ابوالاسود دوئلی در رجال و تراجم: تفاوت میان نسخه‌ها

از امامت‌پدیا، دانشنامهٔ امامت و ولایت
بدون خلاصۀ ویرایش
خط ۹۸۹: خط ۹۸۹:
{{پانویس}}
{{پانویس}}


[[رده:اصحاب امام علی]]
[[رده:ابوالاسود دوئلی]]

نسخهٔ ‏۲۵ فوریهٔ ۲۰۲۳، ساعت ۲۰:۰۵

منابع رجال و تراجم شیعه

1. الرجال (طوسی)
شیخ طوسی ایشان را در ذیل اصحاب چهار امام ذکر کرده است:
  • أسماء من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام

ظالم بن ظالم، وقيل: ظالم بن عمرو، يكنى أبا الأسود الدؤلي.[۱]

  • أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام

ظالم بن عمرو، ويقال: ظالم بن ظالم، يكنى أبا الأسود الدؤلي.[۲]

  • أصحاب أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام

ظالم بن عمرو، ويكنى أبا الأسود الدؤلي.[۳]

  • أصحاب أبي محمد علي بن الحسين عليهما السلام‏
أصحاب أبي محمد علي بن الحسين عليهما السلام‏[۴]
2. رجال کشی(طوسی)
في محمد بن مروان البصري

...قوله: من ولد أبي الاسود الدؤلي الدؤلي بضم الدال وفتح الهمزة نسبة إلى دئل بضم الدال وكسر الهمزة وفتحها في النسبة من تغييرات النسب، وأسم أبي الاسود الدئلي في الاشهر عند الاكثر ظالم بن عمرو الدؤلي المنسوب إلى الدؤل بن عبد مناة بن كنانة.

قال في المغرب: أبوحاتم سمعت الاخفش يقول: الدؤل بضم الدال وكسر الواو المهموزة، دويبة صغيرة شبيهة بابن عروس، قال: ولم أسمع بفعل في الاسماء والصفات غيره، وبه سميت قبيلة أبي الاسود الدؤلي، وانما فتحت الهمزة استثقالا للكسرد مع ياءي النسب كالنمري في نمر. والدول بسكون الواو غير مهموز الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب، واليهم ينسب الدولي. والديل بكسر الدال في تغلب وفي عبدالقيس أيضا، واليهم ينسب ثوربن يزيد الديلي، وسنان بن أبي سنان الديلي، وكلاهما في اليسر.

وفي نفي الارتياب سنان بن أبي سنان الدولي، وفي متفق الجوز قي كذلك، وفي كتاب الكني للحنظلي أبوسنان الدولي ويقال الديلي[۵] انتهى كلام المغرب وفي جامع الاصول: هو أبوالاسود ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل: ظالم ابن عمرو بن جندل بن سفيان، وقيل: ظالم بن سارق، وقيل: سارق بن ظالم، وقيل: عمروبن ظالم الدؤلي، وقيل: الديلي، من سادات التابعين وأعيانهم، سمع عمرو عليا، روى عنه ابنه أبوحرب وعبدالله بن بريدة، شهد مع علي بن إبي طالب صفين وولي البصرة لابن عباس، وهو أول من تكلم في النحو بعد علي، مات بالبصرة في الطاعون الجارف سنة سبع وستين، وكان قد أسن.

وفى الصحاح: ولانعلم اسما جاء على فعل غير هذا، والى المسمي بهذا الاسم نسب أبوالاسود الدؤلي، الا أنهم فتحوا الهمزة على مذهبهم في النسبة، استثقالا لتوالي الكسرتين مع ياءي النسب، كماقالوا في النسبة إلى نمر نمري. وربما قالوا: أبوالاسود الدولي قلبوا الهمزة واوا، لان الهمزة اذا انفتحت.[۶]
3. معالم العلماء (ابن‌شهرآشوب)
فصل في المقتصدين أبو الأسود الدؤلي[۷]
4. الرجال (ابن‌داوود)
في ذكر الممدوحين ومن لم يضعفهم الاصحاب فيما علمته

.

.

ظالم بن ظالم، وقيل بن عمرو أبو الأسود الدئلي ن، سين ين (جخ). [۸]
5. مجمع الرجال (قهپایی)
ظالم بن ظالم‌

و قيل ظالم بن عمرو يكنّى أبا الأسود الدّئلى‌[۹].

ن- ظالم بن عمرو و يقال ظالم بن ظالم و يكنّى أبا الاسود الدّئلى‌

سين- ظالم بن عمرو يكنّى أبا الأسود الدّئلى.

ين- ظالم بن عمرو يكنّى أبا الأسود الدّئلى.[۱۰]
6. جامع الرواة (اردبیلی)
* ظالم بن عمرو

ابو الاسود الدئلى [سين.

ين‌] و يقال ظالم بن ظالم [ى. ن‌] «مح».[۱۱]

  • ابو الاسود الدئلى‌
اسمه ظالم بن عمرو او ظالم بن ظالم. [مح‌][۱۲]
7. نقد الرجال (تفرشی)
ظالم بن ظالم: وقيل: ظالم بن عمرو، يكنّى أبا الأسود الدؤلي، من أصحاب علي[۱۳] والحسن[۱۴] والحسين[۱۵] وعلي بن الحسين[۱۶] عليهم‌السلام، رجال الشيخ.[۱۷]
8. طرائف المقال (بروجردی)
أبو الأسود الدؤلي، اسمه ظالم بن عمرو، أو ظالم بن ظالم، أو عمرو بن ظالم، هو قاضي البصرة ثقة ابتكر النحو كما في " هب " واستظهر بعض مدحه في الاخبار بحيث يمكن عد حديثه حسنا، وعن يحيى بن البطريق أنه من الطبقة الاولى من شعراء الاسلام، ومن شيعة أمير المؤمنين علي عليه السلام.[۱۸]
9. شعب المقال (نراقی)
أبو الأسود الدئلي، اسمه ظالم بن عمرو، أو ظالم بن ظالم، أو عمرو بن ظالم، ابتكر النحو بإملاء أمير المؤمنين (عليه السلام)، وثَّقه الذهبي و ابن حجر[۱۹]. [۲۰]
10. معجم رجال الحدیث (خویی)
ظالم بن ظالم: عده الشيخ (تارة) من أصحاب علي(ع) قائلا ظالم بن ظالم، و قيل ظالم بن عمرو، يكنى أبا الأسود الدؤلي. و (أخرى) من أصحاب الحسن(ع) قائلا: ظالم بن عمرو و يقال:- ظالم بن ظالم- يكنى أبا الأسود الدؤلي. (ثالثة) من أصحاب الحسين(ع) قائلا: ظالم بن عمرو و يكنى أبا الأسود الدؤلي. و (رابعة) في أصحاب السجاد(ع) و قال مثل ما قال أخيرا.[۲۱]
11. أعیان الشیعة (محسن امین)
* أبو الأسود الدؤلي اسمه ظالم بن عمرو بن جندل بن سفيان وقيل ظالم بن ظالم وقيل عمرو بن ظالم.

قال المرزباني في معجم الشعراء اسمه في رواية دعبل وعمرو بن شبه: عمرو بن ظالم بن سفيان الكناني وفي رواية أبي عبيدة ومحمد بن سلام وأحمد بن حنبل وابن معين وغيرهم ظالم بن عمرو بن سفيان اه وذكرناه في ظالم بن عمرو. وفي النقد جعله ظالم بن ظالم وقال الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جبل عامل في كتابه تكملة الرجال الذي هو بمنزلة الحاشية على النقد قوله أبو الأسود العجب من المصنف حيث لم يدخل في هذه الكنية أبو الأسود الدؤلي وهو أشهر من أن يخفى اه والعجب منه كيف لم يعرف أن ظالم بن ظالم المذكور في عبارة النقد هو أبو الأسود الدؤلي.[۲۲]

  • ظالم بن عمرو أبو الأسود الدئلي.

أدرك حياة رسول الله ص وهاجر إلى البصرة على عهد عمر بن الخطاب وتوفي سنة 69 في خلافة عمر بن عبد العزيز عن عمر يناهز 85 عاما.

والدئل بضم الدال وكسر الهمزة ولا نظير لها في كلام العرب اي لم يرد في كلامهم ما أوله مضموم وثانية مكسور الا هذه اللفظة وهو في الأصل اسم لابن آوى ولدويبة كابن عرس. قال الشاعر:

جاءوا بجيش ما كان معرسه * في الأرض الا كمعرس الدئل وسمي به الدئل بن محلم بن غالب أبو قبيلة في الهون بن خزيمة والنسبة دؤلي ودولي بفتح عينهما وديلي كخيري ودئلي بكسرتين نادر قال وفي شرح اللمع للأصبهاني أبو الأسود ظالم بن عمرو الدئلي انما هو بكسر الدال وفتح الهمزة نسبة إلى دئل كعنب وهي قبيلة أخرى غير المتقدمة.

وقال ابن القطاع الدئل في كنانة رهط أبي الأسود.

كان أبو الأسود من علماء التابعين وأصحاب أمير المؤمنين علي ع وحضر معه صفين وينسب إليه وضع علم النحو اخذه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال له: الكلام كله ثلاثة اضرب، اسم وفعل وحرف. وأراد زياد منه ان يكتب في ذلك كتابا فلم يقبل إلى أن سمع يوما قارئا يقرأ ان الله برئ من المشركين ورسوله بكسر لام رسوله فوضع كتابا في النحو وهو أول كتاب كتب.

وكان خطيبا عالما جمع شدة العقل وصواب الرأي وجودة اللسان وقول الشعر والظرف.

وقال الراغب في المحاضرات عند ذكر أبي الأسود وهو أول من نقط المصحف وأسس أساس النحو بارشاد علي ع وقيل إن أول من نقط المصحف يحيى بن يعمر العدواني تلميذ أبي الأسود الآتي في بابه.

وفي كتاب الحيوان: اكل اعرابي مع أبي الأسود الدئلي فرأى له لقما منكرا وهاله ما يصنع فقال له ما اسمك؟ قال لقمان قال: صدق أهلك أنت لقمان.

قالوا وكان له دكان لا يسع الا مقعده وطبيقا يوضع بين يديه وجعله مرتفعا ولم يجعل له عتبا كي لا يرتقي إليه أحد قالوا فكان اعرابي يتحين وقته ويأتيه على فرس فيصير كأنه معه على الدكان فاخذ دبة وجعل فيها حصى واتكأ عليها فإذا رأى الأعرابي قد اقبل أراه كأنه يحول متكأه فإذا قعقعت الدبة بالحصى نفر الفرس فلم يزل الأعرابي يدنيه ويقعقع هو به حتى نفر منه فصرعه فكان لا يعود بعد ذلك إليه اه‌.

وفي كتاب البخلاء قال أبو الأسود ليس من العز ان تتعرض للذل ولا من الكرم ان تستدعي اللؤم ومن اخرج ماله من يداه افتقر ومن افتقر فلا بد له ان يضرع والضرع لؤم وان كان الجود شقيق الكرم فالأنفة أولى بالكرام اه‌.

شعره قال في رثاء أمير المؤمنين ع:

الا يا عين ويحك فاسعدينا * الا فابكي أمير المؤمنينا رزئنا خير من ركب المطايا * وخيسها ومن ركب السفينا ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمئينا فكل مناقب الخيرات فيه * وحب رسول رب العالمينا وكنا قبل مقتله بخير * نرى مولى رسول الله فينا يقيم الدين لا يرتاب فيه * ويقضي بالفرائض مستبينا ويدعو للجماعة من عصاه * وينهك قطع أيدي السارقينا وليس بكاتم علما لديه * ولم يخلق من المتجبرينا الا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا أفي شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا ومن بعد النبي فخير نفس * أبو حسن وخير الصالحينا لقد علمت قريش حيث كانت * بأنك خيرها حسبا ودينا إذا استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر راع الناظرينا كان الناس إذ فقدوا عليا * نعام جال في بلد سنينا فلا والله لا انسى عليا * وحسن صلاته في الراكعينا تبكي أم كلثوم عليه * بعبرتها وقد رأت اليقينا ولو انا سئلنا المال فيه * بذلنا المال فيه والبنينا فلا تشمت معاوية بن حرب * فان بقية الخلفاء فينا وأجمعنا الامارة عن تراض * إلى ابن نبينا والى أخينا فلا نعطي زمام الامر فينا * سواه الدهر آخر ما بقينا وان سراتنا وذوي حجانا * تواصوا ان نجيب إذا دعينا بكل مهند عضب وجرد * عليهن الكماة مسومينا ورآه عبيد الله بن أبي بكر وعليه جبة خلقة فأرسل له جبة جديدة فقال:

كساك ولم تستكسه فحمدته * أخ لك يعطيك الجزيل وناصر وان أحق الناس ان كنت مادحا * بمدحك من أعطاك والعرض وافر وله:

وما طلب المعيشة بالتمني * ولكنها الق دلوك في الدلاء يجئ بملئها طورا وطورا * يجئ بحماة وقليل ماء ولا تقعد على كسل تمنى * تحيل على المقادر والرجاء فان مقادر الرحمن تجري * بأرزاق العباد من السماء بقبض أو ببسط أو بقدر * وعجز المرء أسباب البلاء وله:

لا يكن برقك برقا خلبا * ان خير البرق ما الغيث معه وله يرثي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع:

يا من بمقتله دهى الدهر * قد كان منك ومنهم امر زعموا قتلت وعندهم عذر * كذبوا وقبرك ما لهم عذر يا قبر سيدنا المجن سماحة * صلى عليك الله يا قبر ما ضر قبرا أنت ساكنه * ان لا يمر بأرضه القطر فليعدلن سماح كفك قطره * وليروقن بقربك الصخر وإذا رقدت فأنت منتبه * وإذا انتبهت فوجهك البدر وإذا غضبت تصدعت فرقا * منك الجبال وخافك الذعر يا ساكن القبر السلام على * من حال دون لقائه القبر يا هاجري إذ جئت زائره * ما كان من عاداتك الهجر والله لو بك لم أدع أحدا * الا قتلت لفاتني الوتر قال جامع مجموعة الأمثال المنقول منها هذه الأبيات قوله:

يا ساكن القبر والبيت بعده: كان هذين البيتين تضمين لأنهما يرويان لنديم كان لأبي زبيد الطائي فلما أخبروه بموت أبي زبيد وقف على قبره وقال البيتين وكان زياد ابن أبيه وقد ولى نعيم بن مسعود النهشلي والحصين بن الحر العنبري عملا من أعمال فارس فكتب أبو الأسود إليهما كتابا يلتمس منهما الرفد فاما نعيم فقرأ كتابه ووصله واجابه واما الحصين فالقى كتابه ولم يقرأه فكتب أبو الأسود:

حبست كتابي إذ اتاك تعرضا * لسيبك لم يذهب رجائي هنالكا وخبرني من كنت أرسلت انما * اخذت كتابي معرضا بشمالكا نظرت إلى عنوانه ونبذته * كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا نعيم بن مسعود أحق بما اتى * وأنت بما تأتي حقيق بذلكا يصيب وما يدري ويخطي وما درى * وكيف يكون الجهل الا كذلكا وله:

من مبلغ عني خليلي مالكا * رسولا إليه حيث كان من الأرض فما لك مسهوما إذا ما لقيتني * تقطع عني طرف عينك كالمغضي فسل بي ولا تستحي مني فإنه * كذلك بعض الناس يسأل عن بعض وله:

أعود على المولى وان زل حلمه * بحلمي وكان العود أبقى وأحمدا وكنت إذا المولى بدا لي غشه * تجاوزت عنه وانتظرت به غدا لتحكمه الأيام أو لترده * علي ولم أبسط لسانا ولا يدا وله:

يقول الأرذلون بنو قشير * طوال الدهر ما تنسى عليا أحب محمد وبنيه حقا * وعباسا وحمزة والوصيا فان يك حبهم رشدا أصبه * ولست بمخطئ ان كان غيا وله:

أبى القلب الا أم عمرو وحبها * عجوزا ومن يحبب عجوزا يفند كثوب اليماني قد تقادم عهده * ورقعته ما شئت في العين واليد وله:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه * فالقوم أعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها * حسدا وبغيا انه لدميم والوجه يشرق في الظلام كأنه * بدر منير والسماء نجوم وكذاك من عظمت عليه نعمه * حساده سيف عليه صروم فاترك مجاراة السفيه فإنها * ندم وغب بعد ذاك وخيم وإذا جريت مع السفيه كما جرى * فكلاكما في جريه مدموم وإذا عتبت على السفيه ولمته * في مثل ما يأتي فأنت ظلوم يا أيها الرجل المعلم غيره * هلا لنفسك كان ذا التعليم لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم ابدء بنفسك وانهها عن غيها * فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك يقبل ما وعظت ويقتدي * بالرأي منك وينفع التعليم تصف الدواء وأنت أولى بالدوا * وتعالج المرضى وأنت سقيم وكذاك تلقح بالرشاد عقولنا * ابدا وأنت من الرشاد عقيم ويل الشجي من الخلي فإنه * نصب الغواة بشجوه مغموم وترى الخلي قرير عين لاهيا * وعلى الشجي كابة وهموم ويقول ما لك لا تقول مقالتي * ولسان ذا طلق وذا مكظوم لا تكلمن عرض ابن عمك ظالما * فإذا فعلت فعرضك المكلوم وحريمه أيضا حريمك فاحمه * كيلا يباح لديك منه حريم وإذا اقتضضت من ابن عمك كلمة * فكلامه لك ان فعلت كلوم وإذا طلبت إلى كريم حاجة * فلقاؤه يكفيك والتسليم فإذا رآك مسلما ذكر الذي * حملته فكأنه محتوم فارج الكريم وان رأيت جفاءه * فالعتب منه والفعال كريم وعجبت للدنيا ورغبة أهلها * والرزق فيما بينهم مقسوم والأحمق المرزوق أحمق من أرى * من أهلها والعاقل المحروم ثم انقضى عجبي لعلمي انه * قدر مواف وقته معلوم وقال في الحسن بن رجاء:

ما زلت تركب كل شئ قائم * حتى اجترأت على ركوب المنبر ما زال منبرك الذي خلفته * بالأمس منك لحائض لم تطهر فلأنظرن إلى الحبال وأهلها * والى منابرها بطرف أخزر.[۲۳]
12. مستدرکات علم رجال (نمازی)
ظالم بن ظالم أبو الأسود الدئلي:

من خيار شيعة أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و السجّاد صلوات اللّه عليهم.

