ابوامامه باهلی در تراجم و رجال: تفاوت میان نسخهها
←ابن منظور؛ مختصر تاريخ دمشق
خط ۹۷: | خط ۹۷: | ||
{{عربی|حدث أبو غالب عن أبي أمامة قال: أتي برؤوس حرورية فنصبت على درج مسجد دمشق، فنظر إليها أبو أمامة وهي منصوبة، فقال: شر قتلى تحت ظل السماء هؤلاء، ثلاثاً. طوبى لمن قتلهم، وطوبى لمن قتلوه. قلت: يا أبا أمامة، أشيء تقوله أم شيء سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: إني إذاً لمريء، ثلاثاً. سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولها. وإلا فصُمَّتا.}} | {{عربی|حدث أبو غالب عن أبي أمامة قال: أتي برؤوس حرورية فنصبت على درج مسجد دمشق، فنظر إليها أبو أمامة وهي منصوبة، فقال: شر قتلى تحت ظل السماء هؤلاء، ثلاثاً. طوبى لمن قتلهم، وطوبى لمن قتلوه. قلت: يا أبا أمامة، أشيء تقوله أم شيء سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: إني إذاً لمريء، ثلاثاً. سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولها. وإلا فصُمَّتا.}} | ||
{{عربی|وعن أبي غالب قال: كنت في مسجد دمشق إذ قدمت رؤوس من رؤوس اللأزارقة مما كان بعث به المهلب بن أبي صفرة. فنضبت عند درج المسجد. فاجتمع الناس ينظرون إليها، فدنوت منها، فجاء أبو أمامة فدخل المسجد، فصلّى ثم خرج. فلما رآها قال: سبحان الله | {{عربی|وعن أبي غالب قال: كنت في مسجد دمشق إذ قدمت رؤوس من رؤوس اللأزارقة مما كان بعث به المهلب بن أبي صفرة. فنضبت عند درج المسجد. فاجتمع الناس ينظرون إليها، فدنوت منها، فجاء أبو أمامة فدخل المسجد، فصلّى ثم خرج. فلما رآها قال: سبحان الله ما يصنع الشيطان بأهل الإسلام. ثم دنا من الرؤوس فقال: كلاب جهنم، ثلاثاً. شرّ قتلى قتلوا تحت ظل السماء. خير قتلى قُتلوا تحت ظل السماء؛ قتلى قتلهم هؤلاء. ثلاث مرات. ثم نظر في القوم فإذا هو بي فقال: أما إن هؤلاء بأرضك يا أبا غالب، قلت: أجل، فأعوذ بالله من شرهم. قال: نعم، فأعوذ بالله من شرهم. قال: أما تقرأ هذه الآية التي في أول آل عمران: " هُوَ الذي أنزلَ عليْكَ الكتابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَاب وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمّا الذينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُوْنَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيْلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيْلَهُ إِلاَّ اللهُ ". ثم قال: أما تقرأ التي في آخر آل عمران: " يَوْمَ تَبْيَضُ وُجُوهٌ وَتَسُوَدُّ وُجُوهٌ فأَمّا الَّذِيْنَ اسوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيْمَانِكُمْ " الآية. قال وافترقت بنو إسرائيل على واحد وسبعين فرقة أو ثنتين وسبعين فرقة. وهذه الأمة ستزيد عليهم فرقة. كلم في النار غير السواد الأعظم. قال: ألا ترى ما فيه السواد الأعظم؟ وذلك في أول خلافة عبد الملك، والقتل يومئذ ظاهر. قال: عليهم ما حُملوا، وعليكم ما حُملتم. قال: فقلت - أو قيل له - ما تقول في هؤلاء القوم؟ أشيء قلته برأيك أم شيء سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: إني إذاً لجريء. لقد سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير مرة، ولا ثنتين، ولا ثلاثة، ولا أربعة، ولا خمسة، ولا ستة، ولا سبعة.}} | ||
