احنف بن قیس تمیمی در تراجم و رجال
منابع رجال و تراجم شیعه
1. الرجال (طوسی) |
---|
2. رجال کشی(طوسی) |
---|
الاحنف بن قيس
قيل: للاحنف انك تطيل الصوم؟ قال: أعده لشر يوم عظيم، ثم قرأ " ويخافون يوما كان شره مستطيرا "[۴]. وروي أن الاحنف بن قيس وفد إلى معاوية وجارية بن قدامة والحباب بن يزيد فقال معاوية للاحنف: أنت الساعي علي أمير المؤمنين عثمان، وخاذل أم المؤمنين عائشة، والوارد الماء على علي بصفين؟ فقال: يا أمير المؤمنين من ذاك ما أعرف، ومنه ما أنكر. أما أمير المؤمنين عثمان: فأنتم معشر قريش حصرتموه بالمدينة والدار منا عنه نازحة، وقد حصره المهاجرون، والانصار عنه بمعزل، وكنتم بين خاذل وقاتل. وأما عائشة: فاني خذلتها في طول باع ورحب سرب، وذلك أني لم أجدفي - الاحنف بن قيس قوله: طول باع ورحب سرب الباع قد مد اليدين وما بينهما من البدن وبسط اليد بالمال، وكذلك البوع وطول الباع كناية عن المقدرة والميسرة والاقتدار والشوكة قاله صاحب الفائق والاساس والقاموس والنهاية[۵]. كتاب الله الا أن تقر في بيتها. وأما ورودي الماء بصفين: فاني وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشا، فقام معاوية وتفرق الناس. ثم أمر معاوية للاحنف بخمسين ألف درهم ولا صحابة بصلة، وقال للاحنف حين ودعه: حاجتك؟ قال: تدر على الناس عطياتهم وارزاقهم، فان سألت المدد أتاك منا رجال سليمة الطاعة شديدة النكاية. وقيل: انه كان يرى رأي العلوية. ووصل الحباب بثلاثين ألف درهم وكان يرى رأي الاموية، فصار الحباب إلى معاوية وقال يا أمير المؤمنين تعطي الاحنف ورأية رأيه خمسين ألف درهم وتطعيني ورأيي رأيي ثلاثين ألف درهم؟ فقال ياحباب اني اشتريت بها دينه، فقال الحباب: يا امير المؤمنين تشتري مني ايضا دينط! فأتمها له والحقه بالاحنف، فلم يأت على الحباب اسبوع حتى مات ورد المال بعينه إلى معاوية، فقال الفرزدق يرثي الحباب: - وقال في الصحاح: الرحب بالضم السعة، تقول منه: فلان رحب الصدر، والرحب بالفتح الواسع تقول منه: بلد رحب وأرض رحبة[۶]. وقال: السرب بالفتح الابل، والسرب أيضا الطريق وفلان آمن في سربه بالكسر أي في نفسه، وفلان واسع السرب أي رخي البال[۷]. وفي المغرب: السر ب بالفتح في قولهم خل سربه أي طريقه، ومنه قوله اذا كان مخلي السرب، أي موسعا عليه غير مضيق عليه لا يعني: اني لم أخذلها وهي محتاجة إلى الانتصار، بل خذلتها وهي في طول باع ورحب سرب، أي في مندوحة فسيحة عن القتال وتجهيز الجيش، بأن تقرفي أتأكل ميراث الحاب طلامة*** وميراث حرب جامد لك ذايبه أبوك وعمي يامعاوي أورثا*** تراثا فيختار التراث أقاربه ولو كان هذا الدين في جاهلية*** عرفت من المولى القليل حلايبه ولو كان هذا الامر في غير ملككم*** لاديته أو غص بالماء شاربه فكم من أب لي يامعاوي لم يكن*** أبوك الذي من عبد شمس يقاربه 146 - وروت بعض العامة، عن الحسن البصري، قا ل حدثني الاحنف، ان عليا (عليه السلام) كان يأذن لبني هاشم وكان يأذن لي معهم، قال، فلما كتب اليه معاوية ان كنت تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة، فاستشار بني هاشم. فقال له رجل منهم: انزح هذا الاسم نزحة الله، قالوا: فان كفار قريش لماكان بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبينهم ماكان، كتب هذا ماقضى عليه محمد رسول الله أهل مكة كروهوا ذلك وقالوا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك أن تطوف بالبيت، قال: فيكف اذا؟ - بيتها، موقرة مكرمة، رحبة الصدر، رخية البال، واسع السرب. لانها لم تكن مأمورة بالمسير إلى البصرة وتجهيز الجيش والمطالبة بدم عثمان ومقاتلة علي بن أبي طالب (عليه السلام) علي ذلك، ولا مضطرة الي شئ من ذلك، بل كانت في سعة عن ذلك كله. ومع ذلك فانها كانت في طول باع من الشوكة والمقدرة، واجتماع الجيوش وكثرة الاعوان والانصار والعددو العدد. وأيضا خذلتها لاني لم أجد في كتاب الله الا أن تقر في بيتها اذقال عز من قائل " وقرن في بيوتكن"[۸]. قوله أو غص بالماء شاربه غصن بفتح الغين المعجمة واهمال الصاد المشددة، وشاربه بالرفع على الفاعلية قالوا: أكتب هذا ماقضى عليه محمد بن عبدالله أهل مكة فرضي. فقلت لذلك الرجل كلمة فيها غلظة وقلت لعلي أيها الرجل والله مالك ماقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا ما حا بيناك في بيعتنا، ولو نعلم أحدا في الارض اليوم أحق بهذا الامر منك لبايعناه ولقاتلناك معه، أقسم بالله ان محوت عنك هذا الاسم الذي دعوت الناس اليه وبايعتم عليه لايرجع اليك أبدا.[۹] |
3. الرجال (ابنداوود) |
---|
الاحنف بن قيس التميمي
أبو بحر اسمه الضحاك ل، ي، ن (كش) قاتل مع علي عليهالسلام بصفين ممدوح.[۱۰]
|
4. مجمع الرجال (قهپایی) |
---|
الاحنف بن قيس التميمى أبو بحر سكن البصرة، إسمه الضّحاك.[۱۱]
|
5. منهج المقال (استرآبادی) |
---|
أحنف بن قيس:
ن[۱۲]. و زاد ي: التميمي[۱۳]. ثمّ زاد ل: أبو بحر، سكن البصرة، اسمه الضحّاك[۱۴]. و في كش: قيل للأحنف بن قيس: إنّك تطيل الصوم؟ قال: أعدّه لشرّ يوم عظيم، ثمّ قرأ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً[۱۵]. و روي أنّ الأحنف بن قيس وفد إلى معاوية و حارثة[۱۶] بن قدامة و الحباب[۱۷] بن زيد[۱۸]. فقال معاوية للأحنف: أنت الساعي على أمير المؤمنين عثمان و خاذل أمّ المؤمنين عائشة و الوارد الماء على علي بصفّين؟ فقال: يا أمير[۱۹] من ذاك ما أعرف و منه ما أنكر. أمّا أمير المؤمنين عثمان: فأنتم معشر قريش حضرتموه[۲۰] بالمدينة و الدار منّا عنه نازحة، و قد حضره[۲۱] المهاجرون، و الأنصار عنه بمعزل، و كنتم بين خاذل و قاتل. و أمّا عائشة: فإنّي خذلتها في طول باع و رحب سرب[۲۲]؛ و ذلك أنّي لم أجد في كتاب اللّه إلّا أن تقرّ في بيتها. و أمّا ورودي الماء بصفّين: فإنّي وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشا. فقام معاوية و تفرّق الناس، ثم أمر معاوية للأحنف بخمسين ألف درهم و لأصحابه بصلة، و قال للأحنف حين ودّعه: حاجتك؟ قال: تدرّي[۲۳] على الناس عطيّاتهم و أرزاقهم، فإن سألت المدد أتاك منّا رجال سليمة الطاعة شديدة النكاية. و قيل: إنّه كان يرى رأي العلويّة. و وصل الحباب بثلاثين ألف درهم، و كان يرى رأي الأمويّة، فصار الحباب إلى معاوية و قال: يا أمير المؤمنين تعطي الأحنف و رأيه رأيه خمسين ألف درهم، و تعطيني و رأيي رأيي ثلاثين ألف درهم!؟ فقال: يا حباب إنّي اشتريت بها دينه، فقال الحباب: يا أمير المؤمنين تشتري أيضا منّي ديني! فأتمّها له و ألحقه بالأحنف، فلم يأت على الحباب إسبوع حتّى مات، و ردّ المال بعينه إلى معاوية، فقال الفرزدق يرثي الحباب: أتأكل ميراث الحباب[۲۴] ظلامة و ميراث حرب جامد لك ذائبه أبوك و عمّي يا معاوي أورثا تراثا فيحتاز[۲۵] التراث أقاربه و لو كان هذا الدين في جاهليّة عرفت من المولى القليل جلايبه[۲۶] و لو كان هذا الأمر في غير ملككم لأدّيته[۲۷] أو غصّ بالماء شاربه فكم من أب لي يا معاوي لم يكن أبوك الّذي من عبد شمس يقاربه[۲۸] و روى بعض العامّة، عن الحسن البصري قال: حدّثني الأحنف أنّ عليا عليه السّلام كان يأذن لبني هاشم، و كان يأذن لي معهم، قال: فلمّا كتب إليه معاوية: إن كنت تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة، فاستشار بني هاشم، فقال له رجل منهم: إنزح هذا الاسم الّذي نزحه اللّه، قالوا: فإنّ كفّار قريش لمّا كان بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و بينهم ما كان، كتب: هذا ما قضى عليه محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله أهل مكّة، كرهوا ذلك و قالوا: لو نعلم إنّك رسول اللّه ما منعناك أن تطوف بالبيت، قال: فكيف إذا؟ قالوا: اكتب: هذا ما قضى عليه محمّد بن عبد اللّه و أهل مكّة، فرضي. فقلت لذلك الرجل كلمة فيها غلظة، و قلت لعلي: أيّها الرجل! و اللّه مالك ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله، إنّا ما حابيناك في بيعتنا، و لو نعلم أحدا في الأرض اليوم أحقّ بهذا الأمر منك لبايعناه و لقاتلناك معه، أقسم باللّه إن محوت عنك هذا الاسم الّذي دعوت الناس إليه و بايعتهم عليه لا يرجع إليك أبدا[۲۹][۳۰] |
6. جامع الرواة (اردبیلی) |
---|
احنف بن قيس:
[ن] التميمى (النهمى خ) ابو بحر سكن بصرة اسمه ضحاك [ل] قيل انه كان يرى راى العلوية [كش] «مح».[۳۱]
|
7. نقد الرجال (تفرشی) |
---|
8. تنقیح المقال (مامقانی) |
---|
أحنف بن قيس أبو بحر:
التميمي السعدي الضحّاك[۳۷] الضبط: الأحنف:بالهمزة المفتوحة، و الحاء المهملة الساكنة، و النون المفتوحة، و الفاء. قال في التاج[۳۸] مازجا:الحنف:الاعوجاج في الرجل، أو أن يقبل أحد إبهامي رجليه على الأخرى، أو أن يمشي على ظهر قدميه من شقّ الخنصر، أو ميل في صدر القدم، أو هو انقلاب القدم حتّى يصير ظهرها بطنها..إلى أن قال: أبو بحر الأحنف بن قيس بن معاوية التميمي البصري، تابعيّ كبير من العلماء الحكماء، ولد في عهده صلّى اللّه عليه[و آله]و سلم و لم يدركه، و الأحنف لقب له، و إنّما لقّب به لحنف كان به. انتهى. و إنّما نقلنا العبارة لإيضاح فساد ما في توضيح الاشتباه للساروي[۳۹] ،من ضبطه بالخاء المعجمة، فإنّه من الغرائب الّتي صدرت منه. و بحر:بالباء الموحّدة المفتوحة، و الحاء المهملة الساكنة، و الراء المهملة[۴۰]، اسم ابنه. و التميمي:بالتاء المثنّاة من فوق، و ميمين بينهما ياء مثنّاة، و بعدهما ياء النسبة، نسبة إلى تميم-كأمير-بن مرّ بن أدّ بن طابخة، أبو قبيلة من مضر مشهورة، يمنع الصرف و يصرف، و الثاني فيه أكثر [۴۱]. و يأتي ضبط السعدي في:الأسود بن صريع. و أمّا الضحّاك فستسمع من الشيخ رحمه اللّه أنّ اسم أحنف-هذا-: الضحّاك. و لم أفهم الوجه فيما ذكره، فإنّ كتب التاريخ و الرجال قد اتّفقت على أنّ اسم الأحنف-هذا-هو:صخر بن قيس، و عسى أن يكون الضحّاك صفة له، أو أحد أجداده، لا اسمه. و على أيّ حال:فالضحّاك:بفتح الضاد المعجمة، و تشديد الحاء المهملة المفتوحة، و الألف، و الكاف، كثير الضحك [۴۲]. الترجمة: عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله[۴۳] تارة:بالعنوان المذكور من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال:إنّه سكن البصرة، اسمه الضحاك. و أقول:ينافيه ما سمعته من التاج[۴۴] و..غيره[۴۵] ،لكن الشيخ رحمه اللّه أصدق. و اخرى[۴۶] :من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام مقتصرا على قوله: الأحنف بن قيس التميمي. و ثالثة[۴۷] :من أصحاب الحسن عليه السلام مقتصرا على قوله:الأحنف بن قيس. و قد ذكر جماعة أنّه شهد صفّين مع أمير المؤمنين عليه السلام و بقي بعده عليه السلام إلى زمان تولّي مصعب بن الزبير على العراق، و توفّي بالكوفة سنة سبع و ستّين. و في اسد الغابة[۴۸] أنّه:كان أحد الحكماء الدهاة العقلاء، و أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم دعا له بالمغفرة لمّا بلغه قوله لمن أرسله النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لدعاء قومه إلى الإسلام:«إنّك لتدعو إلى خير و تأمر به». و إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليدعو إلى خير. انتهى. قلت:بالأحنف-هذا-يضرب المثل في الحلم، و كظم الغيظ[۴۹] ،و له في ذلك أخبار مأثورة. و كان لجلالته إذا دخل المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة لا تبقى حبوة[۵۰] إلاّ حلّت إعظاما له. و قال الكشّي[۵۱] في ترجمته:قيل للأحنف:إنّك تطيل الصوم، فقال:أعدّه لشرّ يوم عظيم. ثم قرأ: يَخٰافُونَ يَوْماً كٰانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً[۵۲] [۵۳].ثم قال: و روي أنّ الأحنف بن قيس وفد إلى معاوية و حارثة[۵۴] بن قدامة و الحبّاب[۵۵] ابن يزيد، فقال معاوية للأحنف:أنت الساعي على أمير المؤمنين عثمان، و خاذل أمّ المؤمنين عائشة، و الوارد الماء على عليّ[عليه السلام]بصفّين؟ فقال:يا أمير! من ذاك ما أعرف، و منه ما أنكر، أمّا أمير المؤمنين عثمان، فأنتم معشر قريش حصرتموه بالمدينة، و الدار منّا عنه نازحة، و قد حضره المهاجرون و الأنصار عنه بمعزل، و كنتم بين خاذل و قاتل. و أمّا عائشة، فإنّي خذلتها في طول باع، و رحب شرب[۵۶] ،و ذلك أنّي لم أجد في كتاب اللّه إلاّ أن تقرّ في بيتها. و أمّا ورودي الماء بصفّين، فإنّي وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشا. فقام معاوية، و تفرّق الناس. ثم أمر للأحنف بخمسين ألف درهم، و لأصحابه بصلة. فقال للأحنف حين ودّعه:حاجتك؟ قال:تدرّ على الناس عطيّاتهم و أرزاقهم، فإن سألت المدد أتاك منّا رجال سليمة الطاعة، شديدة النكاية. و قيل:إنّه كان يرى رأي العلويّة، و وصل الحبّاب بثلاثين ألف درهم و كان يرى رأي الأمويّة، فصار الحبّاب إلى معاوية فقال:يا أمير المؤمنين! تعطي الأحنف-و رأيه رأيه-خمسين ألف درهم، و تعطيني-و رأيي رأيي- ثلاثين ألف درهم؟!فقال:يا حبّاب! إنّي اشتريت بها دينه، فقال الحبّاب: يا أمير المؤمنين! تشتري مني أيضا ديني، فأتمّها له، و ألحقه بالأحنف، فلم يأت على الحبّاب اسبوع حتّى مات، و ردّ المال بعينه إلى معاوية فقال الفرزدق يرثي الحبّاب: أ تأكل ميراث الحبّاب[۵۷] ظلامة و ميراث حرب جاحد لك ذائبه[۵۸] أبوك و عمّي يا معاوية أورثا تراثا فيختار[۵۹] التراث أقاربه و لو كان هذا الدين في جاهليّة عرفت من المولى الجليل جلائبه[۶۰] و لو كان هذا الأمر في غير ملككم لأدّيته إذ غصّ بالماء شاربه فكم من أب لي يا معاوي لم يكن أبوك الّذي من عبد شمس يقاربه[۶۱] و روى بعض العامّة، عن الحسن البصري، قال:حدّثني الأحنف أنّ عليّا (ع)كان يأذن * لبني هاشم، و كان يأذن ** لي معهم، قال:فلمّا كتب إليه معاوية:إن كنت تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة، فاستشار بني هاشم فقال رجل منهم:انزح هذا الاسم الذي نزحه اللّه. قالوا:فإنّ كفّار قريش لمّا كان بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بينهم ما كان، كتب:هذا ما قضى به محمّد رسول اللّه(ص)أهل مكّة..كرهوا ذلك، و قالوا:لو نعلم أنّك لرسول اللّه(ص)ما منعناك أن تطوف بالبيت، قال:فكيف إذا؟!قالوا: اكتب:هذا ما قضى عليه محمّد بن عبد اللّه و أهل مكّة..فرضي، فقلت لذلك الرجل كلمة فيها غلظة، و قلت لعلي(ع):أيّها الرجل! و اللّه مالك ما قال رسول اللّه(ص)، و اللّه إنّا ما حابيناك في بيعتنا، و لو نعلم أحدا في الأرض أحقّ بهذا الأمر منك لبايعناه و لقاتلناك معه. أقسم باللّه إن محوت عنك هذا الاسم الّذي دعوت الناس إليه و بايعتهم عليه، لا ترجع إليك أبدا. انتهى ما في كتاب الكشّي. و الّذي أعتقده في الرجل أنّه من الحسان؛ لأنّ كونه إماميّا ينكشف بتصريح من عرفت، و بحضوره حرب صفّين، و تخذيل بني تميم كلّها يوم البصرة عن نصرة صاحبة الجمل، و هم العديد الأكثر، و بمواقفه المشهورة مع معاوية الّتي تضمّنتها السير..المؤيّد بذكر الشيخ رحمه اللّه له من غير تعرّض لمذهبه، و مدحه بقضيّة الصوم، و مكالمته للهاشمي و للأمير عليه السلام أيضا تشهد بقوّة إيمانه، و مثل ذلك يكفي في عدّه من الحسان. فما صدر من الفاضل المجلسي رحمه اللّه في الوجيزة[۶۲] من جعله مجهولا، ليس على ما ينبغي. و لو لا عدم توفّقه[۶۳] لشهادة الطفّ[۶۴] ،لعددناه في الثقات. و قد مات في سنة سبع و ستّين[۶۵][۶۶].[۶۷] |
9. طرائف المقال (بروجردی) |
---|
أحنف بن قيس " ن " التميمي " ي " أبو بحر سكن البصرة اسمه الضحاك " ل " قيل: كان يرى رأي العلوية " كش " والظاهر أنه في الثلاثة.[۶۸]
|
10. شعب المقال (نراقی) |
---|
أحنف بن قيس التميمي،
من أصحاب رسول النبي (صلى الله عليه و آله) و كان مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في جمل و صفّين. روي أنَّه وفد إلى معاوية لعنه اللّه عليه، و معه حارثة بن قدامة و الحباب بن زيد[۶۹]، فقال معاوية للأحنف: أنت الساعي على أمير المؤمنين عثمان، و خاذل أُمّ المؤمنين عائشة، و الوارد الماء إلى عليّ (عليه السلام) بصفّين؟ قال: يا أمير المؤمنين! من ذاك ما أعرف، و منه ما أُنكر، أمّا أمير المؤمنين عثمان فأنتم معشر قريش نصرتموه [۷۰] بالمدينة و الدار منّا عنه نازحة و قد حضره المهاجرون، و الأنصار عنه بمعزل، و كنتم بين خاذل و قاتل، و أمّا عائشة فإنّي خذلتها في طول باع و رحب سرع[۷۱]، و ذلك أنّي لم أجد في كتاب اللّه إلا أن تقرَّ في بيتها، و أمّا ورودي الماء بصفّين فإنّي وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشاً، فقام معاوية و تفرَّق الناس، ثمَّ أمر معاوية للأحنف بخمسين ألف درهم و لأصحابه بصلة، و قال للأحنف حين ودَّعه: حاجتك؟ قال: تدر على الناس عطيّاتهم و أرزاقهم، فإن سالت المدد منّا أتاك منّا رجال سليمة الطاعة شديدة النكاية. و قيل: إنَّه [كان] يرى رأى العلويَّة، و وصل الحباب بثلاثين ألف درهم، و كان يرى رأي الأُمويَّة، و صار الحباب إلى معاوية و قال: يا أمير المؤمنين! تعطى الأحنف ورائه رأيه خمسين ألف درهم، و تعطيني ورائي رأيي ثلاثين ألف درهم؟ فقال: يا حباب! إنّي اشتريت بها دينه، فقال: يا أمير المؤمنين! تشتري أيضاً منّي ديني، فأتمَّها له، و ألحقه بالأحنف، فلم يأت على الحباب أسبوع حتّى مات و ردَّ المال بعينه إلى معاوية لعنه اللّه عليه، فقال الفرزدق، يرثي الحباب: أ تأكل ميراث الحباب[۷۲] ظلامة * * * و ميراث حرب جامد لك ذائبه أبوك و عمّي يا معاوية أورثا * * * تراثاً فيختار[۷۳] التراث أقاربه و لو كان هذا الدين في جاهليَّة * * * عرفت من المولى القليلُ حلائبه و لو كان هذا الأمر في غير مُلككم * * * لأديته أو غَصّ بالماء شاربه فكم من أب لي يا معاوي لم يكن * * * أبوك الَّذي من عبد شمس يقاربه[۷۴] و في هذه الرواية ما لا يخفى من الذّم للأحنف، إلا أنَّها مجهولة، فالتوقّف في روايته أولى.[۷۵] |
11. معجم رجال الحدیث (خویی) |
---|
الأحنف بن قيس:
التميمي، أبو بحر، سكن البصرة، اسمه الضحاك، ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب رسول الله(ص)(64)، و عده من أصحاب أمير المؤمنين(ع)(6) و من أصحاب الحسن(ع)(1). و قال الكشي (28): «قيل للأحنف: إنك تطيل الصوم، فقال أعده لشر يوم عظيم، ثم قرأ: (يَخٰافُونَ يَوْماً كٰانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً). و روى أن الأحنف بن قيس، وفد إلى معاوية، و حارثة بن قدامة، و الحباب [الحتات بن يزيد، فقال معاوية للأحنف: أنت الساعي على أمير المؤمنين عثمان، و خاذل أم المؤمنين عائشة، و الوارد الماء على علي بصفين؟ فقال: يا أمير المؤمنين، من ذلك ما أعرف و منه ما أنكر، أما أمير المؤمنين عثمان، فأنتم معشر قريش، حصرتموه بالمدينة، و الدار منا عنه نازحة، و قد حصره المهاجرون و الأنصار، و نحن عنه بمعزل و كنتم بين خاذل و قاتل، و أما عائشة، فإني خذلتها في طول باع و رحب و شرب، و ذلك إني لم أجد في كتاب الله إلا أن تقر في بيتها، و أما ورودي الماء بصفين فإني وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشا. فقام معاوية و تفرق الناس، ثم أمر معاوية للأحنف بخمسين ألف درهم، و لأصحابه بصلة، فقال للأحنف حين ودعه: ما حاجتك؟ قال: تدر على الناس عطياتهم، و أرزاقهم فإن سألت المدد. أتاك منا رجال سليمة للطاعة، شديدة النكاية، و قيل: إنه كان يرى رأي العلوية، و وصل الحباب [الحتات بثلاثين ألف درهم، و كان يرى رأي الأموية فصار الحباب [الحتات إلى معاوية، و قال: يا أمير المؤمنين، تعطي الأحنف- و رأيه رأيه- خمسين ألف درهم، و تعطيني- و رأيي رأيي- ثلاثين ألف درهم! فقال: يا حباب [حتات إني اشتريت بها دينه، فقال الحباب [الحتات يا أمير المؤمنين، تشتري مني أيضا ديني، فأتمها له، و ألحقه بالأحنف فلم يأت على الحباب أسبوع حتى مات، و رد المال بعينه إلى معاوية، فقال الفرزدق يرثي الحباب [الحتات: أ تأكل ميراث الحباب [الحتات ظلامة* * * و ميراث حرب حامد لك خائبه أبوك و عمي يا معاوي أورثا* * * تراثا فيختار التراث أقاربه و لو كان هذا الدين في جاهلية* * * عرفت من المولى القليل جلايبه و لو كان هذا الأمر في غير ملككم* * * لأديته أو غص بالماء شاربه فكم من أب لي يا معاوي لم يكن* * * أبوك الذي من عبد شمس يقاربه. و روى بعض العامة عن الحسن البصري، قال: حدثني الأحنف أن عليا ع، كان يأذن لبني هاشم، و كان يأذن لي معهم، قال: فلما كتب إليه معاوية: إن كنت تريد الصلح، فامح عنك اسم الخلافة، فاستشار بني هاشم. فقال له رجل منهم: انزح هذا الاسم نزحه الله، قال: فإن كفار قريش لما كان بين رسول الله(ص)، و بينهم ما كان، كتب: (هذا ما قضى عليه محمد رسول الله(ص)، أهل مكة) كرهوا ذلك، و قالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك أن تطوف بالبيت، قال فكيف إذا، قالوا: اكتب: (هذا ما قضى عليه محمد بن عبد الله، و أهل مكة) فرضي، فقلت لذلك الرجل: كلمة فيها غلظة، و قلت لعلي: أيها الرجل و الله ما لك ما قال رسول الله(ص)، فقال الأحنف: يا أمير المؤمنين، ما حابيناك في بيعتنا. و لو نعلم أحدا في الأرض اليوم أحق بهذا الأمر منك، لبايعناه و لقاتلناك معه، أقسم الله، إن محوت عنك هذا الاسم الذي دعوت الناس إليه، و بايعتهم عليه لا يرجع إليك أبدا». و عن الاستيعاب: أنه مات سنة 67.[۷۶] |
12. أعیان الشیعة (محسن امین) |
---|
أبو بحر الأحنف صخر بن قيس التميمي.