من الفقهاء و الشّعراء و واضع علم النحو بأمر أمير المؤمنين عليه السلام.[۲۴]
13. قاموس الرجال (شوشتری)
ظالم بن ظالم

قال:عدّه الشيخ في رجاله في أصحاب عليّ-عليه السّلام-قائلا:و قيل:

«ظالم بن عمرو، يكنّى أبا الأسود الدؤلي»و عدّه في أصحاب الحسن-عليه السّلام-بلفظ«ظالم بن عمرو، و يقال:ظالم بن ظالم، يكنّى أبا الأسود الدؤلي»و عدّه في أصحاب الحسين و عليّ بن الحسين-عليهما السّلام-بلفظ:

ظالم بن عمرو، يكنّى أبا الأسود الدؤلي.

و عن الجاحظ:أنّ أبا الأسود مقدّم في طبقات الناس، كان معدودا في الفقهاء و الشعراء و الدهاة و النحاة و الحاضري الجواب و الشيعة و البخلاء و الصلع الأشراف[۲۵].

و قال الذهبي:قد أمره عليّ-عليه السّلام-بوضع النحو، فلمّا أراه أبو الأسود ما وضع، قال:ما أحسن هذا النحو الّذي نحوت! و من ثمّ سمّي النحو نحوا[۲۶].

أقول:أما تشيّعه، فروى أبو الفرج في أغانيه عن أبي بكر الهذلي، قال:أتى أبا الأسود نعي أمير المؤمنين-عليه السّلام-و بيعة الحسن-عليه السّلام-فقام على المنبر، فخطب الناس و نعى لهم عليّا-عليه السّلام-فقال:و إنّ رجلا من أعداء اللّه المارقة عن دينه اغتال أمير المؤمنين-عليه السّلام-كرّم اللّه وجهه و مثواه-في مسجده، و هو خارج لتهجّده في ليلة يرجى فيها مصادفة ليلة القدر، فقتله! فيا للّه هو من قتيل! و أكرم به و بمقتله و روحه من روح عرجت إلى اللّه تعالى بالبرّ و التقوى و الإيمان و الإحسان! لقد أطفئ منه نور اللّه في أرضه لا يبين بعده أبدا، و هدم ركنا من أركان اللّه تعالى لا يشاد مثله؛ فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون! و عند اللّه نحتسب مصيبتنا بأمير المؤمنين-عليه السّلام-و عليه السلام و رحمة اللّه يوم ولد و يوم قتل و يوم يبعث حيّا.

ثمّ بكى حتّى اختلفت أضلاعه؛ ثمّ قال:و قد أوصى بالإمامة بعده إلى ابن رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-و ابنه و سليله و شبيهه في خلقه و هديه، و إنّي لأرجو أن يجبر اللّه به ما و هي و يسدّ به ما انثلم و يجمع به الشمل و يطفئ به نيران الفتنة، فبايعوه ترشدوا(إلى أن قال)و قال أبو الأسود:

ألا أبلغ معاوية بن حرب فلا قرّت عيون الشامتينا أ في شهر الصيام فجعتمونا بخير الناس طرّا أجمعينا قتلتم خير من ركب المطايا و خيّسها و من ركب السفينا و من لبس النعال و من حذاها و من قرأ المثاني و المئينا إذا استقبلت وجه أبي حسين رأيت البدر راق الناظرينا لقد علمت قريش حيث حلت بأنّك خيرها حسبا و دينا[۲۷]

و قال المدائني:كان لأبي الأسود صديق يقال له:«الحرث بن خليد» و كان في شرف من العطاء؛ فقال لأبي الأسود:ما يمنعك من طلب الديوان، فانّ فيه غنى و خيرا؟ فقال له أبو الأسود:أغناني اللّه عنه بالقناعة و التجمّل؛ فقال:كلاّ! و لكنّك تتركه إقامة على محبّة ابن أبي طالب و بغض هؤلاء القوم[۲۸].

و فيه أيضا:كان أبو الأسود نازلا في بني قشير، فكانوا يؤذونه، و يسبّونه و ينالون من عليّ-عليه السّلام-بحضرته ليغيظوه، و يرمونه بالليل؛ فاذا أصبح قال لهم:أيّ جوار هذا؟ فيقولون له:لم نرمك إنّما رماك اللّه لسوء مذهبك و قبح دينك؛ فقال:

يقول الأرذلون بنو قشير طوال الدهر لا تنسى عليّا فقلت لهم:و كيف يكون تركي من الأعمال مفروضا عليّا؟ -إلى أن قال-

فان يك حبّهم رشدا أصبه و لست بمخطئ إن كان غيّا -إلى أن قال-:فقالوا له:شككت في صباحك في بيتك هذا؟ فقال:أما سمعتم قوله-عزّ و جلّ-: «وَ إِنّٰا أَوْ إِيّٰاكُمْ لَعَلىٰ هُدىً أَوْ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ»[۲۹] أشكّ اللّه تعالى في نبيّه؟ و روي أنّ معاوية، قال له هذه المقالة، فأجابه بهذا الجواب[۳۰].

و قيل:إنّ زيادا قال له يوما:كيف أنت في حبّ عليّ؟ قال:كما أنت في حبّ معاوية، إلاّ أنّي أطلب بحبّ عليّ-عليه السّلام-ثواب الآخرة، و أنت تطلب بحبّ معاوية حطام الدنيا؛ و مثلي و مثلك في ذلك قول عمرو بن معديكرب:

احبّ دماء بني مالك وراق المعلى بياض اللبن خليطان مختلف شأننا اريد العلى و تهوى السمن[۳۱]

و عن الزمخشري:قال أبو الأسود:

أ مفندي في حبّ آل محمّد حجر بفيك فدع ملامك أو زد من لم يكن بحبّهم متمسكا فليعرفن بولادة لم ترشد[۳۲]

و أمّا أدبيّته:

ففي الأغاني:كان عليّ-عليه السّلام-يفطر الناس في شهر رمضان، فاذا فرغ من العشاء تكلّم فأقلّ و أوجز فأبلغ، فاختصم الناس ليلة حتّى ارتفعت أصواتهم في أشعر الناس؛ فقال عليّ-عليه السّلام-لأبي الأسود:قل يا أبا الأسود! و كان أبو الأسود يتعصّب لأبي داوود الخ[۳۳].

و فيه أيضا قال غريض:قال شيخ العلم و فقيه الناس و صاحب عليّ-عليه السّلام-و خليفة ابن عبّاس على البصرة-أبو الأسود-لابنته ليلة البناء:إنّ أطيب الطيب الماء، و أحسن الحسن الدهن، و أحلى الحلاوة الكحل؛ لا تكثري مباشرة زوجك فيملك، و لا تباعدي فيجفوك و يعتلّ عليك؛ و كوني كما قلت لامّك:

خذي العفو منّى تستديمي مودّتي و لا تنطقي في سورتي حين أغضب[۳۴]

و في طبقات السيوطي:كان أبو الأسود أوّل من نقّط المصحف؛ و من شعره:

و ما طلب المعيشة بالتمنّي و لكن الق دلوك في الدلاء

تجيء بملئها طورا و طورا تجيء بحمأة و قليل ماء[۳۵]

و أمّا تأسيسه النحو:

ففي معجم ادباء ياقوت الحموي، عن أمالي الزجّاج، عن الطبري-صاحب المازني-عن السجستاني، عن الخضري، عن سعيد بن سلمة الباهلي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي الأسود الدؤلي، قال:دخلت على أمير المؤمنين-عليه السّلام-فرأيته مطرقا مفكّرا! فقلت:فيم تفكّر يا أمير المؤمنين؟ قال:إنّي سمعت ببلدكم لحنا، فأردت أن أضع كتابا في اصول العربيّة.

فقلت:إن فعلت هذا يا أمير المؤمنين أحييتنا و بقيت هذه اللغة فينا؛ ثمّ أتيته بعد أيّام، فألقى إليّ صحيفة فيها:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الكلام كلّه اسمه و فعل و حرف؛ و الاسم ما أنبأ عن المسمّى، و الفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى، و الحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم و لا فعل.

ثمّ قال لي:تتبّعه و زد فيه ما وقع لك. و اعلم يا أبا الأسود أنّ الأشياء ثلاثة:

ظاهر، و مضمر، و شيء ليس بظاهر و لا مضمر.

قال:فجمعت منه أشياء و عرضتها عليه، و كان من ذلك حروف النصب، فكان منها«إنّ، و أنّ، و ليت، و لعلّ، و كأنّ»و لم أذكر«لكنّ»فقال لي:لم تركتها؟ فقلت:لم أحسبها منها؛ فقال:بل هي منها فزدها فيها.

قال الحموي:و مثّل الزجاج لقوله-عليه السّلام-«ما ليس بظاهر و لا مضمر»بالمبهمات نحو«هذا، و من، و ما، و الّذي، و أيّ، و كم، و متى، و أين» و ما أشبهه[۳۶].

قال الحموي:أبو الأسود أحد سادات التابعين و المحدّثين و الفقهاء و الشعراء، و الفرسان و الأمراء و الأشراف و الدهاة و الحاضري الجواب و الصلع الأشراف و البخر الأشراف و من مشاهير البخلاء؛ و الأكثر على أنّه أوّل من وضع العربيّة و نقّط المصحف؛ روى عنه أمّية و يحيى بن يعمر. و صحب عليّا -عليه السّلام-و شهد معه صفّين، و مات بالطاعون الجارف سنة سبع و ستّين على الأصحّ.

و فيه أيضا:جاء أبو الأسود إلى زياد-و كان يعلّم أولاده-و قال:إنّي أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم و فسدت ألسنتها، أ فتأذن لي أن أضع للعرب ما يعرفون به كلامهم؟ قال:لا تفعل. فجاء رجل إلى زياد، فقال:«توفّي أبانا و ترك بنون»فقال لأبي الأسود:ضع للناس ما كنت نهيتك عنه؛ ففعل[۳۷].

و في شعراء ابن قتيبة:أبو الأسود أوّل من عمل كتابا في النحو بعد عليّ بن أبي طالب-عليه السّلام-[۳۸].

و في معارفه:سمع أبو الأسود رجلا يقول:«من يعشّي الجائع» ؟فعشّاه، ثمّ ذهب القائل ليخرج، فقال:هيهات! عليّ ألاّ تؤذي المسلمين الليلة، و وضع رجله في الأدهم.

و فيه:ولد أبو الأسود عطاء و أبا حرب. و كان عطاء و يحيى بن يعمر العدواني بعجا العربيّة بعد أبي الأسود؛ و أمّا أبو حرب بن أبي الأسود فكان عاقلا شاعرا، و قد روي عنه الحديث[۳۹].

هذا، و في الجمهرة:و الدئل و الدئل من بني كنانة، منهم أبو الأسود[۴۰]الدؤلي.[۴۱]
14. اصحاب امیر المؤمنین ع (امینی)
ظالم (أبو الأسود الدؤلي) ابن عمرو بن سفيان بن عمرو بن جندب بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدّؤل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ... المتوفى 69 ه. التابعي البصري، و المؤسس لعلم النحو، و واضعه. كان من الطبقة الأولى من شعراء الإسلام، و قد وضع أساس النحو بإشارة من أمير المؤمنين‌ (عليه السلام) و ألّفه و هذّبه، و كان نازلا في بنى قشير، و كانوا يبغضونه لحبه عليا (عليه السلام) و يرمونه في الليل بالحجارة فإذا أصبح شكى ذلك، فقالوا: ما نحن نرميك، و لكن اللّه يرميك، فقال: كذبتم لو رماني اللّه ما أخطأني. له ديوان شعر طبع في بغداد، جمع و تحقيق الأستاذ عبد الكريم الدجيلي. مات 69 ه بالطاعون الجارف بالبصرة. و خلفه: أبو حرب، محدّث مشهور. كما كانت زوجته شاعرة فاضلة لها شعر في المعاجم. و كان أبو الأسود خطيبا عالما جمع شدة العقل، و صواب الرأي، و جودة اللسان، و قول الشعر و الظرف. و هو أول من نقط المصحف، و قيل: إنّ أول من نقط المصحف يحيى بن يعمر العدواني، تلميذ أبي الأسود[۴۲][۴۳]

منابع رجال و تراجم اهل سنت

۱. طبقات الکبری (ابن سعد)
أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ.

واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن عمرو بن خلس بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نُفَاثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدئل بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وكان شاعرًا متشيعًا.

وكان ثقة في حديثه. إن شاء الله. وكان عبد الله بن عباس لما خرج من البصرة استخلف عليها أبا الأسود الدؤلي فأقره علي بن أبي طالب. ع.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ:

قَالَ أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أُسَابَّ كُلَّ أَهْوَجَ ذَرِبِ اللِّسَانِ.[۴۴]
2. التاريخ الكبير (بخاری)
عَمْرو بْن سُفْيَان ويقَالَ: عَمْرو بْن ظالم أَبُو الأَسْوَدِ الديلي الْبَصْرِيّ 2 عَنْ عُمَر وعلي وأَبِي مُوسَى وأبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم، قَالَ أَحْمَد بْن عِيسَى عَنِ ابْن وَهْبٍ عَنْ عَمْرو بْن الْحَارِثِ عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هلال وثعلبة عَنِ ابْن بريدة: عَنْ ظالم أَبِي الأَسْوَدِ.[۴۵]
3. الثقات (العجلی)
ظالم بن عمرو بن سفيان[۴۶]، وكان من كبار التابعين من أصحاب علي، وهو أول من وضع النحو: "بصري"، تابعي، ثقة.[۴۷]
4. انساب الاشراف (بلاذری)
أبو الأسود وهو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الديل،

ويقال إن اسمه عثمان بن عمرو بن سفيان بن جندل والأول أثبت، وأمه من بني عَبْد الدار بن قصي، واسمها الطويلة، وكان أبو الأسود شيعيا وولاه عبد الله بن عباس الصلاة بالبصرة حين خرج إلى صفين مع علي عليه السلام، وولى زياد بن أبي سفيان الخراج، ويقال إن ذلك بأمر علي، وكتب أبو الأسود إلى علي: «أما بعد فإن الله قد جعلك واليا مؤتمنا، وقد بلوناك فوجدناك عظيم الأمانة ناصحا للرعية توفر فيهم وتظلف نفسك عَن دنياهم فلا تأكل أموالهم ولا ترتشي فِي أحكامهم وإن عاملك وابن عمك قد أكل ما تحت يديه بغير علمك، ولا يسعني كتمانك ذَلِكَ، فانظر رحمك الله فيما قبلنا من أمرك واكتب إلي برأيك إن شاء الله والسلام».

فكتب علي إلى أبي الأسود في جواب كتابه: «أما بعد فقد فهمت كتابك، ومثلك نصح الإمام والأمة، ودل عَلَى الحق، وفارق الجور، وقد كتبت إلى صاحبك فيما كتبت إلى فيه، ولم أعلمه كتابك إلى في أمره، فلا تدع إعلامي ما يكون بحضرتك مما للأمة فيه صلاح، فإنك بذلك محقوق، وهو عليك واجب والسلام».