{{عربی|سكن أبو أمامة الشام، وسكن حمص، وهو الــصدي بن عجلان بن وهب بن عَريب بن وهب بن رياح بن الحارث بن مَعْن بن مالك بن أعصُر. من أهل الشام. مات سنة ست وثمانين وهو ابن إحدى وتسعين سنة. وقيل: توفي سنة إحدى وثمانين. نُسب إلى باهلة. وباهلة بنت أود بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشحب بن يعرب بن قحطان. هي امرأة معن بن زيد بن أعصُر بن قيس عيلان.}} | {{عربی|سكن أبو أمامة الشام، وسكن حمص، وهو الــصدي بن عجلان بن وهب بن عَريب بن وهب بن رياح بن الحارث بن مَعْن بن مالك بن أعصُر. من أهل الشام. مات سنة ست وثمانين وهو ابن إحدى وتسعين سنة. وقيل: توفي سنة إحدى وثمانين. نُسب إلى باهلة. وباهلة بنت أود بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشحب بن يعرب بن قحطان. هي امرأة معن بن زيد بن أعصُر بن قيس عيلان.}} | ||
خط ۱۰۵: | خط ۱۰۵: | ||
{{عربی|وعن أبي أمامة من أحاديث عن رواة مجموعها قال: أنشأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعني: غزواً - فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة، فقال: اللهم، سلِّمهم - وفي رواية: ثبِّتهم وغنّمهم - فغزونا وسلمنا وغنمنا. ثم أنشأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزواً ثانياً، فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة، فقال: اللهم، ثبِّتهم - وفي رواية: سلِّمهم - وغنِّمهم، فغزونا، فسلمنا وغنمنا. ثم أنشأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزواً ثالثاً فأتيته فقلت: يا رسول الله، إني قد أتيتك مرتين أسألك أن تدعو لي بالشهادة فقلت: اللهم، سلِّمهم وغنِّمهم، يا رسول الله فادع لي بالشهادة فقال: اللهم سلمهم وغنمهم فغزونا فلسلمنا وغنمنا ثم أتيته بعد ذلك فقلت يا رسول الله مرني بعمل آخذه عنك فينفعني الله بك، فقال: عليك بالصوم، فإنه لا مثل له. فكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يُلفَون إلا صياماً. قال: فإن رأوا ناراً أو دخاناً بالنهار في منزلهم عرفوا أنهم قد اعتراهم ضيف. قال: ثم أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقلت: يا رسول الله، أمرتني بأمرٍ أرجو أن يكون الله قد نفعني به، فمرني بأمرٍ آخر عسى الله أن ينفعني به. قال: اعلم أنك لا تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة، أو قال، حطّ عنك بها خطيئة، شك مهدي، أحد رواته.}} | {{عربی|وعن أبي أمامة من أحاديث عن رواة مجموعها قال: أنشأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعني: غزواً - فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة، فقال: اللهم، سلِّمهم - وفي رواية: ثبِّتهم وغنّمهم - فغزونا وسلمنا وغنمنا. ثم أنشأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزواً ثانياً، فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة، فقال: اللهم، ثبِّتهم - وفي رواية: سلِّمهم - وغنِّمهم، فغزونا، فسلمنا وغنمنا. ثم أنشأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزواً ثالثاً فأتيته فقلت: يا رسول الله، إني قد أتيتك مرتين أسألك أن تدعو لي بالشهادة فقلت: اللهم، سلِّمهم وغنِّمهم، يا رسول الله فادع لي بالشهادة فقال: اللهم سلمهم وغنمهم فغزونا فلسلمنا وغنمنا ثم أتيته بعد ذلك فقلت يا رسول الله مرني بعمل آخذه عنك فينفعني الله بك، فقال: عليك بالصوم، فإنه لا مثل له. فكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يُلفَون إلا صياماً. قال: فإن رأوا ناراً أو دخاناً بالنهار في منزلهم عرفوا أنهم قد اعتراهم ضيف. قال: ثم أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقلت: يا رسول الله، أمرتني بأمرٍ أرجو أن يكون الله قد نفعني به، فمرني بأمرٍ آخر عسى الله أن ينفعني به. قال: اعلم أنك لا تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة، أو قال، حطّ عنك بها خطيئة، شك مهدي، أحد رواته.}} | ||