كان من أصحاب أمير المؤمنين ع وأدرك عصر النبي ص ولم يره، وروى عن الحسن البصري وعروة بن الزبير وغيرهما، وشهد صفين مع علي ع أميرا وكان سيد أهل البصرة. كان نحيل الجسم دميما قصيرا صغير الرأس خفيف العارضين قال له عمر بن الخطاب: ويحك يا أحنف لما رأيتك ازدريتك فلما نطقت قلت لعله منافق صنع اللسان فلما اختبرتك حمدتك ثم قال: هذا والله السيد، وقال الحسن البصري: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف. وكان الأحنف حليما حتى صار يضرب به المثل في الحلم، وقد قال: كنا نختلف إلى قيس بن عاصم نتعلم منه الحلم كما نختلف إلى العلماء فنتعلم منهم العلم. وقال سفيان: ما وزن عقل الأحنف بعقل أحد إلا وزنه. روي أن النبي ص بعث رجلا يدعو بني سعد إلى الاسلام والأحنف فيهم فجعل يعرض عليهم الاسلام فقال الأحنف: والله انه يدعو إلى خير ويأمر بالخير وما اسمع إلا حسنا وأنه ليدعو إلى مكارم الأخلاق وينهي عن ملائمها فذكر ذلك الرجل للنبي ص، مقاله فقال: اللهم اغفر للأحنف، فكان الأحنف بعد ذلك يقول: فما شئ أرجى عندي من ذلك، يعني من دعوة النبي ص، وشكا ابن أخيه وجع الضرس فقال له: ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة فما ذكرتها لأحد، وقد شهد الأحنف فتح نهاوند وفتح قاشان وسار لفتح خراسان سنة ثماني عشرة للهجرة وفي قول بعضهم سنة اثنتين وعشرين للهجرة. لقد التجأ يزدجرد بعد هزيمة الفرس في معركة جلولاء إلى الري ثم قصد أصبهان ثم منها إلى كرمان، ثم قصد خراسان، فاتى مرو فنزلها وبنى بها بيتا للنار، فدان له من فيها من الفرس فكاتب الهرمزان وآثار أهل فارس وأهل الجبال، فنكثوا العهد، فلما قضى المسلمون على مقاومات الفرس في تلك المناطق، جاء دور خراسان، فسار الأحنف على رأس جيشه حتى دخل خراسان من الطبسين فافتتح هراة عنوة واستخلف عليها، وسار نحو مرو الشاهجان، فكتب يزدجرد وهو في مرو الروذ إلى خاقان ملك الترك والى ملك الصغد والى ملك الصين يستمدهم. وخرج الأحنف من مرو الساهجان بعد أن وصلته امدادات أهل الكوفة، فسار نحو مرو الروذ فلما سمع يزدجرد سار عنها إلى بلخ. ونزل الأحنف مرو الروذ، قدم أهل الكوفة إلى بلخ واتبعهم الأحنف، فالتقى أهل الكوفة بيزدجرد في بلخ فهزموه، فما لحق الأحنف باهل الكوفة الا وقد فتح الله عليهم. وتتابع أهل خراسان ممن شذ أو تحصن على الصلح فيما بين نيسابور إلى طخرستان ممن كان في مملكة كسرى، أما الأحنف فعاد إلى مرو الروذ فنزلها واستخلف على طخارستان ربعي بن عامر التميمي. وقد سار خاقان الترك في جنده ويزدجرد معه، فعبروا النهر إلى بلخ واضطروا جند الكوفة ان يتراجعوا منها إلى مرو الروذ، ومن بلخ تقدمت فوات خاقان وحلفائه باتجاه الأحنف في مرو الروذ، وكان الأحنف قد خرج بقواته ليلا من المدينة وعسكر خارجها. وفي الصباح جمع الناس، وقال لهم: انكم قليل وان عدوكم كثير، فلا يهولنكم، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين. ارتحلوا من مكانكم هذا، فاسندوا إلى هذا الجبل فاجعلوه في ظهوركم واجعلوا النهر بينكم وبين عدوكم، وقاتلوهم من وجه واحد. وكانت قوة الأحنف تقدر بعشرين ألفا: عشرة آلاف من أهل الكوفة وعشرة آلاف من أهل البصرة. وأقبل الترك، فكانوا يناوشون المسلمين نهارا ويتنحون عنهم ليلا، وكان يزدجرد حين انسحب جند الكوفة من بلخ وانظموا إلى الأحنف بمرو الروذ فصل في قوة فارسية من بلخ إلى مرو الساهجان، فحصر المسلمين بها واستخرج خزائنه من موضعها. وعلم يزدجرد بانسحاب خاقان إلى بلخ وعزمه على الانسحاب من فارس كلها إلى بلاده، فأراد أن يحمل خزائنه ويلحق بخاقان حليفه. فقال له أهل فارس: أي شئ تريد أن تصنع؟ فقال: أريد اللحاق بخاقان فأكون معه أو بالصين، فقالوا: مهلا إن هذا رأي سوء، فإنك انما تأتي قوما في مملكتهم وتدع أرضك وقومك، ولكن ارجع بنا إلى هؤلاء القوم فنصالحهم فإنهم يلون بلادنا، وان عدوا يلينا في بلادنا أحب إلينا مملكة من عدو يلينا في بلاده، ولا دين لهم ولا ندري ما وفاؤهم. فأبى عليهم وأبوا عليه، فقالوا: فدع خزائننا نردها إلى بلادنا ومن يليها ولا تخرجها من بلادنا إلى غيرها. فخالفهم يزدجرد وأصر على رأيه، فخرجوا إليه وثاروا به وقاتلوه وحاشيته واستولوا على خزائنه ففر فيمن معه إلى بلخ، فإذا خاقان سبقه إلى الانسحاب منها، فتابع فراره حتى بلغ فرغانة عاصمة الترك، فقال المسلمون للأحنف: ما ترى في اتباعهم؟ فقال: أقيموا بمكانكم ودعوهم. وأقبل أهل فارس على الأحنف فصالحوه وعاهدوه ودفعوا إليه خزائن كسرى وأمواله، فسار الأحنف بجند الكوفة من مرو الروذ إلى بلخ فأنزلهم بها ثم عاد إلى مقر قيادته في مرو الروذ. ونكث أهل فارس العهد بعد عمر بن الخطأ ب، فلما استعاد عبد الله بن عامر فتح بعض أرض فارس في أيام عثمان بن عفان، غزا خراسان وعلى مقدمته الأحنف فاتى الطبسين وهما حصنان وبابا خراسان فصالحه أهلهما، فسار إلى قهستان فلقيه أهلها وقاتلهم حتى ألجأهم إلى حصنهم، فقدم عليها عبد الله بن عامر وصالح أهلها. ووجه ابن عامر الأحنف إلى طخارستان، فاتى الموضع الذي يقال له: قصر الأحنف، وهو حصن مرو الروذ وله رستاق عظيم يعرف برستاق الأحنف فحصر الأحنف أهله فصالحوه على ثلاثمائة ألف درهم. ومضى الأحنف إلى مرو الروذ فصالح أهلها بعد قتال شديد، وسير الأحنف سرية فاستولت على رستاق بغ وصالحت أهله. وجمع له أهل طخارستان، فاجتمع أهل الجوزجان والطالقان والفارياب ومن حولهم، فبلغوا ثلاثين ألفا، وجاءهم أهل الصغانيان وهم من الجانب الشرقي من نهر جيحون، فالتقوا واقتتلوا، فحمل ملك الصغانيان على الأحنف فانتزع الأحنف الرمح من يده وقاتل قتالا شديدا، فانهزم الفرس وحلفاؤهم فطاردهم المسلمون وألحقوا بهم خسائر فادحة بالأرواح. ولحق بعض العدو بالجوزجان فوجه إليهم الأحنف الأقرع بن حابس التميمي في خيل، وأوصى قومه بني تميم بقوله: يا بني تميم، تحابوا وتباذلوا تعدل أموركم، وابدأوا بجهاد بطونكم وفروجكم يصلح لكم دينكم، ولا تغلوا يسلم لكم جهادكم، فسارع الأقرع ولقي العدو بالجوزجان، فكانت بالمسلمين جولة ثم عادوا فهزموا عدوهم وفتحوا الجوزجان عنوة. واستعاد الأحنف فتح الطالقان صلحا وفتح الفارياب، ثم سار إلى بلخ وهي مدينة طخارستان فصالحه أهلها أيضا، فسار إلى خوارزم وهي على نهر جيحون، فلم يقدر عليها، فاستشار أصحابه فأشاروا عليه بالعودة إلى بلخ. وهكذا استعاد الأحنف فتح خراسان ثانية. ولما قدم علي بن أبي طالب ع البصرة، أتاه الأحنف فقال: ان قومنا بالبصرة يزعمون انك ان ظهرت عليهم غدا قتلت رجالهم وسبيت نساءهم. فقال علي: ما مثلي يخاف هذا منه، وهل يحل هذا الا لمن تولى وكفر، وهم قوم مسلمون، فقال الأحنف: اختر مني واحدة من اثنتين: اما ان أقاتل معك، واما ان اكف عنك عشرة آلاف سيف، فقال علي: اكفف عنا عشرة آلاف سيف، فرجع إلى الناس ودعاهم إلى القعود واعتزل بهم. وصفه وكان يطأ على وحشي رجله، ولذا قيل له: الأحنف. وكان أعور ذهبت عينه عند فتح سمرقند، وقيل: بل ذهبت عينه بالجدري. وكان متراكب الأسنان، صغير الرأس، مائل الذقن، قصيرا دميما له بيضة واحدة، ناتئ الوجنة باخع العينين، خفيف العارضين وكان ثطا يعني كوسجا وكان رهطه يقولون: وددنا اننا اشترينا للأحنف لحية بعشرة آلاف. وكان يهتم بقيافته فيرتدي مطرف خز وعمامة من خز، وكان صديقا لمصعب بن الزبير فوفد عليه بالكوفة ومصعب يومئذ وال عليها، فتوفى الأحنف عنده بالكوفة سنة سبع وستين للهجرة 686 م عن سبعين سنة، أي انه ولد سنة ثلاث قبل الهجرة 619 م وصلى عليه مصعب بن الزبير ومشى راجلا بين رجلي نعشه بغير رداء، وقال في تأبينه: هذا سيد أهل العراق، وقال أيضا: اليوم ذهب الحزم والرأي. ودفن بالثوية. من اخباره وكان الأحنف من دهاة العرب. قال الأحنف لعلي ع يبدي رأيه في أبي موسى الأشعري: يا أمير المؤمنين، ان أبا موسى الأشعري رجل يماني وقومه مع معاوية، فابعثني معه، فوالله لا يحل لك عقدة الا عقدت لك أشد منها، فان قلت: اني لست من أصحاب رسول الله ص، فابعث ابن عباس وابعثني معه. ولكن الخوارج كانوا قد أبو الا أبا موسى. ولما أراد أمير المؤمنين ع المسير إلى صفين كتب إلى عامله على البصرة عبد الله بن عباس ان يشخص إليه أهل البصرة فجمعهم ابن عباس وخطبهم وذكرهم فضل أمير المؤمنين ع ورغبهم في الجهاد معه فقام الأحنف بن قيس فقال نعم والله لنجيبنك ولنخرجن معك على العسر واليسر والرضى والكره نحتسب في ذلك الخير ونامل من الله العظيم من الاجر فكان الأحنف على تميم وضبة والرباب. ولما عزم أمير المؤمنين على الخروج إلى صفين قدم عليه الأحنف بن قيس في جماعة فتكلم الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ان تك سعد لم تنصرك يوم الجمل فإنها لم تنصر عليك وقد عجبوا أمس ممن نصرك وعجبوا اليوم ممن خذلك لأنهم شكوا في طلحة والزبير ولم يشكوا في معاوية وعشيرتنا بالبصرة فلو بعثنا إليهم فقدموا إلينا فقاتلنا بهم العدو وانتصفنا بهم وأدركوا اليوم ما فاتهم أمس فقال علي للأحنف اكتب إلى قومك فكتب إلى بني سعد: اما بعد فإنه لم يبق أحد من بني تميم الا وقد شقوا برأي سيدهم غيركم وعصمكم الله برأيي لكم حتى نلتم ما رجوتم وأمنتم ما خفتم وأصبحتم متقطعين من أهل البلاء لاحقين باهل العافية واني أخبركم انا قدمنا على تميم الكوفة فأخذوا علينا بفضلهم مرتين بمسيرهم إلينا مع علي وأجابتهم إلى المسير إلى الشام فاقبلوا إلينا ولا تتكلوا عليهم. وقال الأحنف بن قيس لعائشة يوم الجمل يا أم المؤمنين هل عهد إليك رسول الله ص هذا المسير قالت اللهم لا، قال فهل وجدته في شئ من كتاب الله جل ذكره قالت ما نقرأ الا ما تقرأون قال فهل رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام استعان بشئ من نسائه إذا كان في قلة والمشركون في كثرة قالت اللهم لا، قال الأحنف فإذا ما هو ذنبنا. وقال الحسن البصري: تقلدت سيفي وذهبت لانصرام المؤمنين فلقيني الأحنف فقال إلى أين تريد فقلت انصرام المؤمنين فقال والله ما قاتلت مع رسول الله المشركين فكيف تقاتل معها المؤمنين قال: فرجعت إلى منزلي ووضعت سيفي. ولما نصب معاوية ابنه يزيد لولاية العهد أقعده في قبة حمراء وجعل الناس يسلمون على يزيد حتى جاء رجل ففعل ذلك ثم رجع إلى معاوية فقال يا أمير المؤمنين: اعلم انك لو لم تول هذا أمور المسلمين لأضعتهم فقال معاوية للأحنف وقد رآه ساكتا ما لك لا تقول يا أبا بحر فقال الأحنف أخاف الله ان كذبت وأخافكم ان صدقت فقال معاوية جزاك الله خيرا عما تقول فلما خرج الأحنف لقيه الرجل المنافق بالباب وقال له يا أبا بحرا اني لأعلم ان هذا من شرار خلق الله تعالى ولكن في أيديهم خزائن الأموال فلسنا نطمع في اخراجها الا بما سمعت فقال الأحنف يا هذا أمسك عليك دينك فان ذا الوجهين خليق الا يكون عند الله وجيها. ودخل الأحنف وجماعة من أهل العراق يوما على معاوية فقال له معاوية: أنت الشاهر علينا السيف يوم صفين ومخذل الناس عن أم المؤمنين؟ فقال له: يا معاوية لا تذكر ما مضى منا ولا ترد الأمور على أدبارها والله ان القلوب التي أبغضناك بها يومئذ لفي صدورنا وان السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا، والله لا تمد إلينا شبرا من غدر الا مددنا إليك ذراعا من ختر. وكان الأحنف يوما عند معاوية فدخل رجل من أهل الشام فقام خطيبا فكان آخر كلامه ان سب عليا ع فاطرق الناس فتكلم الأحنف وقال مخاطبا لمعاوية: ان هذا القائل ما قال لو يعلم أن رضاك في شتم الأنبياء والمرسلين لما توقف عن شتمهم فاتق الله ودع عنك عليا فقد لقي ربه بأحسن ما عمل عامل، كان والله المبرز في سبقه الطاهر في خلقه الميمون النقيبة العظيم المصيبة اعلم العلماء واحلم الحلماء وأفضل الفضلاء وصي خير الأنبياء فقال معاوية: لقد أغضيت العين على القذى وقلت بما لا ترى وأيم الله لتصعدن المنبر فتلعنه طوعا أو كرها فقال: ان تعفيني فهو خير لك فوالله لا يجري به لساني ابدا فقال: لا بد ان تركب المنبر وتلعن عليا فقال: إذن والله لأنصفنك وأنصفن عليا: قال: تفعل ماذا؟ قال: احمد الله وأصلي وأثني على نبيه ص وأقول: أيها الناس ان معاوية امرني ان ألعن عليا وان عليا ومعاوية اقتتلا وأذعن كل منهما انه كان مبغيا على أحدهما وعلى فئته فإذا دعوت فامنوا على دعائي ثم أقول: اللهم العن أنت وملائكتك وأنبياؤك ورسلك وجميع خلقك الباغي منهما على الآخر والعن اللهم الفئة الباغية على الفئة المبغي عليها آمين رب العالمين اللهم العنهم لعنا وبيلا وجدد العذاب عليهم بكرة وأصيلا، قال معاوية بل أعفيناك يا أبا بحر. وقال معاوية يوما لجلسائه: ألستم تعلمون كتاب الله؟ قالوا: بلى فتلا قوله تعالى: وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم فقال: كيف تلومونني بعد هذا؟ فقام الأحنف فقال: ما نلومك على ما في خزائن الله انما نلومك على ما انزل الله لنا من خزائنه فأغلقت عليه بابك فسكت معاوية ولم يحر جوابا. أقوال له قيل للأحنف وقد رأى مسيلمة الكذاب كيف هو فقال ما هو بنبي صادق ولا بمتنبئ حاذق وفي أمالي المرتضى قال الأحنف بصفين أغبوا الرأي فان ذلك يكشف لكم عن محضه قال ويقال ان معاوية استشار الأحنف بن قيس في عقد البيعة لابنه يزيد فقال أنت اعلم بليله ونهاره. وقال رجل للأحنف لا أبالي أهجيت أم مدحت فقال استرحت من حيث تعب الكرام. وقال الأحنف رب ملوم لا ذنب له. وقال: ثلاث ليس فيهن انتظار الجنازة إذا وجدت من يحملها والأيم إذا أصبت لها كفؤا، والضيف إذا نزل لم ينتظر له الكفلة.[۷۷] |