وكتب إلى ابن عباس يأمره برفع حسابه إليه وجرت بينه وبينه كتب قد كتبناها فيما تقدم من كتابنا هذا، وكان عبد الله بن عباس قال لأبي الأسود:

لو كنت من البهائم لكنت جملا ثقالا لا تنقاد، فقال أبو الأسود: لو كنت راعي ذاك الجمل ما اتخذته كلاء، ولا أرويته ماء، ولا بلغت بِهِ المرعى ولا أحسنت مهنته فِي المشتى.

وقال قوم منهم أبو اليقظان: إن أبا الأسود شهد صفين مع علي عليه السلام، وأبو الأسود الذي وضع العربية وقال:

ولا أقول لقدر القوم قد غليت ... ولا أقول لباب الدار مغلوق[۴۸] وذلك أنه لما خالط العرب بالبصرة الخوز[۴۹]، ونبط كور دجلة وفرسها فسدت ألسنتهم، وقال أبو الأسود في شعر له:

أتاني من خلي حديث كرهته ... وما هو إذ يغتابني متورع[۵۰]

فقيل له: إن الله يقول: مَا هذا بشر[۵۱] فقال: هذا الذي قلته كلام العرب الفصيح، ولكن الكاتب زاد هذه الألف، حدثني بذلك رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ عَنْ أَبِي زَيْد الأَنْصَارِي عَنْ أَبِي عَمْرو بن العلاء.

حدثني عباس بن هشام عن أبيه قال: سأل أبو الأسود زيادا أن يوليه عملا فقال: إنك قد كبرت وضعفت، فقال: أصلح الله الأمير إنك لست تبعثني لأصارع أهل عملي، وإنما تستحفظني فيهم وتأمنني على قسمة فيئهم وتجعل إلي النظر في أحكامهم.

المدائني وغيره أن أبا الأسود كان يقول: لو أطعنا السؤال كنا أسوأ حالا منهم.

قالوا: ومر به سائل ليلا وهو يقول: من يعشيني لوجه الله، وطلب ما عنده، فأدخله منزله فعشاه وأخرجه، فعاد لمثل قوله الأول فرده وحبسه في منزله ليلته، قال: والله لأكفن عن أمة محمد شرك ليلتهم فلما أصبح خلاه.

المدائني قال: كان أبو الأسود عظيم السرة، فقال له رجل: يا أبا الأسود أشتهى أن أضع أيري في سرتك، فقال له: يا أحمق فأين يكون أيري حينئذ.

المدائني قال: كسا المنذر بن الجارود، ويقال عبيد الله بن زياد أبا الأسود فقال:

كساني ولم استكسه فحمدته ... أخ لي يعطيني الجزيل وناصر وإن أحق الناس إن كنت حامدا ... بحمدك من أعطاك والعرض وافر[۵۲] وقال ابن زياد لأبي الأسود، ورأى عليه جبة خلقاء قد أطال لبسها أما تمل لبس هذه الجبة يا أبا الأسود؟ فقال: رب مملوك لا يستطاع فراقه وساوم أبو الأسود رجلا بثوب فقال: أنا أقاربك فيه، فقال أبو الأسود: إنك إن لم تقاربني باعدتك، قال: فإني قد أعطيت به كذا وكذا فذكر ثمنا مفرطا، فقال:

اللهم اخز هؤلاء التجار فما يزالون يحدثون عن خبر قد فاتهم.

وحدثني عبد الله بن صالح وغيره أن أبا الأسود كان يقول: إذا دخلت مع رجل منزله فادخل بعده، وإذا خرجت منه معه فاخرج قبله.

قالوا: وجرى بين أبي الأسود وجار له كلام فرماه جاره فلما أصبح قال له: أرميتني لا أم لك، فقال: ما رميتك إنما رماك الله. فقال: كذبت يا عدو الله لو رماني الله لم يخطئني.

قالوا: ومرض أبو الأسود فجزع فقيل له: اصبر فإنه أمر الله، فقال: ذاك أشد له.

وقال المدائني: مر أبو الأسود في مر بد البصرة فرآه رجل كان بطالا يتعبث بالناس فقال له: كأن قفاك يا أبا الأسود خلق من فقاح[۵۳] فولاه قفاه ثم قال: يا بن أخي تأمله، فانظر هل ترى فقحة أمك فيه؟.

وقال قيل لأبي الأسود: إنك تكثر الركوب على ضعف بدنك وكبر سنك فقال: إن في الركوب نشرة والقعود عقلة، وإذا خامر الرجل منزله ولزمه ذهبت هيبته واستخف به عياله حتى أن الشاة تبعر أو تبول فلا تتنحى عنه.

قالوا: وأرق أبو الأسود في بعض الليالي فسمع وقع أضراس بغلته وهي تعتلف فقال أراني أنام وأنت تسرين في مالي؟ فباعها واشترى حمارا.

وقال أبو الحسن المدائني: دخل أبو الأسود على معاوية فبينا هو يكلمه إذ حبق أبو الأسود، فقال: يا أمير المؤمنين إني عائذ بسترك، فقال معاوية:

ثق بذلك مني. فلما خرج أبو الأسود دخل عمرو بن العاص على معاوية فأخبره بما كان من أبي الأسود، وبلغ أبا الأسود ذلك فأتاه فَقَالَ: يا مُعَاوِيَة إن الذي كان مني قد كان مثله منك ومن أبيك وإن من لم يؤتمن على ضرطة لجدير ألا يؤتمن على أمر الأمة.

قالوا: وكان لأبي الأسود دكان على بابه صغير مرتفع، وكان يجلس عليه وحده ويؤتى بطبق عليه رغيف وعرق فيأكله، فسقطت من يده ذات يوم لقمة فقال لغلامه: ناولنيها فإني أكره أن أدعها للشيطان، فقال له أعرابي كان بحضرته وقد سأله فلم يطعمه: لا والله ولا للملائكة المقربين.

وكان أبو الأسود يذكر التجار فيقول: لصوص فجار إلا أن بعضهم أحسن سرقة من بعض.

وكان أبو الأسود يختم كيسه وهو فارغ ويقول: طينه خير من ظنه، وهو أول من قال ذلك.

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِح المقرئ عَن ابْن كناسة قال: قال أبو الأسود الديلي: البلاغة سلاطة اللسان، ورحب الذراع حتى ينطق بالحاجة، ويصدع بالحجة وتضم الكلمة إلى أختها فلا يتبعها من ليس من شكلتها، ولا تنقض بالمتقدمة ما يتلوها.

قالوا: وكان أبو الأسود يقول: ما الماء إذا وجد سبيله منحدرا بأشد تغلغلا إلى مستقره من كلمة أصيب بها موضعها إلى قلب.

المدائني قال: دخل أبو الأسود على زياد فقال له: يا أبا الأسود كيف حبك لعلي وولده؟ فقال: يزداد شدة كما يزداد حبك- كان- لهم تغيرا وتنقصا. فغضب زياد فقال أبو الأسود:

غضب الأمير لأن صدقت وربما ... غضب الأمير على البريء المسلم الله يعلم أن حبي صادق ... لبني النبي وللقتيل المحرم[۵۴] يا أبا المغيرة رب يوم لم يكن ... أهل البراءة عندكم كالمجرم[۵۵] وقال ابن الكلبي: كان أبو الأسود يمر على رجل فيؤذيه ويتعبث به فقال: وأهوج ملحاح تصاممت قيله ... أن أسمعه وما بسمعي من باس ولو شئت ما أعرضت حتى أصبته ... بموضحة شنعاء تغني على الآسي[۵۶] قالوا وخاصمت امرأة أبي الأسود الديلي أبا الأسود إلى زياد في ولدها وكان أبو الأسود قد طلقها فقالت: أنا أحق بولدي، قال أبو الأسود: بل أنا أحق به حملته قبل أن تحمله ووضعته قبل أن تضعه، قالت: صدق أصلح الله الأمير، حمله خفا وحملته ثقلا. ووضعه شهوة ووضعته كرها.

فقال زياد: قد خصمتك يا أبا الأسود وهي أحق به ما لم تتزوج.

قال أبو الحسن المدائني وغيره: خرج أبو الأسود مع أصحاب له يتصيدون فوقف أعرابي على أبي الأسود وهو جالس في خباء قد ضرب لهم فقال الأعرابي: السلام عليكم، قال أبو الأسود: كلمة مقولة. فقال الأعرابي: أدخل الخباء؟ فقال أبو الأسود: وراءك أوسع لك. قال الأعرابي: إن الرمضاء قد أحرقت رجلي قال: بل عليها. قال: عندك شيء تطعمنيه؟ قال: نأكل ونطعم من معنا فإن فضل شيء كنت أحق به من الكلب. قال الأعرابي: ما رأيت قط ألأم منك، قال أبو الأسود:

بلى ولكنك نسيت.

قالوا: وقال رجل راكب لأبي الأسود: الطريق، فقال أبو الأسود:

أعن الطريق تعداني.

وقال أبو الأسود: البخل بما في يدك خير من مسألة الناس ما في أيديهم.

قالوا: وركب أبو الأسود مع فيل مولى زياد وحاجبه، وركب معهما أنس بن أبي أناس بن زنيم الكناني، وكان فيل على برذون هملاج، وهما على فرسين قطوفين، فقال أنس: أجزنا أبا الأسود فقال: هات، فقال:

لعمرو أبيك ما حمام كسرى ... عَلَى الثلثين من حمام فيل فقال أَبُو الأسود: وما أرقاصنا خلف الموالي ... بسنتنا على عهد الرسول[۵۷] وقال القحذمي: قال أنس هذا لأن فيلا ركب إلى حمام اتخذه ينظر إليه.

وقال أبو اليقظان: كتب أبو الأسود إلى رجل وعده عدة توفى له بها:

وإذا وعدت الوعد كنت كغارم ... دينا أقر به وأحضر كاتبا وإذا منعت منعت منعا بينا ... وأرحت من طول العناء الراغبا[۵۸] وقال: وكان أبو الأسود بخيلا فقيل له: أنت أظرف الناس لولا بخلك، فقال: أخزى الله ظرفا لا يمسك ما فيه على أهله وقال أبو الأسود:

إذا المرء ذو القربي وذو الذنب أجحفت ... به نكبة سلت مصيبته حقدي[۵۹] وبلغ أن أبا الأسود أن رجلا اغتابه فقال: وذو حسد يغتابني حيث لا يرى ... مكاني ويثني صالحا حيث أسمع تورعت أن اغتابه من ورائه ... وما هو إذ يغتابني متورع[۶۰] وقال المدائني عن أبي اليقظان: أصاب أبا الأسود بالبصرة فالج شديد ومات بها، وقد أسن.

وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد التوزي عَنْ أَبِي عُبَيْدَة قال: مات أبو الأسود وله مائة سنة.

وقال الْمَدَائِنِيّ عَن عَبْد اللَّهِ بْن مسلم الفهري قال: قال أبو الأسود: فارقت الناس مذ فارقت علي بن أبي طالب وإني لأعجب اليوم من قوم يزعمون أن حسنا وحسينا وولدهما ليسوا بارثة النبي صلى الله عليه وسلم والله يقول: وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وزكريا ويحيى وعيسى والياس[۶۱]، وإنما عيسى ابن ابنته.

فولد أبو الأسود الديلي: عطاء بن أبي الأسود. وأبا حرب بن أبي الأسود.

فأما عطاء فكان على شرطة أبيه بالبصرة وهو واليها، وهو فتق البحر مع يحيى بن يعمر العدواني بعد أبي الأسود، ولا عقب لعطاء.

وأما أبو حرب فكان عاقلا شاعرا صاحب قرآن، ولاه الحجاج بن يوسف جوخى فقال له: العام عامك تخلخل فيه عظامك، وقال له: أما والله لو أدركت أباك لقتلته فإنه كان ترابيا، فقال: أصلح الله الأمير أو كان يأتي عليه عفوك كما أتى عليه عفو من كان قبلك؟ قال: أو ذاك؟ ولم يزل أبو حرب على جوخى حتى مات الحجاج وكان لأبي حرب من الولد: جعفر، وغيره وله عقب بالبصرة.[۶۲]
5. تاریخ طبری (طبری)
وابو الأسود الديلى، اسمه ظالم بن عمرو.[۶۳]
6. الجرح و التعدیل (ابن ابی حاتم رازی)
ظالم بن عمرو بن سفيان أبو الأسود الديلي[۶۴] روى عن عمر وعلي[۶۵] وأبي ذر وأبي موسى وولى قضاء البصرة روى عنه [ابنه] أبو حرب بن أبي الأسود سمعت أبي يقول ذلك. نا عبد الرحمن أنا أبو بكر ابن أبي خيثمه فيما كتب إلى قال سألت يحيى بن معين عن أبي الأسود الديلي فقال: اسمه ظالم بن عمرو [بن سفيان] وهو أول من تكلم في النحو بصرى ثقة.[۶۶]
7. الثقات (ابن حبان)
ترجمه ایشان را ابن حبان در دو جا ذکر کرده است:

1-ظَالِم بْن عَمْرو بْن جندل بْن سُفْيَان بْن يعمر بْن حَلبس بْن نفاتة بْن عدى بْن الديل أَبُو الْأسود الديلِي يَرْوِي عَن عمرَان بْن حُصَيْن روى عَنْهُ أهل الْبَصْرَة وَقد قِيلَ اسْم أَبِي الْأسود عَمْرو بْن ظَالِم وَشهد مَعَ على صفّين وَولى الْبَصْرَة لابْن عَبَّاس وَمَات بهَا وَقد أسن وَهُوَ أول من تكلم فِي النَّحْو.[۶۷]

2-عَمْرو أَبُو الْأسود الديلِي اسْمه عَمْرو بْن سُفْيَان وَقد قِيلَ عَمْرو بْن ظَالِم وَيُقَال ظَالِم بْن عَمْرو يَرْوِي عَن على وأَبِي مُوسَى وأَبِي ذَر وَعمْرَان بْن حُصَيْن وَيُقَال إِنَّه أول من تكلم فِي النَّحْو رَوَى عَنْهُ النَّاس وَكَانَت أمه من بني عَبْد الدَّار بْن قصي.[۶۸]
8. مشاهیر علماء الأمصار (ابن حبان)
أبو الأسود الدؤلي اسمه عمرو بن سفيان أول من تكلم في النحو بالبصرة.[۶۹]
9. الهدایة (الکلاباذی)
ظَالِم بن عَمْرو بن سُفْيَان بن عَمْرو بن سُفْيَان وَيُقَال ابْن ظَالِم وَيُقَال سَارِق بن ظَالِم وَيُقَال حدث عَن عمر بن الْخطاب وَأبي ذَر رَوَى عَنهُ يَحْيَى بن يعمر وَعبد الله بن بُرَيْدَة فِي الْجَنَائِز وَذكر بني إِسْرَائِيل.[۷۰]
10. رجال صحیح مسلم (ابن منجویه)
ظَالِم بن عَمْرو بن سُفْيَان أَبُو الْأسود الدئلي وَيُقَال عَمْرو بن ظَالِم وَقيل ظَالِم بن عَمْرو بن جندل بن سُفْيَان شهد مَعَ عَليّ صفّين وَولي الْبَصْرَة لِابْنِ عَبَّاس وَمَات بهَا وَقد آمن وَهُوَ أول من تكلم عَن النَّحْو

روى عَن أبي ذَر فِي الْإِيمَان وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة وَأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي الزَّكَاة وَعمْرَان بن حُصَيْن فِي الْقدر

روى عَنهُ يحيى بن يعمر وَابْنه أَبُو حَرْب[۷۱]
11. التعدیل و التجریح (الباجی)
ظَالِم بن عَمْرو بن سُفْيَان بن جُنْدُب بن يعمر بن حَنش بن ثَعْلَبَة بن عدي بن الديل بن بكر أَبُو الْأسود الديلِي الْبَصْرِيّ وَقَالَ البُخَارِيّ اسْمه عَمْرو بن سُفْيَان وَقَالَ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ ظَالِم بن عبد الله عَن عَمْرو بن سُفْيَان أخرج البُخَارِيّ فِي الْجَنَائِز وَذكر بني إِسْرَائِيل عَن عبد الله بن زيد هُوَ يحيى بن يعمر عَنهُ عَن عمر بن الْخطاب وَأبي ذَر قَالَ أَبُو بكر سَأَلت بن معِين عَنهُ فَقَالَ هُوَ أول من تكلم فِي النَّحْو بَصرِي ثِقَة مَاتَ فِي طاعون الجارف سنة تسع وَسِتِّينَ قَالَ أَبُو بكر وَذكر الْمَدَائِنِي عَن بعض وَلَده أَنه مَاتَ بن خمس وَثَمَانِينَ سنة.[۷۲]
12. أسد الغابة (ابن الأثیر)
ظالم بن عمرو

س: ظالم بْن عمرو بْن سفيان بْن جندل بن يعمر بْن حلبس بْن نفاثة بْن عدي بْن الديل بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة، الكناني الديلي أَبُو الأسود، وهو مشهور بكنيته.

