهما و إلحادهما و مدى بغضهما لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أهل بيته، و أنهما ما أسلما و لكنهما استسلما، فعليهما لعنة اللّه و الملائكة و النبيين و الشهداء و الصالحين إلى يوم لقاء اللّه، و يستفاد من هذه الحادثة مدى وطئة الحجاج و ظلمه و قسوته و استيلائه على رقاب المسلمين و أعراضهم، و يعدّ سب و لعن من بمنزلة نفس الرسول، و سبّ و لعن ابنته الطاهرة، و شبليه سيّدا شباب أهل الجنة فضيلة، و يحلف على ذلك، فانظر و تأمّل فيمن تولّى رقاب المسلمين، و مدى كفره و إلحاده، و إنّما نقلنا الحديث بطوله ليقف المراجع على موقف سعيد بن قيس، و لماذا زوّج ابنته من هذا الخبيث و يعذره في ذلك.</ref>.  


و أقول:إنّ الحجّاج إنّما فعل ذلك لحبّه<ref>أي حب سعيد عليا عليه السلام. [منه(قدّس سرّه)].</ref> عليّا عليه السلام و آله، و اشتهاره بالولاء: وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ<ref>سورة الشعراء(26):227.</ref>.
و أقول:إنّ الحجّاج إنّما فعل ذلك لحبّه<ref>أي حب سعيد عليا عليه السلام. [منه(قدّس سرّه)].</ref> عليّا عليه السلام و آله، و اشتهاره بالولاء: وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ<ref>سورة الشعراء(26):227.</ref>.
خط ۲۵۴: خط ۲۵۴:
و روى صفّين نصر بن مزاحم مسندا عن مالك بن قدامة الأرحبي، قال:
و روى صفّين نصر بن مزاحم مسندا عن مالك بن قدامة الأرحبي، قال:


قام سعيد بن قيس يخطب أصحابه بقناصرين، فقال:الحمد للّه الّذي هدانا لدينه و أورثنا كتابه و امتن علينا بنبيّه-صلّى اللّه عليه و آله-فجعله رحمة للعالمين و سيّدا للمرسلين و قائدا للمؤمنين و خاتم النبيّين و حجّة اللّه العظيم على الماضين و الغابرين، صلوات اللّه عليه و رحمته و بركاته. ثمّ كان ممّا قضى اللّه و قدّره -و الحمد للّه على ما أحببنا و كرهنا-أن ضمّنا و عدوّنا بقناصرين، فلا يجد بنا<ref>في المصدر«فلا يحمد بنا».</ref>اليوم الحياص، و ليس هذا بأوان انصراف و لات حين مناص. و قد اختصّنا اللّه منه بنعمه، فلا نستطيع أداء شكرها و لا نقدر قدرها؛ إنّ أصحاب محمّد و المصطفين الأخيار معنا و في حيّزنا فو اللّه الّذي هو بالعباد بصير! أن لو كان قائدنا حبشيّا مجدّعا إلاّ أنّ معنا من البدريّين سبعين رجلا، لكان ينبغي لنا أن تحسن بصائرنا و تطيب أنفسنا؛ فكيف!و إنّما رئيسنا ابن عمّ نبيّنا-صلّى اللّه عليه و آله-بدريّ صدق، و صلّى صغيرا و جاهد مع نبيّكم كبيرا. و معاوية طليق من وثاق الإسار و ابن طليق، إلاّ أنّه أغوى جفاة، فأوردهم النار و أورثهم العار، و إنّه محلّ بهم الذلّ و الصغار. ألا إنّكم ستلقون عدوّكم غدا، فعليكم بتقوى اللّه و الجدّ و الحزم و الصدق و الصبر، فانّ اللّه مع الصابرين. ألا إنّكم تفوزون بقتلهم و يشقون بقتلكم، و اللّه! لا يقتل رجل منكم رجلا منهم إلاّ أدخل اللّه القاتل جنّات عدن و أدخل المقتول نارا تلظّى، لا تفتّر عنهم و هم فيها مبلسون. عصمنا اللّه و إيّاكم بما عصم به أولياءه، و جعلنا و إيّاكم ممّن أطاعه و اتّقاه؛ و أستغفر اللّه لنا و لكم و للمؤمنين<ref>منقری، نصر بن مزاحم، وقعة صفّين:236.</ref>.
قام سعيد بن قيس يخطب أصحابه بقناصرين، فقال:الحمد للّه الّذي هدانا لدينه و أورثنا كتابه و امتن علينا بنبيّه-صلّى اللّه عليه و آله-فجعله رحمة للعالمين و سيّدا للمرسلين و قائدا للمؤمنين و خاتم النبيّين و حجّة اللّه العظيم على الماضين و الغابرين، صلوات اللّه عليه و رحمته و بركاته. ثمّ كان ممّا قضى اللّه و قدّره -و الحمد للّه على ما أحببنا و كرهنا-أن ضمّنا و عدوّنا بقناصرين، فلا يجد بنا<ref>في المصدر«فلا يحمد بنا».</ref>اليوم الحياص، و ليس هذا بأوان انصراف و لات حين مناص. و قد اختصّنا اللّه منه بنعمه، فلا نستطيع أداء شكرها و لا نقدر قدرها؛ إنّ أصحاب محمّد و المصطفين الأخيار معنا و في حيّزنا فو اللّه الّذي هو بالعباد بصير! أن لو كان قائدنا حبشيّا مجدّعا إلاّ أنّ معنا من البدريّين سبعين رجلا، لكان ينبغي لنا أن تحسن بصائرنا و تطيب أنفسنا؛ فكيف! و إنّما رئيسنا ابن عمّ نبيّنا-صلّى اللّه عليه و آله-بدريّ صدق، و صلّى صغيرا و جاهد مع نبيّكم كبيرا. و معاوية طليق من وثاق الإسار و ابن طليق، إلاّ أنّه أغوى جفاة، فأوردهم النار و أورثهم العار، و إنّه محلّ بهم الذلّ و الصغار. ألا إنّكم ستلقون عدوّكم غدا، فعليكم بتقوى اللّه و الجدّ و الحزم و الصدق و الصبر، فانّ اللّه مع الصابرين. ألا إنّكم تفوزون بقتلهم و يشقون بقتلكم، و اللّه! لا يقتل رجل منكم رجلا منهم إلاّ أدخل اللّه القاتل جنّات عدن و أدخل المقتول نارا تلظّى، لا تفتّر عنهم و هم فيها مبلسون. عصمنا اللّه و إيّاكم بما عصم به أولياءه، و جعلنا و إيّاكم ممّن أطاعه و اتّقاه؛ و أستغفر اللّه لنا و لكم و للمؤمنين<ref>منقری، نصر بن مزاحم، وقعة صفّين:236.</ref>.


ثمّ عدم عنوان الخلاصة له-بعد عدّ الكشّي له في التابعين الأجلاّء-غفلة، لكن في النسخة«سعد»لكنّه لم يعنون سعدا و لا سعيدا.<ref>[https://lib.eshia.ir/10508/5/114 شوشتری، محمد تقی، قاموس الرجال، ج5، ص114-117.]</ref>
ثمّ عدم عنوان الخلاصة له-بعد عدّ الكشّي له في التابعين الأجلاّء-غفلة، لكن في النسخة«سعد»لكنّه لم يعنون سعدا و لا سعيدا.<ref>[https://lib.eshia.ir/10508/5/114 شوشتری، محمد تقی، قاموس الرجال، ج5، ص114-117.]</ref>
۱۱۸٬۲۸۱

ویرایش