13. مستدرکات علم رجال (نمازی) |
---|
أحنف بن قيس أبو بحر التميمي السعدي اسمه الضحاك:
عدّه الشيخ في رجاله (64) من أصحاب الرسول و كذا في أصحاب أمير المؤمنين و الحسن المجتبى (صلوات اللّه عليهم). و قيل: ولد في عهد الرسول (صلى اللّه عليه و آله) و لم يدركه، و مات أحنف سنة 67 و هو الذي لما قرأ ابن عباس كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) على أهل البصرة في البصرة قام، و كان أول رجل قام فقال: نعم و اللّه، لنجيبنّك و لنخرجنّ معك على العسر و اليسر و الرضا و الكره، نحتسب في ذلك الخير، و نأمل به من اللّه العظيم من الأجر.[۷۸] كلماته مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكوفة الدالّة على حسنه و كماله.[۷۹] و في صفين لما طلبوا نصب الحكمين قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) كلمات شريفة- إلى أن قال:- فإن شئت أن تجعلني حكما فاجعلني و إن شئت أن تجعلني ثانيا أو ثالثا، فإن عمرا لا يعقد عقدة إلا عقدت لك أشدّ منها. فعرض عليّ (عليه السلام) ذلك على الناس فأبوه و قالوا: لا يكون إلا أبو موسى ... إلى آخره.[۸۰] أقول: يظهر منه كماله و حكمته و رضاية أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) به و حضوره معه في صفين، و يشهد لذلك أيضا ما في كمبا.[۸۱] و هو من السفراء و النصحاء الذين وجّههم أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الخوارج للاحتجاج عليهم.[۸۲] و روايته عن أبي ذر عن النّبي (صلى اللّه عليه و آله) فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) و قوله: هذا إمامكم من بعدي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي و طاعتي طاعة اللّه- الخبر.[۸۳] ضيافته لأمير المؤمنين (عليه السلام).[۸۴] شكايته إلى عمّه صعصعة من وجع في بطنه فأمره بالصبر و عدم الشكاية إلى أحد.[۸۵] و بالجملة هو من أشراف أهل البصرة، و يضرب به المثل في الحلم. و بعث إلى مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في وقعة الجمل: إن شئت أتيتك في مائتي فارس فكنت معك، و إن شئت اعتزلت ببني سعد فكففت عنك ستة آلاف سيف، فاختار (عليه السلام) اعتزاله.[۸۶] و روى الكشي قصّة وروده مع حارثة بن قدامة و الحباب بن يزيد على معاوية و ما جرى بينهم، فراجع إليه و إلى ما يأتي في حارثة. و خطب معاوية يوما بجامع دمشق و قال في خطبته إنّ اللّه أكرم خلفاءه فأوجب لهم الجنة، و أنقذهم من النار ثم جعلني منهم، و جعل أنصاري أهل الشام الذابّين عن حرم اللّه، المؤيدين بظفر اللّه، المنصورين على أعداء اللّه. و كان في الجامع من أهل العراق الأحنف و صعصعة، فقال الأحنف لصعصعة: أتكفيني أم أقوم إليه؟ فقال صعصعة: بل أكفيكه ثم قام وردّ عليه.[۸۷] كتاب مولانا الحسين (صلوات اللّه عليه) إلى الأحنف و جماعة من وجوه أهل البصرة يدعوهم إلى نصرته، و جواب الأحنف: فاصبر إنّ وعد اللّه حقّ و لا يستخفنك الذين لا يوقنون.[۸۸] حكي أنّه قيل لأحنف بن قيس: من أين اقتبست هذه الحكم و تعلمت هذا الحلم؟ قال: من حكيم عصره و حليم دهره قيس بن عاصم المنقري، و أخذ قيس من أكثم بن صيفي التميمي. و قيل لأكثم: ممّن تعلمت الحكمة و الرئاسة و الحلم و السيادة؟ فقال: من حليف الحلم و الأدب سيد العجم و العرب أبي طالب بن عبد المطلب (عليه السلام).[۸۹] كلمات الاستيعاب في مدحه و جلالته و ما جرى بينه و بين عائشة في البصرة.[۹۰].[۹۱] |
14. قاموس الرجال (شوشتری) |
---|
أحنف بن قيس:
أبو بحر، التميمي، السعدي نقل عدّ الشيخ له في رجاله في أصحاب النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-قائلا: «سكن البصرة، اسمه الضحّاك»و نقل عدّه في أصحاب عليّ-عليه السلام- بلفظ«الأحنف بن قيس، التميمي»و في أصحاب الحسن-عليه السلام-بلفظ «الأحنف بن قيس». و نقل ما في الكشّي فيه:قيل للأحنف:إنّك تطيل الصوم! فقال:أعدّه لشرّ يوم عظيم، ثمّ قرأ«يخافون يوما كان شرّه مستطيرا»و روي أنّ الأحنف بن قيس وفد إلى معاوية و حارثة بن قدامة و الحباب بن يزيد، فقال معاوية للأحنف:أنت الساعي على أمير المؤمنين عثمان، و خاذل امّ المؤمنين عائشة، و الوارد الماء على عليّ بصفّين؟ فقال:يا أمير! من ذاك ما أعرف و منه ما انكر؛ أمّا أمير المؤمنين عثمان:فأنتم معشر قريش حصرتموه بالمدينة و الدار منّا عنه نازحة، و قد حضره المهاجرون و الأنصار عنه بمعزل، و كنتم بين خاذل و قاتل؛ و أمّا عائشة:فانّي خذلتها في طول باع و رحب شرب، و ذلك لأنّي لم أجد في كتاب اللّه إلا أن تقرّ في بيتها؛ و أمّا ورودي الماء بصفّين:فانّي وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشا، فقام معاوية و تفرّق الناس. ثمّ أمر للأحنف بخمسين ألف درهم و لأصحابه بصلة، فقال للأحنف حين ودّعه: حاجتك؟ قال:تدرّ على الناس عطيّاتهم و أرزاقهم، فان سألت المدد أتاك منّا رجال سليمة الطاعة شديدة النكاية. و قيل:إنّه كان يرى رأي العلويّة. و وصل الحباب بثلاثين ألف درهم، و كان يرى رأي الامويّة؛ فصار الحباب إلى معاوية، فقال:يا أمير المؤمنين! تعطى الأحنف-و رأيه رأيه-خمسين ألف درهم! و تعطيني-و رأيي رأيي-ثلاثين ألف درهم! فقال:يا حباب إنّي اشتريت بها دينه، فقال الحباب:يا أمير المؤمنين تشتري منّي أيضا ديني؟ فأتمّها له و ألحقه بالأحنف؛ فلم يأت على الحباب اسبوع حتّى مات، و ردّ المال بعينه إلى معاوية؛ فقال الفرزدق، يرثي الحباب: أ تاكل ميراث الحباب ظلامة و ميراث حرب جامد لك ذائبه أبوي و عمي يا معاوية اورثا تراثا فيختار التراث أقاربه و لو كان هذا الدين في جاهليّة عرفت من المولى الجليل جلائبه و لو كان هذا الأمر في غير ملككم لأدّيته أو غصّ بالماء شاربه فكم من أب لي يا معاوية! لم يكن أبوك الّذي عبد شمس يقاربه و روى بعض العامّة عن الحسن البصري قال:حدّثني الأحنف أنّ عليّا -عليه السلام-كان يأذن لبني هاشم و كان يأذن لي معهم؛ قال:فلمّا كتب إليه معاوية:إن كنت تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة؛ فاستشار بني هاشم، فقال رجل منهم:انزح هذا الاسم الّذي نزحه اللّه! قالوا:فانّ كفّار قريش لمّا كان بين رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-و بينهم ما كان، كتب«هذا ما قضى به محمّد رسول اللّه أهل مكّة»كرهوا ذلك و قالوا:لو نعلم أنّك لرسول اللّه ما منعناك أن تطوف بالبيت! قال:فكيف إذا؟ قالوا:اكتب«هذا ما قضى عليه محمّد بن عبد اللّه و أهل مكة»فرضي؛ فقلت لذاك الرجل كلمة فيها غلظة، و قلت لعليّ:أيّها الرجل! و اللّه مالك ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله! إنّا ما حابيناك في بيعتنا، و لو نعلم أحدا في الأرض اليوم أحقّ بهذا الأمر منك لبايعناه و لقاتلناك معه، اقسم باللّه! إن محوت عنك هذا الاسم الّذي دعوت الناس إليه و بايعتهم عليه، لا ترجع إليك أبدا[۹۲]. أقول:و في العقد الفريد:دخل شاميّ على معاوية و كان آخر كلامه أن لعن عليّا-عليه السلام-فأطرق الناس و تكلّم الأحنف، فقال:إنّ هذا القائل لو يعلم أنّ رضاك في لعن المرسلين لعنهم! فاتّق اللّه! ودع عنك عليّا، فقد لقي ربّه و أفرد في قبره و خلأ بعمله، و كان و اللّه! المبرز سيفه، الطاهر ثوبه، الميمون نقيبته، العظيم مصيبته؛ فقال له معاوية:لقد أغضيت على القذى و قلت ما ترى، و أيم اللّه! لتصعدنّ المنبر فتلعنه طوعا أو كرها؛ فقال:إن تعفني فهو خير لك و إن تجبرني فو اللّه لا تجري فيه شفتاي أبدا! و مع ذلك لأنصفنّك في القول؛ قال:و ما أنت قائل إن أنصفتني؟ قال:أقول:إنّ معاوية أمرني أن ألعن عليّا، و إنّ عليّا و معاوية اختلفا و ادّعى كلّ واحد منهما أنّه بغي عليه و على فئته، فاذا دعوت فأمّنوا، ثمّ أقول:اللهم العن أنت و ملائكتك و أنبياءك و جميع خلقك على الباغي منهما على صاحبه! و العن الفئة الباغية! اللّهم العنهم لعنا كثيرا! أمّنوا رحمكم اللّه! لا أزيد على هذا و لا انقص منه حرفا و لو كان فيه ذهاب نفسي، فقال معاوية إذن نعفيك يا أبا بحر[۹۳]. ثمّ الظاهر أنّ قول الكشّي:«روى بعض العامّة عن الحسن البصري الخ»إشارة إلى ما رواه الطبري«عن عليّ بن مسلم الطوسي، عن حيّان، عن مبارك، عن الحسن البصري، قال:أخبرني الأحنف أنّ معاوية كتب إلى عليّ أن امح هذا الاسم إن أردت أن يكون صلح؛ فاستشار، و كانت له قبّة يأذن لبني هاشم فيها و يأذن لي معهم؛ قال:ما ترون في ما كتب به معاوية؟ قالوا: برحه اللّه، فانّ رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-حين وادع أهل مكّة كتب «محمّد رسول اللّه»قالوا ذلك، حتّى كتب«هذا ما قاضى عليه محمّد بن عبد اللّه»فقلت له:أيّها الرجل! مالك ما لرسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله- الخ». و منه يظهر ما في خبر الكشّي من التحريفات، و أنّ قوله فيه:«فقال رجل منهم:انزح هذا الاسم الّذي نزحه اللّه، فقالوا»مصحّف«قالوا:برحه اللّه» أي قال بنو هاشم:برح اللّه معاوية. كما أنّ في خبره الأوّل تحريفات: الأوّل: «الحباب»في المواضع الثمانية منه و آخرها في شعر الفرزدق -بالموحّدتين-محرّف«الحتات» -بالمثنّاتين-و يأتي عنوان حتات في محلّه. الثاني: قوله فيه:«و الوارد الماء على عليّ بصفّين»و الظاهر أنّ الأصل «و الوارد لعليّ على الماء». الثالث: قوله:«يا أمير»محرّف«يا أمير المؤمنين»إلا أنّ«يا أمير»في ترتيب الكشّي، و في أصله«يا أمير المؤمنين». الرابع: قوله:«و قد حضره المهاجرون و الأنصار عنه بمعزل»كما نقله الترتيب محرّف«و قد حصرها المهاجرون و الأنصار، و نحن عنه بمعزل»و لكن في أصل الكشّي«و قد حضرت المهاجرون و الأنصار، و نحن عنه بمعزل». الخامس: قوله:«و رحب شرب»في ترتيبه«و رحب و شرب»في أصله محرّف«و رحب سرب»و هو كقوله:«طول باع»كناية عن غاية معذوريته فيه، و استنادنا فيه إلى قولهم:«السرب:الطريق»و قد كان طلاق الجاهليّة «اذهبي، فلا أنده سربك»أي لا أردّ طريقك. قال المصنّف:قول الشيخ في رجاله«و اسمه الضحّاك»لم أفهم الوجه فيه، فانّ كتب التاريخ و الرجال قد اتّفقت على أنّ اسمه صخر، و عسى أن يكون الضحّاك صفة له أو أحد أجداده، لا اسمه. قلت:كلامه خبط؛ فصرّح ابن قتيبة و ابن عبد البرّ بالاختلاف في اسمه بين الضحّاك و صخر، و جعلا الضحّاك-الّذي في رجال الشيخ-أظهر و أشهر؛ و ما احتمله:من كون الضحّاك اسم أحد أجداده أيضا غلط؛ فرفع الاستيعاب نسبه إلى تميم، و ليس فيه ضحّاك. قال المصنّف:إنّه حسن. قلت:هو أيضا خبط، و كيف يكون حسنا؟ و لم يحضر الجمل! و في كتاب جمل المفيد:بعث الأحنف في الجمل إلى أمير المؤمنين-عليه السلام-إن شئت أتيتك في مأتين من أهل بيتي، و إن شئت حبست عنك أربعة آلاف سيف من بني سعد؛ فقال رجل لأمير المؤمنين-عليه السلام-:من هذا؟ قال: أدهى العرب و خيرهم لقومه؛ فقال:كذلك هو و إنّي امثّل بينه و بين المغيرة، لزم الطائف أقام بها ينتظر على من تستقيم الامّة، و قال:إنّي لأحسب أنّ الأحنف لأسرع إلى ما تحبّ من المغيرة؛ فقال-عليه السلام-:أجل! ما يبالي المغيرة أيّ لواء رفع، لواء ضلالة أو هدى[۹۴]. و كيف يكون حسنا؟ و قد دعاه الحسين-عليه السلام-فلم يجبه! قال ابن قتيبة في عيونه:كتب الحسين-عليه السلام-إلى الأحنف يدعوه إلى نفسه، فلم يردّ الجواب و قال:قد جرّبنا آل أبي الحسن، فلم نجد عندهم أيالة للملك و لا جمعا للمال و لا مكيدة في الحرب. و كيف يكون حسنا؟ و ساعد المصعب في قتل المختار الّذي أراد أخذ ثاره -عليه السلام-!قال الطبري:كان الأحنف على خمس تميم في قتل المختار[۹۵]. و أمّا رواية اسد الغابة عن الحسن«قال الأحنف:بينا أنا أطواف بالبيت-في زمن عثمان-إذ آخذ رجل من بني ليث بيدي، فقال:أ لا ابشّرك؟ قلت:بلى؛ قال:أتذكر إذ بعثني النبي-صلّى اللّه عليه و آله-إلى قومك، فجعلت أعرض عليهم السلام و أدعوهم إليه، فقلت أنت:إنّك لتدعو إلى خير و تأمر به و إنّه ليدعو إلى الخير؛ فبلغ ذلك النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-فقال: اللّهم اغفر للأحنف؛ فكان الأحنف يقول:فما شيء من عملي أرجى عندي من ذلك، يعني دعوة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله»فمع عدم ثبوتها أعمّ أيضا. هذا، و في عيون ابن قتيبة«قال عبد الملك بن عمير:قدم علينا الأحنف الكوفة مع المصعب، فما رأيت خصلة تذمّ إلا و قد رأيتها في الأحنف، كان صعل الرأس متراكب الأسنان، أشدق، مائل الذقن، ناتي الوجه، غائر العينين، خفيف العارض، أحنف الرجل؛ و لكنه إذا تكلّم جلّى عن نفسه»[۹۶]. قلت:و منه يظهر وجه تسميته بالأحنف، و لا بدّ أنّ حنف رجله كان كثيرا. و في صفّين نصر«قال الأحنف بصفّين و هو مع عليّ-عليه السلام-:هلك العرب! فقال له أصحابه:و إن غلبنا! قال:نعم، قالوا:و إن غلبنا! قال:نعم، قالوا:و اللّه ما جعلت لنا مخرجا! فقال:إن غلبنا لم نترك بها رئيسا إلا ضربنا عنقه و إن غلبنا لم يعرج رئيس عن معصية اللّه أبدا»[۹۷][۹۸] |
منابع رجال و تراجم اهل سنت
۱. طبقات الکبری (ابن سعد) |
---|
الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ.