ذكره ابن شاهين في الصحابة.

وروى بِإِسْنَادِهِ عن الْقَاسِم بْن يَزِيدَ، عن سفيان، عن بكير بْن عطاء الليثي، عن أَبِي الأسود الديلي، قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو واقف بعرفة، فأتاه نفر من أهل نجد، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، كيف الحج، فأمر رجلًا فنادى: الحج يَوْم عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح ليلة جمع، فقد تم حجه.

هكذا أورده، وهو خطأ، رواه شعبة، عن بكير، عن عبد الرحمن بْن يعمر الديلي، ورواه غير واحد عن سفيان، كذلك، وهو الصواب، ولا مدخل لأبي الأسود فيه.

وروى عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عَبْد اللَّهِ بْن عثمان بْن خثيم: أن مُحَمَّد بْن خلف، أخبره: أن أبا الأسود أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يبايع الناس يَوْم الفتح، وهذا أيضًا خطأ، رواه أَبُو عاصم، عن ابن جريج، عن ابن خثيم، عن مُحَمَّدِ بْنِ الأسود بْن خلف، أن أباه الأسود حضر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يبايع، فسقط عَلَى الراوي الهاء في الكتابة من أباه، فجعله أبا الأسود.

وليس لأبي الأسود الديلي صحبة، وهو تابعي مشهور، وكان من أصحاب علي، فاستعمله عَلَى البصرة، وهو أول من وضع النحو، وله شعر حسن، وجواب حاضر، وأخباره مشهورة، وكلامه كثير الحكم والأمثال.

أخرجه أَبُو موسى.[۷۳]
13. مختصر تاریخ دمشق (ابن منظور)
ظالم بن عمرو بن ظالم

ويقال: ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر ابن حَلْبس بن نُفاثة بن عدي بن الدئل ويقال: عثمان بن عمرو ويقال: عمرو بن سفيان ويقال: عمرو بن ظالم أبو الأسود الدِّيلي البصري

قدم على معاوية، وهو أول من وضع للناس النحو، وولي قضاء البصرة. قال أبو الأسود الدِّيلي: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، فهم يموتونا موتاً ذريعاً، فجلست إلى عمر بن الخطاب، فمرت به جنازة، فأثنوا على صاحبها خيراً، فقال عمر: وجبت، ثم مرّ بأخرى فأُثني على صاحبها شراً، فقال عمر: وجبت. قال أبو الأسود: قلت: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أيّما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة. قال: قلنا:

وثلاثة؟ قال: وثلاثة. قلنا: واثنان؟ ثم لم أسأله عن الواحد ".وعن ابن داب قال: قدم أبو الأسود الدِّيلي على معاوية بن أبي سفيان بعد مقتل علي بن أبي طالب عليه السلام. وقد استقامت له البلاد، فأدنى معاوية مجلسه، وأعظم جائزته، فحسده عمرو بن العاص، فقدم على معاوية، فاستأذن عليه في غير مجلس الإذن، فأذن له. فقال له معاوية: يا أبا عبد الله، ما أعجلك قبل وقت الإذن؟ قال: يا أمير المؤمنين، أتيتك لأمر قد أوجعني، وأرقني، وغاظني، وهو من بعد ذلك نصيحة لأمير المؤمنين. قال: وما ذاك يا عمرو؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن أبا الأسود رجل مفوّه، له عقل وأدب، من مثله الكلام يذكر، وقد أذاع بمصرك من الذكر لِعليّ، والبُغض لعدوه، وقد خشيت عليك أن يُثري في ذلك حتى تؤخذ بعنقك، وقد رأيت أن ترسل إليه فترهِّبه وترعِّبه، وتسبُره وتخبُره ولك من مسألته على إحدى خِبرتين: ما أن يبدي لك صفحته فتعرف مقالته، وإما أن يستقبلك، فيقول ما ليس من ورائه، فيُحتمل ذلك عنه، فيكون لك في ذلك عافية صلاح إن شاء الله، فقال معاوية: أم والله لقلما تركتُ رأيي لرأي امرىء قط إلا كنت فيه وبين أن أرى ما أكره، ولكن إن أرسلت إليه فساءلته، فخرج من مساءلتي بأمر لا أحد عليه مقدماً، ويملأني غيظاً لمعرفتي بما تُريد، وإن الرأي فيه أن نقبل منه ما أبدى من لفظه، فليس لنا أن نشرح عن صدره، وندع ما وراء ذلك يذهب جانباً. قال عمرو: أنا صاحبك يوم رفع المصاحف بصفين. وقد عرفت رأيي، ولست أرى لك خلافي، وما آلوك خيراً، فأرسِل إليه ولا تفترش مهاد العجز فتتخذه وطيئاً. فأرسل معاوية إلى أبي الأسود، فجاء حتى دخل عليه فكان ثالثاً، فرحب به معاوية وقال: يا أبا الأسود، خلوت أنا وعمرو وتشاجرنا في أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد أحببت أن أكون من رأيك على يقين، قال: سل يا أمير المؤمنين عما بدا لك، قال: يا أبا الأسود، أيّهم كان أحب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: يا أمير المؤمنين، أشدهم كان حباً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأوقاهم له بنفسه؛ فنظر معاوية إلى عمرو، وحرّك رأسه، ثم تمادى في مسألته، فقال: يا أبا الأسود، فأيّهم كان أفضلهم عندك؟ قال: أتقاهم لربه، وأشدهم خوفاً لدينه، فاغتاظ معاوية على عمرو، ثم قال:

يا أبا الأسود، فأيّهم أعلم؟ قال: أقولهم للصواب، وأفصلهم للخطاب، قال: يا أبا الأسود، فأيّهم كان أشجع؟ قال: أعظمهم بلاء، وأحسنهم غَناء، وأصبرهم على اللقاء، قال: فأيّهم كان أوثق عنده؟ قال: مَنْ أوصى إليها فيما بعده، قال: فأيّهم كان للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِدِّيقاً؟ قال: أولهم به تصديقاً فأقبل معاوية على عمرو وقال: لاجزاك الله خيراً، هل تستطيع أن ترد مما قال شيئاً؟! فقال أبو الأسود: يا أمير المؤمنين، إني قد عرفت من أين أتيت، فهل تأذن لي فيه؟ قال: نعم، فقل ما بدا لك، فقال: يا أمير المؤمنين، إن هذا الذي ترى هجا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأبيات من الشعر، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهم، إني لا أحسن أن أقول الشعر، فالعَن عمراً، بكل بيت لعنة. أفتراه بعد هذا نائلاً فلاحاً، أو مدركاً رباحاً؟ إن أمرأ لم يعرف إلا بسهم أُجيل عليه فجال لَحقيقٌ أن يكون كليل اللسان، ضعيف الجَنان، مستشعراً للاستكانة، مقارناً للذل والمهانة، غير وَلوج فيما بين الرجال، ولا ناظر في تسطير المقال، إن قالت الرجال أصغى، وإن قامت الكرام أقعى، مبصبص بذَنبه لعظيم ذنبه، غير ناظر في أبهة الكرام، ولا منازع لهم، ثم لم يزل في دجنة ظلماء مع قلتة حياء، يعامل الناس بالمكر والخداع، والمكر والخداع في النار، فقال عمرو: يا أخا بني الدئل، والله لأنت الذليل القَليل، ولولا ماتمتّ به من نسب كنانة لاختطفتك من حولك اختطاف الأجدل الجُدّيّة، غير أنك بهم

تطول، وبهم تصول، والله لقد أُعطيت مع هذا لساناً قوالاً، سيصير عليك وبالاً. وايم الله إنك لأعدى الناس لأمير المؤمنين، قديماً وحديثاً، وما كنت قط بأشد عداوة له منك الساعة، وإنك لَتُوالي عدوّه، وتعادي وليّه، وتبغيه الغوائل، ولئن أطاعني ليَقطعَنّ عنه لسانك، ولَتُخرجَنّ من رأسك شيطانك، فأنت العدو المطرق له إطراق الأفعوان في أصل السّخْبَر. قال: فتكلم معاوية فقال: يا أبا الأسود، أغرقت في النزع، ولم تدع رجعة لصالحك، وقال لعمرو: لم يغرق كما أغرقت، ولم يبلغ ما بلغت غير أنه كان منه الابتداء والاعتداء، والبادىء أظلم، والثالث أحلم، فانصرفا عن هذا القول إلى غيره، وقُوما غيرَ مطرودين، فقام عمرو وهو يقول: " الطويل " ول، وبهم تصول، والله لقد أُعطيت مع هذا لساناً قوالاً، سيصير عليك وبالاً. وايم الله إنك لأعدى الناس لأمير المؤمنين، قديماً وحديثاً، وما كنت قط بأشد عداوة له منك الساعة، وإنك لَتُوالي عدوّه، وتعادي وليّه، وتبغيه الغوائل، ولئن أطاعني ليَقطعَنّ عنه لسانك، ولَتُخرجَنّ من رأسك شيطانك، فأنت العدو المطرق له إطراق الأفعوان في أصل السّخْبَر. قال: فتكلم معاوية فقال: يا أبا الأسود، أغرقت في النزع، ولم تدع رجعة لصالحك، وقال لعمرو: لم يغرق كما أغرقت، ولم يبلغ ما بلغت غير أنه كان منه الابتداء والاعتداء، والبادىء أظلم، والثالث أحلم، فانصرفا عن هذا القول إلى غيره، وقُوما غيرَ مطرودين، فقام عمرو وهو يقول: " الطويل "

لَعمري لقد أعيا القرونَ التي مضت ... تحوّلُ غشٍّ في الفؤادِ كمينِ

وقام أبو الأسود وهو يقول: " الطويل "

ألا إن عمراً رامَ خفيةٍ ... وكيفَ ينالُ الذئبُ ليثَ عرينِ؟

فانصرفا إلى منازلهما، وذاع حديثهما في البلاد، فبينا أبو الأسود في بعض الطريق إذ لقيه شاب من كلب يقال له: كليب بن مالك، شديد البغض لعلي وأصحابه، شديد الحب لمعاوية وأصحابه، فقال له: يا أبا الأسود، أنت المنازل عمراً أمس بين يدي أمير المؤمنين؟ أم والله لو شهدتك لأغرّقتُ جبينك، فقال أبو الأسود: من أنت يا بن أخي الذي بلغ بك خطرك كل هذا، وممن أنت؟ قال: أنا ممن لا ينكر، أنا امرؤ من قضاعة ثم من كلب، ثم أنا كليب بن مالك، فقال أبو الأسود: أراك كلباً من كلب، ألا أرى للكلب شيئاً؛ إذا هو نبح أفضل من أن يقطع باخساً، فاخسأ ثم اخسأ كلباً، فانصرف وخلاه. فبلغ ذلك القول معاوية فأكثر التعجب والضحك. ثم إنهما اجتماعا بعد ذلك عنده، فقال معاوية للكلبي: يا أخا كلب، ما كان أغناك من منازعة أبي الأسود، فقال الكلبي:

ولم لا أنازعه؟ والله لأنا أكثر نفيراً، وأعزّ عشيراً، وأطلق لساناً، وإن شاء لأُنافِرَنّه بين يديك، فقال معاوية: والله يا أخا كلب، ما صدقت في واحدة من الثلاث، فقال أبو الأسود: والله لولا هذا الجالس يعني: يزيد بن معاوية فإنكم أخواله، لقطعت عني لسانك، فقال يزيدك يا أبا الأسود، قل، فأعمامي أحب إلي من أخوالي، فقال أبو الأسود: سل هذا يا أمير المؤمنين بمن ينافرني، بِحِمْيَر أو معَدّ؟ قال أبو حمزة الثمالي: لما بويع معاوية وفد عليه الأحنف بن قيس وأبو الأسود الدِّيلي في أهل البصرة، فقال معاوية للأحنف حين دخل عليه: أنت القاتل أمير المؤمنين، يريد عثمان، والخاذل أم المؤمنين، ومقاتلها بصفين؟ فقال له الأحنف: يا أمير المؤمنين، لا تَردُدِ الأمور على أدبارها، فإن القلوب التي أبغضناك بها في صدورنا، والسيوف التي قاتلناك بها في عواتقنا، فلا تمدّ لنا شبراً من الغدر إلا مددنا لك باعاً من الختر، وإن كنت يا أمير المؤمنين لجدير أن تستصفي كدر قلوبنا بفضل حلمك. قال: إني فاعل إن شاء الله. ثم أقبل على أبي الأسود الدِّيلي فقال له: أنت القائل لعلي: ابعثني حكماً، فوالله ما أنت هناك، إنك لَفَهيهُ المحاورة، عييّ بالجواب، فكيف كنت صانعاً؟ قال: كنت جامعاً أصحاب محمد فأقول لهم: أَبَدرِيّ، أُحُديّ، شجَريّ، عَقَبيّ أحبّ إليكم أم رجل من الطلقاء؟ فقال معاوية: مالهّ قاتله الله، والله لقد خلعني خلع الوصيف.

وقيل: إن أبا الأسود قال لمعاوية: لو كنتُ بمكان أبي موسى ما صنعتُ ما صنع. قال: وما كنت تصنع؟ قال: كنت أنظر رهطاً من المهاجرين ورهطاً من الأنصار فأناشدهم الله، المهاجرون أحقّ بالخلافة أو الطلقاء؟ فقال معاوية: أقسمت عليك لا تذكرنّ هذا الحديث ما عشت.

وكان أبو الأسود شاعراً متشيعاً. وكان ثقة في حديثه. وكان عبد الله بن عباس لما خرج من البصرة استخلف عليها أبا الأسود الدِّيلي، فأقرّه علي بن أبي طالب.

وهو أول من تكلم في النحو، وقاتل مع علي عليه السلام يوم الجمل. وهلك في ولاية عبيد الله بن زياد.

والدُّيِّلي: بضم الدال وكسر الياء. وقيل: الدُّؤَلي: مضمومة الدال مفتوحة الواو، من الدُّئِل بضم الدال وكسر الياء. والدُّئِل: الدابة قيل: دابة صغيرة دون الثعلب وفوق ابن عرس ويقال لرهط أبي الأسود: الدُّؤلي، وامتنعوا أن يقولوا: أبو الأسود الدّيلي، لئلا يوالوا بين الكسرات، فقالوا: الدؤلي كما قالوا في النَّمِر: النَّمَري.

واختلف في السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو، فقال أبو عبيدة: أخذ أبو الأسود العربية عن علي بن أبي طالب، فكان لايخرج شيئاً مما أخذه عن علي إلى أحد، حتى بعث إليه زياد: اعمل شيئاً تكون فيه إماماً ينتفع الناس به ويعرف به كتاب الله، فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئاً يقرأ: " أنَّ الله بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ وَرَسُوله "، فقال: ما ظننت أن أمر الناس صار إلى هذا، فرجع إلى زياد فقال: أنا أفعل ما رسمه الأمير، فليبغني كاتباً لقِناً يفعل ما أقول، فأُتي بكاتب من عبد القيس، فلم يرضه، فأتي بآخر قال أبو العباس: أحسبه منهم فقال له أبو الأسود: إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقُط نقطة فوقه على أعلاه، فإن ضمت فمي فانقُط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت فاجعل النقطة تحت الحرف، فإن أتبعت شيئاً من ذلك غُنَّة فاجعل ما كان النقطة نقطتين. فهذا نقط أبي الأسود.

وقيل: إن رجلاً جاء إلى زايد فقال: أصلح الله الأمير، توفي أبانا، وترك بنوناً، فقال زياد: توفي أبانا، وترك بنوناً؟! ادع لي أبا الأسود، فقال: ضع للناس الذي كنت نهيتك أن تضع لهم، أبو الأسود استأذنه في أن يضع للعرب كلاماً يقيمون به كلامهم.

وقيل: إن سعداً مرّ بأبي الأسود وكان رجلاً فارسياً وهو يقود فرسه، فقال: مالك يا سعد لا تركب؟ َ فقال: إن فرسي ضالع، فضحك به بعض من حضره. قال: أبو الأسود: هؤلاء الموالي قد رغبوا في الإسلام ودخلوا فيه، فصاروا لنا إخوة، فلو علمناهم الكلام، فوضع باب الفاعل والمفعول لم يزد عليه.

وكان أبو الأسود من أفصح الناس. قال أبو الأسود: إني لأجد للّحن غمزاً كغمز اللحم.

ويقال: إن ابنته قالت له يوماً: يا أبه، ما أحسنّ السماءِ، فقال: نجومُها، قالت: إني لم أُرد أيّ شيء أحسن منها، إنما تعجبت من حسنها. قال: إذاً فقولي: ما أحسنَ السماءَ!