{{عربی|وعن أبي أمامة قال: أرسلني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى باهلة، فأتيتهم - وهم على طعام لهم - فرحبوا بي، وأكرموني، وقالوا لي: تعال فكُل، فقلت: جئت لأنهاكم عن هذا الطعام. وأنا رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم لتؤمنوا به. قال: فكذبوني، وردّوني، فانطلقت من عندهم، وأنا جائع ظمآن قد نزل بي جهد شديد، فنمت، فأُتيت في منامي بشربة من لبن فشربت، فشبعت ورَويت، فعظم بطني. فقال القوم: رجل من خيارك وأشرافكم رددتموه | {{عربی|وعن أبي أمامة قال: أرسلني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى باهلة، فأتيتهم - وهم على طعام لهم - فرحبوا بي، وأكرموني، وقالوا لي: تعال فكُل، فقلت: جئت لأنهاكم عن هذا الطعام. وأنا رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم لتؤمنوا به. قال: فكذبوني، وردّوني، فانطلقت من عندهم، وأنا جائع ظمآن قد نزل بي جهد شديد، فنمت، فأُتيت في منامي بشربة من لبن فشربت، فشبعت ورَويت، فعظم بطني. فقال القوم: رجل من خيارك وأشرافكم رددتموه اذهبوا إليه فأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي. قال: فأتوني بطعامهم وشرابهم، فقلت: لا حاجة لي في طعامكم وشرابكم، فإن الله قد أطعمني وسقاني، فنظروا إلى حالي التي أنا عليها فآمنوا بي وبما جئتهم به من عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.}} | ||
{{عربی|وفي حديث آخر بمعناه، أتمّ منه، وقال في آخره: فحيث فرغت من شرابي استيقظت، فلا والله ما عطشت ولا غرِثت بعد تلك الشربة.}} | {{عربی|وفي حديث آخر بمعناه، أتمّ منه، وقال في آخره: فحيث فرغت من شرابي استيقظت، فلا والله ما عطشت ولا غرِثت بعد تلك الشربة.}} | ||
خط ۱۱۸: | خط ۱۱۸: | ||
{{عربی|قال محمد بن زياد الألهاني: كنت آخذاً بيد أبي أمامة صاحب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فانصرفت معه إلى بيته، فلا يمر مسلم لا صغير ولا أحد إلا قال: سلام عليكم. سلام عليكم. فإذا انتهى إلى باب داره التفت إلينا ثم قال: أي أخي، أمرنا نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نفشي السلام.}} | {{عربی|قال محمد بن زياد الألهاني: كنت آخذاً بيد أبي أمامة صاحب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فانصرفت معه إلى بيته، فلا يمر مسلم لا صغير ولا أحد إلا قال: سلام عليكم. سلام عليكم. فإذا انتهى إلى باب داره التفت إلينا ثم قال: أي أخي، أمرنا نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نفشي السلام.}} | ||
{{عربی|قال محمد بن زياد: رأيت أبا أمامة أتى على رجل في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده، ويدعو ربه، فقال أبو أمامة: أنت أنت | {{عربی|قال محمد بن زياد: رأيت أبا أمامة أتى على رجل في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده، ويدعو ربه، فقال أبو أمامة: أنت أنت لو كان هذا في بيتك.}} | ||
{{عربی|قال سليمان بن حبيب المحاربي: دخلت على أبي أمامة مع مكحول وابن أبي زكريا فنظر إلى أسيافنا، فرأى فيها شيئاً من وَضَح فقال: إن المدائن والأمصار فتحت بسيوفٍ ما فيها الذهب ولا الفضة. فقلنا: إنه أقل من ذلك فقال: هو ذاك. أما إن أهل الجاهلية كانوا أسمح منكم. كانوا لا يرجون على الحسنة عشرة أمثالها، وأنتم ترجون ذلك، ولا تفعلونه. قال: فقال محكول لما خرجنا من عنده: لقد دخلنا على شيخ مجتمع العقل.}} | {{عربی|قال سليمان بن حبيب المحاربي: دخلت على أبي أمامة مع مكحول وابن أبي زكريا فنظر إلى أسيافنا، فرأى فيها شيئاً من وَضَح فقال: إن المدائن والأمصار فتحت بسيوفٍ ما فيها الذهب ولا الفضة. فقلنا: إنه أقل من ذلك فقال: هو ذاك. أما إن أهل الجاهلية كانوا أسمح منكم. كانوا لا يرجون على الحسنة عشرة أمثالها، وأنتم ترجون ذلك، ولا تفعلونه. قال: فقال محكول لما خرجنا من عنده: لقد دخلنا على شيخ مجتمع العقل.}} |