واسمه الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعدابن زيد مناة بن تميم وأمه من بني قراض من باهلة ولدته وهو أحنف. فقالت وهي ترقصه: والله لولا حنف في رجله ... ما كان في الحي غلام مثله ويكنى الأحنف أبا بحر وكان ثقة مأمونًا قليل الحديث. وقد روى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب وأبي ذر. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ فَقُلْتَ أَنْتَ إِنَّكَ لَتَدْعُو إِلَى خَيْرٍ وَمَا أَسْمَعُ إِلا حَسَنًا. قَالَ: فَإِنِّي ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَحْنَفِ! قَالَ الأَحْنَفُ: فَمَا شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: نُبِّئْتُ أن عمر ذكر بني تميم فذمهم فقال الأَحْنَفُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ائْذَنْ لِي فَأَتَكَلَّمَ. قَالَ: تَكَلَّمْ. قَالَ: إِنَّكَ ذَكَرْتَ بَنِي تَمِيمٍ فَعَمَمْتَهُمْ بِالذَّمِّ وَإِنَّمَا هُمْ مِنَ النَّاسِ فَمِنْهُمُ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ. فَقَالَ: صَدَقْتَ. فَعَفَا بِقَوْلٍ حَسَنٍ فَقَامَ الْحُتَاتُ وَكَانَ يُنَاوِئُهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ائْذَنْ لِي فَأَتَكَلَّمَ. فَقَالَ: اجْلِسْ قَدْ كَفَاكُمْ سَيِّدِكُمُ الأَحْنَفُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي سُوَيْدٍ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ الأَحْنَفَ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فَاحْتَبَسَهُ حَوْلا كَامِلا ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَوَّفَنَا كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ وَلَسْتَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَاحْتَبَسَنِي عِنْدَهُ حَوْلا فَقَالَ: يَا أَحْنَفُ قَدْ بَلَوْتُكَ وَخَبَرْتُكَ فَلَمْ أَرَ إِلا خَيْرًا وَرَأَيْتُ عَلانِيَتَكَ حَسَنَةً وَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُكَ مِثْلَ عَلانِيَتِكَ. فَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ إِنَّمَا هَلَكَ هَذِهِ الأُمَّةَ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ. وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: أَمَّا بَعْدُ فَأَدْنِ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ وَشَاوِرْهُ وَاسْمَعْ مِنْهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ الأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَصْفَرِ أَنَّ الأَحْنَفَ اسْتُعْمِلَ عَلَى خُرَاسَانَ. فَلَمَّا أَتَى فَارِسَ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ. قَالَ: فَلَمْ يُوقِظْ أَحَدًا مِنْ غِلْمَانِهِ وَلا جُنْدِهِ وَانْطَلَقَ يَطْلُبُ الْمَاءَ. قَالَ: فَأَتَى عَلَى شَوْكٍ وَشَجَرٍ حَتَّى سَالَتْ قَدَمَاهُ دَمًا فَوَجَدَ الثَّلْجَ. قَالَ: فَكَسَّرَهُ وَاغْتَسَلَ. قَالَ: فَقَامَ فَوَجَدَ عَلَى ثِيَابِهِ نَعْلَيْنِ مَحْذُوَّتَيْنِ جَدِيدَتَيْنِ. قَالَ: فَلَبِسَهُمَا فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَا بِكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَرِيفَ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنَ الأَحْنَفِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قَالَ: لَيَمْنَعُنِي مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْكَلامِ مَخَافَةُ الْجَوَّابِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ شَيْئًا فَتَكَلَّمُوا وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: تَكَلَّمْ يَا أبا بَحْرٍ. فَقَالَ: أَخَافُ اللَّهَ إِنْ كَذَبْتُ وَأَخَافُكُمْ إِنْ صَدَقْتُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَرْعَرَةُ بْنُ الْبِرِنْدِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ: إِنِّي لَسْتُ بِحَلِيمٍ وَلَكِنِّي أَتَحَالَمُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لِلأَحْنَفِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الأَحْنَفَ كَانَ قَلَّ مَا خَلا إِلا دَعَا بِالْمُصْحَفِ. قَالَ يُونُسُ: وَكَانَ النَّظَرُ فِي الْمَصَاحِفِ خُلُقًا مِنَ الأَوَّلِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي زُرَيْقُ بْنُ رُدَيْحٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ غُلامٍ كَانَ لِلأَحْنَفِ اشْتَرَاهُ أَبُوهُ مَنْصُورٌ قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ صَلاةِ الأَحْنَفِ بِاللَّيْلِ. قَالَ: وَكَانَ يَضَعُ الْمِصْبَاحَ قَرِيبًا مِنْهُ فَيَضَعُ إِصْبَعَهُ عَلَى الْمِصْبَاحِ ثُمَّ يَقُولُ: حَسَنٌ. ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَحْنَفُ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ صَنَعْتَ كَذَا يَوْمَ كَذَا!؟. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ الأَحْنَفُ فِي سَرِيَّةٍ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَانْطَلَقَ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيسٍ حَقَّا ... أَنْ تُخْضَبَ الْقَنَاةُ أَوْ تَنْدَقَّا قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قال: حدثنا سفيان عن دَاوُدَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الأَحْنَفِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: إِنَّمَا لِي سَهْمٌ وَمَا فِيهِ فَضْلٌ عَنِّي. وَإِنَّمَا لِفَرَسِي سَهْمَانِ وَمَا فِيهِمَا فَضْلٌ عَنْ فَرَسِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: قِيلَ لِلأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ إِنَّكَ شَيْخٌ كَبِيرٌ وَإِنَّ الصِّيَامَ يُضْعِفُكَ. فَقَالَ: إِنِّي أَعُدُّهُ لِشَرٍّ طَوِيلٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن بكر ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ عَنْ مَرْوَانَ الأَصْفَرِ قَالَ: سَمِعْتُ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ تَغْفِرْ لِي فَأَنْتَ أهل ذَاكَ وَإِنَّ تُعَذِّبْنِي فَأَنَا أهل ذَاكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ظَبْيَانَ التَّمِيمِيُّ مِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أبي الْمُخَيَّشِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ إِذْ جَاءَ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ يَدْعُوهُ إِلَى نَفْسِهِ. فَقَالَ: يَدْعُونِي ابْنُ الزَّرْقَاءِ إِلَى وِلايَةِ أهل الشَّامِ. وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ جَبَلا مِنْ نَارٍ مَنْ أَتَانَا مِنْهُمُ احْتَرَقَ فِيهِ وَمَنْ أَتَاهُمْ مِنَّا احْتَرَقَ فِيهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَدِيرٍ الْبَصْرِيِّ قَالَ: قِيلَ لِلأَحْنَفِ يَا أبا بَحْرٍ إِنَّ فِيكَ أَنَاةً شَدِيدَةً. قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ مِنْ نَفْسِي عَجَلَةً فِي أُمُورٍ ثَلاثَةٍ: فِي صَلاتِي إِذَا حَضَرَتْ حَتَّى أُصَلِّيَهَا. وَجَنَازَتِي إِذَا حَضَرَتْ حَتَّى أُغَيِّبَهَا فِي حُفْرَتِهَا. وَابْنَتِي إِذَا خطبها كفيئها حَتَّى أُزَوِّجَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الأزرق بن قيس أن الأحنف بن قيس كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي الْمَقْصُورَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ قَبْلَ خُرُوجِ الإِمَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الأَحْنَفِ مُطْرَفَ خَزٍّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خَالِدٍ أَنَّهُ رَأَى الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ عَلَيْهِ مِطْرَفُ خَزٍّ وَمُقَطَّعَةً مِنْ يَمْنَةٍ وَعِمَامَةٌ مِنْ خَزٍّ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ. وَكَانَ الأَحْنَفُ صَدِيقًا لِمُصْعَبَ بْنِ الزُّبَيْرِ. فَوَفَدَ عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَالٍ عَلَيْهَا فَتُوُفِّيَ الأَحْنَفُ عِنْدَهُ بِالْكُوفَةِ فَرُؤِيَ مُصْعَبٌ فِي جَنَازَتِهِ يَمْشِي بِغَيْرِ رِدَاءٍ.[۹۹] |
2. التاريخ الكبير (بخاری) |
---|
الأحنف بْن قيس السعدي الْبَصْرِيّ أَبُو بحر يعرف بالأحنف واسمه الضحاك - قاله لِي ابْن أَبِي الأسود عَنِ الْحَسَن بْن كثير، وَقَالَ لِي مسدد حَدَّثَنَا معتمر عَنْ قرة بْن خَالِد حَدَّثَنِي أَبُو الضحاك أَنَّهُ أبصر مصعب بْن الزبير يمشي فِي جنازة الأحنف بْن قيس بغير رداء، وَقَالَ لَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنِ الأَحْنَفِ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ زَمَنَ عُثْمَانَ أَخَذَ بِيَدِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِكَ مِنْ بَنِي سَعْدٍ فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ فَقُلْتَ: إِنَّهُ يَدْعُوُ إِلَى خَيْرٍ وَيَأْمُرُ بِالْخَيْرِ، فَبَلَغْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَحْنَفِ! فَقَالَ الأَحْنَفُ: ما عمل ارجى الي منه.[۱۰۰]
|
3. الثقات (العجلی) |
---|
4. الجرح و التعدیل (ابن ابی حاتم رازی) |
---|
الاحنف بن قيس السعدي يعرف بالأحنف واسمه الضحاك (218 م) يعني أبا بحر روى عن عمر والعباس بن عبد المطلب روى عنه الحسن وعمر بن جاوان سمعت أبي يقول ذلك.[۱۰۴]
|
5. الثقات (ابن حبان) |
---|
الْأَحْنَف بْن قَيْس بْن مُعَاوِيَة بْن حُصَيْن بْن عبَادَة بْن النزال بْن مرّة بْن عبيد بْن الْحَارِث بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بْن زيد مَنَاة بْن تَمِيم السَّعْدِيّ الْبَصْرِيّ كُنْيَتُهُ أَبُو بَحر وَقد قيل أَبُو عَمْرو أمه حييّ بنت قرط بْن ثَعْلَبَة بْن قرواش بْن زاقي بْن سَلامَة بن عدى.
والأحنف كَانَ اسْمه صَخْر وَقد قيل إِن اسْمه الضَّحَّاك والأحنف لقب لِأَنَّهُ ولد أحنف وَكَانَ من عقلاء النَّاس وفصحائهم وحكمائهم يروي عَن عمر وَعُثْمَان روى عَنهُ الْحسن وَأهل الْبَصْرَة وَقد قيل إِن الْأَحْنَف ولد ملتصق الإليتين حَتَّى يشق وَكَانَ أَعور شهد مَعَ عَليّ بن أبي طَالب صفّين وَلم يشْهد الْجمل مَعَه وَمَات سنة سبع وَسِتِّينَ بِالْكُوفَةِ فِي إِمَارَة بن الزبير وَصلى عَلَيْهِ مُصعب بن الزبير وَمَشى فِي جنَازَته بِغَيْر رِدَاء وَدفن بِالْكُوفَةِ وقبره بِالْقربِ من قبر زِيَاد بن أَبِيه.[۱۰۵]
|
6. مشاهیر علماء الأمصار (ابن حبان) |
---|
الاحنف بن قيس كان اسمه صخر وقد قيل ان اسمه كان الضحاك وانما قيل له الاحنف لانه ولد احنف الرجلين وهو الاحنف بن قيس بن معاوية بن حصين السعدي أبو بحر كان من سادات الناس وعقلاء التابعين وفصحاء أهل البصرة وحكمائهم ممن فتح على يده الفتوح الكثيرة للمسلمين ومات بالكوفة سنة سبع وستين في امارة بن الزبير وصلى عليه مصعب بن الزبير ومشى في جنازته بغير رداء.[۱۰۶]
|
7. طبقات المحدثین (ابو الشیخ الاصبهانی) |
---|
الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ثُمَّ مِنْ مُضَرَ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَعَلِيٍّ , وَالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , يُقَالُ صَخْرُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو بَحْرٍ , وَيُقَالُ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ أَدْرَكَ زَمَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَلْقَهُ.
حَكَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ عَبْدَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: ثنا أَشْيَاخُنَا «أَنَّ التَّيْمُرَةَ , وَجَرَمَ قَاشَانَ افْتَتَحَهُمَا الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ عَنْوَةً وَمِنْهُ سُبِيَ وَثَّابٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ» -[297]- دَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَانَ وَأَجَازَهُ لَنَا قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ عَنْ حَمَّادٍ بِإِسْنَادٍ لَهُ أَنَّ كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ , فَقَالَ الْأَحْنَفُ: إِلَى مَا يَدْعُو؟ فَقِيلَ: إِلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ , فَقَالَ: قَوْلٌ حَسَنٌ قَالَ: فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا لَهُ -[298]- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ , قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو بَحْرٍ اسْمُهُ صَخْرُ بْنُ قَيْسٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ , قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى , قَالَ: ثنا مُعْتَمِرٌ , قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي , عَنْ أَبِي , عَنِ -[299]- الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ , قَالَ: " فِيَّ خِلَالٌ ثَلَاثٌ مَا أَذْكُرُهَا إِلَّا أَنْ يَعْتَبِرَ رَجُلٌ بِخُلُقٍ صَالِحٍ: مَا أَتَيْتُ بَابَ سُلْطَانٍ قَطُّ إِلَّا أَنْ دَعَا , وَلَا دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ قَطُّ إِلَّا أَنْ يَأْمُرَانِي , وَلَا خَلَّفْتُ أَحَدًا بَعْدَهُ بِسُوءٍ قَطُّ ". حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْجَمَّالٌ , قَالَ: ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ , قَالَ: ثنا أَبُو السِّكِّينِ , سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيِّ , بِفَمِ الصُّلْحِ فِي عَسْكَرِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِئَتَيْنِ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ ,: " ثَمَانِيَةٌ إِنْ أُهِينُوا فَلَا يَلُومُوا إِلَّا أَنْفُسَهُمُ: الْآتِي طَعَامًا لَمْ يُدْعَ إِلَيْهِ , وَالْمُتَآمِرُ عَلَى رَبِّ الْبَيْتِ فِي بَيْتِهِ , وَطَالِبُ الْفَضْلِ مِنْ أَعْدَائِهِ , وَرَاجِي الْخَيْرِ مِنَ اللِّئَامِ , وَالْمُقْبِلُ بِحَدِيثِهِ عَلَى مَنْ لَا -[300]- يَسْمَعُهُ , وَالْجَالِسُ فِي الْمَجْلِسِ الَّذِي لَا يَسْتَأْهِلُهُ , وَالدَّاخِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي حَدِيثِهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْخِلَاهُ , وَالْمُتَقَدِّمُ بِالدَّالَّةِ عَلَى السُّلْطَانِ ". حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْجَمَّالُ , قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ الطَّائِيُّ , قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ مُحَمَّدٍ , قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عُمَرَ , ذَكَرَ بَنِي تَمِيمٍ فَذَمَّهُمْ فَقَامَ الْأَحْنَفُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ائْذَنْ لِي فَلْأَتَكَلَّمْ قَالَ: إِنَّكَ ذَكَرْتَ بَنِي تَمِيمٍ بِالذَّمِّ وَإِنَّمَا هُمْ مِنَ النَّاسِ فِيهِمُ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ , فَقَالَ: «صَدَقْتَ» , فَقَفَّا بِقَوْلٍ حَسَنٍ , فَقَامَ رَجُلٌ كَانَ يُنَاوِئُ الْأَحْنَفَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ائْذَنْ لِي فَلْأَتَكَلَّمْ فَقَالَ: «اجْلِسْ فَقَدْ كَفَاكُمْ سَيِّدُكُمُ الْأَحْنَفُ». حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ , قَالَ: ثنا أَبُو غَسَّانَ , قَالَ: ثنا الْأَصْمَعِيُّ , قَالَ: فَاخَرَ -[301]- رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: §«فِينَا أَحْلَمُ الْعَرَبِ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ». حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي , قَالَ: ثنا بْنُ عُفَيْرٍ , قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ , صَاحِبُ مَالِكٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ , قَالَ: «كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ وَمَاتَ بِالْكُوفَةِ , §فَلَمَّا وَضَعْنَاهُ فِي قَبْرِهِ وَسَوَّيْنَا عَلَيْهِ سَقَطَ قَلَنْسُوَتِي فَأَهْوَيْتُ لِآخُذَهَا وَإِذَا هُوَ فِي فُسَحٍ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ». السَّائِبُ بْنُ الْأَقْرَعِ بْنِ عَوْفِ بْنِ جَابِرِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ سَالِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ ثَقِيفٍ اسْتَخْلَفَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ عَلَى أَصْبَهَانَ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ وَكَانَ وَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قِسْمَةَ الْغَنَائِمِ بِنَهَاوَنْدَ , وَيُنْسَبُ إِلَى السَّائِبِ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ الْفُضَيْلُ بْنُ السَّائِبِ وَوَلَدُهُ مُصْعَبُ بْنُ الْفُضَيْلِ وَوَلَدُهُ فَيْضُ بْنُ مُصْعَبٍ , وَكَانَ لِلْفَيْضِ سَبْعَةَ عَشَرَ ابْنًا , فَمِنْ وَلَدِهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ فَيْضٍ , وَعِصَامُ بْنُ الْفَيْضِ , وَوَلَدُهُ الْمُكَنَّى بِأَبِي عُمَرَ بْنِ عِصَامٍ , وَكَانُوا وُجُوهَ بَلَدِنَا وَرُؤَسَائَهَا وَحُكِيَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاوِيَةَ سَأَلَ الْفُضَيْلَ حَاجَةً فَلَمْ يَقْضِهَا فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الطويل] رَأَيْتُ فُضَيْلًا كَانَ شَيْئًا مُلَفَّفًا ... فَكَشَفَهُ التَّمْحِيصُ لَمَّا بَدَا لِيَا أَأَنْتَ أَخِي مَا لَمْ تَكُنْ لِي حَاجَةٌ ... فَإِنْ عَرَضَتْ أَيْقَنْتُ أَنَّ لَا أَخَا لِيَا كِلَانَا غَنِيُّ عَنْ أَخِيهِ حَيَاتَهُ ... وَنَحْنُ إِذَا مِتْنَا أَشَدُّ تَغَانِيَا يُقَالُ إِنَّ أَبَا عُمَرَ الْجَرْمِيَّ قَدِمَ عَلَى الْفَيْضِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَأَدَّبَ أَوْلَادَهُ فَأَعْطَاهُ عَشَرَةَ آلَافٍ , وَكَانَ الْمُحْدِثُونَ يَقْدَمُونَ عَلَيْهِمْ فَيَرْجِعُونَ عَنْهُمْ رَاضِينَ. وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ , قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ , , قَالَ: ثنا -[304]- حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ , عَنِ الشَّيْبَانِيِّ , عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ , عَنِ السَّائِبِ بْنِ الْأَقْرَعِ , أَنَّهُ " كَانَ جَالِسًا فِي إِيوَانِ كِسْرَى فَنَظَرَ إِلَى تِمْثَالٍ يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ إِلَى مَوْضِعٍ , فَوَقَعَ فِي رُوعِي أَنَّهُ يُشِيرُ إِلَى كَنْزٍ قَالَ: " فَحَفَرَ ذَلِكَ الْمَكَانَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ كَنْزًا عَظِيمًا , فَكَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: «اقْسِمْهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ».[۱۰۷] |
8. معرفة الصحابة (ابن منده) |
---|
الأحنف بن قيس الضحاك التميمي
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا، ولم يره. أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال: بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان، إذ لقيني رجل من بني ليث، فأخذ بيدي، فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى، قال: أتذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيًا إلى بني سعد، فسألوني عن الإسلام، فجعلت أخبرهم وأدعوهم إلى الإسلام، فقلت: إنك تدعو إلى خير، وما أسمع إلا حسنًا، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم اغفر للأحنف. فكان الأحنف يقول: فما شيء أرجى عندي من ذلك، يعني دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.[۱۰۸] |
9. الهدایة (الکلاباذی) |
---|
الْأَحْنَف بن قيس أَبُو بَحر السَّعْدِيّ الْبَصْرِيّ التَّمِيمِي الْأَحْنَف لقب عرف بِهِ وَغلب عَلَيْهِ واسْمه الضَّحَّاك بن قيس وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي اسْمه صَخْر بن قيس يُقَال إِن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث رجلا من بني لَيْث إِلَى بني سعد رَهْط الْأَحْنَف فَجعل يعرض عَلَيْهِم الْإِسْلَام فَقَالَ الْأَحْنَف إِنَّه ليدعو إِلَى خير وَيَأْمُر بِالْخَيرِ فَذكر اللَّيْثِيّ ذَلِك للنَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر للأحنف سمع أَبَا ذَر الْغِفَارِيّ وَأَبا بكرَة رَوَى عَنهُ الْحسن الْبَصْرِيّ فِي الْإِيمَان وَأَبُو الْعَلَاء بن الشخير فِي الزَّكَاة مَاتَ قبل مُصعب بن الزبير وَمَشى مُصعب فِي جنَازَته [مُتَقَلِّدًا سَيْفه] بِغَيْر رِدَاء وَقتل مُصعب بن الزبير سنة 72 وَقَالَ خَليفَة بن خياط مَاتَ الْأَحْنَف سنة 67 بِالْكُوفَةِ وَقَالَ كَاتب الْوَاقِدِيّ توفّي بِالْكُوفَةِ صَحِيح فِي ولَايَة مُصعب بن الزبير.[۱۰۹]
|
10. رجال صحیح مسلم (ابن منجویه) |
---|
الْأَحْنَف بن قيس السَّعْدِيّ التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ واسْمه الضَّحَّاك وَيُقَال صَخْر بن قيس بن مُعَاوِيَة بن حُصَيْن بن عباد بن النزال بن مرّة بن عبيد بن الْحَارِث بن عَمْرو بن كَعْب بن سعد بن زيد بن تَمِيم أدْرك زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كنيته أَبُو بَحر كَانَ من عقلاء النَّاس وفضلائهم وحلمائهم مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ بِالْكُوفَةِ فِي إِمَارَة ابْن الزبير.
روى عَن أبي ذَر فِي الزَّكَاة وعبد الله بن مَسْعُود فِي الْعلم وابي بكرَة فِي الْفِتَن. روى عَنهُ أَبُو الْعَلَاء بن الشخير وخليد العصري وطلق بن حبيب وَالْحسن الْبَصْرِيّ.[۱۱۰] |
11. معرفة الصحابة (أبو نعیم الأصبهانی) |
---|
الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ السَّعْدِيُّ التَّمِيمِيُّ بَصْرِيٌّ يُكْنَى أَبَا بَحْرٍ أَدْرَكَ زَمَنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَرَهُ وَيُقَالُ: إِنَّ اسْمَهُ الضَّحَّاكُ، وَقِيلَ: صَخْرٌ، تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، وَاسْمُهُ صَخْرُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ نَزَالِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرٍّ.
أَخْبَرَنَاهُ خَيْثَمَةُ، فِي كِتَابِهِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ح وَأَخْبَرَنَاهُ الصَّرْصَرِيُّ، ثنا الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ، عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ ذِي قَارٍ: «الْيَوْمَ انْتَصَفَ فِيهِ الْعَرَبُ مِنَ الْعَجَمِ» رَوَاهُ سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَاءٍ، عَنِ الْأَشْهَبِ الضُّبَعِيِّ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمِّهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِفَتْحِ تُسْتَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللهَ قَدْ فَتَحَ عَلَيْكَ تُسْتَرَ، وَهِيَ مِنْ أَرْضِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ هَذَا - يَعْنِي: الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ الَّذِي كَفَّ عَنَّا بَنِي مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ حِينَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدَقَاتِهِمْ وَقَدْ كَانُوا هَمُّوا بِنَا، قَالَ الْأَحْنَفُ: فَحَبَسَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَهُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةً يَأْتِينِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَلَا يَأْتِيهِ عَنِّي إِلَّا مَا يُحِبُّ، فَلَمَّا كَانَ رَأْسُ السَّنَةِ دَعَانِي فَقَالَ: يَا أَحْنَفُ هَلْ تَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ عِنْدِي؟ قُلْتُ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَذَّرَنَا كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ فَاحْمَدِ اللهَ يَا أَحْنَفُ ".[۱۱۱] |
12. الاستیعاب (ابن عبد البر) |
---|
* الأحنف بن قيس السعدي التميمي.