وقيل: إن ابنته قالت له: يا أبه، ما أشدّث الحرِّ في يوم شديد الحرّ فقال لها: إذا كانت الصقعاء من فوقك، والرمضاء من تحتك، فقالت: إنما أردت أن الحرّ شديد، قال: فقولي: ما أشدّ الحرَّ.

والصقعاء: الشمس. فحينئذٍ وضع كتاباً.

وقيل: إن أعرابياً قدم في زمن عمر، فقال: مَن يقرئني مما أنزل الله على محمد؟ قال: فأقرأه رجل " براءة " فقال: " أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ وَرَسُوله " بالجر، فقال الأعرابي: أوقد برىء الله من رسوله؟ إن يكن الله برىء من رسوله فأنا أبرأ منه. فبلغ عمر مقالَهُ فدعاه، فقال: يا أعرابي، أتبرأ من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: يا أمير المؤمنين، إني قدمت المدينة ولا عِلم لي بالقرآن، فسألت من يقرئني، فأقرئني هذا سورة " براءة " فقال: " أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ وَرَسُوله " فقلت: أوقد برىء الله من رسوله؟ إن يكون الله برىء من رسوله، فأنا أبرأ منه. فقال عمر: ليس هكذا يا أعرابي، قال: فكيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: " أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ وَرَسُوله " فقال الأعرابي: وأنا والله أبرأ مما برىء الله ورسوله منه. فأمر عمر بن الخطاب ألا يقرىء القرآن إلاّ عالم باللغة، وأمر أبا الأسود فوضع النحو.

قال العتبي:

كتب معاوية إلى زياد يطلب عبيد الله ابنه. فلما قدم عليه كلمه، فوجده يلحن، فرده إلى زياد، وكتب إليه كتاباً يلومه فيه، ويقول: أمثل عبيد الله تصنع؟! فبعث زياد إلى أبي الأسود، فقال له: يا أبا الأسود: إن هذه الحمراء قد كثرت وأفسدت من ألسن العرب، فلو وضعت شيئاً يصلح به الناس كلامهم ويُعربُون به كتاب الله، فأبى ذلك أبو الأسود، وكره إجابة زياد إلى ما سأل، فوجه زياد رجلاً، وقال له: اقعد في طريق أبي الأسود، فإذا مر بك فاقرأ شيئاً من القرآن، وتعمّد اللحن فيه، ففعل ذلك. فلما مرّ به أبو الأسود رفع الرجل صوت يقرأ: " أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ وَرَسُوله " فاستعظم ذلك أبو الأسود، وقال: عزّ وجه الله أن يبرأ من رسوله، ثم رجع من فوره إلى زياد، فقال: يا هذا، قد أجبتك إلى ما سألتك، ورأيت أن أبدأ بإعراب القرآن، فابعث إلى ثلاثين رجلاً، فأحضرهم زياد، فاختار منهم أبو الأسود عشرة، ثم لم " يزل " يختارهم حتى اختار منهم رجلاً من عبد القيس، فقال: خذ المصحف وصبغاً يخالف لون المداد، فإذا فتحت شفتي فانقط واحدة فوق الحرف، وإذا ضممتها، فاجعل النقطة إلى جانب الحرف، فإذا كسرتها فاجعل النقطة في أسفله، فإن أتبعت شيئاً من هذه الحركات غُنَّة فانقط نقطتين، فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره، ثم وضع " المختصر " المنسوب إليه بعد ذلك.

قال محمد بن سلاّم الجمحي: أول مَن أسس العربية، وفتح بابها، وأنهج سبلها، ووضع قياسها أبو الأسود، وكان رجلَ أهلِ البصرة. وإنما فعل ذلك حين اضطرب كلام العرب فغلبت السليقية. السليقية من الكلام ما كان الغالب عليه السهولة، وهو مع ذلك فصيح اللفظ، منسوب إلى السليقة، وهي الطبيعة، ومعناه: ما سمح به الطبع، وسهُل على اللسان من غير أن يتعمد لإعرابه. يقال: فلان يقرأ بالسليقة أيى بطبعه. لم يقرأ على القراء، ولم يأخذه عن تعليم. قال الشافعي رحمه الله: كان مالك بن أنس يقرأ بالسليقية، يستقصره في ذلك. والسليقية تذم مرة وتمدح أخرى: إذا ذُمّت فلعدم الإعراب، وإذا مُدِحت فللدراية والفصاحة. قال الشاعر: " الطويل "

ولستُ بنحويٍّ يَلوكُ لسانَهُ ... ولكن سليقيٌّ أقولُ فأعربُ

وعن أبي الأسود قال: إعادة الحديث أشدّ من نقل الصخر من الجبل.

قال الأصمعي: كان أبو الأسود يكثر الركوب، فقيل له: يا أبا الأسود: لقد قعدت في منزلك كان أودع لبدنك وأروح، فقال أبو الأسود: صدقت. ولكن الركوب أتفرج فيه، وأستمع من الخبر ما لا أسمعه في منزلي، وأستنشق الريح، فترجع إليَّ نفسي، وأُلاقي الإخوان، ولو جلست في منزلي اغتمّ بي أهلي، واستأنس بي الصبي، واجترأت عليّ الخادم، وكلمني من أهلي من يهاب أن يكلمني.

باع أبو الأسود داراً له، فقيل له: بعت دارك! قال: لا، ولكني بعثت جيراني.

قال أبو الأسود لبنيه: أحسنت إليكم كباراً وصغاراً، وقبل أن تكونوا. قالوا: أحسنت إلينا كباراً وصغاراً، فكيف أحسنت إلينا قبل أن نكون؟ قال: لم أضعكم موضعاً تستحيون منه.

قال رجل لأبي الأسود: أنت والله ظريفُ لفظٍ، ظريفُ علمٍ، وعاء حِلم، غير أنك بخيل، فقال: وما خير ظريفٍ لا يُمسك ما فيه؟ كان أبو الأسود الدُّئلي ينزل في بني قُشَير، وكانوا عثمانية، وكان أبو الأسود علوي الرأي، فكان بنو قُشَير يسيئون جواره، ويؤذونه، ويرجمونه بالليل، فعاتبهم على ذلك فقالوا: ما رجمناك، ولكن الله رجمك، قال: كذبتم، لأنكم إذا رجمتموني أخطأتموني، ولو رجمني الله ما أخطأني. ثم انتقل عنهم إلى هذيل، وقال فيهم: " الكامل "

شتموا علياً ثم لم أزجرْهُمُ ... عنهُ وقلتُ مقالةَ المتردِّدِ

اللهُ يعلُم أنّ حبّي صادقٌ ... لِبني النبيّ وللإمامِ المهتدي

وقال في بني قشير من أبيات: " الوافر "

يقولُ الأرذلون بنو قُشَير ... طوالَ الدّهر لا تنسى علياً!

أُحِبُّ محمداً حُبّاً شديداً ... وعباساً وحمزة والوصيّا

بنو عمِّ النبيّ وأقربوه ... أحبّ الناسٍ كلِّهمُ إليّا

فإن يكُ حبُّهُم رُشداً أَنلْهُ ... أوليسَ بضائري إن كان غيّا

فكتب معاوية إلى عبيد الله بن زياد: إن عرفت أبا الأسود، وإلاّ فاسأل عنه، ثم أخبره أنه قد شكّ في دينه، فإذا قال: بماذا؟ فأخبِره بقوله: فإن يكُ حبُّهم رشداً أنلْهُ البيت. فبعث عبيد الله إلى أبي الأسود فأخبره بمقالة معاوية، فقال أبو الأسود: فاقرئه السلام، وأخبره بأني إنما قلت ما قال العبد الصالح: " وَإِنَّ أَوْ إيَّاكُمْ لَعَلي هُدىً أوْ فِي ضَلالٍ مُبِيْنٍ " افتراه شكّ في دينه؟ رأى عبيد الله بن أبي بكرة على أبي الأسود الدِّيلي جبّة رثّة كان يكثر لبسها، فقال: يا أبا الأسود: أما تملّ هذه الجبّة؟ فقال: ربّ مملول لا يستطاع فراقه. قال: فبعث إليه بمئة ثوب، فأنشأ أبو الأسود يقول: " الطويل "

كساني وَلم أستكسِه فحمدتُه ... أخٌ لك يعطيكَ الجزيلَ وناصرُ

وإنّ أحقَّ الناسِ إن كنتَ شاكراً ... بشكركَ مَن أعطاكَ والعِرضُ وافرُ

دخل أبو الأسود على عبيد الله بن زياد وقد أسنّ فقال له يهزأ به -: يا أبا الأسود، إنك لجميل فلو تعلقت تميمة، فقال أبو الأسود: " البسيط "

أفنى الشبابَ الذي أفنيتُ جِدَّتَه ... كرُّ الجديدَيْنِ من آتٍ ومنطلقِ

لم يتركا ليَ في طولِ اختلافهما ... شيئاً أخاف عليه لذعةَ الحدَقِ

كانت لأبي الأسود من معاوية ناحية حسنة، فوعده وعداً فأبطأ عليه، فقال له أبو الأسود: " الرمل "

لا يكن برقُك برقاً خُلَّباً ... إن خيرَ البرقِ ما الغيثُ معَهْ

لا تهنّي بعدَ إذ أكرمتني ... فشديدٌ عادةٌ مُنْتَزَعَهْ

أطلع أبو الأسود مولى له على سرّ له، فبثّه، فقال أبو الأسود: " الطويل "

أمنتُ على السرّ امرأ غيرَ حازمِ ... ولكنه في النصح غيرُ مُريبِ

فذاع به في الناس حتى كأنه ... بعلياءَ نارٌ أُوقدَتْ بثَقوبِ

وما كل ذي نصحٍ بمؤتيك نصحَهُ ... ولا كلُّ من ناصحتَه بلبيبِ

ولكن إذا ما استجمعا عندَ واحدٍ ... فحقٌّ له من طاعةٍ بنصيبِ

وقال أبو السود: " المتقارب "

إذا أنت لم تعفُ عن صاحبٍ ... أساء وعاقبتَه إن عثَرْ

بقيتَ بلا صاحبٍ فاحتمِلْ ... وكن ذا قَبولٍ إذ ما اعتذرْ

وقال أبو الأسود: " الكامل "

وإذا طلبت إلى كريمٍ حاجةً ... فلقاؤه يكفيك والتسليمُ

وإذا تكون إلى لئيمٍ حاجةٌ ... فألحَّ في رفقٍ وأنت مُديمُ

والزم قبالة بابه وفِنائِهِ ... كأشدِّ ما لزمَ الغريمَ غريمُ

حتى يريحَك ثم تهجرَ بابَه ... دهراً وعرضُكَ إن فعلت سليمُ

مات أبو الأسود في طاعون الجارف سنة تسع وستين، وهو ابن خمس وثمانين. وقيل: إنه مات قبل الطاعون. وهو الأشبه، لأنه لم يسمع له في فتنة مصعب وأمر المختار خبر.[۷۴]
14. تهذیب الکمال (مزی)
أَبُو الأسود الديلي، ويُقال الدؤلي البَصْرِيّ، قاضيها، اسمه: ظالم بْن عَمْرو بْن سفيان بْن جندل بْن يعُمَر بْن حلس بْن نفاثة بْن عدي بْن الديل، ويُقال: اسمه عَمْرو بْن ظالم، ويُقال: عَمْرو بْن سفيان، ويُقال: عثمان بْن عَمْرو. وَقَال الواقدي: اسمه عويمر بْن ظويلم.

روى عن: أَبِي بْن كعب (قد)، والزبير بْن العوام، وعبد اللَّه بْن عباس، وعبد اللَّهِ بن مسعود (قد)، وعلي بْن أَبي طالب (د ت ص ق)، وعُمَر بْن الخطاب (خ ت س)، وعِمْران بْن حصين (م قد)، ومعاذ بْن جبل (د)، وأبي ذر الغفاري (ع)، وأبي مُوسَى الأشعري (م).

رَوَى عَنه: سَعِيد بن عبد الرحمن بْن رقيش (قد)، وعبد اللَّه بْن بريدة (خ 4)، وعُمَر بْن عَبد الله مولى غفرة (قد)، ويَحْيَى بْن يَعْمَُرَ (خ م د ق)، وابنه أَبُو حرب بْن أَبي الأسود (م د ت ص ق).

قال أَحْمَد بْن حنبل[۷۵] عَنْ يحيى بْن سَعِيد القطان، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم[۷۶]: اسمه ظالم بْن عَمْرو بْن سفيان. قال أَبُو حاتم: ولي قضاء البصرة.

وَقَال عَمْرو بْن علي: سألت غير واحد من ولد أَبِي الأسود الديلي عَنِ اسمه، فقالوا: اسمه ظالم بْن عَمْرو بْن سفيان.

وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي خيثمة[۷۷] عَن يحيى بْن مَعِين، وأحمد بْن عَبد الله العجلي[۷۸]: ثقة، وهو أول من تكلم فِي النحو.

وَقَال الواقدي: كان ممن أسلم على عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وقاتل مع علي يوم الجمل، هلك في ولاية عُبَيد الله بْن زياد.

وَقَال يَحْيَى بْن مَعِين وغيره: مات فِي طاعون الجارف سنة تسع وستين[۷۹].

روى له الجماعة.

ومن الأَوهام:

• وَهْمٌ: أَبُو الأسود السلمي.

عَن: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم (س) فِي التعوذ من الهدم والتردي.

وعَنه: صَيْفِيٌّ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصارِيّ (س).

قاله أَبُو بكر بْن السني، عَنِ النَّسَائي، عَنْ مُحَمَّد بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ عَبد الله بْن سَعِيد بْن أَبي هند، عَنْ صيفي.

وَقَال غيره، عَنِ النَّسَائي بإسناده عَن أبي اليسر السلمي، وهو الصواب.

وكذلك قال أحمد بْن إسحاق بن بهلول التنوخي، عَنْ محمد ابن المثنى.

وكذلك قال أَبُو ضمرة أنس بْن عياض (س)، والفضل بْن مُوسَى السيناني (س)، ومكي بْن إِبْرَاهِيم البلخي (د) عَنْ عَبد الله بْن سَعِيد بْن أَبي هند، عَنْ صيفي، عَن أَبِي اليسر وقد كتبناه على الصواب فِي ترجمة صيفي مولى أَبِي أَيُّوبَ[۸۰][۸۱]
15. تاریخ الاسلام (ذهبی)
أبو الأسود الدؤلي[۸۲] "ع" ويقال: الديلي، قَاضِي الْبَصْرَةِ، اسْمُهُ ظَالِمُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى الأَشْهَرِ.

رَوَى عَنْ: عُمَرَ وَعَلِيٍّ، وَأُبَيِّ بْنِ كعب، وابن مسعود، وأبي ذر، وَالزُّبَيْرِ.

قال الداني: وقرأ القرآن على: عثمان، وعلي.

قرأ عليه: ابنه أبو حرب، ونصر بن عاصم، وحمران بن أعين، ويحيى بن يعمر.

روى عنه: ابنه أبو حرب، ويحيى بن يعمر، وعبد الله بن بريدة، وعمر مولى غفرة.

قال أحمد العجلي: ثقة، وهو أول من تكلم في النحو.

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: قَاتَلَ يَوْمَ الْجَمَلِ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ مِنْ وُجُوهِ شِيعَتِهِ، وَمِنْ أَكْمَلَهُمْ رَأْيًا وَعَقْلا، وَقَدْ أمره علي -رضي الله عنهم- بِوَضْعِ النَّحْوِ، فَلَمَّا أَرَاهُ أَبُو الأَسْوَدِ مَا وَضَعَ قَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا النَّحْوَ الَّذِي نَحَوْتَ، وَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَ النَّحْوُ نَحْوًا.

وَقِيلَ: إِنَّ أَبَا الأَسْوَدِ أَدَّبَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ.

وَذَكَرَ ابْنُ دَأْبٍ أَنَّ أَبَا الأْسَوَدِ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَلِيٍّ -رَضِيَ الله عنهم، فَأَدْنَى مَجْلِسَهُ وَأَعْظَمَ جَائِزَتَهُ.

وَمِنْ شِعْرِهِ:

وَمَا طَلَبُ الْمَعِيشَةِ بِالتَّمَنِّي ... وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فِي الدلاء

نجيء بمثلها طَوْرًا وَطَوْرًا ... تَجِيءُ بِحِمْأَةٍ وَقَلِيلِ مَاءٍ

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ: أَبُو الأَسْوَدِ أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ بَابَ الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ، وَالْمُضَافَ، وَحَرْفَ الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ وَالْجَزْمِ، فَأَخَذَ عَنْهُ ذَلِكَ يَحْيَى بن يعمر[۸۳].

وقال أبو عبيدة ابن الْمُثَنَّى: أَخَذَ عَنْ عَلِيٍّ الْعَرَبِيَّةَ أَبُو الأَسْوَدِ، فَسَمِعَ قَارِئًا يَقْرَأُ: {إِنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهُ}[۸۴] فَقَالَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَمْرَ النَّاسِ قَدْ صَارَ إِلَى هَذَا، فَقَالَ لِزِيَادِ الأَمِيرِ: ابْغِنِي كَاتِبًا لَقِنًا، فَأَتَى بِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الأَسْوَدِ: إِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ فَتَحْتَ فَمِي بِالْحَرْفِ فَانْقُطْ نُقْطَةً أَعْلاهُ، وَإِذَا رَأَيْتَنِي ضَمَمْتُ فَمِي فَانْقُطْ نُقْطَةً بَيْنَ يَدَيِ الْحَرْفِ، وَإِنْ كَسَرْتُ فَانْقُطْ تَحْتَ الْحَرْفِ، فَإِذَا أَتْبَعْتُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ غُنَّةً فَاجْعَلْ مَكَانَ النُّقْطَةِ نُقْطَتَيْنِ. فَهِذِهِ نُقَطُ أَبِي الأَسْوَدِ.

وَقَالَ الْمُبَرِّدُ ثنا الْمَازِنِيُّ قَالَ: السَّبَبُ الَّذِي وُضِعَتْ لَهُ أَبَّوَابُ النَّحْوِ، أَنَّ ابْنَةَ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَتْ: مَا أَشَدُّ الْحَرِّ؟ قَالَ: الْحَصْبَاءُ بِالرَّمْضَاءِ، قالت: إنما تعجبت من شدته، فقال: أوقد لَحَنَ النّاسُ؟ فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عَلِيًّا عَلَيْهِ الرُّضْوَانُ، فَأَعْطَاهُ أُصُولا بَنَى مِنْهَا، وَعَمِلَ بَعْدَهُ عَلَيْهَا. وهو أول من نقط المصاحف. وأخذ عنه النَّحْوِ عَنْبَسَةُ الْفِيلِ، وَأَخَذَ عَنْ عَنْبَسَةَ مَيْمُونٌ الأَقْرَنُ، ثُمَّ أَخَذَهُ عَنْ مَيْمُونٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَضْرِميُّ، وَأَخَذَهُ عَنْهُ: عِيسَى بْنُ عُمَرَ، وَأَخَذَهُ عَنْهُ: عِيسَى الْخَلِيلُ، وَأَخَذَهُ عَنِ الْخَلِيلِ: سِيبَوَيْهِ، وَأَخَذَهُ عَنْ سِيبَوَيْهِ: سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الأَخْفَشُ[۸۵].

وَقَالَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَلْمٍ الْبَاهِلِيُّ: ثنا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ فَرَأَيْتُهُ مُطْرِقًا، فَقُلْتُ فِيمَ تُفَكِّرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ بِبَلَدِكُمْ لَحْنًا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَضَعَ كِتَابًا فِي أُصُولِ الْعَرَبِيَّةِ، فَقُلْتُ: إِنْ فَعَلْتَ هَذَا أَحْيَيْتَنَا، فَأَتَيْتُهُ بَعْد أَيَّامٍ، فَأَلْقَى إِلَيَّ صَحِيفَةٍ فِيهَا:

الْكَلامُ كُلُّهُ: اسْمٌ، وَفِعْلٌ، وَحَرْفٌ، فَالاسْمُ مَا أَنْبَأَ عَنِ الْمُسَمَّى، وَالْفِعْلُ مَا أَنْبَأَ عَنْ حَرَكَةِ الْمُسَمَّى، وَالْحَرْفُ مَا أَنْبَأَ عَنْ مَعْنًى لَيْسَ بِاسْمٍ وَلا فِعْلٍ. ثُمَّ قَالَ:

تَتَبَّعْهُ وَزِدْ فِيهِ مَا وَقَعَ لَكَ، فَجَمَعْتُ أَشْيَاءَ، ثُمَّ عَرَضْتُهَا عَلَيْهِ.

وَقَالَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ: ثنا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو الأَسْوَدِ إِلَى زِيَادٍ فَقَالَ: أَرَى الْعَرَبَ قَدْ خَالَطَتِ الْعَجَمَ، فَتَغَيَّرَتْ أَلْسِنَتُهُمْ، أَفَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَصْنَعَ لِلْعَرَبِ كَلامًا يُقِيمُونَ بِهِ كَلامَهُمْ؟ قَالَ: لا، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى زِيَادٍ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، تُوُفِّيَ أَبَانَا وَتَرَكَ بَنُونٌ، فَقَالَ: ادْعُ لِي أَبَا الأَسْوَدِ، فَقَالَ: ضَعْ لِلنَّاسِ الَّذِي نهيتك عنه أن تضع لهم.

قَالَ الْجَاحِظُ: أَبُو الأَسْوَدِ مُقَدَّمٌ فِي طَبَقَاتِ النَّاسِ، كَانَ مَعْدُودًا فِي الْفُقَهَاءِ، وَالشُّعَرَاءِ، وَالْمُحَدِّثِينَ، وَالأَشَّرَافِ، وَالْفُرْسَانِ، وَالأُمَرَاءِ، وَالزُّهَّادِ، وَالنُّحَاةِ، وَالْحَاضِرِي الْجَوَابِ، وَالشِّيعَةِ، وَالْبُخَلاءِ، وَالصُّلَعِ الأَشَّرَافِ.

تُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ الْجَارِفِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ، وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ سنة وقيل: قبل ذَلِكَ، وَأَخْطَأَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.[۸۶]
16. سیر أعلام النبلاء (ذهبی)
أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ ظَالِمُ بنُ عَمْرٍو[۸۷] (ع)

وَيُقَالُ: الدِّيْلِيُّ. العَلاَّمَةُ، الفَاضِلُ، قَاضِي البَصْرَةِ.

وَاسْمُهُ: ظَالِمُ بنُ عَمْرٍو عَلَى الأَشْهَرِ[۸۸].

وُلِدَ: فِي أَيَّامِ النُّبُوَّةِ.

وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وَالزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، وَطَائِفَةٍ.

وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ.

قَرَأَ عَلَيْهِ: وَلَدُهُ؛ أَبُو حَرْبٍ، وَنَصْرُ بنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ، وَحُمْرَانُ بنُ أَعْيَنَ، وَيَحْيَى بنُ يَعْمَرَ.

قُلْتُ: الصَّحِيْحُ أَنَّ حُمْرَانَ هَذَا إِنَّمَا قَرَأَ عَلَى أَبِي حَرْبٍ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ، نَعَمْ.

وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ، وَيَحْيَى بنُ يَعْمَرَ، وَابْنُ بُرَيْدَةَ، وَعُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ، وَآخَرُوْنَ.

قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي النَّحْوِ.

وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وَقَالَ غَيْرُهُ: قَاتَلَ أَبُو الأَسْوَدِ يَوْمَ الجَمَلِ مَعَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ مِنْ وُجُوْهِ الشِّيْعَةِ، وَمِنْ أَكْمَلِهِم عَقْلاً، وَرَأْياً.

وَقَدْ أَمَرَهُ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِوَضْعِ شَيْءٍ فِي النَّحْوِ لَمَّا سَمِعَ اللَّحْنَ.

قَالَ: فَأَرَاهُ أَبُو الأَسْوَدِ مَا وَضَعَ.

فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا أَحْسَنَ هَذَا النَّحْوَ الَّذِي نَحَوْتَ!

فَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَ النَّحْوُ نَحْواً.

وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا الأَسْوَدِ أَدَّبَ عُبَيْدَ اللهِ ابنَ الأَمِيْرِ زِيَادِ ابْنِ أَبِيْهِ.

وَنَقَلَ ابْنُ دَابٍ: أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَلِيٍّ، فَأَدْنَى مَجْلِسَهُ، وَأَعْظَمَ جَائِزَتَهُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ[۸۹]: أَبُو الأَسْوَدِ هُوَ أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ بَابَ الفَاعِلِ، وَالمَفْعُوْلِ، وَالمُضَافِ، وَحَرْفِ الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالجَرِّ وَالجَزْمِ، فَأَخَذَ ذَلِكَ عَنْهُ يَحْيَى بنُ يَعْمَرَ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَخَذَ أَبُو الأَسْوَدِ عَنْ عَلِيٍّ العَرَبِيَّةَ، فَسَمِعَ قَارِئاً يَقْرَأُ: {أَنَّ اللهَ بَرِيْءٌ مِنَ المُشْرِكِيْنَ وَرَسُوْلِهِ} [۹۰] - بِكَسْرِ اللاَّمِ بَدَلاً عَنْ ضَمِّهَا[۹۱] - فَقَالَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَمْرَ النَّاسِ قَدْ صَارَ إِلَى هَذَا.

فَقَالَ لِزِيَادٍ الأَمِيْرِ: ابْغِنِي كَاتِباً لَقِناً[۹۲].

فَأَتَى بِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الأَسْوَدِ: إِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ فَتَحْتُ فَمِي بِالحَرْفِ، فَانْقُطْ نُقْطَةً أَعْلاَهُ، وَإِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ ضَمَمْتُ فَمِي، فَانْقُطْ نُقْطَةً بَيْنَ يَدَيِ الحَرْفِ، وَإِنْ كَسَرْتُ، فَانْقُطْ نُقْطَةً تَحْتَ الحَرْفِ، فَإِذَا أَتْبَعْتُ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ غُنَّةً، فَاجْعَلْ مَكَانَ النُّقْطَةِ نُقْطَتَيْنِ، فَهَذَا نَقْطُ أَبِي الأَسْوَدِ[۹۳].

وَقَالَ المُبَرِّدُ[۹۴]: حَدَّثَنَا المَازِنِيُّ، قَالَ:

السَّبَبُ الَّذِي وُضِعَتْ لَهُ أَبْوَابُ النَّحْوِ: أَنَّ بِنْتَ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَتْ لَهُ: مَا أَشَدُّ الحَرِّ!

فَقَالَ: الحَصْبَاءُ بِالرَّمْضَاءِ.

قَالَتْ: إِنَّمَا تَعَجَّبْتُ مِنْ شِدَّتِهِ.

فَقَالَ: أَوَقَدْ لَحَنَ النَّاسُ؟!

فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَأَعْطَاهُ أُصُوْلاً بَنَى مِنْهَا، وَعَمِلَ بَعْدَهُ عَلَيْهَا.

وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ نَقَطَ المَصَاحِفَ، وَأَخَذَ عَنْهُ النَّحْوَ: عَنْبَسَةُ الفِيْلُ، وَأَخَذَ عَنْ عَنْبَسَةَ: مَيْمُوْنٌ الأَقْرَنُ، ثُمَّ أَخَذَهُ عَنْ مَيْمُوْنٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ، وَأَخَذَهُ عَنْهُ: عِيْسَى بنُ عُمَرَ، وَأَخَذَهُ عَنْهُ: الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ، وَأَخَذَهُ عَنْهُ: سِيْبَوَيْه، وَأَخَذَهُ عَنْهُ: سَعِيْدٌ الأَخْفَشُ[۹۵].

وَيَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ سَلْمٍ البَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ، فَرَأَيْتُهُ مُطْرِقاً، فَقُلْتُ: فِيْمَ تَتَفَكَّرُ يَا أَمِيَرَ المُؤْمِنِيْنَ؟

قَالَ: سَمِعْتُ بِبَلَدِكُم لَحْناً، فَأَرَدْتُ أَنْ أَضَعَ كِتَاباً فِي أُصُوْلِ العَرَبِيَّةِ.

فَقُلْتُ: إِنْ فَعَلْتَ هَذَا، أَحْيَيْتَنَا.

فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ، فَأَلْقَى إِلَيَّ صَحِيْفَةً، فِيْهَا:

الكَلاَمُ كُلُّهُ اسْمٌ، وَفِعْلٌ، وَحَرْفٌ، فَالاسْمُ: مَا أَنْبَأَ عَنِ المُسَمَّى، وَالفِعْلُ: مَا أَنْبَأَ عَنْ حَرَكَةِ المُسَمَّى، وَالحَرْفُ: مَا أَنْبَأَ عَنْ مَعْنَىً لَيْسَ بِاسْمٍ وَلاَ فِعْلٍ.

ثُمَّ قَالَ لِي: زِدْهُ وَتَتَبَّعْهُ.

فَجَمَعْتُ أَشْيَاءَ، ثُمَّ عَرَضْتُهَا عَلَيْهِ.

عُمَرُ بنُ شَبَّةَ: حَدَّثَنَا حَيَّانُ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ:

جَاءَ أَبُو الأَسْوَدِ إِلَى زِيَادٍ، فَقَالَ: أَرَى العَرَبَ قَدْ خَالَطَتِ العَجَمَ، فَتَغَيَّرَتْ أَلْسِنَتُهُم، أَفَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَضَعَ لِلْعَرَبِ كَلاَماً يُقِيْمُوْنَ بِهِ كَلاَمَهُم؟

قَالَ: لاَ.

قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى زِيَادٍ، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، تُوُفِّيَ أَبَانَا وَتَرَكَ بَنُوْنَ.

فَقَالَ: ادْعُ لِي أَبَا الأَسْوَدِ.

فَدُعِيَ، فَقَالَ: ضَعْ لِلنَّاسِ الَّذِي نَهَيْتُكَ عَنْهُ.

قَالَ الجَاحِظُ[۹۶]: أَبُو الأَسْوَدِ مُقَدَّمٌ فِي طَبَقَاتِ النَّاسِ، كَانَ مَعْدُوْداً فِي الفُقَهَاءِ، وَالشُّعَرَاءِ، وَالمُحَدِّثِيْنَ، وَالأَشْرَافِ، وَالفُرْسَانِ، وَالأُمَرَاءِ، وَالدُّهَاةِ، وَالنُّحَاةِ، وَالحَاضِرِي الجَوَابِ، وَالشِّيْعَةِ، وَالبُخَلاَءِ، وَالصُّلْعِ الأَشْرَافِ.

وَمِنْ (تَارِيْخِ دِمَشْقَ[۹۷]): أَبُو الأَسْوَدِ ظَالِمُ بنُ عَمْرِو بنِ ظَالِمٍ.

وَقِيْلَ: جَدُّهُ سُفْيَانُ.

وَيُقَالُ: هُوَ عُثْمَانُ بنُ عَمْرٍو.

وَيُقَالُ: عَمْرُو بنُ ظَالِمٍ، وَأَنَّهُ وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ زَمَنَ عَلِيٍّ.

قَالَ الحَازِمِيُّ: أَبُو الأَسْوَدِ الدُّوْلِيُّ مَنْسُوْبٌ إِلَى دُوْلِ بنِ حَنِيْفَةَ بنِ لُجَيْمٍ.

وَقَالَ أَبُو اليَقْظَانِ: الدُّوْلُ - بِضَمِّ الدَّالِ وَسُكُوْنِ الوَاوِ - مِنْ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ.

عَدَدُهُم كَثِيْرٌ، مِنْهُم فَرْوَةُ بنُ نُفَاثَةَ؛ صَاحِبُ بَعْضِ الشَّامِ فِي الجَاهِلِيَّةِ.

وَزَعَمَ يُوْنُسُ أَنَّ الدُّوْلَ امْرَأَةٌ مِنْ كِنَانَةَ، وَهُمْ رَهْطُ أَبِي الأَسْوَدِ، وَأَمَّا بَنُوْ عَدِيِّ بنِ الدُّوْلِ، فَلَهُم عَدَدٌ كَثِيْرٌ بِالحِجَازِ، مِنْهُم: عَمْرُو بنُ جَنْدَلٍ وَالِدُ أَبِي الأَسْوَدِ ظَالِمٍ، وَأَمُّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بنِ قُصَيٍّ.

وَقَالَ ابْنُ حَبِيْبٍ: فِي عَنْزَةَ الدُّوْلُ بنُ سَعْدِ مَنَاةَ.

وَفِي ضَبَّةَ: الدُّوْلُ بنُ جَلٍّ.

قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُتَيْبَةَ[۹۸]: الدُّوْلُ فِي بَنِي حَنِيْفَةَ، وَالدِّيْلُ[۹۹] فِي بَنِي عَبْدِ القَيْسِ.

وَالدُّئْلُ بِالهَمْزِ فِي كِنَانَةَ، مِنْهُم: أَبُو الأَسْوَدِ الدُّئْلِيُّ.

وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيُّ[۱۰۰]: أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ عَلَى زِنَةِ العُمَرِيِّ - هَكَذَا يَقُوْلُ البَصْرِيُّوْنَ - مَنْسُوْبٌ إِلَى دُؤَلٍ؛ حَيٍّ مِنْ كِنَانَةَ.