يكنى أبا بحر، واسمه الضحاك بن قيس. وقيل: صخر بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن النزال ابن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وأمه من باهلة، كان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، ودعا له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن هنالك ذكرناه في الصحابة، لأنه أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد ابن زهير، حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: هَلْ تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ، فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ، وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ؟ فَقُلْتَ أَنْتَ: إِنَّهُ لَيَدْعُوكُمْ إِلَى خَيْرٍ، وَمَا حَسَّنَ إِلا حَسَنًا. فَبَلَّغْتُ ذَلِكَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلأَحْنَفِ. فَقَالَ الأَحْنَفُ: هَذَا مِنْ أَرْجَى عَمَلِي عِنْدِي. كان الأحنف أحد الجلة الحلماء الدهاة الحكماء العقلاء، يعد في كبار التابعين بالبصرة. وتوفي الأحنف بن قيس بالكوفة في إمارة مصعب بن الزبير سنة سبع وستين، ومشى مصعب في جنازته. قَالَ أبو عمر رحمه الله: ذكرنا الأحنف بن قيس في كتابنا هذا على شرطنا أن نذكر كل من كان مسلمًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ في حياته. ولم نذكر أكثم بن صيفي لأنه لم يصح إسلامه في حياة رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وقد ذكره أبو علي بن السكن في كتاب الصحابة فلم يصنع شيئًا، والحديث الذي ذكره له في ذلك هو أن قال: لما بلغ أكثم بن صيفي مخرج رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فأراد أن يأتيه فأبى قومه أن يدعوه قالوا: أنت كبيرنا لم تك لتخف عليه. قَالَ: فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه قَالَ: فانتدب له رجلان فأتيا النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فقالا: نحن رسل أكثم بن صيفي، وهو يسألك من أنت؟ وما أنت؟ وبم جئت؟ فقال النّبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أنا مُحَمَّد بن عَبْد الله، وأنا عَبْد الله ورسوله، ثم تلا عليهم هذه الآية[۱۱۲]: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ 16: 90 ... الآية. فأتيا أكثم فقالا: أبى أن يرفع نسبه، فسألناه عن نسبه فوجدناه زاكي النسب واسطًا في مضر، وقد رمى إلينا بكلمات قد حفظناهن، فلما سمعهن أكثم قَالَ: أي قوم، أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤساء، ولا تكونوا فيه أذنابا، وكونوا فيه أولا، ولا تكونوا فيه آخرًا، فلم يلبث أن حضرته الوفاة، فقال: أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإنه لا يبلى عليهما أصل. وذكر الحديث إلى آخره. قَالَ ابْنُ السَّكَنِ: وَالْحَدِيثُ حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ إِمْلاءً، قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا بَلَغَ أَكْثَمَ بْنَ صيفي مخرج النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَذَكَر الْخَبَرَ عَلَى حَسَبِ مَا أَوْرَدْنَاهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا الْخَبَرِ شَيْءٌ يَدُلُّ عَلَى إِسْلامِهِ، بَلْ فِيهِ بَيَانٌ وَاضِحٌ أَنَّهُ إِذْ أتاه الرَّجُلانِ اللَّذَانِ بَعَثَهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَاهُ بِمَا قَالَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، وَمِثْلُ هَذَا لا يَجُوزُ إِدْخَالُهُ فِي الصحابة وباللَّه التوفيق.[۱۱۳]
ويقَالَ: الضحاك بن قيس. هو الأحنف بن قيس التميمي السعدي، يكنى أبا بحر، قد تقدّم ذكر نسبه إلى تميم في باب الألف أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يره، ودعا له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قدم عليه وفد بني تميم فذكروه له. وكان الأحنف عاقلا حليما ذا دين وذكاء وفصاحة ودهاء، لما[۱۱۴] قدمت عائشة البصرة، أرسلت إليه فأتاها، فقالت: ويحك يا أحنف، بم تعتذر إلى الله من ترك[۱۱۵] جهاد قتلة أمير المؤمنين عثمان؟ أمن قلة عدد، أو أنك لا تطاع في العشيرة؟ قَالَ: يا أم المؤمنين، ما كبرت السن، ولا طال العهد، وإن عهدي بك عام أول تقولين فيه وتنالين منه. قالت: ويحك يا أحنف! إنهم ماصوه موص [3] الإناء ثم قتلوه. قَالَ: يا أم المؤمنين، إني آخذ بأمرك وأنت راضية، وأدعه وأنت ساخطة. وعمر الأحنف إلى زمن مصعب بن الزبير، وخرج معه إلى الكوفة لقتال المختار، فمات بها، وذلك في سنة سبع وستين، وصلى عليه مصعب بن الزبير، ومشى راجلا بين رجلي نعشه بغير رداء، وَقَالَ: هذا سيد أهل العراق. ذهبت إحدى عينه يوم الحرة، ودفن بقرب قبر زياد بالكوفة.[۱۱۶] |
13. التعدیل و التجریح (الباجی) |
---|
الْأَحْنَف بن قيس بن مُعَاوِيَة بن حُصَيْن أَبُو بَحر التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ اسْمه الضَّحَّاك بن قيس وَقَالَ عَمْرو بن عَليّ اسْمه صَخْر أخرج البُخَارِيّ عَن الْحسن الْبَصْرِيّ وَأبي الْعَلَاء بن الشخير فِي الْإِيمَان وَالزَّكَاة عَنهُ عَن أبي ذَر وَأبي بكرَة قَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ ثَنَا حَمَّاد عَن عَليّ بن يزِيد عَن الْحسن عَن الْأَحْنَف بن قيس بَينا أَنا أَطُوف بِالْبَيْتِ زمن عُثْمَان أَخذ بيَدي رجل من بني لَيْث فَقَالَ أَلا أُبَشِّرك أما تذكر إِذْ بَعَثَنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى قَوْمك بني سعد فَجعلت أعرض عَلَيْهِم الْإِسْلَام فَقلت أَنْت إِنَّه يَدْعُو إِلَى خير وَيَأْمُر بِالْخَيرِ فبلغت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر للأحنف فَقَالَ الْأَحْنَف مَا عمل أنجى إِلَيّ مِنْهُ قَالَ أَبُو بكر ثَنَا هَارُون بن مَعْرُوف ثَنَا ضَمرَة عَن بن شَوْذَب قَالَ وَفد الْأَحْنَف على عمر فاحتبسه بِالْمَدِينَةِ سنة ثمَّ أذن لَهُ قَالَ أَتَدْرِي لم حبستك قَالَ لَا قَالَ لِأَنِّي كنت أَرَاك منافقا عليم اللِّسَان فَإِذا أَنْت مُؤمن عليم اللِّسَان مَاتَ قبل مُصعب بن الزبير وَقَالَ خَليفَة بن خياط مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ بِالْكُوفَةِ.[۱۱۷]
|
14. أسد الغابة (ابن الأثیر) |
---|
* صخر بْن قيس وهو الأحنف، وقيل: اسمه الضحاك التميمي السعدي، تقدم ذكره في الأحنف، فإنه أشهر يكنى أبا بحر.
وكان حليمًا كريمًا ذا دين، وعقل كبير، وذكاء، وفصاحة، وجاه عريض، ونزل البصرة، ولما قدمت عائشة رضي اللَّه عنها، إِلَى البصرة، أرسلت إليه تدعوه ليقاتل معها، فحضر، فقالت له: بم تعتذر إِلَى اللَّه تعالى من جهاد قتله عثمان أمير المؤمنين؟ فقال: يا أم المؤمنين، تقولين فيه وتنالين منه، قالت: ويحك يا أحنف! إنهم ماصوه موص الإناء، ثم قتلوه، قال: يا أم المؤمنين، إني آخذ بقولك وأنت راضية، وأدعه وأنت ساخطة. ولما وصل علي إِلَى البصرة دعاه إِلَى القتال معه، فقال: إن شئت حضرت بنفسي، وَإِن شئت قعدت، وكففت عنك عشرة آلاف سيف؟ فقال: أقعده، فلم يشهد الجمل هو ولا أحد ممن أطاعه، وشهد صفين مع علي. وعاش إِلَى إمارة مصعب عَلَى العراق، فسار معه إِلَى الكوفة فتوفي بها، فمضى مصعب ماشيًا بين رجلي نعشه، وقال: هذا سيد أهل العراق، ودفن بظاهر الكوفة. أخرجه الثلاثة.[۱۱۸]
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، ودعا له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلهذا ذكروه، وأمه امرأة من باهلة. أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ، إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَنْبَأَنَا حَجَّاجٌ، حدثنا ابْنُ سَلَمَةَ، عن عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن الْحَسَنِ، عن الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ، إِذْ أَخَذَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ بِيَدِي، فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أَتَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِكَ، فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ أَنْتَ: إِنَكَّ لَتَدْعُو إِلَى خَيْرٍ، وَتَأْمُرُ بِهِ، وَإِنَّهُ لَيَدْعُو إِلَى الْخَيْرِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَحْنَفِ، فَكَانَ الْأَحْنَفُ يَقُولُ: فَمَا شَيْءٌ مِنْ عَمَلِي أَرْجَى عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ، يَعْنِي: دَعْوَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان الأحنف أحد الحكماء الدهاة العقلاء. وقدم عَلَى عمر في وفد البصرة، فرأى منه عقلا، ودينا، وحسن سمت، فتركه عنده سنة، ثم أحضره، وقال: يا أحنف، أتدري لم احتبستك عندي؟ قال: لا، يا أمير المؤمنين، قال: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حذرنا كل منافق عليم، فخشيت أن تكون منهم، ثم كتب معه كتابًا إِلَى الأمير عَلَى البصرة، يقول له: الأحنف سيد أهل البصرة، فما زال يعلو من يومئذ. وكان ممن اعتزل الحرب بين علي، وعائشة رضي اللَّه عنهما بالجمل، وشهد صفين مع علي، وبقي إِلَى إمارة مصعب بْن الزبير عَلَى العراق، وتوفي بالكوفة سنة سبع وستين، ومشى مصعب بْن الزبير وهو أمير العراق لأخيه عَبْد اللَّهِ في جنازته. وذكر أَبُو الحسن المدائني أَنَّهُ خلف ولده بحر، وبه كان يكنى، وتوفي بحر، وانقرض عقبه من الذكور، والله أعلم. أخرجه ثلاثتهم.[۱۱۹] |
15. سیر أعلام النبلاء (ذهبی) |
---|
الأَحْنَفُ بنُ قَيْسِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ حُصَيْنٍ التَّمِيْمِيُّ
الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، العَالِمُ النَّبِيْلُ، أَبُو بَحْرٍ التَّمِيْمِيُّ، أَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بِحِلْمِهِ وَسُؤْدُدِهِ المَثَلُ. اسْمُهُ: ضَحَّاكٌ، وَقِيْلَ: صَخْرٌ. وَشُهِرَ بِالأَحْنَفِ؛ لِحَنَفِ رِجْلَيْهِ، وَهُوَ العَوَجُ وَالمَيْلُ. كَانَ سَيِّدَ تَمِيْمٍ. أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَالعَبَّاسِ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَعُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: عَمْرُو بنُ جَاوَانَ، وَالحَسَنُ البَصْرِيُّ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَطَلْقُ بنُ حَبِيْبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَمِيْرَةَ، وَيَزِيْدُ بنُ الشِّخِّيْرِ، وَخُلَيْدٌ العَصَرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ قَلِيْلُ الرِّوَايَةِ. كَانَ مِنْ قُوَّادِ جَيْشِ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّيْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ[۱۲۰]: كَانَ ثِقَةً، مَأْمُوْناً، قَلِيْلَ الحَدِيْثِ، وَكَانَ صَدِيْقاً لِمُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ، فَوَفَدَ عَلَيْهِ إِلَى الكُوْفَةِ، فَمَاتَ عِنْدَهُ بِالكُوْفَةِ. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي شَيْخٍ: كَانَ أَحْنَفَ الرِّجْلَيْنِ جَمِيْعاً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ إِلاَّ بَيْضَةٌ وَاحِدَةٌ، وَاسْمُهُ: صَخْرُ بنُ قَيْسٍ، أَحَدُ بَنِي سَعْدٍ. وَأُمُّهُ بَاهِلِيَّةٌ، فَكَانَتْ تُرَقِّصُهُ، وَتَقُوْلُ: وَاللهِ لَوْلاَ حَنَفٌ بِرِجْلِهِ ... وَقِلَّةٌ أَخَافُهَا مِنْ نَسْلِهِ مَا كَانَ فِي فِتْيَانِكُم مِنْ مِثْلِهِ ... قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: هُوَ افْتَتَحَ مَرْوَ الرُّوْذَ[۱۲۱]. وَكَانَ الحَسَنُ وَابْنُ سِيْرِيْنَ فِي جَيْشِهِ ذَاكَ. قُلْتُ: هَذَا فِيْهِ نَظَرٌ، هُمَا يَصْغُرَانِ[۱۲۲] عَنْ ذَلِكَ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوْفُ بِالبَيْتِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ، إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ: أَلاَ أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: أَمَا تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ أَدْعُوْهُم إِلَى الإِسْلاَمِ، فَجَعَلْتُ أُخْبِرُهُم، وَأَعْرِضُ عَلَيْهِم، فَقُلْتَ: إِنَّهُ يَدْعُو إِلَى خَيْرٍ، وَمَا أَسْمَعُ إِلاَّ حَسَناً؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَحْنَفِ). فَكَانَ الأَحْنَفُ يَقُوْلُ: فَمَا شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ. رَوَاهُ: أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ[۱۲۳]). العَلاَءُ بنُ الفَضْلِ المِنْقَرِيُّ: حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ جَرِيْرٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بنُ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمِّهِ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي الأَحْنَفُ: أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بِفَتْحِ تُسْتَرَ، فَقَالَ: قَدْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُم تُسْتَرَ، وَهِيَ مِنْ أَرْضِ البَصْرَةِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، إِنَّ هَذَا -يَعْنِي الأَحْنَفَ- الَّذِي كَفَّ عَنَّا بَنِي مُرَّةَ حِيْنَ بَعَثَنَا رَسُوْلُ اللهِ فِي صَدَقَاتِهِم، وَقَدْ كَانُوا هَمُّوا بِنَا. قَالَ الأَحْنَفُ: فَحَبَسَنِي عُمَرُ عِنْدَهُ سَنَةً، يَأْتِيْنِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَلاَ يَأْتِيْهِ عَنِّي إِلاَّ مَا يُحِبُّ. ثُمَّ دَعَانِي، فَقَالَ: يَا أَحْنَفُ، هَلْ تَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ عِنْدِي؟ قُلْتُ: لاَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَذَّرَنَا كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيْمٍ[۱۲۴]، فَخَشِيْتُ أَنْ تَكُوْنَ مِنْهُم، فَاحْمَدِ اللهَ يَا أَحْنَفُ. حَمَّادٌ: عَنِ ابْن جُدْعَانَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ، قَالَ: احْتَبَسَنِي عُمَرُ عِنْدَهُ حَوْلاً، وَقَالَ: قَدْ بَلَوْتُكَ وَخَبَرْتُكَ، فَرَأَيْتُ عَلاَنِيَتَكَ حَسَنَةً، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُوْنَ سَرِيْرَتُكَ مِثْلَ عَلاَنِيَتِكَ، وَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ، إِنَّمَا يُهْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيْمٍ. قَالَ العِجْلِيُّ: الأَحْنَفُ بَصْرِيٌّ، ثِقَةٌ، كَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ، وَكَانَ أَعْوَرَ، أَحْنَفَ، دَمِيْماً، قَصِيْراً، كَوْسَجاً[۱۲۵]، لَهُ بَيْضَةٌ وَاحِدَةٌ، حَبَسَهُ عُمَرُ سَنَةً يَخْتَبِرُهُ، فَقَالَ: هَذَا -وَاللهِ- السَّيِّدُ. مَعْمَرٌ: عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَدِمَ الأَحْنَفُ، فَخَطَبَ، فَأَعْجَبَ عُمَرَ مَنْطِقُهُ. قَالَ: كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُوْنَ مُنَافِقاً عَالِماً، فَانْحَدِرْ إِلَى مِصْرِكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُوْنَ مُؤْمِناً. وَعَنِ الأَحْنَفِ، قَالَ: كَذَبْتُ مَرَّةً وَاحِدَةً؛ سَأَلَنِي عُمَرُ عَنْ ثَوْبٍ: بِكَمْ أَخَذْتَهُ؟ فَأَسْقَطْتُ ثُلُثَيِ الثَّمَنِ. يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: وَفَّدَ أَبُو مُوْسَى وَفْداً مِنَ البَصْرَةِ إِلَى عُمَرَ، مِنْهُمُ الأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ، فَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ، وَكَانَ الأَحْنَفُ فِي آخِرِ القَوْمِ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، فَإِنَّ أَهْلَ مِصْرَ نَزَلُوا مَنَازِلَ فِرْعَوْنَ وَأَصْحَابِهِ، وَإِنَّ أَهْلَ الشَّامِ نَزَلُوا مَنَازِلَ قَيْصَرَ وَأَصْحَابِهِ، وَإِنَّ أَهْلَ الكُوْفَةِ نَزَلُوا مَنَازِلَ كِسْرَى وَمَصَانِعَهُ فِي الأَنْهَارِ وَالجِنَانِ، وَفِي مِثْلِ عَيْنِ البَعِيْرِ وَكَالحُوَارِ فِي السَّلَى[۱۲۶]، تَأْتِيْهِم ثِمَارُهُم قَبْلَ أَنْ تَبلُغَ، وَإِنَّ أَهْلَ البَصْرَة نَزَلُوا فِي أَرْضٍ سَبْخَةٍ، زَعِقَةٍ، نَشَّاشَةٍ[۱۲۷]، لاَ يَجِفُّ تُرَابُهَا، وَلاَ يَنْبُتُ مَرْعَاهَا، طَرَفُهَا فِي بَحْرٍ أُجَاجٍ، وَطَرَفٌ فِي فَلاَةٍ، لاَ يَأْتِيْنَا شَيْءٌ إِلاَّ فِي مِثْلِ مَرِيْءِ[۱۲۸] النَّعَامَةِ، فَارْفَعْ خَسِيْسَتَنَا وَانْعَشْ وَكِيْسَتَنَا، وَزِدْ فِي عِيَالِنَا عِيَالاً، وَفِي رِجَالِنَا رِجَالاً، وَصَغِّرْ دِرْهَمَنَا، وَكَبِّرْ قَفِيْزَنَا، وَمُرْ لَنَا بِنَهْرٍ نَسْتَعْذِبْ مِنْهُ. فَقَالَ عُمَرُ: عَجَزْتُم أَنْ تَكُوْنُوا مِثْلَ هَذَا، هَذَا -وَاللهِ- السَّيِّدُ. قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَسْمَعُهَا بَعْدُ. وَفِي رِوَايَةٍ: فِي مِثْلِ حُلْقُوْمِ النَّعَامَةِ[۱۲۹]. قَالَ خَلِيْفَةُ[۱۳۰]: تَوَجَّهَ ابْنُ عَامِرٍ[۱۳۱] إِلَى خُرَاسَانَ، وَعَلَى مُقَدَّمَتِهِ الأَحْنَفُ، فَلَقِيَ أَهْلَ هَرَاةَ، فَهَزَمَهُم، فَافْتَتَحَ ابْنُ عَامِرٍ أَبْرَشَهْرَ[۱۳۲] صُلْحاً - وَيُقَالُ: عَنْوَةً - وَبَعَثَ الأَحْنَفَ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفٍ، فَتَجَمَّعُوا لَهُ مَعَ طُوقَانَ شَاهُ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيْداً، فَهَزَمَ اللهُ المُشْرِكِيْنَ. قَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: كَانَ الأَحْنَفُ يَحْمِلُ، وَيَقُوْلُ: إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيْسٍ حَقَّا ... أَنْ يَخْضِبَ القَنَاةَ أَوْ تَنْدَقَّا[۱۳۳] وَقِيْلَ: سَارَ الأَحْنَفُ إِلَى بَلْخَ، فَصَالَحُوْهُ عَلَى أَرْبَعِ مائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ أَتَى خُوَارِزْمَ، فَلَمْ يُطِقْهَا، فَرَجَعَ. وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّ ابْنَ عَامِرٍ خَرَجَ مِنْ خُرَاسَانَ مُعْتَمِراً، قَدْ أَحْرَمَ مِنْهَا، وَخَلَّفَ عَلَى خُرَاسَانَ الأَحْنَفَ، وَجَمَعَ أَهْلُ خُرَاسَانَ جَمْعاً كَبِيْراً، وَتَجَمَّعُوا بِمَرْوَ، فَالْتَقَاهُمُ الأَحْنَفُ، فَهَزَمَهُم، وَكَانَ ذَلِكَ الجَمْعُ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ. ابْنُ عُلَيَّةَ: عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عُمَرَ ذَكَرَ بَنِي تَمِيْمٍ، فَذمَّهُم، فَقَامَ الأَحْنَفُ، فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، ائْذَنْ لِي. قَالَ: تَكَلَّمْ. قَالَ: إِنَّكَ ذَكَرْتَ بَنِي تَمِيْمٍ، فَعَمَمْتَهُم بِالذَّمِّ، وَإِنَّمَا هُمْ مِنَ النَّاسِ، فِيْهِمُ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ. فَقَالَ: صَدَقْتَ. فَقَامَ الحُتَاتُ - وَكَانَ يُنَاوِئُهُ - فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، ائْذَنْ لِي، فَلأَتَكَلَّمَ. قَالَ: اجْلِسْ، فَقَدْ كَفَاكُمْ سَيِّدُكُمُ الأَحْنَفُ. رَوَى: ابْنُ جُدْعَانَ، عَنِ الحَسَنِ: أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوْسَى: ائْذَنْ لِلأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ، وَشَاوِرْهُ، وَاسْمَعْ مِنْهُ. قَتَادَةُ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَرِيْفَ قَوْمٍ كَانَ أَفَضْلَ مِنَ الأَحْنَفِ. قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: قِيْلَ لِلأَحْنَفِ: بِمَ سَوَّدُوْكَ؟ قَالَ: لَوْ عَابَ النَّاسُ المَاءَ لَمْ أَشْرَبْهُ. وَقِيْلَ: عَاشَتْ بَنُوْ تَمِيْمٍ بِحِلْمِ الأَحْنَفِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَفِيْهِ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا الأَبْصَارُ أَبْصَرَتِ ابْنَ قَيْسٍ ... ظَلَلْنَ مَهَابَةً مِنْهُ خُشُوْعَا[۱۳۴] وَقَالَ خَالِدُ بنُ صَفْوَانَ: كَانَ الأَحْنَفُ يَفِرُّ مِنَ الشَّرَفِ، وَالشَّرَفُ يَتْبَعُهُ. وَقِيْلَ لِلأَحْنَفِ: إِنَّكَ كَبِيْرٌ، وَالصَّوْمُ يُضْعِفُكَ. قَالَ: إِنِّي أُعِدُّهُ لِسَفَرٍ طَوِيْلٍ. وَقِيْلَ: كَانَتْ عَامَّةُ صَلاَةِ الأَحْنَفِ بِاللَّيْلِ، وَكَانَ يَضَعُ أُصْبُعَهُ عَلَى المِصْبَاحِ، ثُمَّ يَقُوْلُ: حَسِّ - كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ الأَلَمِ[۱۳۵] -. وَيَقُوْلُ: مَا حَمَلَكَ يَا أَحْنَفُ عَلَى أَنْ صَنَعْتَ كَذَا يَوْمَ كَذَا. مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الحَرِيْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَصْفَرِ: أَنَّ الأَحْنَفَ اسْتُعْمِلَ عَلَى خُرَاسَانَ، فَأَجْنَبَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يُوْقِظْ غِلْمَانَهُ، وَكَسَرَ ثَلْجاً، وَاغْتَسَلَ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ بَكْرٍ المُزَنِيُّ: عَنْ مَرْوَانَ الأَصْفَرِ[۱۳۶]، سَمِعَ الأَحْنَفَ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنْ تَغفِرْ لِي، فَأَنْتَ أَهْلُ ذَاكَ، وَإِنْ تُعَذِّبْنِي، فَأَنَا أَهْلُ ذَاكَ. قَالَ مُغِيْرَةُ: ذَهَبَتْ عَيْنُ الأَحْنَفِ، فَقَالَ: ذَهَبَتْ مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، مَا شَكَوْتُهَا إِلَى أَحَدٍ. ابْنُ عَوْنٍ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: ذَكَرُوا عَنْ مُعَاوِيَةَ شَيْئاً، فَتَكَلَّمُوا وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَحْرٍ، مَا لَكَ لاَ تَتَكَلَّمُ؟ قَالَ: أَخْشَى اللهَ إِنْ كَذَبْتُ، وَأَخْشَاكُم إِنْ صَدَقْتُ. وَعَنِ الأَحْنَفِ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَجْرِي فِي مَجْرَى البَوْلِ مَرَّتَيْنِ كَيْفَ يَتَكَبَّرُ! قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: قَالَ الأَحْنَفُ: ثَلاَثٌ فِيَّ مَا أَذْكُرُهُنَّ إِلاَّ لِمُعْتَبِرٍ: مَا أَتَيْتُ بَابَ سُلطَانٍ إِلاَّ أَنْ أُدْعَى، وَلاَ دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يُدْخِلاَنِي بَيْنَهُمَا، وَمَا أَذْكُرُ أَحَداً بَعْدَ أَنْ يَقُوْمَ مِنْ عِنْدِي إِلاَّ بِخَيْرٍ[۱۳۷]. وَعَنْهُ: مَا نَازَعَنِي أَحَدٌ إِلاَّ أَخَذْتُ أَمْرِي بِأُمُوْرٍ، إِنْ كَانَ فَوْقِي عَرَفْتُ لَهُ، وَإِنْ كَانَ دُوْنِي رَفَعْتُ قَدْرِي عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ مِثْلِي تَفَضَّلْتُ عَلَيْهِ. وَعَنْهُ، قَالَ: لَسْتُ بِحَلِيْمٍ، وَلَكِنِّي أَتَحَالَمُ[۱۳۸]. وَقِيْلَ: إِنَّ رَجُلاً خَاصَمَ الأَحْنَفَ، وَقَالَ: لَئِنْ قُلْتَ وَاحِدَةً، لَتَسْمَعَنَّ عَشْراً. فَقَالَ: لَكِنَّكَ إِنْ قُلْتَ عَشْراً لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً. وَقِيْلَ: إِنَّ رَجُلاً قَالَ لِلأَحْنَفِ: بِمَ سُدْتَ؟ - وَأَرَادَ أَنْ يَعِيْبَهُ -. قَالَ الأَحْنَفُ: بِتَرْكِي مَا لاَ يَعْنِيْنِي كَمَا عَنَاكَ مِنْ أَمْرِي مَا لاَ يَعْنِيْكَ. الأَصْمَعِيُّ: عَنْ مُعْتَمِرِ بنِ حَيَّانَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُقْبَةَ أَخِي ذِي الرُّمَّةِ، قَالَ: شَهِدْتُ الأَحْنَفَ بنَ قَيْسٍ وَقَدْ جَاءَ إِلَى قَوْمٍ فِي دَمٍ، فَتَكلَّمَ فِيْهِ، وَقَالَ: احْتَكِمُوا. قَالُوا: نَحْتَكِمُ دِيَتَيْنِ. قَالَ: ذَاكَ لَكُم. فَلَمَّا سَكَتُوا، قَالَ: أَنَا أُعْطِيْكُم مَا سَأَلْتُم، فَاسْمَعُوا: إِنَّ اللهَ قَضَى بِدِيَةٍ وَاحِدَةٍ، وَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَضَى بِدِيَةٍ وَاحِدَةٍ، وَإِنَّ العَرَبَ تَعَاطَى بَيْنَهَا دِيَةً وَاحِدَةً، وَأَنْتُمُ اليَوْمَ تُطَالِبُوْنَ، وَأَخْشَى أَنْ تَكُوْنُوا غَداً مَطْلُوْبِيْنَ، فَلاَ تَرْضَى النَّاسُ مِنْكُمْ إِلاَّ بِمِثْلِ مَا سَنَنْتُم. قَالُوا: رُدَّهَا إِلَى دِيَةٍ[۱۳۹]. عَنِ الأَحْنَفِ: ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْتَصِفُوْنَ مِنْ ثَلاَثَةٍ: شَرِيْفٌ مِنْ دَنِيْءٍ، وَبَرٌّ مِنْ فَاجِرٍ، وَحَلِيْمٌ مِنْ أَحْمَقَ. وَقَالَ: مَنْ أَسْرَعَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُوْنَ، قَالُوا فِيْهِ مَا لاَ يَعْلَمُوْنَ. وَعَنْهُ، سُئِلَ: مَا المُرُوْءةُ؟ قَالَ: كِتْمَانُ السِّرِّ، وَالبُعْدُ مِنَ الشَّرِّ. وَعَنْهُ: الكَامِلُ مَنْ عُدَّتْ سَقَطَاتُهُ. وَعَنْهُ، قَالَ: رَأْسُ الأَدَبِ آلَةُ المَنْطِقِ، لاَ خَيْرَ فِي قَوْلٍ بِلاَ فِعْلٍ، وَلاَ فِي مَنْظَرٍ بِلاَ مَخْبَرٍ، وَلاَ فِي مَالٍ بِلاَ جُوْدٍ، وَلاَ فِي صَدِيْقٍ بِلاَ وَفَاءٍ، وَلاَ فِي فِقْهٍ بِلاَ وَرَعٍ، وَلاَ فِي صَدَقَةٍ إِلاَّ بِنِيَّةٍ، وَلاَ فِي حَيَاةٍ إِلاَّ بِصِحَّةٍ وَأَمْنٍ. وَعَنْهُ: العِتَابُ مِفْتَاحُ الثُّقَالَى، وَالعِتَابُ خَيْرٌ مِنَ الحِقْدِ. هِشَامٌ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: رَأَى الأَحْنَفُ فِي يَدِ رَجُلٍ دِرْهَماً، فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالَ: لِي. قَالَ: لَيْسَ هُوَ لَكَ حَتَّى تُخْرِجَهُ فِي أَجْرٍ أَوِ اكْتِسَابِ شُكْرٍ، وَتَمَثَّلَ: أَنْتَ لِلْمَالِ إِذَا أَمْسَكْتَهُ ... وَإِذَا أَنْفَقْتَهُ فَالمَالُ لَكْ[۱۴۰] وَقِيْلَ: كَانَ الأَحْنَفُ إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ وَسَّعَ لَهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ سَعَةٌ، أَرَاهُ كَأَنَّهُ يُوْسِعُ لَهُ. وَعَنْهُ، قَالَ: جَنِّبُوا مَجَالِسَنَا ذِكْرَ النِّسَاءِ وَالطَّعَامِ، إِنِّي أُبْغِضُ الرَّجُلَ يَكُوْنُ وَصَّافاً لِفَرْجِهِ وَبَطْنِهِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَلَّم مُصْعَباً فِي مَحْبُوْسَيْنِ، وَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، إِنْ كَانُوا حُبِسُوا فِي بَاطِلٍ، فَالعَدْلُ يَسَعُهُم، وَإِنْ كَانُوا حُبِسُوا فِي حَقٍّ، فَالعَفْوُ يَسَعُهُم. وَعَنْهُ، قَالَ: لاَ يَنْبَغِي لِلأَمِيْرِ الغَضَبُ، لأَنَّ الغَضَبَ فِي القُدْرَةِ لِقَاحُ السَّيْفِ وَالنَّدَامَةِ. الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الأَحْنَفُ الكُوْفَةَ مَعَ مُصْعَبٍ، فَمَا رَأَيْتُ صِفَةً تُذَمُّ إِلاَّ رَأَيْتُهَا فِيْهِ، كَانَ ضَئِيْلاً، صَعْلَ الرَّأْسِ، مُتَرَاكِبَ الأَسْنَانِ، مَائِلَ الذَّقَنِ، نَاتِئَ الوَجْنَةِ، بَاخِقَ العَيْنِ، خَفِيْفَ العَارِضَيْنِ، أَحْنَفَ الرِّجْلَيْنِ، فَكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ، جَلاَ عَنْ نَفْسِهِ. الصَّعَلُ: صِغَرُ الرَّأْسِ، وَالبَخَقُ: انْخِسَافُ العَيْنِ، وَالحَنَفُ: أَنْ تُفْتَلَ كُلُّ رِجْلٍ عَلَى صَاحِبَتِهَا. وَقِيْلَ: كَانَ مُلْتَصِقَ الأَلْيَةِ، فَشُقَّ لَهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: الأَحْنَفُ: الَّذِي يَمْشِي عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ. عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ: عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنِ الأَحْنَفِ، قَالَ: سَمِعْتُ خُطْبَةَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَالخُلَفَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ الكَلاَمَ مِنْ مَخْلُوْقٍ أَفْخَمَ وَلاَ أَحْسَنَ مِنْ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ. وَعَنْهُ: لاَ يَتِمُّ أَمْرُ السُّلْطَانِ إِلاَّ بِالوُزَرَاءِ وَالأَعْوَانِ، وَلاَ يَنْفَعُ الوُزَرَاءُ وَالأَعْوَانُ إِلاَّ بِالمَوَدَّةِ وَالنَّصِيْحَةِ، وَلاَ تَنْفَعُ المَوَدَّةُ وَالنَّصِيْحَةُ إِلاَّ بِالرَّأْيِ وَالعِفَّةِ. قِيْلَ: كَانَ زِيَادٌ مُعَظِّماً لِلأَحْنَفِ، فَلَمَّا وُلِّيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عُبَيْدُ اللهِ، تَغَيَّرَ أَمْرُ الأَحْنَفِ، وَقَدَّمَ عَلَيْهِ مَنْ هُوَ دُوْنَهُ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فِي الأَشْرَافِ، فَقَالَ لِعُبَيْدِ اللهِ: أَدْخِلْهُم عَلَيَّ عَلَى قَدْرِ مَرَاتِبِهِم. فَأَخَّرَ الأَحْنَفُ، فَلَمَّا رَآهُ مُعَاوِيَةُ، أَكْرَمَهُ لِمَكَانِ سِيَادَتِهِ، وَقَالَ: إِلَيَّ يَا أَبَا بَحْرٍ. وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ، وَأَعْرَضَ عَنْهُم، فَأَخَذُوا فِي شُكْرِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ، وَسَكَتَ الأَحْنَفُ. فَقَالَ لَهُ: لِمَ لاَ تَتَكَلَّمُ؟ قَالَ: إِنْ تَكَلَّمْتُ خَالَفْتُهُم. قَالَ: اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ عَزَلْتُ عُبَيْدَ اللهِ. فَلَمَّا خَرَجُوا، كَانَ فِيْهِم مَنْ يَرُوْمُ الإِمَارَةَ، ثُمَّ أَتَوْا مُعَاوِيَةَ بَعْد ثَلاَثٍ، وَذَكَرَ كُلُّ وَاحِدٍ شَخْصاً، وَتَنَازَعُوا. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا تَقُوْلُ يَا أَبَا بَحْرٍ؟ قَالَ: إِنْ وَلَّيْتَ[۱۴۱] أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، لَمْ تَجِدْ مِثْلَ عُبَيْدِ اللهِ. فَقَالَ: قَدْ أَعَدُّتُهُ. قَالَ: فَخَلاَ مُعَاوِيَةُ بِعُبَيْدِ اللهِ، وَقَالَ: كَيْفَ ضَيَّعْتَ مِثْلَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي عَزَلَكَ وَأَعَادَكَ وَهُوَ سَاكِتٌ!؟ فَلَمَّا رَجَعَ عُبَيْدُ اللهِ، جَعَلَ الأَحْنَفَ صَاحِبَ سِرِّهِ[۱۴۲]. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ المِصْرِيُّ الفَقِيْهُ: عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ المَعَافِرِيِّ، عَنْ، عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُمَارَةَ بنِ عُقْبَةَ، قَالَ: حَضَرْتُ جَنَازَةَ الأَحْنَفِ بِالكُوْفَةِ، فَكُنْتُ فِيْمَنْ نَزَلَ قَبْرَهُ، فَلَمَّا سَوَّيْتُهُ، رَأَيْتُهُ قَدْ فُسِحَ لَهُ مَدَّ بَصَرِي، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَصْحَابِي، فَلَمْ يَرَوْا مَا رَأَيْتُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ: تُوُفِّيَ الأَحْنَفُ فِي دَارِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي غَضَنْفَرٍ، فَلَمَّا دُلِّيَ فِي حُفْرَتِهِ، أَقْبَلَتْ بِنْتٌ لأَوْسٍ السَّعْدِيِّ وَهِيَ عَلَى رَاحِلَتِهَا عَجُوْزٌ، فَوَقَفَتْ عَلَيْهِ، وَقَالَتْ: مَنِ المُوَافَى بِهِ حُفْرَتَهُ لِوَقْتِ حِمَامِهِ؟ قِيْلَ لَهَا: الأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ. قَالَتْ: وَاللهِ لَئِنْ كُنْتُم سَبَقْتُمُوْنَا إِلَى الاسْتِمْتَاعِ بِهِ فِي حَيَاتِهِ، لاَ تَسْبِقُوْنَا إِلَى الثَّنَاءِ عَلَيْهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ. ثُمَّ قَالَتْ: للهِ دَرُّكَ مِنْ مِجَنٍّ فِي جَنَنٍ، وَمُدْرَجٍ فِي كَفَنٍ، وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجعُوْنَ، نَسْأَلُ مَنِ ابْتَلاَنَا بِمَوْتِكَ، وَفَجَعَنَا بِفَقْدِكَ: أَنْ يُوْسِعَ لَكَ فِي قَبْرِكَ، وَأَنْ يَغْفِرَ لَكَ يَوْمَ حَشْرِكَ. أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ فِي بِلاَدِهِ هُمْ شُهُوْدُهُ عَلَى عِبَادِهِ، وَإِنَّا لَقَائِلُوْنَ حَقّاً، وَمُثْنُوْنَ صِدْقاً، وَهُوَ أَهْلٌ لِحُسْنِ الثَّنَاءِ، أَمَا وَالَّذِي كُنْتُ مِنْ أَجَلِهِ فِي عِدَّةٍ، وَمِنَ الحَيَاةِ فِي مُدَّةٍ، وَمِنَ المِضْمَارِ إِلَى غَايَةٍ، وَمِنَ الآثَارِ إِلَى نِهَايَةٍ، الَّذِي رُفِعَ عَمَلُكَ عِنْد انْقَضَاءِ أَجَلِكَ، لَقَدْ عِشْتَ مَوْدُوْداً حَمِيْداً، وَمُتَّ سَعِيْداً فَقِيْداً، وَلَقَدْ كُنْتَ عَظِيْمَ الحِلْمِ، فَاضِلَ السَّلْمِ، رَفِيْعَ العِمَادِ، وَارِيَ الزِّنَادِ، مَنِيْعَ الحَرِيْمِ، سَلِيْمَ الأَدِيْمِ، عَظِيْمَ الرَّمَادِ، قَرِيْبَ البَيْتِ مِنَ النَّادِ[۱۴۳]. قَالَ قُرَّةُ بنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الضَّحَّاكِ: أَنَّهُ أَبْصَرَ مُصْعَباً يَمْشِي فِي جَنَازَةِ الأَحْنَفِ بِغَيْرِ رِدَاءٍ. قَالَ الفَسَوِيُّ: مَاتَ الأَحْنَفُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ. وَقَالَ جَمَاعَةٌ: مَاتَ فِي إِمْرَةِ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ عَلَى العِرَاقِ -رَحِمَهُ اللهُ-. قُلْتُ: قَدِ اسْتَقْصَى الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ تَرْجَمَةَ الأَحْنَفِ فِي كَرَارِيْسَ[۱۴۴]. ، وَطَوَّلْتُهَا - أَنَا - فِي (تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ[۱۴۵]) - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -.[۱۴۶] |
ذکر اسماء التابعین ومن بعدهم (الدار قطنی)
- أحنف بن قیس
- الاحنف بن قیس
- الْــأَحْنَف بن قیس
مشاهیر علماء الأمصار (ابن حبان)
- الاحنف بن قیس کان اسمه صخر وقد قیل ان اسمه کان الضحاک وانما قیل له الاحنف لانه ولد احنف الرجلین وهو الــاحنف بن قیس بن معاویة بن حصین السعدی أبو بحر کان من سادات الناس وعقلاء التابعین وفصحاء أهل البصرة وحکمائهم ممن فتح علی یده الفتوح الکثیرة للمسلمین ومات بالکوفة سنة سبع وستین فی امارة بن الزبیر وصلی علیه مصعب بن الزبیر ومشی فی جنازته بغیر رداء
أسد الغابة (ابن الأثیر)
- الأحنف بْن قیس والأحنف لقب له لحنف کان برجله، واسمه الضحاک، وقیل: صخر بْن قیس بْن معاویة بْن حصین بْن عبادة بْن النزال بْن مرة بْن عبید بْن الحارث بْن عمرو بْن کعب بْن سعد بْن زید مناة بْن تمیم، أَبُو بحر التمیمی السعدی.
- أدرک النَّبِیّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ولم یره، ودعا له النَّبِیّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فلهذا ذکروه، وأمه امرأة من باهلة.
- أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ یَحْیَی بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِیُّ، إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ أَبِی عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّی، أَنْبَأَنَا حَجَّاجٌ، حدثنا ابْنُ سَلَمَةَ، عن عَلِیِّ بْنِ زَیْدٍ، عن الْحَسَنِ، عن الــأَحْنَفِ بْنِ قَیْسٍ، قَالَ: بَیْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَیْتِ فِی زَمَنِ عُثْمَانَ، إِذْ أَخَذَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی لَیْثٍ بِیَدِی، فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُکَ؟ قُلْتُ: بَلَی، قَالَ: أَتَذْکُرُ إِذْ بَعَثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ إِلَی قَوْمِکَ، فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَیْهِمُ الإِسْلامَ وَأَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ، فَقُلْتُ أَنْتَ: إِنَکَّ لَتَدْعُو إِلَی خَیْرٍ، وَتَأْمُرُ بِهِ، وَإِنَّهُ لَیَدْعُو إِلَی الْخَیْرِ، فَبَلَغَ ذَلِکَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَحْنَفِ، فَکَانَ الْأَحْنَفُ یَقُولُ: فَمَا شَیْءٌ مِنْ عَمَلِی أَرْجَی عِنْدِی مِنْ ذَلِکَ، یَعْنِی: دَعْوَةَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وکان الأحنف أحد الحکماء الدهاة العقلاء.
- وقدم عَلَی عمر فی وفد البصرة، فرأی منه عقلا، ودینا، وحسن سمت، فترکه عنده سنة، ثم أحضره، وقال: یا أحنف، أتدری لم احتبستک عندی؟ قال: لا، یا أمیر المؤمنین، قال: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حذرنا کل منافق علیم، فخشیت أن تکون منهم، ثم کتب معه کتابًا إِلَی الأمیر عَلَی البصرة، یقول له: الأحنف سید أهل البصرة، فما زال یعلو من یومئذ.
- وکان ممن اعتزل الحرب بین علی، وعائشة رضی اللَّه عنهما بالجمل، وشهد صفین مع علی، وبقی إِلَی إمارة مصعب بْن الزبیر عَلَی العراق، وتوفی بالکوفة سنة سبع وستین، ومشی مصعب بْن الزبیر وهو أمیر العراق لأخیه عَبْد اللَّهِ فی جنازته.
- وذکر أَبُو الحسن المدائنی أَنَّهُ خلف ولده بحر، وبه کان یکنی، وتوفی بحر، وانقرض عقبه من الذکور، والله أعلم.