وَقَالَ عِيْسَى بنُ عُمَرَ: بِالكَسْرِ عَلَى الأَصْلِ، وَكَانَ جَمَاعَةٌ يَقُوْلُوْنَ: الدِّيْلِيُّ.

وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ: الدُّؤَلِيُّ - بِضَمِّ الدَّالِ وَفَتْحِ الهَمْزَةِ -: قَبِيْلَةٌ مِنْ كِنَانَةَ.

قَالَ: وَالدُّئِلُ -يَعْنِي بِكَسْرِ الهَمْزَةِ-: فِي عَبْدِ القَيْسِ.

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ: الدِّيْلُ مِنْ بَنِي حَنِيْفَةَ، وَالدُّوْلُ مِنْ كِنَانَةَ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ[۱۰۱]: أَبُو الأَسْوَدِ الدُّئِلِيُّ بِضَمِّ الدَّالِ وَكَسْرِ الهَمْزَةِ.

وَقَالَ المُبَرِّدُ[۱۰۲]: بِضَمِّ الدَّالِ وَفَتْحِ الهَمْزَةِ، مِنَ الدُّئِلِ بِالكَسْرِ، هِيَ دَابَّةٌ، امْتَنَعُوا مِنَ الكَسْرِ لِئَلاَّ يُوَالُوا بَيْنَ الكَسْرَاتِ، كَمَا قَالُوا فِي النَّمِرِ: النَّمَرِيُّ.

قَالَ ابْنُ حَبِيْبٍ[۱۰۳]: فِي تَغْلِبَ الدِّيْلُ، وَفِي عَبْدِ القَيْسِ، وَفِي إِيَادٍ، وَفِي الأَزْدِ.

انْتَهَى مَا نَقَلَهُ الحَازِمِيُّ.

فَيَجِيْءُ فِي أَبِي الأَسْوَدِ: الدُّوْلِيُّ، وَالدِّيْلِيُّ، وَالدُّؤَلِيُّ، وَالدُّئِلِيُّ.

وَقَالَ ابْنُ السِّيْدِ: الدُّئِل بِكَسْرِ الهَمْزَةِ، لاَ أَعْلَمُ فِيْهِ خِلاَفاً.

وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّ ابْنَ مَاكُوْلاَ وَالحَازِمِيَّ وَهِمَا فِي أَنَّ فَرْوَةَ بنَ نُفَاثَةَ مِنَ الدُّوْلِ، بَلْ هُوَ جُذَامِيٌّ.

وَجُذَامٌ وَالدُّوْلُ لاَ يَجْتَمِعَانِ إِلاَّ فِي سَبَأِ بنِ يَشْجُبَ[۱۰۴].

قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَاتَ أَبُو الأَسْوَدِ فِي طَاعُوْنِ الجَارِفِ[۱۰۵]، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيْحُ.

وَقِيْلَ: مَاتَ قُبَيْلَ ذَلِكَ.

وَعَاشَ: خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.

وَأَخْطَأَ مَنْ قَالَ: تُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ.[۱۰۶]
17. الاصابة (ابن حجر عسقلانی)
ظالم بن عمرو:

بن سفيان، أبو الأسود الدئليّ.

ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وقد ذكرت سبب وهمه فيه في الكنى، وقدّمت في القسم الّذي قبل هذا ما قاله أبو عبيدة فيه، وبيّنت ما فيه من الوهم أيضا بحمد اللَّه عزّ وجل[۱۰۷].[۱۰۸]
18. الوافی بالوفیات (صلاح الدین صفدی)
(أَبُو الْأسود الدؤَلِي)

ظَالِم بن عَمْرو بن ظَالِم وَيُقَال ظَالِم بن عَمْرو بن سُفْيَان وَيُقَال عُثْمَان بن عَمْرو وَيُقَال عَمْرو بن سُفْيَان وَيُقَال عَمْرو بن ظَالِم أَبُو الْأسود الدؤَلِي الْبَصْرِيّ روى عَن عمر وَعلي وَالزُّبَيْر وَأبي ذَر وَأبي مُوسَى وَابْن عَبَّاس وروى عَنهُ يحيى بن يعمر وَعبد الله بن بُرَيْدَة وَأَبُو حَرْب ابْن أبي الْأسود قدم على مُعَاوِيَة فأدنى مَجْلِسه وَأعظم جائزته وَولي قَضَاء الْبَصْرَة وَقيل هُوَ أول من نقط الْمَصَاحِف وَوضع للنَّاس علم النَّحْو وَهُوَ تَابِعِيّ شيعي شَاعِر نحوي كَانَ قد التمس من عَليّ عَام الْحكمَيْنِ أَن يَبْعَثهُ حكما فَلَمَّا قدم على مُعَاوِيَة قَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل لعَلي ابعثني حكما فوَاللَّه مَا أَنْت هُنَاكَ فَكيف كنت صانعاً قَالَ كنت جَامعا أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَقُول لَهُم أبدري أحدي شجري أحب إِلَيْكُم أم رجل من الطُّلَقَاء وَكَانَ عبد الله بن عَبَّاس لما خرج من الْبَصْرَة اسْتخْلف عَلَيْهَا أَبَا الْأسود فأقره عَليّ بن أبي طَالب وَقَاتل مَعَ عَليّ يَوْم الْجمل وَكَانَ يستخلفه بعد ذَلِك ابْن عَبَّاس على الْبَصْرَة وَكَانَ من المتحققين بمحبة عَليّ وَأَوْلَاده وَكَانَ رجل أهل الْبَصْرَة قَالَ مَالك بَلغنِي أَن أَبَا الْأسود الدؤَلِي بَاعَ دَارا لَهُ فَقيل لَهُ بِعْت دَارك قَالَ لَا وَلَكِنِّي بِعْت جيراني وَكَانَ ينزل فِي بني قُشَيْر)

وَكَانُوا عثمانية وَأَبُو الْأسود علوي الرَّأْي فَكَانَ بني قُشَيْر يسيئون جواره ويرجمونه بِاللَّيْلِ فعاتبهم على ذَلِك فَقَالُوا مَا رجمناك وَلَكِن الله رجمك فَقَالَ كَذبْتُمْ لأنكم إِذا رجمتموني أخطأتموني وَلَو رجمني الله مَا أخطأني ثمَّ أنتقل عَنْهُم إِلَى هُذَيْل وَقَالَ فيهم الْكَامِل

(شتموا عليا ثمَّ لم أزجرهم ... عَنهُ فَقلت مقَالَة المتردد)

(الله يعلم أَن حبي صَادِق ... لبني النَّبِي وَللْإِمَام الْمُهْتَدي)

وَمن شعره فِي امْرَأَته الْخَفِيف

(مرْحَبًا بِالَّتِي تجور علينا ... ثمَّ سهلاً بالحامل الْمَحْمُول)

(أغلقت بَابهَا عَليّ وَقَالَت ... إِن خير النِّسَاء ذَات البعول)

(شغلت نَفسهَا عَليّ فراغاً ... هَل سَمِعْتُمْ بالفارغ المشغول) وَمِنْه الوافر (وَمَا طلب الْمَعيشَة بالتمني ... وَلَكِن ألق دلوك فِي الدلاء)

(تجئك بملئها طوراً وطوراً ... تَجِيء بحمأة وَقَلِيل مَاء)

(وَلَا تقعد على كسل تمنى ... تحيل على المقادر وَالْقَضَاء)

(وَإِن مقادر الرَّحْمَن تجْرِي ... بأرزاق الْعباد من السَّمَاء)

وَيُقَال إِنَّه أدب عبيد الله بن زِيَاد وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ فِي طاعون الجارف وَأَخْطَأ من قَالَ إِنَّه توفّي فِي خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز وَأسلم فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ الجاحظ أَبُو الْأسود مَعْدُود فِي طَبَقَات النَّاس وَهُوَ فِي كلهَا مقدم مأثور عَنهُ فِي جَمِيعهَا كَانَ معدوداً فِي التَّابِعين وَالْفُقَهَاء والمحدثين وَالشعرَاء والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحاة والحاضري الْجَواب والشيعة والبخلاء والصلع الْأَشْرَاف والبخر الْأَشْرَاف وَكَانَ أول من أسس علم الْعَرَبيَّة عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَأَخذه عَنهُ أَبُو الْأسود وَحدث أَبُو عُثْمَان الْمَازِني مَا رَفعه إِلَى يحيى بن يعمر اللَّيْثِيّ أَن أَبَا الْأسود الدؤَلِي دخل على ابْنَته بِالْبَصْرَةِ فَقَالَت يَا أبه مَا أَشد الْحر رفعت أَشد فظنها تسأله وتستفهمه مِنْهُ أَي أزمان الْحر أَشد فَقَالَ لَهَا شهرا ناجر فَقَالَت يَا أبه إِنَّمَا أَخْبَرتك وَلم أَسأَلك فَأتى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ذهب لِسَان الْعَرَب لما خالطت الْعَجم ويوشك إِن طَال عليا الزَّمَان أَن تضمحل فَقَالَ لَهُ وَمَا ذَاك فَأخْبرهُ خبر ابْنَته فَأمر)

فأشترى صحفاً بدرهم وأملى عَلَيْهِ الْكَلَام كُله لَا يخرج من اسْم أَو فعل وحرف جَاءَ لِمَعْنى ثمَّ رسم أصُول النَّحْو كلهَا فَلَمَّا كَانَ أَيَّام زِيَاد بن أَبِيه بِالْبَصْرَةِ جَاءَهُ أَبُو الْأسود فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير إِنِّي أرى الْحَمْرَاء قد خالطت الْعَرَب فتغيرت أَلْسِنَة الْعَرَب وَقد كَانَ عَليّ بن أبي طَالب قد وضع شَيْئا يصلح بِهِ ألسنتهم أفتأذن لي أَن أظهره فَقَالَ لَا ثمَّ جَاءَ زياداً رجل فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير مَاتَ أَبَانَا وَخلف بنُون فَقَالَ زياداً كالمتعجب مَاتَ أَبَانَا وَخلف بنُون هَذَا مَا ذكره أَبُو الْأسود ثمَّ مر بِرَجُل يقْرَأ الْقُرْآن حَتَّى بلغ قَوْله تَعَالَى إِن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله التَّوْبَة بِكَسْر اللَّام فَقَالَ زِيَاد لَا حول وَلَا قوَّة إلاَّ بِاللَّه العليّ الْعَظِيم هَذَا وَالله الْكفْر ردوا إِلَيّ أَبَا الْأسود فَقَالَ لَهُ ضع للنَّاس مَا كنت نهيتك عَنهُ فَقَالَ ابغني كَاتبا يفهم عني فجيء بِرَجُل من عبد الْقَيْس فَلم يرضه فَأتي بِرَجُل من قُرَيْش فَقَالَ لَهُ إِذا رَأَيْتنِي قد فتحت فمي بالحرف فانقط على أَعْلَاهُ وَإِذا ضممت فانقط بَين يَدي الْحَرْف فَإِذا كسرت فمي فَاجْعَلْ النقطة تَحت الْحَرْف فَإِذا أتبعت ذَلِك شَيْئا من الغنة فَاجْعَلْ النقطة نقطتين فَكَانَ هَذَا نقط أبي الْأسود وَذكر أَنه لم يضع إِلَّا بَاب الْفَاعِل وَالْمَفْعُول بِهِ فَقَط ثمَّ جَاءَ بعده مَيْمُون الأقرن فَزَاد عَلَيْهِ فِي حُدُود الْعَرَبيَّة ثمَّ زَاد فِيهَا عَنْبَسَة بن معدان وَعبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ فَلَمَّا كَانَ عِيسَى بن عمر وضع فِي النَّحْو كناشاً ثمَّ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء ثمَّ الْخَلِيل بن أَحْمد ثمَّ سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحسن الزبيدِيّ فِي طَبَقَات النُّحَاة عمل أَبُو الْأسود كتاب الْفَاعِل وَالْمَفْعُول والتعجب ثمَّ فرع النَّاس الْأُصُول بعده إِلَى الْيَوْم وَقَالَ أَبُو الْأسود لَا شَيْء أعز من الْعلم لِأَن الْمُلُوك حكام على النَّاس وَالْعُلَمَاء حكام على الْمُلُوك وَقَالَ لابنته لما زَوجهَا إياك والغيرة فَإِنَّهَا مِفْتَاح الطَّلَاق وَعَلَيْك بالزينة وأزين الزِّينَة الْكحل وَأطيب الطّيب إسباغ الْوضُوء وكوني كَمَا قلت لأمك الطَّوِيل

(خذُي العفْو مِنّي تستديمي مودتي ... وَلَا تنطقي فِي سورتي حِين أغضب)

(فَإِنِّي وجدت الحُبّ فِي الصَّدْر والأذى ... إِذا اجْتمعَا لم يلبث الْحبّ يذهب)

وَقَالَ أَبُو الْأسود لَو أَطعْنَا الْمَسَاكِين فِي أَمْوَالنَا لَكنا أَسْوَأ حَالا مِنْهُم وَقَالَ لَا تجاودوا الله فَإِنَّهُ أَجود وأمجد وَلَو شَاءَ أَن يُوسع على النَّاس كلهم لفعل فَلَا تجهدوا أَنفسكُم فِي التَّوَسُّع فَتَهْلكُوا هزلا وَكَانَ يَوْمًا جَالِسا على بَاب دَاره وَبَين يَدَيْهِ رطب فَجَاز بِهِ أَعْرَابِي فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك فَقَالَ أَبُو الْأسود كلمة مقولة فَقَالَ أَأدْخل فَقَالَ وَرَاءَك أوسع لَك قَالَ إِن الرمضاء أحرقت)

رجْلي قَالَ بل عَلَيْهِمَا أَو إيت الْجَبَل يَفِي عَلَيْك قَالَ هَل عنْدك شَيْء تطعمني قَالَ نَأْكُل ونطعم الْعِيَال فَإِن فضل شَيْء فَأَنت أَحَق بِهِ من الْكَلْب فَقَالَ الْأَعرَابِي مَا رَأَيْت الْأُم مِنْك قَالَ بلَى وَلَكِن أنسيت قَالَ أَنا ابْن الْحَمَامَة قَالَ كن ابْن الطاووس وَانْصَرف قَالَ أَسأَلك بِاللَّه إِلَّا أطعمتني مِمَّا تَأْكُل فَألْقى إِلَيْهِ ثَلَاث رطبات فَوَقَعت إِحْدَاهُنَّ فِي التُّرَاب فَأخذ الْأَعرَابِي يمسحها بِثَوْبِهِ فَقَالَ أَبُو الْأسود دعها فَأن الَّذِي تمسحها مِنْهُ أنظف من الَّذِي تمسحها بِهِ قَالَ إِنَّمَا كرهت أَن أدعها للشَّيْطَان فَقَالَ لَا وَالله وَلَا تدعها لجبريل وَمِيكَائِيل وَأَتَتْ امْرَأَته إِلَى زِيَاد وَلها مِنْهُ ولد فَقَالَ أَبُو الْأسود أصلح الله الْأَمِير أَنا أَحَق بِالْوَلَدِ مِنْهَا فَقَالَ زِيَاد وَلم قَالَ أَبُو الْأسود حَملته قبل أَن تحمله وَوَضَعته قبل أَن تضعه فَقَالَت صدق أصلح الله الْأَمِير وَضعه شَهْوَة وَوَضَعته كرها وَحمله خفاً وَحَمَلته ثقلاً فَقَالَ زِيَاد صدقت أَنْت أَحَق بِالْوَلَدِ مِنْهُ وَكَانَ يَوْمًا يحدث مُعَاوِيَة فَتحَرك فضرط فَقَالَ لمعاوية استرها عَليّ فَقَالَ نعم فَلَمَّا خرج حدث بهَا مُعَاوِيَة عَمْرو بن الْعَاصِ ومروان بن الحكم فَلَمَّا غَدا عَلَيْهِمَا أَبُو الْأسود قَالَ لَهُ عَمْرو بن الْعَاصِ مَا فعلت ضرطتك بالْأَمْس فَقَالَ ذهبت كَمَا تذْهب الرّيح من شيخ ألان الدَّهْر أعصابه ولحمه عَن إِِمْسَاكهَا وكل أجوف ضروط ثمَّ أقبل على مُعَاوِيَة وَقَالَ إِن امْرَءًا ضعفت أَمَانَته ومروءته عَن كتمان ضرطة لحقيق بِأَن لَا يُؤمن على أُمُور الْمُسلمين

وَكَانَ يَوْمًا يسَار مُعَاوِيَة فِي شَيْء فَوضع مُعَاوِيَة يَده على أَنفه لبخر كَانَ بِأبي الْأسود فَضرب أَبُو الْأسود يَده على يَد مُعَاوِيَة وَقَالَ لَهُ لَا وَالله لَا تسود علينا حَتَّى تصبر على محادثة الشُّيُوخ البخر 5811.[۱۰۹]
19. تهذیب التهذیب (ابن حجر عسقلانی)
"من كنيته أبو الأسود" "أبو الأسود" الديلي ويقال الدؤلي[۱۱۰] البصري القاضي واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حنش بن ثعلبة بن عدي بن الديل ويقال اسمه عمرو بن عثمان ويقال عثمان بن عمرو روى عن عمر وعلي ومعاذ وأبي ذر وابن مسعود والزبير بن العوام وأبي بن كعب وأبي موسى وابن عباس وعمران بن حصين وعنه ابنه أبو حرب وعبد الله بن بريدة ويحيى بن يعمر وعمر بن عبد الله مولى عفيرة وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش قال أبو حاتم ولي قضاء البصرة وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين ثقة وقال العجلي كوفي تابعي وهو أول من تكلم في النحو وقال الواقدي كان ممن أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقاتل مع علي يوم الجمل وهلك في ولاية عبيد الله بن زياد وقال يحيى بن معين وغيره مات في طاعون الجارف سنة تسع.[۱۱۱]

مشایخ در روایت

فهرست راویان

روایت‌کنندگان از او

فهرست راویان

جرح و تعدیل

  1. أبو بکر البزار: رجل من أهل البصرة مشهور
  2. أبو حاتم بن حبان البستی: أول من تکلم فی النحو
  3. أحمد بن صالح الجیلی: ثقة
  4. ابن حجر العسقلانی: ثقة فاضل مخضرم
  5. الذهبی: ثقة ابتکر النحو
  6. محمد بن سعد کاتب الواقدی: ثقة متشیع
  7. یحیی بن معین: ثقة[۱۱۶]

پانویس

  1. طوسی، محمد بن حسن، الرجال، ج1، ص70.
  2. طوسی، محمد بن حسن، الرجال، ج1، ص94.
  3. طوسی، محمد بن حسن، الرجال، ج1، ص102.
  4. طوسی، محمد بن حسن، الرجال، ج1، ص116.
  5. المغرب: 1 / 173.
  6. طوسی، محمد بن حسن، اختیار معرفة الرجال، ج2، ص474 و 475.
  7. مازندرانی، ابن‌شهرآشوب، معالم العلماء، ج1، ص150.
  8. الحلی، ابن داوود، الرجال، ج1، ص112.
  9. بكسر الدال و فتح الهمزة كعنب قبيلة(من س)
  10. قهپایی، عنایة الله، مجمع الرجال، ج3، ص232.
  11. اردبیلی، محمد بن علی، جامع الرواة، ج1، ص423.
  12. محمد بن علی، جامع الرواة، ج2، ص367.
  13. طوسی، محمد بن حسن، الرجال: ٧٠ / ١.
  14. طوسی، محمد بن حسن، الرجال: ٩٤ / ١.
  15. طوسی، محمد بن حسن، الرجال: ١٠٢ / ١.
  16. طوسی، محمد بن حسن، الرجال: ١١٦ / ١.
  17. تفرشی، سید مصطفی، نقد الرجال، ج2، ص435.
  18. بروجردی، سید علی اصغر، طرائف المقال، ج2، ص73.
  19. تقريب التهذيب: ج 2، الرقم 7969، ص 356.
  20. نراقی، میرزا ابو القاسم، شعب المقال، ج1، ص225.
  21. خویی، ابو القاسم، معجم رجال الحدیث، ج10، ص186 و 187.
  22. امین، ملا محسن، اعیان الشیعة، ج2، ص288.
  23. امین، ملا محسن، اعیان الشیعة، ج7، ص403 و 404.
  24. نمازی، علی، مستدرکات علم رجال، ج4، ص301.
  25. جاحظ، عمرو بن بحر، البيان و التبيين:217/1.
  26. ذهبی، شمس الدین، سير أعلام النبلاء:82/4.
  27. اصفهانی، ابو الفرج، الأغاني:123/11-124.
  28. المصدر:121/11.
  29. سبأ:24.
  30. اصفهانی، ابو الفرج، الأغاني:120/11.
  31. خوانساری، سید محمد باقر، روضات الجنّات:169/4 عن ربيع الأبرار للزمخشري مختصرا، و لم نجده في ربيع الأبرار.
  32. زمخشری، جار الله، ربيع الأبرار:490/1،عن أبي الأسود الكندي.
  33. لم نجده في الأغاني في فصل أخبار أبي الأسود و نسبه.
  34. اصفهانی، ابو الفرج، الأغاني 134/18(ط بولاق).
  35. سیوطی، جلال الدین، بغية الوعاة:274.
  36. ما نقله عن الحموي إلى هنا لم اجده في معجم الادباء في عنوانه، بل في تأسيس الشيعة نقله عن أمالي الزجّاج ص 60.
  37. حموی، یاقوت، معجم الادباء:34/12.
  38. دینوری، ابن قتیبه، شعر و الشعراء:457.
  39. دینوری، ابن قتیبه، المعارف:247.
  40. ازدی، ابن درید، جمهرة اللغة:300/2(دلو).
  41. شوشتری، محمد تقی، قاموس الرجال، ج5، ص579-584.
  42. إتقان المقال/ 242. أخبار شعراء الشيعة/ 27. الأخبار الطوال/ 166، 205. الاشتقاق/ 175، 325. الإصابة 2/ 241. أعيان الشيعة 7/ 403. أنساب الأشراف 3/ 221. الأعلام 3/ 340. الأنساب/ 463. البداية و النهاية 8/ 312. بغية الوعاة/ 247. تأسيس الشيعة/ 46، 186. تحفة الأحباب/ 155. تقريب التهذيب 1/ 382. تنقيح المقال 2/ 111. تهذيب التهذيب 5/ 37 و 12/ 10. تهذيب المقال 1/ 201. تاريخ جرجان/ 342. جامع الرواة 1/ 423. الجرح و التعديل 4/ 503. جمهرة أنساب العرب/ 185. الجمل/ 148. خزانة الأدب 1/ 136. رجال ابن داوود/ 112. رجال الطوسي/ 46. سفينة البحار 1/ 669. شذرات الذهب 1/ 76، 114. الشعر و الشعراء/ 615. شاعرات العرب/ 25. ابن أبي الحديد 1/ 20، 249، 319 و 2/ 50 و 3/ 57، 188 و 4/ 43 و 5/ 46، 88 و 6/ 47، 226. الطبقات الكبرى 7/ 99. العقد الفريد 1/ 162 و 2/ 70 و 3/ 50 و 5/ 93 و 7/ 176 و 8/ 9. الغدير 2/ 30، 146 و 3/ 19، 93، 191، 232 و 8/ 306 و 9/ 106، 294. الغارات 2/ 388، 391، 550. قاموس الرجال 5/ 171. الكامل في التأريخ 3/ 211، 338، 386، 395، 398. الكنى و الألقاب 1/ 9. اللباب 1/ 514. مجمع الرجال 3/ 232. مرأة الجنان 1/ 144، 203. المشتبه 1/ 292. المعارف/ 192. معجم الثقات/ 289. معجم الشعراء/ 151. منتهى المقال/ 170. مجالس المؤمنين 1/ 323. النجوم الزاهرة 1/ 184. نقد الرجال/ 175. وقعة صفّين/ 117. وفيات الأعيان 2/ 535- 538. هدى الساري/ 219.
  43. امینی، محمد هادی، اصحاب امیرالمؤمنین ع،
  44. البغدادی، ابن سعد، طبقات الکبری، ج7، ص69.
  45. البخاری، محمد بن اسماعیل، تاریخ الکبیر، ج6، ص334.
  46. ظالم بن عمرو = أبو الأسود الدؤلي: متفق على توثيقه، أخرج له الستة، مترجم في "التهذيب" "12: 10".
  47. العجلی، ابو الحسن، الثقات، ج1، ص238.
  48. ليس في ديوان المطبوع.
  49. نسبة إلى خوزستان، وهي من الأهواز، وهي من بلاد ما بين فارس والبصرة. اللباب لابن الأثير.
  50. ليس في ديوانه المطبوع.
  51. سورة يوسف- الآية: 31.
  52. ديوانه ص 193.
  53. الفقحة: حلقة الدبر أو واسعها، ج فقاح. القاموس.
  54. بهامش الأصل: أراد بالمحرم الذي لم يحل دمه.
  55. لم ترد هذه الأبيات بديوانه المطبوع.
  56. ديوان أبي الأسود ص 204- 206 مع فوارق.
  57. انظر مادة «حمام فيل» في معجم البلدان.
  58. ديوان أبي الأسود ص 212- 213.
  59. ليس في ديوانه المطبوع.
  60. ليسا في ديوانه المطبوع.
  61. سورة الأنعام- الآيتان: 84- 85.
  62. بلاذری، احمد بن یحیی، انساب الاشراف، ج11، ص110.
  63. طبری، ابن جریر، تاریخ طبری، ج11، ص679.
  64. بهامش ك " قال في الصحاح " والدؤل (صوابه: الدئل - بضم الدال وكسر الهمزة) دويبة شبيهة بابن عرس قال احمد بن يحيى لا نعلم اسما جاء على فعل غير هذا. قال الاخفش والى المسمى بهذا نسب ابو الاسود الدؤلى الا انهم فتحوا الهمزة على مذهبهم في النسبة استثقالا لتوالى كسرتين مع ياء النسب كما ينسب إلى نمر نمري وربما قالوا ابو الاسود الدولي فقلبوا الهمزة واوا لان الهمزة إذا انفتحت وكانت قبلها ضمة فتخفيفها ان نقلبها واوا محضة كما قالوا في جؤن: جون، وفى مؤن: مون. وقال ابن الكلبى: هو أبو الاسود الديلى فقلبت الهمزة ياء حين انكسرت فإذا انقلبت ياء كسرت الدال لتسلم الياء كما قالوا قيل وبيع.
  65. (3) ك " عن عمرو بن على " خطأ.
  66. الرازی، ابن ابی حاتم، الجرح و التعدیل، ج4، ص503.
  67. البستی، ابن حبان، الثقات، ج4، ص400.
  68. البستی، ابن حبان، الثقات، ج5، ص178.
  69. البستی، ابن حبان، مشاهیر علماء الامصار، ج1، ص152.
  70. الکلاباذی، ابو نصر، الهدایة، ج1، ص379.
  71. الاصبهانی، ابن منجویه، رجال صحیح مسلم، ج1، ص333.
  72. الباجی، سلیمان بن خلف، التعدیل و التجریح، ج2، ص609.
  73. الجزری، ابن اثیر، اسد الغابة، ج3، ص101.
  74. الانصاری، ابن منظور، مختصر تاریخ دمشق، ج11، ص221-231.
  75. شیبانی، احمد بن حنبل، العلل: 1 / 413.
  76. رازی، ابن ابی حاتم، الجرح والتعديل: 4 / الترجمة 2214.
  77. نفسه.
  78. ثقاته، الورقة 27.
  79. وَقَال ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي البصرة: وكان شاعرا متشيعا، وكان ثقة في حديثه إن شاء الله. وكان عَبد اللَّه بْن عَبَّاس لما خرج من البصرة استخلف عليها أبا الأسود الدؤلي فأقرة علي بْن أَبي طالب عليه السلام. (7 / 99). وذكر محمد بن سلام الجمحي أنه أول من وضع النحو (طبقات فحولة الشعراء: 12)، وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات"، ووثقه الحافظان: الذهبي، ابن حجر.
  80. 13 / الترجمة 2910.
  81. المزی، ابو الحجاج، تهذیب الکمال، ج33، ص37-39.
  82. قالی، ابو علی، الأمالي "2/ 12، 202"، بغدادی، ابن سعد، الطبقات الكبرى "7/ 99".
  83. طبقات الشعراء "ص/ 12".
  84. التوبة: 3.
  85. اصفهانی، ابو الفرج، الأغاني "12/ 298".
  86. الذهبی، شمس الدین، تاریخ الاسلام،
  87. طبقات ابن سعد 7 / 99، طبقات خليفة ت 1515، تاريخ البخاري 6 / 334، المعارف 434، الكنى للدولابي 107، الجرح والتعديل القسم الثاني من المجلد الأول 503، مراتب النحويين 11، الاغاني 12 / 297، أخبار النحويين البصريين 13، معجم الشعراء للمرزباني 67، طبقات النحويين 21، الفهرست لابن النديم 39، سمط اللآلي 66، تاريخ ابن عساكر 8 / 303 آ، نزهة الالباء 1 / 8، معجم الأدباء 12 / 34، أسد الغابة 3 / 69، إنباه الرواة 1 / 13، وفيات الأعيان 2 / 535، تهذيب الكمال ص 632، 1580، تاريخ الإسلام 3 / 94، العبر 1 / 77، البداية والنهاية 8 / 312، طبقات القراء لابن الجزري ت 1493، الإصابة ت 4329، و4333 - كنى ت 88 و99، تهذيب التهذيب 12 / 10، النجوم الزاهرة 1 / 184، بغية الوعاة 2 / 22، خلاصة تذهيب الكمال 443، خزانة الأدب 1 / 136، تهذيب ابن عساكر 7 / 104.
  88. يراجع في الخلاف حول اسمه طبقات ابن سعد 7 / 99 وطبقات خليفة ت 1515، ومعجم الأدباء 2 / 34 واللباب 1 / 429، و430 وإنباه الرواة 1 / 3 والمزهر 2 / 263 وبغية الوعاة 2 / 22.
  89. جمحی، ابن سلام، طبقات فحول الشعراء: 12.
  90. [التَّوْبَةُ:3].
  91. أي: بكسر اللام.
  92. اللقن: سريع الفهم.
  93. الخبر في تاريخ الإسلام 3 / 95، وانظره مفصلا في صبح الاعشى 3 / 160.
  94. اصفهانی، ابو الفرج، الاغاني 12 / 298؛ زبیدی، ابو بکر، طبقات النحويين 21؛ ذهبی، شمس الدین، تاريخ الإسلام 3 / 95.
  95. هو الاخفش الأوسط سعيد بن مسعدة المجاشعي المتوفى 215 هـ.
  96. في البيان والتبيين 1 / 324 بلفظ مختلف وانظر الاغاني 12 / 99 ومعجم الأدباء 12 / 34 وتاريخ الإسلام 3 / 96 وبغية الوعاة 2 / 22 وخزانة الأدب 1 / 136.
  97. شافعی، ابن عساکر، تاریخ مدینة دمشق: 8 / 303 ب وما بعدها.
  98. دینوری، ابن قتیبة، " المعارف " 115؛ بکری، ابو عبید، سمط اللآلي 66.
  99. في الأصل بكسر الدال غير مهموز، وعند ابن قتيبة في " المعارف " الدئل بالهمز. وما أثبتناه من الاشتقاق 325 وجمهرة أنساب العرب 299 وهو موافق للأصل.
  100. انظر اللباب 1 / 430.
  101. جمحی، ابن سلام، في طبقات فحول الشعراء ص 12.
  102. قفطی، علی بن یوسف، إنباه الرواة 1 / 14.
  103. المصدر السابق.
  104. انظر اللسان والتاج مادة (د أل).
  105. وقع طاعون الجارف بالبصرة في أول سنة تسع وستين زمن ابن الزبير، فأتى على أهلها إلا قليلا منهم عجزوا عن نقل الموتى لكثرتهم، وسمي بالجارف لأنه جرف الناس كالسيل، فقيل: إنه كان يموت في كل يوم سبعون ألفا، وصارت الوحوش تدخل البيوت فتصيب منهم، وقيل: لم يحضر الجمعة إلا سبعة نفر وامرأة. اه، مختصرا عن تاريخ الإسلام 2 / 383 والتاج مادة (جرف).
  106. الذهبی، شمس الدین، سیر اعلام النبلاء، ج4، ص81-86.
  107. ثبت في ج: تم الجزء الأول بحمد اللَّه يتلوه إن شاء اللَّه حرف العين المهملة، وصلّى اللَّه على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم. إن تجد عيبا فسدّ الخللا ... هل من لا فيه عيب وعلا وفي ب: يتلوه إن شاء اللَّه حرف العين.
  108. عسقلانی، ابن حجر، الاصابة، ج3، 457.
  109. صفدی، صلاح الدین، الوافی بالوفیات، ج16، ص305-308.
  110. الديلي بكسر المهملة وسكون التحتانية والدؤلي بالضم بعدها همزة مفتوحة 12 تقريب.
  111. عسقلاتی، ابن حجر، تهذیب التهذیب، ج12، ص10.
  112. التهذیب جلد ۹ حدیث ۵۶٠؛ الاستبصار جلد ۴ حدیث ٣۸٠.
  113. موسوعة الحدیث
  114. التهذیب جلد ۹ حدیث ۵۶٠؛ الاستبصار جلد ۴ حدیث ٣۸٠.
  115. موسوعة الحدیث
  116. موسوعة الحدیث