طبقات المحدثین (أبو الشیخ الأصبهانی)
- الْــأَحْنَفُ بْنُ قَیْسٍ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ ثُمَّ مِنْ مُضَرَ رَوَی عَنْ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِیٍّ، وَالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، یُقَالُ صَخْرُ بْنُ قَیْسٍ أَبُو بَحْرٍ، وَیُقَالُ الضَّحَّاکُ بْنُ قَیْسٍ أَدْرَکَ زَمَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ یَلْقَهُ حَکَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ عَبْدَةَ، عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی بُکَیْرٍ، عَنْ سَعِیدِ بْنِ عُبَیْدٍ قَالَ: ثنا أَشْیَاخُنَا «أَنَّ التَّیْمُرَةَ، وَجَرَمَ قَاشَانَ افْتَتَحَهُمَا الْــأَحْنَفُ بْنُ قَیْسٍ عَنْوَةً وَمِنْهُ سُبِیَ وَثَّابٌ مَوْلَی ابْنِ عَبَّاسٍ» دَعَا لَهُ النَّبِیُّ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فِیمَا کَتَبَ إِلَیْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَانَ وَأَجَازَهُ لَنَا قَالَ: ثنا إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ عَنْ حَمَّادٍ بِإِسْنَادٍ لَهُ أَنَّ کِتَابَ النَّبِیِّ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَی بَنِی تَمِیمٍ، فَقَالَ الْأَحْنَفُ: إِلَی مَا یَدْعُو؟ فَقِیلَ: إِلَی الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْیِ عَنِ الْمُنْکَرِ، فَقَالَ: قَوْلٌ حَسَنٌ قَالَ: فَأُخْبِرَ النَّبِیُّ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا لَهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَحْرٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِیٍّ، قَالَ: الْــأَحْنَفُ بْنُ قَیْسٍ أَبُو بَحْرٍ اسْمُهُ صَخْرُ بْنُ قَیْسٍ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَحْرٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَی، قَالَ: ثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ حَدَّثَنِی بَعْضُ أَصْحَابِی، عَنْ أَبِی، عَنِ الْــأَحْنَفِ بْنِ قَیْسٍ، قَالَ: " فِیَّ خِلَالٌ ثَلَاثٌ مَا أَذْکُرُهَا إِلَّا أَنْ یَعْتَبِرَ رَجُلٌ بِخُلُقٍ صَالِحٍ: مَا أَتَیْتُ بَابَ سُلْطَانٍ قَطُّ إِلَّا أَنْ دَعَا، وَلَا دَخَلْتُ بَیْنَ اثْنَیْنِ قَطُّ إِلَّا أَنْ یَأْمُرَانِی، وَلَا خَلَّفْتُ أَحَدًا بَعْدَهُ بِسُوءٍ قَطُّ "
- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْجَمَّالٌ، قَالَ: ثنا الْهَیْثَمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثنا أَبُو السِّکِّینِ، سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَدَائِنِیِّ، بِفَمِ الصُّلْحِ فِی عَسْکَرِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَمِئَتَیْنِ قَالَ: قَالَ الْــأَحْنَفُ بْنُ قَیْسٍ،: " ثَمَانِیَةٌ إِنْ أُهِینُوا فَلَا یَلُومُوا إِلَّا أَنْفُسَهُمُ: الْآتِی طَعَامًا لَمْ یُدْعَ إِلَیْهِ، وَالْمُتَآمِرُ عَلَی رَبِّ الْبَیْتِ فِی بَیْتِهِ، وَطَالِبُ الْفَضْلِ مِنْ أَعْدَائِهِ، وَرَاجِی الْخَیْرِ مِنَ اللِّئَامِ، وَالْمُقْبِلُ بِحَدِیثِهِ عَلَی مَنْ لَا یَسْمَعُهُ، وَالْجَالِسُ فِی الْمَجْلِسِ الَّذِی لَا یَسْتَأْهِلُهُ، وَالدَّاخِلُ بَیْنَ اثْنَیْنِ فِی حَدِیثِهِمَا مِنْ غَیْرِ أَنْ یُدْخِلَاهُ، وَالْمُتَقَدِّمُ بِالدَّالَّةِ عَلَی السُّلْطَانِ "
- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْجَمَّالُ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ الطَّائِیُّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِیلُ ابْنُ عُلَیَّةَ، عَنْ أَیُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عُمَرَ، ذَکَرَ بَنِی تَمِیمٍ فَذَمَّهُمْ فَقَامَ الْأَحْنَفُ فَقَالَ: یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ائْذَنْ لِی فَلْأَتَکَلَّمْ قَالَ: إِنَّکَ ذَکَرْتَ بَنِی تَمِیمٍ بِالذَّمِّ وَإِنَّمَا هُمْ مِنَ النَّاسِ فِیهِمُ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ، فَقَالَ: «صَدَقْتَ»، فَقَفَّا بِقَوْلٍ حَسَنٍ، فَقَامَ رَجُلٌ کَانَ یُنَاوِئُ الْأَحْنَفَ فَقَالَ: یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ائْذَنْ لِی فَلْأَتَکَلَّمْ فَقَالَ: «اجْلِسْ فَقَدْ کَفَاکُمْ سَیِّدُکُمُ الْأَحْنَفُ»
- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثنا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: ثنا الْأَصْمَعِیُّ، قَالَ: فَاخَرَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ رَجُلًا مِنْ قُرَیْشٍ فَقَالَ: «فِینَا أَحْلَمُ الْعَرَبِ الْــأَحْنَفُ بْنُ قَیْسٍ»
- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِیِّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَیْثَمِ الْقَاضِی، قَالَ: ثنا بْنُ عُفَیْرٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، صَاحِبُ مَالِکٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِی مُعَیْطٍ، قَالَ: «کُنْتُ فِیمَنْ حَضَرَ الْــأَحْنَفَ بْنَ قَیْسٍ وَمَاتَ بِالْکُوفَةِ، فَلَمَّا وَضَعْنَاهُ فِی قَبْرِهِ وَسَوَّیْنَا عَلَیْهِ سَقَطَ قَلَنْسُوَتِی فَأَهْوَیْتُ لِآخُذَهَا وَإِذَا هُوَ فِی فُسَحٍ فِی قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ»
- السَّائِبُ بْنُ الْأَقْرَعِ بْنِ عَوْفِ بْنِ جَابِرِ بْنِ سُفْیَانَ بْنِ سَالِمِ بْنِ مَالِکِ بْنِ حُطَیْطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ ثَقِیفٍ اسْتَخْلَفَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَیْلٍ عَلَی أَصْبَهَانَ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی الْعَاصِ الثَّقَفِیِّ وَکَانَ وَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قِسْمَةَ الْغَنَائِمِ بِنَهَاوَنْدَ، وَیُنْسَبُ إِلَی السَّائِبِ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ الْفُضَیْلُ بْنُ السَّائِبِ وَوَلَدُهُ مُصْعَبُ بْنُ الْفُضَیْلِ وَوَلَدُهُ فَیْضُ بْنُ مُصْعَبٍ، وَکَانَ لِلْفَیْضِ سَبْعَةَ عَشَرَ ابْنًا، فَمِنْ وَلَدِهِ الْمُغِیرَةُ بْنُ فَیْضٍ، وَعِصَامُ بْنُ الْفَیْضِ، وَوَلَدُهُ الْمُکَنَّی بِأَبِی عُمَرَ بْنِ عِصَامٍ، وَکَانُوا وُجُوهَ بَلَدِنَا وَرُؤَسَائَهَا
- وَحُکِیَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاوِیَةَ سَأَلَ الْفُضَیْلَ حَاجَةً فَلَمْ یَقْضِهَا. یُقَالُ إِنَّ أَبَا عُمَرَ الْجَرْمِیَّ قَدِمَ عَلَی الْفَیْضِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَأَدَّبَ أَوْلَادَهُ فَأَعْطَاهُ عَشَرَةَ آلَافٍ، وَکَانَ الْمُحْدِثُونَ یَقْدَمُونَ عَلَیْهِمْ فَیَرْجِعُونَ عَنْهُمْ رَاضِینَ
- وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْجَارُودِ، قَالَ: ثنا أَبُو سَعِیدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِیَاثٍ، عَنِ الشَّیْبَانِیِّ، عَنْ أَبِی عَوْنٍ الثَّقَفِیِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ الْأَقْرَعِ، أَنَّهُ " کَانَ جَالِسًا فِی إِیوَانِ کِسْرَی فَنَظَرَ إِلَی تِمْثَالٍ یُشِیرُ بِأُصْبُعِهِ إِلَی مَوْضِعٍ، فَوَقَعَ فِی رُوعِی أَنَّهُ یُشِیرُ إِلَی کَنْزٍ قَالَ: " فَحَفَرَ ذَلِکَ الْمَکَانَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ کَنْزًا عَظِیمًا، فَکَتَبْتُ إِلَی عُمَرَ فَقَالَ: «اقْسِمْهُ بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ»
جرح و تعدیل اهل سنت
- أحمد بن صالح الجیلی: ثقة
- ابن حجر العسقلانی: ثقة
- الحسن البصری: ما رأیت شریف قوم أفضل من الأحنف
- الحسین بن محمد الجیانی: أدرک النبی محمد (ص) ودعا له
- الذهبی: سید نبیل، أحد من یضرب بحلمه وسؤدده المثل
- محمد بن سعد کاتب الواقدی: ثقة مأمون قلیل الحدیث
- یعقوب بن شیبة السدوسی: کان جوادا حلیما وکان رجلا صالحا قدیما، أدرک الجاهلیة، وقد ذکر للنبی (ص) فاستغفر له، وکان أحد الوفد الذین قدموا علی عمر من أهل البصرة[۱۴۷]
منابع
پانویس
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، الرجال، ج1، ص26.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، الرجال، ج1، ص57.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، الرجال، ج1، ص93.
- ↑ سورة الانسان: 7.
- ↑ زمخشری، جار الله، أساس البلاغة ص 54 والقاموس 3 / 7 والنهاية 1 / 174.
- ↑ الصحاح: 1 / 134.
- ↑ فارابی، اسماعیل بن حماد، الصحاح: 1 / 146.
- ↑ سورة الاحزاب: 33.
- ↑ طوسی، محمدبن حسن، اختیارمعرفةالرجال، ج1، ص304-307.
- ↑ الحلی، ابن داوود، الرجال، ج1، ص46.
- ↑ قهپایی، عنایة الله، مجمع الرجال، ج1، ص177.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، الرجال: 93/ 1.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، الرجال: 57/ 6.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، الرجال: 26/ 61.
- ↑ سورة الإنسان: 7.
- ↑ في المصدر: و جارية. الصواب: جارية بن قدامة، و هو عمّ الأحنف، و قيل: ابن عمّه. منه قدّس سرّه.
- ↑ في المصدر هنا و في الموارد الآتية: الخبات(الحباب خ ل).
- ↑ في المصدر: يزيد، و في حواشي النسخ: يزيد(خ ل).
- ↑ ما أثبتناه من«ش» و«ط»، و في بقيّة النسخ و المصدر: يا أمير المؤمنين.
- ↑ في«ت» و«ض» و الحجريّة و المصدر: حصرتموه، و في مجمع الرجال 1: 175 نقلا عن الكشّي كما في المتن.
- ↑ في الحجريّة و المصدر: حصره، و في مجمع الرجال نقلا عن الكشّي كما أثبتناه.
- ↑ قال السيّد الداماد معلّقا على هذه العبارة- بعد أن نقل عن الصحاح أنّ معنى الرحب: الواسع، و السرب: الطريق-: يعني إنّي لم أخذلها و هي محتاجة إلى الانتصار، بل خذلتها و هي في طول باع و رحب سرب، أي: في مندوحة فسيحة عن القتال و تجهيز الجيش. انظر الصحاح 1: 134 و 146 و تعليقة اختيار معرفة الرجال 1: 304.
- ↑ في«ر» و«ع» و المصدر: تدرّ. - أي: تكثر و تزيد. محمّد أمين الكاظمي.
- ↑ في ديوان الفرزدق: الحتات.
- ↑ ما أثبتناه من«ر» و«ش» و«ع» و ديوان الفرزدق، و في بقيّة النسخ و رجال الكشّي: فيختار.
- ↑ كذا في النسخ، و في المصدر و ديوان الفرزدق: حلايبه.
- ↑ في الديوان: لأبديته.
- ↑ انظر ديوان الفرزدق 1: 45.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، اختیار معرفة الرجال: 90/ 145.
- ↑ استرآبادی، محمد بن علی، منهج المقال، ج2، ص232-235.
- ↑ اردبیلی، محمد بن علی، جامع الرواة، ج1، ص76.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، الرجال: ٢٦ / ٦١.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، الرجال: ٥٧ / ٦.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، الرجال: ٩٣ / ١.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، اختیار معرفة الرجال: ٩٠ / ١٤٥.
- ↑ تفرشی، سید مصطفی، نقد الرجال، ج1، ص182.
- ↑ مصادر الترجمة رجال الشيخ:7 برقم 64،إتقان المقال:259،ملخّص المقال في قسم المجاهيل، توضيح الاشتباه:48 برقم 164،الوجيزة:145[رجال المجلسي:156 برقم (148)]، اسد الغابة 55/1،الاستيعاب 56/1،القاموس المحيط 130/3،تاج العروس 77/6،صحاح اللغة للجوهري 1347/4،لسان العرب 56/9،رجال الكشّي:90 حديث 145،البداية و النهاية 293/8،تهذيب التهذيب 191/1 برقم 356،العبر 80/1،النجوم الزاهرة 184/1،الكاشف 100/1،شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 235/1،العقد الفريد 28/4،عيون الأخبار لابن قتيبة 211/1،تجريد أسماء الصحابة 10/1 برقم 53،تهذيب الكمال 282/2 برقم 285،تقريب التهذيب 49/1 برقم 326،سير أعلام النبلاء 86/4 برقم 29،أخبار أصبهان 224/1،شذرات الذهب 78/1،خلاصة تذهيب تهذيب الكمال:44،وفيات الأعيان 499/2 برقم 305،الإصابة 110/1 برقم 429.
- ↑ زبیدی واسطی، سید مرتضی، تاج العروس، 77/6،و انظر:ضبط اللفظة في توضيح المشتبه 165/1.
- ↑ ساروی، محمد بن علی، توضيح الاشتباه:48 برقم 164.
- ↑ انظر:ضبط بحر في توضيح المشتبه 380/1.
- ↑ صرّح بذلك زبیدی واسطی، سید مرتضی، في تاج العروس 213/8،و انظر: فارابی، اسماعیل بن حماد، صحاح اللغة 1878/5.
- ↑ قال في القاموس 311/3:ضحّاك و ضحوك و مضحاك و ضحكة كهمزة و كحزقّة:كثير الضحك.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، الرجال:7 برقم 64، الجزری، ابن اثیر، اسد الغابة 55/1-بعد أن عنونه-قال:و اسمه الضحّاك، و قيل:صخر بن قيس، و في الاستيعاب 56/1،يكنّى:أبا بحر و اسمه الضحّاك، و قيل:صخر بن قيس.
- ↑ زبیدی، واسطی، سید مرتضی، تاج العروس 77/6. و أقول:قول بعض المعاصرين بأنّ كتب التاريخ و الرجال اتّفقت على أنّ اسمه: صخر، خال من الصحة إلاّ على نحو القيل.
- ↑ كما في القاموس 130/3،و صحاح الجوهري 1347/4،و لسان العرب 56/9 مع اختلاف يسير.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، الرجال:35 برقم 6.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، الرجال:66 برقم 1، طه نجف، محمد، إتقان المقال:259 في قسم الضعفاء، و في ملخّص المقال عدّه في قسم المجاهيل..و هو غريب. !
- ↑ الجزری، ابن اثیر، اسد الغابة 55/1.
- ↑ لاحظ قولهم:أحلم من الأحنف، في كتب الأمثال، مثل المستقصى في أمثال العرب 70/1-71 برقم 274،و مجمع الأمثال 219/1 برقم 1179 و غيرهما.
- ↑ بكسر الحاء و ضمّها من الاحتباء و هو ضم الساقين إلى البطن بالثوب أو اليدين أو غيرهما. [منه(قدّس سرّه)].
- ↑ رجال الكشّي:90 حديث 145،و في البداية و النهاية 293/8 في قصة مصعب بن الزبير:عزله أخوه عبد اللّه بن الزبير عن البصرة و ولّى عليها[أي على الكوفة]ابنه حمزة ابن عبد اللّه بن الزبير..إلى أن قال:فبعث الأحنف إلى عبد اللّه بن الزبير فعزله و أعاد إلى ولايتها أخاه مصعبا. و في صفحة:287 في مقتل المختار على يدي مصعب بن الزبير:و قدّم مصعب بين يديه عباد بن الحصين، و جعل على ميمنته عمر بن عبيد اللّه بن معمر، و على الميسرة المهلب بن أبي صفرة، و رتب الأمراء على راياتها و قبائلها، ك:مالك بن مسمع، و الأحنف بن قيس. و في تهذيب التهذيب 191/1 برقم 356،قال:الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين التميمي السعدي أبو بحر البصري و اسمه:الضحّاك، و قيل:صخر و الأحنف لقب، أدرك النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لم يسلم، و يروي بسند ليّن أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم دعا له. روى عن عمر و علي[عليه السلام]و عثمان، و سعد، و ابن مسعود، و أبي ذر، و غيرهم..إلى أن قال:و حلمه يضرب به المثل..إلى أن قال: و كان ثقة مأمونا قليل الحديث..إلى أن قال:و قال مصعب بن الزبير يوم موته:ذهب اليوم الحزم و الرأي. قيل:مات سنة 67،و قيل:سنة 72 قلت:و قيل:إنّ اسمه الحارث، و ذكره ابن حبّان في الثقات. و في شذرات الذهب 77/1-78 في حوادث سنة 72:و فيها على الصحيح توفّى أبو بحر المعروف ب:الأحنف بن قيس التميمي السعدي. كان من سادات التابعين. يضرب بحلمه المثل..إلى أن قال:وفد على عمر، و له رواية عن عمر و عثمان و علي [عليه السلام]..إلى أن قال:و لما بايع معاوية لولده يزيد حسّن له بعض الحاضرين ذلك، فقال له معاوية:فما تقول أنت يا أبا بحر؟!فقال:أخاف اللّه إن كذبت، و أخافكم إن صدقت، فقال معاوية:جزاك اللّه من الطاعة خيرا..و أمر له بألوف..إلى آخره. و في العبر 80/1 في حوادث سنة 72 قال:و فيها-على الصحيح-الأحنف بن قيس، أبو بحر التميمي السعدي الأمير، أحد الأشراف، و من يضرب بحلمه المثل، فعن الحسن قال:ما رأيت شريف قوم أفضل من الأحنف. و في النجوم الزاهرة 184/1 في حوادث سنة 69:و فيها توفّي الأحنف بن قيس التميمي البصري أبو بحر، و اسمه:الضحّاك بن قيس بن معاوية بن الحصين، و كان أحنف الرجلين و الحنف:الميل، و هو من الطبقة الأولى من التابعين من أهل البصرة، أدرك النبي صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم و لم يره. قلت:و أخبار الأحنف مشهورة تغني عن الاطناب في ذكره، و قد تقدّم ذكر وفاته و الصحيح في هذه السنة. و قال في صفحة:181 في حوادث سنة 67:و فيها توفّي الأحنف بن قيس بالكوفة مع مصعب بن الزبير، و قيل:مات سنة 71 لمّا سار مصعب لقتال عبد الملك بن مروان. و في الكاشف 100/1 بعد أن ذكر العنوان قال:و كان سيّدا نبيلا، توفّي سنة 67، و قيل سنة 72.
- ↑ سورة هل أتى(39)آية 7.
- ↑ و أضاف ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 322/1 بعد ما سلف-:..و إنّ الصبر على طاعة اللّه أهون من الصبر على عذاب اللّه.
- ↑ في نسخة:جارية، و هو أصحّ، و جارية هذا هو ابن قدامة السعدي من سعد تميم [منه(قدّس سرّه)].
- ↑ في تعليق السيد الداماد على اختيار معرفة الرجال 304/1 برقم 145:قال:الحبّاب ابن يزيد، و في اختيار الرجال:91 حديث 145:خبات، و في مجمع الرجال 175/1: الخبّاب.
- ↑ قهپایی، عنایة الله، مجمع الرجال 175/1:و رحب شرب، و طوسی، محمد بن حسن، في اختيار معرفة الرجال(رجال الكشّي):91:و رحب سرب، و مثله في تعليقة السيّد الداماد 304/1 برقم 145. كلمات و مواقف المترجم برواية ابن أبي الحديد لقد قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 235/1:لمّا انصرف الزبير عن حرب علي عليه السلام، مرّ بواد السباع-و الأحنف بن قيس هناك في جمع من بني تميم، قد اعتزل الفريقين-فأخبر الأحنف بمرور الزبير، فقال رافعا صوته:ما أصنع بالزبير! لفّ غارين[أي الجيش، و في لسان العرب 34/6:جمع بين غارين]من المسلمين حتى أخذت السيوف منها مأخذها، انسلّ و تركهم، أما إنّه لخليق بالقتل، قتله اللّه..إلى آخره. و في صفحة:320:و قال الأحنف برقيق[كذا]:لست حليما، إنّما أنا صبور، فأفادني الصبر صفتي بالحلم. و في 230/2:قال نصر:مال الأحنف إلى علي عليه السلام، فقال:يا أمير المؤمنين إنّي خيرتك يوم الجمل أن آتيك فيمن أطاعني، أو أكفّ عنك بني سعد فقلت:«كفّ قومك، فكفى بكفّك نصيرا» ،فأقمت بأمرك، و إن عبد اللّه بن قيس رجل قد حلبت أشطره فوجدته قريب القعر، كليل المدية، و هو رجل يمان و قومه مع معاوية؟ و قد رميت بحجر الأرض، و بمن حارب اللّه و رسوله، و إنّ صاحب القوم من ينأى حتى يكون مع النجم، و يدنو حتى يكون في أكفّهم فابعثني، فو اللّه لا يحلّ عنك عقدة إلاّ عقدت لك أشدّ منها، فإن قلت:إنّي لست من أصحاب رسول اللّه[صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]فابعث رجلا من أصحاب رسول اللّه، و ابعثني معه. و في صفحة:232 في كتابة سند الموادعة في حرب صفين:فلمّا أعيد إليه الكتاب أمر بمحوه، فقال الأحنف:لا تمح اسم أمير المؤمنين عنك فإنّي أتخوّف إن محوتها ألاّ ترجع إليك أبدا فلا تمحها..إلى آخره. و في صفحة:249:و كان آخر من ودّع أبا موسى الأحنف بن قيس، أخذ بيده، ثم قال له:يا أبا موسى، أعرف خطب هذا الأمر، و أعلم أنّ له ما بعده، و إنك إن أضعت العراق فلا عراق، اتّق اللّه، فإنّها تجمع لك دنياك و آخرتك، و إذا لقيت غدا عمرا فلا تبدأه بالسلام، فإنّها و إن كانت سنّة إلاّ أنّه ليس من أهلها، و لا تعطه يدك فإنّها أمانة، و إيّاك أن يقعدك على صدر الفراش فإنّها خدعة، و لا تلقه إلاّ وحده، و احذر أن يكلمك في بيت فيه مخدع، تخبأ لك فيه الرجال و لشهوده ثم أراد أن يثور[يختبر]ما في نفسه لعليّ[عليه السلام]:فقال له، فإن لم يستقم لك عمرو على الرضا بعليّ[عليه السلام]، فليختر أهل العراق من قريش الشام من شاءوا، أو فليختر أهل الشام من قريش العراق من شاءوا..إلى أن قال:فرجع الأحنف إلى عليّ عليه السلام، فقال له:أخرج أبو موسى و اللّه زبدة سقائه في أوّل مخضه، لا أرانا إلاّ بعثنا رجلا لا ينكر خلعك. فقال علي[عليه السلام]:اللّه غالب على أمره. و في 187/3:لما استنهض ابن عباس بالبصرة الناس لقتال معاوية:فقام إليه الأحنف بن قيس، فقال:نعم و اللّه لنجيبنّك، و لنخرجنّ معك على العسر و اليسر، و الرضا و الكره، نحتسب في ذلك الأجر، و نأمل به من اللّه العظيم حسن الثواب. و في صفحة:194 في نصب أمراء على قبائل العرب لحرب صفّين:و الأحنف على تميم و ضبّة و الرباب. و في 52/8 بسنده:..قال الأحنف بن قيس في صفّين لأصحابه:هلكت العرب! قالوا له:و ان غلبنا يا أبا بحر؟ قال:نعم، قالوا:و إن غلبنا؟ قال:نعم، قالوا:و اللّه ما جعلت لنا مخرجا. فقال الأحنف:إنّا إن غلبناهم لم نترك بالشام رئيسا إلاّ ضربنا عنقه، و إن غلبونا لم يعرج بعدها رئيس عن معصية اللّه أبدا. و في 64/9:قال الأحنف:فيّ خلّتان:لا أغتاب جليسي إذا قام عنّي، و لا أدخل بين القوم فيما لم يدخلوني فيه. و في صفحة:161:لمّا نصب معاوية ابنه يزيد لولاية العهد، أقعده في قبّة حمراء، و أدخل الناس ليسلّموا على معاوية، ثم يميلون إلى قبّة يزيد فيسلّمون عليه بولاية العهد..إلى أن قال:فلمّا خفّ الناس، قال معاوية:ما بالك لا تقول يا أبا بحر! قال: أخاف اللّه إن كذبتك، و أخافك إن صدقتك، فما ذا أقول..إلى آخره. و صفحة:311 في كتابة طلحة و الزبير إلى والي أمير المؤمنين عليه السلام على البصرة:و كتبا إلى عثمان بن حنيف الأنصاري، و هو عامل علي عليه السلام على البصرة:أن أخل لنا دار الإمارة فلمّا وصل كتابهما إليه بعث إلى الأحنف بن قيس، فقال له:إنّ هؤلاء القوم قدموا علينا، و معهم زوجة رسول اللّه[صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]، و الناس إليها سراع كما ترى، فقال الأحنف:إنّهم جاءوك بها للطلب بدم عثمان، و هم الذين ألّبوا على عثمان الناس، و سفكوا دمه، و أراهم و اللّه لا يزالون حتى يلقوا العداوة بيننا، و يسفكوا دماءنا، و أظنّهم و اللّه سيركبون منك خاصّة ما لا قبل لك به، إن لم تتأهّب لهم بالنهوض إليهم فيمن معك من أهل البصرة، فإنّك اليوم الوالي عليهم، و أنت فيهم مطاع، فسر إليهم بالناس و بادرهم قبل أن يكونوا معك في دار واحدة، فيكون الناس لهم أطوع منهم لك. و في 37/10:كان الأحنف يصلّي صلاة الليل، و يضع المصباح قريبا منه، فيضع إصبعه عليه، و يقول:يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا! حتى يصبح، إلى هنا انتهى ما اخترناه من شرح نهج البلاغة. و في العقد الفريد 28/4 ما ملخصه:دخل شاميّ على معاوية فقام خطيبا و كان آخر كلامه أن لعن عليا[عليه السلام]فأطرق الناس و تكلّم الأحنف فقال:إنّ هذا القائل ما قال آنفا لو يعلم أنّ رضاك في لعن المرسلين للعنهم، فاتّق اللّه ودع عنك عليا [عليه السلام]، فقد لقي ربّه، و أفرد في قبره، و خلا بعمله، و كان و اللّه[ما علمنا] المبرّز بسبقه، الطاهر ثوبه، الميمون نقيبته، العظيم مصيبته، فقال له معاوية:يا أحنف! لقد أغضيت العين على القذى، و قلت بغير ما ترى، و أيم اللّه لتصعدنّ المنبر فلتلعنه طوعا أو كرها، فقال له الأحنف:إن تعفني فهو خير لك، و إن تجبرني فو اللّه لا تجري به شفتاي أبدا، قال:قم فاصعد المنبر..قال الأحنف:أمّا و اللّه مع ذلك لأنصفنّك في القول و الفعل، قال:و ما أنت قائل إن أنصفتني؟ قال:أقول إنّ معاوية أمرني أن العن عليا و إنّ عليّا و معاوية اختلفا فاقتتلا و ادّعى كلّ منهما أنّه بغى عليه و على فئته فإذا دعوت فأمّنوا ثم أقول:اللهمّ العن أنت و ملائكتك و أنبياؤك و جميع خلقك الباغي منهما على صاحبه و العن الفئة الباغية، اللهمّ العنهم لعنا كثيرا..أمنوا رحمكم اللّه، يا معاوية! لا أزيد على هذا و لا أنقص منه حرفا و لو كان فيه ذهاب نفسي، فقال معاوية اذن نعفيك يا أبا بحر.
- ↑ في المصدر:الحتات.
- ↑ في المصدر:و ميراث حرب جامد لك ذائبه.
- ↑ في المصدر:فيختاز.
- ↑ خ. ل:القليل خلايبه. [منه(قدّس سرّه)].
- ↑ ديوان الفرزدق 45/1(دار صادر بيروت).
- ↑ مجلسی، محمد باقر، الوجيزة:145[رجال المجلسي:156 برقم(148)]قال:و الأحنف مجهول.
- ↑ إشارة إلى أنّ سيّد الشهداء عليه السلام كتب إليه يدعوه إلى نصرته فكتب جوابا مجملا و لم يحضر. [منه(قدّس سرّه)].
- ↑ ذكر ابن قتيبة في عيون الأخبار 211/1 بسنده:..قال:كتب الحسين بن علي رضي اللّه عنهما[صلوات اللّه و سلامه عليهما]إلى الأحنف يدعوه إلى نفسه فلم يردّ الجواب و قال:قد جرّبنا آل أبي الحسن فلم نجد عندهم إيالة للملك، و لا جمعا للمال، و لا مكيدة في الحرب.
- ↑ اختلفت كلمات المؤرّخين في تعيين تاريخ وفاته، فقال بعض:مات سنة 68،و آخر أنّه في سنة:69،و طائفة بأنّه في سنة:71،و اخرى سنة:72 و قد ذكرنا كلماتهم، فراجع.
- ↑ حصيلة البحث إنّ دراسة تاريخ حياة المترجم تكشف على إنّها لم تكن على وتيرة واحدة؛ ففي حياة عمر بن الخطاب كان سائرا في ركاب السلطة الحاكمة، كما و إنّ في زمن تصدّي أمير المؤمنين للخلافة كان في ركابه عليه السلام، و كان مناصحا لإمامه و مجاهدا تحت لوائه، ثمّ بعد شهادة أمير المؤمنين لم أقف على ما يظهر ولاءه للإمام الحسن عليه السلام، نعم كان يظهر ولاءه لأمير المؤمنين عليه السلام في مناسبات في مجلس معاوية، و إلى هنا يمكن الحكم عليه بالحسن، و لكن محاربته للمختار تحت لواء مصعب يوجب التوقف عن تعريفه بالحسن، و إن ثبت كتابة سيّد شباب أهل الجنّة الحسين عليه أفضل الصلاة و السلام له، و امتناعه عن نصرته، و تقريضه لبني هاشم بما نقلناه عن ابن قتيبة كان الحكم عليه بالارتداد متعيّن، و حيث إنّه لم يذكر ذلك سوى ابن قتيبة على ما أطلعت عليه، أتوقف عن الحكم عليه بالحسن أو الفسق، أو الارتداد، و اللّه أسأل أن يختم عواقب امورنا خيرا، و أن لا يخرجنا من الدنيا إلاّ مؤمنين و موالين لأهل بيت الوحي و الرسالة، آمين يا ربّ العالمين. أحوز بن الحسين الشبامي جاء في رجال الكشّي:102 برقم 162 في ترجمة رميلة:جعفر ابن معروف، قال:حدّثني الحسن بن علي بن النعمان، عن أبيه، قال: حدّثني الشبامي أحوز بن الحسين، عن أبي داوود السبيعي.. و في الطبعة الجديدة لرجال الكشّي 320/1 برقم 162:أحور بن الحسين الشامي. و كذلك جاء هذا الحديث في بصائر الدرجات:279 حديث 1 مثله سندا و متنا، و فيه:عن الشامي. و عنه في بحار الأنوار 140/26 حديث 11. حصيلة البحث لم يذكره أعلام الجرح و التعديل، و لذلك يعدّ مهملا، و لا يبعد عدّ الحديث من جهته قويا. [1750] 1139-الأحوص بن جواب جاء بهذا العنوان في العمدة لابن البطريق:225 حديث 355 بسنده:..عن أحمد بن منصور، عن الأحوص بن جواب، عن عمّار بن رزيق، عن الأعمش.. نقلا عن فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل 637/2 حديث 1083، و جاء أيضا في مناقب الخوارزمي:91 حديث 84. و كذلك أيضا في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام لمحمّد بن سليمان الكوفي المتوفّى في سنة 300 ه.ق 461/1 حديث 363،و فيه: أبو الجواب أحوص بن جواب الضبّي. حصيلة البحث المعنون ممّن لم يذكره أعلام الجرح و التعديل فهو مهمل. أحوص بن علي بن مرداس أبو العباس جاء في الأمالي للشيخ المفيد قدّس سرّه:284 المجلس 34 حديث 2 بسنده:..قال:حدّثنا أبو القاسم علي بن محمّد، قال:حدّثنا أبو العباس الأحوص بن علي بن مرداس، قال:حدّثني محمّد بن الحسن بن عيسى الرواسي، قال:حدّثنا سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، و بالسند و المتن في أمالي الشيخ الطوسي قدّس سرّه 60/1[طبعة اخرى: 61 حديث(91)]إلاّ أنّ فيه:محمّد بن الحسين، بدل:محمّد بن الحسن، و عنهما في بحار الأنوار 171/70 حديث 22،و عن أمالي المفيد في مستدرك الوسائل 209/12 حديث 13901. حصيلة البحث المعنون مهمل إلاّ أنّ المستفاد من روايته كونه من خلّص الشيعة و ممّن يليق أن يسبغ عليه الإمام الصادق صلوات اللّه عليه تلك المعارف الإلهية و إنّي أعدّه حسنا، و اللّه العالم. [1752] 1141-الأحوص بن محمّد جاء في وسائل الشيعة 465/2 باب استحباب نقل من أشتدّ عليه النزع إلى مصلاّه حديث 7:و عن الأحوص بن محمّد، عن عبد الرحمن ابن أبي نجران، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبد اللّه، عن أبي جعفر عليه السلام.. ،عن طبّ الأئمة:118. حصيلة البحث المعنون مهمل.
- ↑ مامقانی، شیخ عبد الله، تنقیح المقال، ج8، ص287-300.
- ↑ بروجرودی، سید علی اصغر، طرائف المقال، ج2، ص74.
- ↑ قال المحقق التستري- (رحمه اللّه)-: الصحيح: حتات بن يزيد. القاموس: ج 1، ص 690.
- ↑ كذا و في الكشّي: حصرتموه.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، اختیار معرفة الرجال: سرب.
- ↑ كذا، و في ديوان الفرزدق: الحتات.
- ↑ كذا، و في الديوان: فيحتاز.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، اختیار معرفة الرجال: الرقم 145، ص 90- 92 و فيه في البيت الثالث: الجليل حلائبه، ديوان الفرزدق: ج 1، ص 45.
- ↑ نراقی، میزرا ابو القاسم، شعب المقال، ج1، ص239-241.
- ↑ خویی، ابو القاسم، معجم رجال الحدیث، ج3، ص166-168.
- ↑ امین، ملا محسن، اعیان الشیعة، ج7، ص383-385.
- ↑ كمبا ج 8 ص 476، و جد ج 32 ص 407.
- ↑ كمبا ج 8 ص 468، و ج 13 ص 166، و جد ج 52 ص 248، و ج 32 ص 363.
- ↑ كمبا ج 8 ص 504، و جد ج 32 ص 541.
- ↑ ج 8 ص 528.
- ↑ كمبا ج 8 ص 610. و تمامه فيه ج 9 ص 300- 305، و جد ج 38 ص 183.
- ↑ كمبا ج 9 ص 285، و جد ج 38 ص 106.
- ↑ كمبا ج 3 ص 254، و كتاب الإيمان ص 147، و جد ج 7 ص 219، و ج 68 ص 170.
- ↑ جد ج 42 ص 157 و كمبا ج 9 ص 638.
- ↑ كمبا ج 8 ص 417، و جد ج 32 ص 120.
- ↑ كمبا ج 10 ص 131، و جد ج 44 ص 132.
- ↑ كمبا ج 10 ص 177، و جد ج 44 ص 340.
- ↑ جد ج 35 ص 133، و كمبا ج 9 ص 28.
- ↑ الغدير ط 2 ج 9 ص 81.
- ↑ نمازی، علی، مستدرکات علم رجال، ج1، ص519-522.
- ↑ طوسی، محمد بن حسن، اختیار معرفة الرجال:90-93.
- ↑ اندلسی، ابن عبد ربه، عقد الفريد:28/4.
- ↑ مفید، محمد بن محمد بن نعمان، الجمل:158.
- ↑ طبری، محمد بن جریر، تاريخ الطبري:95/6.
- ↑ دینوری، ابن قتیبة، عيون الاخبار:35/4.
- ↑ صفّين نصر:387.
- ↑ شوشتری، محمد تقی، قاموس الرجال، ج1، ص687-692.
- ↑ البغدادی، ابن سعد، الطبقات الکبری، ج7، ص64-68.
- ↑ البخاري، محمد بن اسماعیل، تاريخ الكبير، ج2، ص50.
- ↑ أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم، أخرج له الجماعة، مخضرم، ثقة. تقريب "1: 49".
- ↑ "الكوسج": الذي لا شعر على عارضيه.
- ↑ العجلی، ابو الحسن، الثقات، ج1، ص57.
- ↑ الرازی، ابن ابی حاتم، الجرح و التعدیل، ج2، ص322 و 323.
- ↑ بستی، ابن حبان، الثقات، ج4، ص57 و 58.
- ↑ بستی، ابن حبان، مشاهیر علماء الامصار، ج1، ص142.
- ↑ الاصبهانی، ابو الشیخ، طبقات المحدثین، ج1، ص296-303.
- ↑ الاصبهانی، ابن منده، معرفة الصحابة، ج1، ص174.
- ↑ الکلاباذی، ابو نصر، الهدایة، ج1، ص101.
- ↑ الاصبهانی، ابن منجویه، الجرح و التعدیل، ج1، ص83.
- ↑ الاصبهانی، ابو نعیم، معرفة الصحابة، ج1، ص367.
- ↑ سورة النحل، آية 90.
- ↑ قرطبی، ابن عبد البر، الاستیعاب، ج1، ص144 و 147.
- ↑ في أ: ولما.
- ↑ في أ: تركك.
- ↑ قرطبی، ابن عبد البر، الاستیعاب، ج2، ص715 و 716.
- ↑ الباجی، سلیمان بن خلف، التعدیل و التجریح، ج1، ص415.
- ↑ جزری، ابن اثیر، اسد الغابة، ج1، ص13.
- ↑ الجزری، ابن اثیر، اسد الغابة، ج1، ص178.
- ↑ البغدادی، ابن سعد، الطبقات الکبری،7 / 93 و97.
- ↑ مرو الروذ، مدينة تقع في الجانب الشرقي لنهر مورغاب، وهي تبعد نحوا من مئة وستين ميلا فوق مدينة مرو الكبرى في خراسان اه، بتصرف عن بلدان الخلافة الشرقية 447.
- ↑ في الأصل: (يصبوان) وهو تحريف، وقد نبه المؤلف لصغرهما لأنه عندما فتحت مرو الروذ عام 32ه كان عمر الحسن أحد عشر عاما، وكانت ولادة ابن سيرين في السنة التالية لفتح المدينة.
- ↑ الشیبانی، احمد بن حنبل، مسند 5 / 372 وعلي بن زيد: هو ابن جدعان ضعيف. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3 / 614.
- ↑ أخرج أحمد 1 / 22 و44 من طريق ديلم بن غزوان العبدي، حدثنا ميمون الكردي، عن أبي عثمان النهدي، قال: إني لجالس تحت منبر عمر، وهو يخطب الناس، فقال في خطبته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة، كل منافق عليم اللسان " وسنده قوي، وله شاهد من حديث عمران بن حصين عند ابن حبان (91) وسنده صحيح.
- ↑ يعني: لا شعر على عارضيه أو نقي الخدين من الشعر.
- ↑ الحوار: ولد الناقة ساعة وضعه، أو حين يوضع إلى أن يفطم. والسلى: الجلد الرقيق الذي يخرج منه الولد من بطن أمه ملفوفا فيه وأراد بعين البعير الخصب.
- ↑ سبخة: ذات نز وملح. ويقال: بئر زعقة إذا كان ماؤها مرا غليظا. ونشاشة: نزازة، لان السبخة ينز ماؤها فينش ويعود ملحا. اه تاج.
- ↑ في الأصل: (سرى) وهو تصحيف، وما أثبتناه من النهاية لابن الأثير وفيه: المرئ: مجرى الطعام، وإنما خص النعام لدقة عنقه.
- ↑ انظر الخبر في؛ طبری، محمد بن جریر، تاریخ طبری 4 / 75 و دمشقی، ابن عساکر، تاريخ مدینة دمشق 8 / 214 آ، وزمخشری، جار الله، الفائق فی غریب الحدیث و الاثر 1 / 345.
- ↑ خلیفة بن خیاط، ابو عمرو، تاريخ خلیفة ص 164.
- ↑ هو عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة الأموي الذي افتتح فارس وخراسان وكابل، وهو ابن خال عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال فيه أمير المؤمنين علي: ابن عامر سيد فتيان قريش. تقدمت ترجمته في الجزء الثالث.
- ↑ هي نيسابور، ذكرها البحتري في قصيدته التي يرثي بها طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين: فلله قبر في خراسان أدركت * نواحيه أقطار العلى والمآثر مقيم بأدنى أبر شهر وطوله * على قصو آفاق البلاد الظواهر
- ↑ خلیفة بن خیاط، ابو عمرو، تاريخ خلیفة 165 وزاد طبری، محمد بن جریر، تاریخ طبری 4 / 169: إن لنا شيخا بها ملقى * سيف أبي حفص الذي تبقى
- ↑ دمشقی، ابن عساکر، تاریخ مدینة دمشق 215 ب.
- ↑ كلمة تقال عند الالم.
- ↑ في الأصل (الاصغر) وما أثبتناه من التقريب والخلاصة وتاريخ الإسلام 3 / 132.
- ↑ الذهبی، شمس الدین، تاريخ الإسلام 3 / 132 والوفيات 5 / 500 وما بين الحاصرتين منهما.
- ↑ ذكره؛ دمشقی، ابن عساکر، تاریخ مدینة دمشق، 8 / 218 ب و219 آ.
- ↑ انظر؛ ابن خلکان، شمس الدین، وفيات الأعيان، 2 / 501.
- ↑ دمشقی، ابن عساکر، تاریخ مدینة دمشق، 8 / 222 ب.
- ↑ في الأصل (وليتك) وما أثبتناه من الوفيات وتاريخ الإسلام.
- ↑ الخبر في تاريخ الإسلام 3 / 133 وانظره مفصلا في الوفيات 2 / 503.
- ↑ الخبر في تاريخ ابن عساكر 8 / 225 آ، وزاد فيه: "..ولقد كنت في المحافل شريفا وعلى الأرامل عطوفا، ومن الناس قريبا، وفيهم غريبا، وإن كنت فيهم مسودا وإلى الخلفاء لموفدا، وإن كانوا لقولك لمستمعين، ولرأيك لمتبعين، رحمنا الله وإياك " اه.
- ↑ المجلد الثامن نسخة (س) من 210 ب - 225 ب.
- ↑ تاريخ الإسلام 3 / 129 - 133. (*) طبقات ابن سعد 5 / 15، طبقات خليفة ت 2003، تاريخ البخاري 6 / 477، الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الثالث 346، الاستيعاب ت 1311، الكامل لابن الأثير 4 / 308، أسد الغابة 3 / 76، تهذيب الأسماء واللغات القسم الأول من الجزء الأول 255، تهذيب الكمال ص 636، تاريخ الإسلام 3 / 25، العبر 1 / 78، الإصابة ت 6154، تهذيب التهذيب 5 / 52، النجوم الزاهرة 1 / 185، خلاصة تذهيب الكمال 183، شذرات الذهب 1 / 77.
- ↑ الذهبی، شمس الدین، سیر اعلام النبلاء، ج4، ص86- 97
- ↑ http://hadith.islam-db.com/narrators/1493/%D8%B6%D8%AD%D8%A7%D9%83-%D8%A8%D9%86-%D9%82%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D9%86-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%86-%D8%AD%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D9%86-%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%B3 وبگاه موسوعة الحدیث